كتب الموضوع   13-07-1999 12:28 PM       

تحت شعار قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( من تعلم أية من كتاب الله استقبلته يوم القيامه تضحك في وجهه ))

بسم الله الرحمان الرحيم

(( لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين ))
سورة التوبة اية 108

هذه الايه الكريمه استكمالا للاية رقم (9) لموضوع مسجد ضرار ...... كما عرفنا سابقا ان الله قد كشف لنا نوايا المنافقين في بناء هذا المسجد وان الله قال هنا جل شأنه وصرح لرسوله صلى الله عليه وسلم ( لا تقم فيه أبدا )
ومعناه لا تصل فيه ولن تقام صلاة فيه ابدا اي انه سبحانه اخبرنا لن يكون له وجود لانه لم يؤسس على التقوى الله اساسه باطل اما المسجد الذي يستحق ان تقام فيه العبادة ويرفع فيه قول الحق هو ما كان أوسس على تقوى الله قال تعالى ( لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه ) إذا المسأله هي ليست في بناء المسجد بل فيمن يدخل ويعمره بالتقوى وقول الخير

( فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين )
كان مسجد قباء الذي بناه المسلمين على التقوى والطهاره وفيه أناس يحبون ان يتطهروا
اما مسجد الضرار فقد أقامه منافقون يحبون ان يتقذروا ويتكائدوا للمسلمين قولا وفعلا
وسبحان الله جاء وصفه للمسلمين بمعنى الحب والجميع يعرف انه ميل الطبع إلى شئ تنبسط له النفس وتخف لعمله ..... والطهاره من مقتضيات الحب هكذا علمنا كتاب الله وربط الحب بالطهاره وحينما نزلت هذه الاية اية الحب والطهاره قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( يا معشر الانصار إن الله قد أثنى عليكم في الطهور فما طهوركم هذا ؟ قالوا : يا رسول الله نتوضأ للصلاة ونغتسل من الجنابة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فهل مع ذلك من غيره ؟؟ وهنا قال أهل قباء لا غير أن أحدنا إذا خرج من الغائط أحب أن يستنجي بالماء ( فكانوا يستنجون بالحجر والماء )
وأضافوا على قولهم : ( ولا نبيت على جنابه ولا نصر على ذنب فإن غلبنا الذنب تعجلنا التوبة )

وبعد ان مدح الله المسلمين في هذه الاية وخص ذلك به الانصار من أهل قباء وذكر لهم ان بينهم وبين الطهاره حب متبادل فهم لا يقيمون الا على طهاره لحبهم في الله وما دامت ذراتهم كله طاهره من النجاسات المعنويه ومن النجاسات الحسية يصبح جهاز استقبالهم للفيوضات الربانيه من الله صالح ودائم الاستقبال فمن كان على هذه من الطهاره ظهر عليه وتضح ذلك كله على ملامح وجهه وكلماته وحسن استقباله

وقفه للتفكر .....
فالنجدد العهد في انفسنا ولنطهرها من كل امر وظن وكيد وحسد ولنجعل لمراكب الايمان في وجوهنا نورا يسعى به اخواننا ولا نترك اجهزة استقبالنا تتعطل... ولنستقبل فيض الله ويده الممدوده لنا ليل ونهار على اتصال منه وكرم فيه سبحانه قال تعالى (( بل يداه مبسوطتان ))
فاحرصوا يااخواني واخواتي في الله تعالى على ان تتناولوا من يد الله المدد
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهاء ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ))

جيون