كتب الموضوع 09-07-1999 07:23 AM
منذ بدايات الأولى لحركات الفكر العربي المعاصر ظهرت موجة محمومة من الهجوم على الدين والعقيدة الإسلامية، وحملة شرسة من الإثارة والتشكيك في المسلَّمات والأصول الشرعية، وصاحب ذلك جرأة شديدة على تحريف المنابع الإسلامية، وتشويه أصول الشريعة ومقاصدها، بالتشكيك الفكري تارة والتشريع القانوني تارة أخرى، وأصبح الطعن في الدين سُلّماً يرتقي درجاته أصحاب الأهواء وطلاب الشهرة حتى في مثل هذه الساحات، وربما تدثَّر ذلك أحياناً بلباس البحث العلمي أو حرية الرأي أو الدعوة إلى الحوار والنقد الذاتي. والنتيجة الطبعية التي يرمي إليها هؤلاء هي: إقصاء الدين، والتفلُّت من أحكام الشريعة، باعتبارها ـ كما يزعمون ـ عقبة في طريق الرقي والنهضة..!! يتشدق مثل هولاء بالدعوة إلى الديمقراطية والحرية، وينادون بالحوار وتبادل الآراء. ويبالغ بعضهم في ادعاء ذلك ليظهر بالمظهر الحضاري التقدمي، وتفتح الأبواب لكل أحد من أصحاب الأهواء والمذاهب التحررية والمنتفعين وذوي المصالح الشخصية الرخيصة.
العلماني
كتب الموضوع 09-07-1999 07:31 AM
أحممممممم .... من تقصدين ؟
معن
كتب الموضوع 09-07-1999 07:32 AM
كاد المريب أن يقول خذوني .
حدائق
كتب الموضوع 09-07-1999 08:46 AM
إن محاولات الكفار والعلمانيين للنيل من الإسلام وأهله ليست بغريبة ولا جديدة من عدو متربص بنا سواء كان في قديم الزمان أو حاضره؛ فالأعداء هم الأعداء، ولن ننتظر يومًا من عدو مستكبر أن يدافع عن عقيدتنا ومقدساتنا وحقوقنا، هذا لن يكون أبدًا إلا إذا كنا أمة هابطة لا نعي ولا نفهم وليس لنا عبرة في تاريخ الأمم ومما قصه الله علينا في كتابه الكريم، يقول ـ تعالى (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون) ولكن ماذا عن أحوالنا معاشر المسلمين؟ هل نحن أهلٌ لحمل هذه الأمانة الخالدة التي عجزت عن حملها السموات والأرض والجبال؟ هل نحن جادون بالتمسك بتعاليم ديننا الحنيف أفرادًا وجماعات وحكومات؟ هل استجبنا لنداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، يقول ـ تعالى ـ: (يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم)
[ تم تعديل الموضوع بواسطة حدائق يوم 09-07-99]
حدائق
كتب الموضوع 09-07-1999 08:50 AM
بنظرة فاحصة في واقع المسلمين اليوم يتبين لك مدى التخلف الذي وصلوا إليه في جانب الدين والعقيدة. وأقصد بالتخلف : التخلف في الواقع .. لا في أساس الدين ـ معاذ الله ـ بل إن الدين الإسلامي هو الدين الحق الوحيد منذ طلوع شمسه، ولا يمكن لحضارة إنسانية أن تسير في النهج الصحيح لها بدونه، مهما ارتقت في الجانب المادي؛ فإن العاقبة معروفة، وسنة الله معلومة. إن واقع المسلمين اليوم يشكل تخلفاً في فهم بدهيات الدين. نعم في بدهيات الدين فضلاً عن فروعه.. فهناك تخلف في فهم معنى حاكمية الإسلام.. وفي معنى الولاء والبراء.. وفي معنى يُسر الشريعة .. حتى وصل التخلف إلى مفهوم شهادة أن لا إله إلا الله .. نعم حتى الشهادة لم يَعِ معناها الحق كثير من المسلمين وإن كانوا يتلفظون بها في اليوم مرات عديدة.. بل لقد بلغ التخلف في فهم هذا الدين إلى أقصى درجاته في معرفة الرب ـ جل وعلا ـ حيث يوجد في ديار الإسلام من ينكر وجوده، ومن يدعي شريكاً له ـ تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً ـ. إذن: أي حضارة نطالب بها؟ إننا لا نريد حضارة جوفاء كحضارة الغرب الكافر اليوم.. لا بد أن يكون سعينا للتقدم والرقي الحضاري من أساسه لا من مظاهره؛ حتى لا تكون حضارتنا جوفاء.. إن الحضارة تقوم على الإنسان أولاً قبل أن تقوم على إنجازاته. فلا بد أن يكون الإنسان في نفسه راقياً متحضراً قبل أن تكون منجزاته كذلك.. ورقيه يكون بتحقيق الغاية التي من أجلها خُلق.. فعلى رِسْلكم يا دعاة الحضارة والتقدم على رِسْلكم.. المضمون أولاً ثم الأثر: الإسلام الصحيح، ثم الاستخلاف في الأرض..