الكاتب الموضوع:   رواية ينبغي أن تُراجع
حامد العولقي   كتب الموضوع   07-07-1999 03:43 AM   الملف الخاص للعضو  حامد العولقي   أرسل بريد إلكتروني إلى  حامد العولقي     
بسم الله الرحمن الرحيم
رواية ينبغي أن تُراجع
رواية البخاري: (حديث رقم 3184 ، 3185). ‏الجزء الثاني. كتاب الأنبياء. ينبغي مراجعتها والتأكد من صحتها لأنها تبدو شديدة التأثر والنقل والاقتباس عمّا جاء في التوراة المحرّفة.
توراة/ تكوين 21:
14فَنَهَضَ إِبْرَاهِيمُ فِي الصَّبَاحِ الْبَاكِرِ وَأَخَذَ خُبْزاً وَقِرْبَةَ مَاءٍ (الرواية: ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء/ ومعهم شنة فيها ماء) وَدَفَعَهُمَا إِلَى هَاجَرَ، وَوَضَعَهُمَا عَلَى كَتِفَيْهَا، ثُمَّ صَرَفَهَا مَعَ الصَّبِيِّ. فَهَامَتْ عَلَى وَجْهِهَا فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. 15وَعِنْدَمَا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الصَّبِيَّ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ (الرواية:حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة)، 16وَمَضَتْ وَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ، عَلَى بُعْدِ نَحْوِ مِئَةِ مِتْرٍ، لأَنَّهَا قَالَتْ: «لاَ أَشْهَدُ مَوْتَ الصَّبِيِّ» ( تفسير ابن كثير:فقالت: يا إسماعيل مت حيث لا أراك/ رواية البخاري: عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى -أو قال يتلبط - فانطلقت كراهية أن تنظر إليه). فَجَلَسَتْ مُقَابِلَهُ وَرَفَعَتْ صَوْتَهَا وَبَكَتْ.17وَسَمِعَ اللهُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ، فَنَادَى مَلاَكُ اللهِ هَاجَرَ مِنَ السَّمَاءِ (الرواية: فإذا هي بالملك عند موضع زمزم، فبحث بعقبه، أو قال: بجناحه، حتى ظهر الماء/ فإذا جبريل عليه السلام قال: فقال بعقبه هكذا وغمز عقبه على الأرض قال فانبثق الماء) وَقَالَ لَهَا: «مَا الَّذِي يُزْعِجُكِ يَاهَاجَرُ؟ لاَ تَخَافِي، لأَنَّ اللهَ قَدْ سَمِعَ بُكَاءَ الصَّبِيِّ مِنْ حَيْثُ هُوَ مُلْقًى. 18قُومِي وَاحْمِلِي الصَّبِيَّ، وَتَشَبَّثِي بِهِ لأَنَّنِي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً». 19ثُمَّ فَتَحَ عَيْنَيْهَا فَأَبْصَرَتْ بِئْرَ مَاءٍ، فَذَهَبَتْ وَمَلأَتِ الْقِرْبَةَ وَسَقَتِ الصَّبِيَّ. 20وَكَانَ اللهُ مَعَ الصَّبِيِّ فَكَبُرَ، وَسَكَنَ فِي صَحْرَ اءِ فَارَانَ، (جعل الرواة مكة هي فاران) وَبَرَعَ فِي رَمْيِ الْقَوْسِ. (الرواية: فجاء فوافق إسماعيل من وراء زمزم يصلح نبلاً له/ وإسماعيل يبري نبلاً له تحت دوحة قريبا من زمزم/ ذهب يصيد). 21وَاتَّخَذَتْ لَهُ أُمُّهُ زَوْجَةً مِنْ مِصْرَ. (تكافيء زوجة من جرهم/فبلغ ابنها ونكح منهم امرأة / وشب الغلام وتعلم العربية منهم وأنفسهم وأعجبهم حين شب فلما أدرك زوجوه امرأة منهم).
فالنقل للرواية يبدوا واضحاً عن الاسرائيليات ،وهذا لا يمكن أن يأتي عن الرسول صلى الله عليه وسلم لأن الأرجح أن لا يقول الرسول عن التوراة إلا ماقاله القرآن عنها ،والمقطوع به أن الرسول لن يردد بطريقة حرفية ما كتبته اليهود.
وخطأ الرواية الفادح الذي يرجّح ضعفها هو احتوائها على كلمة (دوحة):
الرواية:وضعها عند البيت، عند (دوحة) فوق زمزم في أعلى المسجد .
ويقول لسان العرب: الدَّوْحةُ: (الشجرة العظيمة) المتسعة من أَيّ الشجر كانت.
وهذا لا يتماشى بوضوح مع الآية الكريمة : بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ .
فالقرآن الحقّ ينصّ أن الوادي (بكّة) لا توجد به أي حياة نباتية (غَيْرِ ذِي زَرْعٍ)،بينما الرواية تنصّ أن بالوادي (شجرة عظيمة).
فالرواية تبدو وضع جاز لدى العلماء ربما لمتانة السند وصحته،ولكن المتن وخبر الرواية يتضح فيه النقل والاقتباس،ويلزم من العلماء المختصين إعادة التدقيق والمراجعة لهذه الرواية والتأكد من صحتها (خاصة خبرها ومتنها) وعدم الوقوف حيث انتهى العلماء الأوائل ، فهم قد أبلوا بلاءً حسناً رحمهم الله حسب علوم زمانهم وينبغي علينا اليوم أن ننقح بعض روايات الحديث لأنه قد تُسنبط منها أمور في ديننا ولأننا قد نُسئل عن ذلك التقصير أمام الله.
حامد العولقي

www.geocities.com/Athens/Rhodes/8098

أبوعبدالرحمن   كتب الموضوع   07-07-1999 06:42 AM   الملف الخاص للعضو  أبوعبدالرحمن     
الأخ حامد
هلا حددت في أي باب من كتاب الأنبياء في صحيح الإمام البخاري يوجد هذا الحديث ؟

لأن الطبعات مختلفة وبالتالي يختلف الترقيم

كما أرجو أن لا تطرح الموضوع بهذه الصيغة والأسلوب
فهذه أساليب قد أتقناها من أبعدوا من هذا المكان .

فتأمل !!

حامد العولقي   كتب الموضوع   07-07-1999 04:50 PM   الملف الخاص للعضو  حامد العولقي   أرسل بريد إلكتروني إلى  حامد العولقي     
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ أبو عبد الرحمن حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً على كلماتك الطيبة وأقدر تعليقك ،حفظك الله، النابع عن حبك لدينك، حول الأسلوب والصيغة التي قد تُشطط بالظن، ولكن الحكمة والموعظة الحسنة لا تتأتى لكل إنسان إلا من رحم الله ،وندعو الله أن يعلمنا الحكمة والقول الحسن.وأرجو ألا أكون قد رددت هذه الرواية ولكن أردت مراجعتها والتأكد من صحتها وربما تضعيفها .
وقد تكون هذه الرواية صحيحة وظني كاذباً ،وأرجو الله المغفرة،ولكننا نعاني في عصرنا هذا من ركود شديد نحو مراجعة كثير من الصحاح التي قد نستغرب من بعض رواياتها من نواحي منطقية أو قرآنية ،ورغم ذلك نقبل بها لأننا ربما ورثناها أباً عن جد دون أن نمحصها ونرى ملائمتها للقرآن والفطرة السليمة والعقل.وقبل أن نصحح ما يحمله غيرنا من أهل الكفر والنفاق يجب أن نصحح ما نحمله نحن من أمور قد لا تتفق مع القرآن والفطرة والعقل.ولا يخفى عليكم الزخم اليهودي في كثير من الروايات ،والحق أحق أن يتبع ، وينبغي أن يكون أحدنا أول من يخضع له، وطبعاً هذه أمور ينبغي أن يتولاها أهل الاختصاص بعلم الحديث ونحن هنا مجرد نشير ونلمح لبعضها لا لشيء سوى تحفيزاً للبحث وتحبيب المراجعة والمقارنة وإعادة النظر فيما لدينا من روايات تؤثر على ديننا قليلاً أو كثيراً،ولو انتظر كل منا غيره ليبدأ لما تزحزحنا قيد شبر
وفي هذه الرواية نرى النقل الذي يكاد يكون حرفياً ، واضحاً في بعض نواحيها ولو قالها الرسول صلى الله عليه وسلم لأتتنا بصيغة عربية وبقالب مختلف تماماً عن غير ناقلة للقالب اليهودي كما رأينا من المقارنة السابقة
-------------------------------
عن جابر بن عبد الله أن عمر بن الخطاب أتى النبي صلى الله عليه وسلم بكتاب أصابه من بعض أهل الكتاب فقرأه على النبي صلى الله عليه وسلم فغضب وقال: أمتهوكون فيها يا ابن الخطاب؟ والذي نفسي بيده لقد جئتكم بها بيضاء نقية، لا تسألوهم عن شيء فيخبروكم بحق فتكذبوا به أو بباطل فتصدقوا به، والذي نفسي بيده لو أن موسى كان فيكم حيا ما وسعه إلا أن تبعني.
****
أنه بينا هو جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه رجل من اليهود فقال يا محمد هل تتكلم هذه الجنازة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أعلم قال اليهودي أنا أشهد أنها تتكلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا حدثكم أهل الكتاب فلا تصدقوهم ولا تكذبوهم وقولوا آمنا بالله وكتبه ورسله فإن كان حقا لم تكذبوهم وإن كان باطلا لم تصدقوهم.(مسند الامام أحمد)
-----------------------------------
ولا أحب بعد نص الآية الكريمة (بوادٍ غير ذي زرع) أن أسلّم بوجود أي نبات بالوادي الشريف فلعلي أقع فيما ليس لي به علم وأزيغ عن قرآن ربي،ولكنني أرى وبقوة أنه لا يمكن أن تكون هناك شجرة عظيمة بالوادي (دوحة) والله يقول أن الوادي غير ذي زرع.
وأشكرك يا أخي الكريم أبو عبدالرحمن على اهتمامك الكريم واسمح لي أن أعاتبك على تلميحك ومقارنتك ،غفر الله لي ولك.والاختلاف لا يفسد الود
وقد تكون الرواية صادقة وماسطرته يداي قد يكون هو الضلال ولكن لابد من إثارة العلم والتدارس لنتأكد من صحة بعض الروايات ونطمئن لها أو نضعفها والله أعلم
أخوك / حامد العولقي
---------------
‏برنامج المحدث الاصدار (8.55)
صحيح البخاري، الإصدار 1.07
للإمام البخاري
*** وجدت في: الجزء الثاني.
64 - كتاب الأنبياء.
12 - باب: {يزفون} /الصافات: 94/: النسلان في المشي.
(3184) - وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن أيوب، السختياني وكثير بن كثير بن المطلب بن أبي وداعة، يزيد أحدهما على الآخر، عن سعيد بن جبير: قال ابن عباس:
أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل، اتخذت منطقا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه، حتى وضعها عند البيت، عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء، فوضعهما هنالك، ووضع عندهما جرابا فيه تمر، وسقاء فيه ماء، ثم قفى إبراهيم منطلقا، فتبعته أم إسماعيل، فقالت:
يا إيراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي، الذي ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وجعل لا يتلفت إليها، فقالت له: آلله الذي أمرك بهذا؟ قال: نعم، قالت: إذن لا يضيعنا، ثم رجعت، فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال: {ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع - حتى بلغ - يشكرون}. وجعلت أم إسماعيل ترضع إسماعيل وتشرب من ذلك الماء، حتى إذا نفذ ما في السقاء عطشت وعطش ابنها، وجعلت تنظر إليه يتلوى، أو قال يتلبط، فانطلقت كراهية أن تنظر إليه، فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها، فقامت عليه، ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى أحدا فلم تر أحدا، فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعت طرف درعها، ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى إذا جاوزت الوادي، ثم أتت المروة فقامت عليها ونظرت هل ترى أحدا فلم تر أحدا، ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فذلك سعي الناس بينهما). فلما أشرفت على المروة سمعت صوتا، فقالت صه - تريد نفسها - ثم تسمعت، فسمعت أيضا، فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا هي بالملك عند موضع
زمزم، فبحث بعقبه، أو قال: بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه وتقول بيدها هكذا، وجعلت تغرف من الماء في سقائها وهو يفور بعد ما تغرف.
(3185) - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو قال: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن كثير بن كثير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
لما كان بين إبراهيم وبين أهله ما كان، خرج بإسماعيل وأم إسماعيل، ومعهم شنة فيها ماء، فجعلت أم إسماعيل تشرب من الشنة، فيدر لبنها على صبيها، حتى قدم مكة فوضعها تحت دوحة، ثم رجع إبراهيم إلى أهله، فاتبعته أم إسماعيل، حتى لما بلغوا كداء نادته من ورائه: يا إبراهيم إلى من تتركنا؟ قال: إلى الله، قالت: رضيت بالله، قال: فرجعت فجعلت تشرب من الشنة ويدر لبنها على صبيها، حتى لما فني الماء، قالت: لو ذهبت فنظرت لعلي أحس أحدا، قال: فذهبت فصعدت الصفا فنظرت، ونظرت هل تحس أحدا، فلم تحس أحدا، فلما بلغت الوادي سعت أتت المروة، ففعلت ذلك أشواطا، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل، تعني الصبي، فذهبت فنظرت فإذا هو على حاله كأنه ينشغ للموت، فلم تقرها نفسها، فقالت: لو ذهبت فنظرت، لعلي أحس أحدا، فذهبت فصعدت الصفا، فنظرت ونظرت فلم تحس أحدا، حتى أتمت سبعا، ثم قالت: لو ذهبت فنظرت ما فعل، فإذا هي بصوت، فقالت: أغث إن كان عندك خير، فإذا جبريل، قال: فقال بعقبه هكذا، وغمز عقبه على الأرض، قال: فانبثق الماء، فدهشت أم إسماعيل، فجعلت تحفر،..

أبوعبدالرحمن   كتب الموضوع   08-07-1999 02:24 AM   الملف الخاص للعضو  أبوعبدالرحمن     
الأخ حامد وفقه الله لكل خير

اطلعت على جوابك السابق،فكانت لي هذه الوقفات :

الأولى :

لو كنت أشك في انتمائك ، لما وصفتك بأعظم وصف وهي الأخوة ، وهذا الوصف كما تعلم لا يستحقه من يطعن بأمهات المؤمنين وأصحاب النبي عليه الصلاة والسلام - رضي الله عن الجميع - .

فطالما رفضوا أخوة أصحاب محمد عليه الصلاة والسلام ، فكيف نقبل أخوة هؤلاء الضالين .

فالأصل بقاء الأخوة بين المسلم وأخيه ، ما لم يستبن فيه بدعة مغلظة .

ثانياً :

اعتراضي إنما انصب على أسلوب العرض وطريقته ، وهذا واضح من خلال مداخلتي السابقة .

ولا أكتمك حديثاً – وهذا لم أشر له في مداخلتي السابقة – وأهمس في أذنك وأقول :
إن طبيعة القضية المطروحة ، وطبيعة الاعتراض المقدم من قبلك ، يدعو للشك والريبة
ويذكرني بأسلوب البعض ممن أجاد فن التشكيك في صحيح الإمام البخاري
الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله عند السنة .

والذي يبقى هذا الشك ضارب بأطنابه في عقول البعض ، أنه بالرجوع إلى صفحتك ، وهي صفحة مفيدة وجيدة ومتميزة في موضوعاتها ، لا يجد فيها ما يميز انتماء صحابها
وطبيعة منهجه .

ومع ذلك : لم ألتفت إلى ذلك كله .

وقد تتساءل : لماذا كل هذا طالما لم تلتفت له ؟
هل غرضك التشكيك ؟

أقول : لا ، ولكن رحم الله امرءاً ذب الغيبة عن نفسه .

ثالثاً :

إن من البدهيات المتقررة عند أهل العلم في الموقف من الإسرائيليات
- وهي معلومة لديك – أنها على ثلاثة أقسام :

1 – ما جاءت موافقة للشرع ، فهذا نقبله .
2 – ما جاءت مخافة له ، وهذا نرده .
3 – ما لم يوافق ولم يعارض ، فتعامل معه على ما قرره عليه الصلاة والسلام : لا تصدقوهم ولا تكذبوهم . وعلى منهجية : حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج .

وعلى هذا فليس كل ما ذكر في التوراة هو خطأ ، لا يجوز الالتفات إليه
كلا ، إذا وجدنا ما وافق الشرع عندنا فهو من الثابت الذي لم يحرف ، ومنها الحديث الذي ذكرته معترضاً عليه .

رابعاً :

لقد حرصت أن أراجع كل شروح صحيح البخاري المتوفرة لدي :
فنظرت في فتح الباري لابن حجر ، وعمدة القاري للعيني ، وإرشاد الساري للقسطلاني ، وشرح الكرماني للبخاري ، فلم أجد واحداً منهم قد تحدث عن هذه الرواية بمثل ما تحدثت به ، ولم يشككوا في سنده ولم يقفوا مع متنه ، وهم العلماء المتمرسون في هذا الفن رواية ودراية ، بل تعاملوا معها على أنها رواية صحيحة السند والمتن .

إن من اطلع على شروح هؤلاء العلماء يدرك الدرجة الرفيعة التي وصلوا إليها في فن الرواية وعلم الجرح والتعديل والتصحيح والتضعيف ، وفي فن الدراية والفقه والإستنباط .

إن نقد متن الحديث من أصعب مباحث هذا الفن ، فهو يحتاج إلى عالم لها دراية كبيرة بالعلوم الشرعية المختلفة :
وخاصة القرآن وتفسيره
الفقه وأصوله
الحديث ومصطلحه
واللغة ومدلولاتها
وغير ذلك من فنون هذا العلم الكبير .

ولعلك قرأت مقدمة المنار المنيف لابن القيم ، وأدركت ما يحتاجه من أراد أن ينقد المتن دون السند .

كما أن هناك رسالة علمية طبعت ، وهي بعنوان ( نقم متون السنة ) للدكتور الدميني
بين فيها من هو المؤهل لنقد المتن .

لقد خاض في هذا المسلك وللأسف ما هب ودب ، فخرج علينا العقلانيون والمعتزلة يردون الأحاديث بعقولهم دون أن يملكوا مقومات هذا العلم .

خامساً :

راجعت أيضاً ( هدي الساري ) لابن حجر ، وهي مقدمة للفتح
ذكر فيها الأحاديث التي أخذت على الصحيح والجواب عليها ، فلم يذكر هذا منها .
ورجعت أيضاً للإلزامات والتتبع للدارقطني ولم يذكر هذا الحديث فيه .

وهنا أسألك : هل تعرف عالماً واحداً معتبراً – وأركز على كلمة معتبر – قد قال بقولك أو بعض قولك .

سادساً :

حرصت على مراجعة إسناد الحديث ، فكان إسناده كالشمس في رابعة النهار صحة
وهذا من باب تحصيل حاصل .

سابعاً :

لا أدري يا أخ حامد :
لماذا أثارتك وجود كلمة ( الدوحة ) في ثنايا ذلك الحديث ؟
ولا أدري ما التعارض بين قوله تعالى ( بواد غير ذي زرع ) ، ووجود الدوحة ؟

إن من قرأ مكة وواقعها ، تجد هذه الصفة ملازمة لها حتى في وقتنا الحاضر .

فارجع إلى سيرة النبي عليه الصلاة والسلام ، فستجد أنهم ما فتئوا يصفونها بأنها واد غير ذي زرع ، ومع ذلك تجد في كثير من الأحاديث أنه استظل تحت شجرة ، وجلس تحت شجرة ، وهذا في نفس مكة وليس في خارج حدودها ، فهل في هذا منافاة .

بل وارجع إلى كتب التاريخ المتأخرة كأخبار مكة ، والعقد الثمين ، وإتحاف الورى ، وغاية المرام كلها تصف مكة بذلك الوصف ، مع وجود تلك الشجرات هنا وهناك
والتي لا تزيل الوصف السابق عنها .

وحتى المعاصرين يصفونها بذلك ، ولو ذهبت إلى مكة الآن ، تجدها خالية من الزروع إلا من هذا الشجر الكبير وهو ما يعرف بالطلح وغيره .

فلا تناقض ، ولو كان هناك ما يدعو للشك والتناقض لما وجدت العلماء قد سكتوا عن ذلك ، وتاريخهم وكتبهم تشهد بذلك .

والله أعلم وأحكم .

الرجل الرشيد   كتب الموضوع   08-07-1999 07:24 AM   الملف الخاص للعضو  الرجل الرشيد     
جزى الله أخانا أباعبدالرحمن كل خير على هذا التوضيح
ونرجو من الأخ حامد أن لا يستعجل بطرح أي خاطرة تلوح له
فالعلم له أصوله وضوابطه

حامد العولقي   كتب الموضوع   08-07-1999 08:41 PM   الملف الخاص للعضو  حامد العولقي   أرسل بريد إلكتروني إلى  حامد العولقي     
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ العزيز/ أبو عبد الرحمن حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم أنا معجب بردودكم الرزينة التي آتاكم الله فيها الحكمة والوعظ الرشيد بإذنه.وأشهد الله يا أخي أبا عبدالرحمن أني أحبك في الله لإطمئنان لدي أنك لاتريد إلا وجه الله كما أحسبك.وأرجو أن لا تبغضني ان اختلفت معك في أمور قليلة أو كثيرة ،لأن ذلك سيحزنني لحبي ولاحترامي لك في الله وحسبنا الله شهيد على ما أقول.فالاختلاف سنة ولكن الظلم هو الافتراق والخصومة.
فإن بغضتني لا سمح الله ،فإني واثق أنه سيكون في الله لسبب ما تراه،وليس لشخصي ولن ينقص ذلك من حبي لك في الله شيئاً بإذنه لأني أثق أن بغضك سيكون لله لنظرة صادقة تؤمن بها،قد تكون صائبة، تظن أن من يخالفها هو من أهل الضلال .
ورجائي عندك إن كان لابد فأرجو ألا تقرر ذلك إلا بعد استخارة المولى بصلاة خاشعة تطلب من الخالق أن يلهمك الصواب.
فمن منا يأمن مكر الله وممن منا يستطيع أن يزكي نفسه ويعلم حقيقتها ،فلعل أحدنا ضالاً وهو لايشعر،وحسبنا أن ندعو الله أن نكون من المسلمين المهتدين.
ويؤسفني أن أرى أن أهل النفاق والطعن في الدين ومن أزاغ الله قلوبهم قد جعلوا أهل التوجه الصادق لسبيل الله ، في حيرة من بعضهم بعضاً ،فلم يعد أحدنا يستطيع أن يُحسن الظن بأخيه إلا بجهد ومشقّة،ويفضل أن يحذره وربما يسيء الظن به خوفاً على دينه وعقيدته ،حتى يثبت له العكس.
وأرى أننا لا نستطيع كمسلمين أن نفترق عن أهل النفاق ماداموا يصرون أنهم مسلمون إلا إذا شققنا عن قلوبهم وميّزنا الكافر من المؤمن بهذه الطريقة.وقد علمنا بوجود المنافقين بعصر رسول الله صلى الله عليه وسلم،الذين ظهر نفاق الكثير منهم ولم يعد أحد يشك في وجوده، ولكننا لم نعلم أنهم طردوا من المساجد أو عوملوا بعزل أو غيره ، ولكنهم عاشوا وماتوا بين المسلمين ولم يسع المسلمون الصادقون سوى مجاهدتهم والحذر منهم والغلظة عليهم لردعهم وزجرهم .
والقرآن يشهد أن المنافق كان مع الصادقين في الدنيا وعاش بينهم :
يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ {14} الحديد
وما أراه اليوم من حرب وفرقة بين المسلمين ليس من الرشاد وأراها أقرب للفتنة التي تحرق الاخضر واليابس والتي ستطال المسلم المنافق والمسلم الصادق دون تمييز ،ونصبح أحزاباً : كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ
وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ {52} فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ {53} المؤمنون
وعودة لموضوعنا:
لا نستطيع أن نقارن مكة اليوم بمكة إبراهيم ،فكل زمان له ظروفه ومناخه وطقسه .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن جزيرة العرب قليلة الزروع:
لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا (مسند الامام أحمد)
فاليوم غير البارحة. والظروف المناخية لا تبقى على حالها.
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ(37) إبراهيم
فنجد أن ثمرات اليوم هي استجابة لدعاء إبراهيم عليه السلام بأن يبارك الله في تربة ذلك الوادي القاحل فيجعله خصيباً
والرسول صلى الله عليه وسلم لا نتوقع أن يردد ماجاء بالتوراة وعنده القرآن العظيم ،بل أنه يغضب وينفر من صحائف توراتية تُجلب له مستنكراً على البعض اعتبارها ومعهم القرآن ،فكيف نتوقع بعد ذلك أن يردد الرسول حديثاً فيه الكثير من الاقتباسات الواضحة من التوراة كما أبنت بموضوعي؟
النقل الحرفي عن التوراة بالرواية واضح في جوانب منها،ولا أظن أن الرسول سيخالفنا إلى مانهى المسلمين عنه. ولو رواها الرسول لرواها وصاغها بطريقة مستقلة تماماً لا توحي بالنقل .وكما نرى آي القرآن في سردها لقصص الأنبياء التي وردت بالتوراة لا نجد فيها اقتباساً وإلا فرح الكافرون ولكن نجد تصديقاً فقط أما السرد فمستقل ومختلف تماماً بل ويتصادم بعضه مع كثير من سطور التوراة.
ولم ينهانا الرسول عن الأخذ من اهل الكتاب مالم يتعارض مع القرآن كما أشرت فلا بأس أن نحدّث عن بني إسرائيل ولكن ليس معنى ذلك أن ننسب تلك الروايات والاحاديث الاسرائيلية للرسول صلى الله عليه وسلم،فالنقل من الروايات اليهودية شيء ونسبها للرسول شيء آخر.
والبخاري ومن بقدره من العلماء لا يضرهم أمثالي وحسبهم حب الصالحين لهم بعد حب الله إن شاء الله ،ولكن لا حب ان أغلو بأحد مهما كان صالحاً وعالماً فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم نعلم ماقاله الله عنه:
وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ {144} آل عمران
فمابالنا بمن هم دون مقام رسول الله. فقدر علمائنا عظيم ولكن لن نغالي فيهم كما غالى الكثير في رسل الله وأوليائه،فالغلو مهلكة.وحسبهم أن يكون قدرهم علماء مجتهدون أبلوا بلاء حسناً ونفعوا الأمة نفعاً عظيماً ولكنهم معرضين كغيرهم أن يفوتهم مايفوت الناس،وحسب المرء شرفاً أن تحصي عثراته.
والمسلم الصادق تقيده الجماعة وإلا فهو ليس من الرسول في شيء :
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ {159} الأنعام
ولكن ليس معنى هذا أن نقيد فكرنا بفكر غيرنا من العلماء الأفاضل .فلا رهبانية في الدين ولكن ينبغي البحث والتدارس والتناصح كل على قدر علمه وفهمه ولكل مجتهد نصيب.
أما الإفتاء والجزم والحزم لمسالة ما ،فهذا لايقدر عليه إلا أهل تلك المسألة كما ذكرت حفظك الله ممن لديه أدواتها الوافية.
وقد ناقشت أحد الأخوة في نفس الموضوع فرد علي معترضاً على مفهوفي لكلمة زرع فأوضح لي أن الزرع يعني النبات الذي يؤكل والذي يثمر والذي ترعاه الأنعام أما غير ذلك فليس بزرع .وإذن فلا تتعارض بين وجود الدوحة وبين عدم وجود زرع ببكة.
وهذا ردي أضعه هنا لعلاقته بالموضوع من ناحية ولمزيد من التدارس لكلمة زرع من ناحية أخرى.
--------------
صدقت أن كلمة زرع تعني المثمر ومايصلح للأكل والمرعى وأؤيدك أن هذا هو المعنى الأول والبديهي والغالب وبسبب هذا المعنى يضعف رأيي كثيراً ولكن قد لا يُلغى تماماً لنواحٍ سأعرضها .وأنا لا أصر على موقفي من الرواية ولكن أطمح أن أثير به تدارساً ومراجعة لها .
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ(27) السجدة
يقول اللسان: الزَّرْعُ وقد غلب على البُرّ والشَّعِير، وجمعه زُرُوع، وقيل: الزرع نبات كل شيء يحرث
فنجد أن الآية تربط معنى الزرع بالأكل والثمر ،كما تفضلت (وهو المعنى الغالب).
ولكن ليس بالضرورة أن ينحصر معنى الزرع على ما يثمر ومايصلح للأكل والمرعى فقط وإنما كل ما يخرج من الأرض ،وربما غلبت التسمية تجاوزاً على معنى النبات الذي يؤكل ،ليس إلاّ.
الزرع: الإِنباتُ، يقال: زَرَعه الله أَي أَنبته.(لسان العرب)
فالزرع كلمة شاملة لكل نبت ولا تحصر في ما يؤكل فقط.
زرع الله أنبت (القاموس المحيط)
أَزْرَعَ الزَّرْعُ: طالَ (القاموس المحيط)
الانسان غالباً لا يزرع إلا ما يريد أن يأكله فارتبط معنى الزراعة بالشجر المثمر المفيد كغذاء
الزرع بمعناه الشامل هو كل ما زرعه (أنبته) الله على سطح الارض من نبات سواء جعلنا نزرعه بأيدينا أم لم نزرعه،مثمر أو غير مثمر.
أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلَا يُبْصِرُونَ(27) السجدة
نجد أن الزرع هنا لم يتدخل فيه الانسان وهو هنا كما ذكرت يعني مايؤكل. لكن الزرع في أصله هو الانبات والإنماء والخلق (خروج النبت وطلوعه) :
أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ(63)ءَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ(64) الواقعة
نعم الزرع مرتبط بحرث الانسان ولكن ليس بالضرورة ،فنجد هنا معنى الزرع هو النماء والإخراج والإنشاء .
كما أن الحرث لا ينحصر بالثمار فربما حرث الانسان زرعاً لأغراض أخرى لايريد منها الأكل كصد الرمال أو سور طبيعي ،فالحرث يشمل كل مايزرعه الانسان لكل الاغراض.
فنجد أن فعل زرع كمعنى أصلي،كما بالآية الكريمة يدل على الخلق والانبات والاخراج للنبات ،فهي كلمة عامة تدل على الإنبات والإخراج (طلوع النبات)،ومنها يكون كل ما ينبت فهو زرع زرعه الله وخلقه.
فالزرع بالآية يُراد منه معنى الخلق والصنع عموماً (أي نبت) ولا ينحصر في معنى النبات المثمر.
يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ (11) النحل . فالزرع في أصله (نبت) على العموم وغير محصور بزرع الأكل.
الزرع بمعناه الشامل هو كل ما نبت على الارض يصلح للأكل بشكل خاص ولكن ليس بالضرورة فتعلم أن هناك زروع طبيعية لا تؤكل.فالزرع هو كل مازرعه الله ،حرثناه أم لم نحرثه،أكلنا منه أم لم نجد فيه مايؤكل.ولايمكن أن نقيد معنى الزرع بالأكل.
الكلمة الغالبة لمعنى الزرع كما شاع هو النبات المفيد الذي يؤكل ولكن يظل هناك معنى أعم للزرع وهو الإنبات عموماً لكل شجر ونبت. وتستطيع أن تزرع أي شجرة مثمرة أو غير مثمرة ،وتسميها (زرعاً) ،لأن الزرع عام لكل نبتة. ومثل ذلك زراعة الشر وليس الخير فقط (نستطيع أن نزرع الشوك والخبيث من الشجر).
رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ (37) إبراهيم
الوادي الشريف تنص الآية أنه غير ذي زرع (لا يوجد به زرع) وربما ليس لا يُزرع فإبراهيم يصف حال الوادي أنه لا يحوي زروعاً (نباتاً طبيعياً) وأبسط معنى أنه واد لا يوجد به كلأ ولا عشب.أو أن الوادي ليس فيه زرع طبيعي على الأقل.
فإذا لم تستطع أرض الوادي أن تنبت حشيشاً طبيعياً أو كلأ طبيعياً تأكل منه الأنعام،فكيف تسنّى لتلك الشجرة العظيمة أن تنبت وتعيش بذلك الوادي بينما عجز ت أن تنبت فيه حشيشة واحدة أو بضعة حشائش (غير ذي زرع) ؟
أليس من الأسهل خروج بعض الكلأ والحشيش وليس خروج شجرة عظيمة ؟
إن قلنا أنه توجد زرعة بسيطة (نبتة صغيرة)،حشيشة أو عشبة (ولابد أنها تصلح للأكل) بالوادي فقد رددنا الآية (غَيْرِ ذِي زَرْعٍ) ،فكيف بقولنا أنه توجد بالوادي شجرة عظيمة ؟ لننتبه أن من ينص بعدم وجود زرع هو القرآن الدقيق المحكم الآيات،إي ليس هناك مجال لافتراضات وتجاوزات مهما كانت بسيطة.
واد غير ذي زرع يعني وادياً قاحلاً ،ولا يمكن أن نصف وادي به شجرة عظيمة بأنه قاحل (غَيْرِ ذِي زَرْع).
إن وجود شجرة عظيمة بالوادي لابد أن يتيح لبعض الحشائش والاعشاب أن تنبت بالوادي،وبذلك سيتصادم ذلك مع وصف الوادي الحقيقي.
وكلمة زرع بمعناها الدقيق لا تجوز إلا لله وتجوز للإنسان كلمة حرث ،أي أن الزرع هو كل ما أنبته الله وإن غلب معنى الزرع المثمر:
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يقولن أحدكم زرعت ولكن ليقل حرثت.(مجمع الزوائد)
الوادي لا يُفترض أن يكون فيه أحد قبل إبراهيم ،أي أن إبراهيم ربما لا يقصد أن الوادي لا يصلح للزراعة ،فيبدو أنه لم يجرب أحد أن يزرع فيه بزمن إبراهيم لأنه لايرجح أن يكون مأهولاً بأحد قبله،ولكن أراد إبراهيم أن الوادي لا توجد به زروع طبيعية كعشب وحشيش ونحوه على أقل تقدير.
زرع الناس يراد به الثمر غالباً ولكن زرع الله كل نبت وكل خلق ويرجح أن إبراهيم لم يكن يقصد زرع أناس لخلو الوادي ولكن زرع طبيعي زرعه الله لا دخل للناس في حرثه. ووجود دوحة بالوادي ربما ناقضت صفة الوادي الخالي من الزرع .
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ(21) الزمر
ترى أن الآية هنا تريد من الزرع معنى النبات عموماً باختلافه وأنواعه جميعها ولا نستطيع أن نجعل المعنى محصوراً بنبات يؤكل فقط.
الارض التي غير ذات زرع (لا زرع فيها) قد توصف بالارض البيضاء :
وقال ابن عباس: إن أمثل ما أنتم صانعون: أن تستأجروا الأرض البيضاء، من السنة إلى السنة.
[ش (أمثل) أفضل. (تستأجروا) بالذهب أو الفضة أو النقد عامة. (البيضاء) التي لا زرع فيها].‏صحيح البخاري
ولايرجح أن نقول للأرض التي بها شجرة عظيمة أنها أرض بيضاء.
-----------
أخوكم/ حامد العولقي


[ تم تعديل الموضوع بواسطة   حامد العولقي   يوم   08-07-99]

العلماني   كتب الموضوع   08-07-1999 08:44 PM         
دعوا الناس تتحدث بما تريد
دعوا الناس تنقد ما تشاء
لا تحجروا واسعاً .

حامد العولقي   كتب الموضوع   08-07-1999 08:45 PM   الملف الخاص للعضو  حامد العولقي   أرسل بريد إلكتروني إلى  حامد العولقي     
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم / الرجل الرشيد حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيراً على النصح ،وأدعو الله أن لا يكون بحثي مجرد خواطر ،وإلا هلكت باتباعي الهوى
هدانا الله لأقرب من هذا رشدا
أخوكم / حامد العولقي

الرجل الرشيد   كتب الموضوع   08-07-1999 08:56 PM   الملف الخاص للعضو  الرجل الرشيد     
يا العلماني
دعك مما لاتحسن الحديث فيه
وحاول أن ترد على مناقشات الأخوة لك هناك في موضوعك فصل الدين عن الدولة .

ـــــــــــــــ

الأخ حامد :

أعيد عليك سؤال الأخ أبي عبدالرحمن :
هل تعرف عالماً معتبراً قال بقولك ؟
أرجو أن نسمع الإجابة .

حامد العولقي   كتب الموضوع   10-07-1999 07:58 PM   الملف الخاص للعضو  حامد العولقي   أرسل بريد إلكتروني إلى  حامد العولقي     
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم / الرجل الرشيد حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعلمائنا الكبار كل حب وتقدير واعتبار وأنا تلميذهم بإذن الله ولكن لا أحب أن أقيد عقلي بعقولهم فلا أحد من البشر قد أحاط بكل شيء علماً ولكنه رأي الجماعة والتدارس والنصح
وأدعوك للنظر بموضوعي الثاني حول مزيد من الدراسة حول الرواية
هدانا الله لأقرب من هذا رشدا
أخوكم/ حامد العولقي

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف