الكاتب الموضوع:   لا مكان للدولة الدينية في واقعنا العربي ، ناقشوني إن استطعتم
العلماني   كتب الموضوع   26-06-1999 05:26 AM         
أنا مسلم
أؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسوله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره .
وأصلي الصلوات الخمس .
إلا أني أؤمن أنه لا دولة دينية تصلح لقيادة الأمة العربية
ولم نجد عبر تاريخ الأمة العربية الطويل أن دولة دينية على الصورة التي تنادي لها الأحزاب الدينية
قامت في فترة من الفترات .
وهذه القناعة أتت بعد بحث وقراءة واستقصاء .

فمن أراد منكم أن يدخل في حوار معي فليشمر عن ساعديه ، وليتحمل ما يأتيه من حجج قوية ، ولا يتهرب بكلمات عامة وإنشائية .

كما أرجو أن نتجنب السباب والشتائم والتكفير
فأنا أعلنت عن معتقدي في البداية
حتى أغلق الباب على أهل التكفير .

القصيمي   كتب الموضوع   26-06-1999 05:35 AM   الملف الخاص للعضو  القصيمي     
تمام لكن لي تحفظ على الأسم المستعار اللي تستخدم،المشكلة في التطبيق ماهو بالأسلام..وطول مالتطبيق الفعلي للنظام الدولة الأسلامية ناقص وماهو صحيح مارايح تنجح...ولكن السؤال لماذا لايتم التطبيق الفعلي للأنظمة الأسلامي بالدول التي تدعي انها دول اسلامية ..انا بجواب على جزء بسيط من السؤال وهو طول مايتعارض التطبيق الفعلي مع مصالح وتوجهات ومزايا فئة معينة من مجتمع ما فلن ينجح نظام الدولة الأسلامية والعكس صحيح فاذا تم تطبيق كافة التشريعات والأنظمة الأسلامية على جميع الأمور وعلى جميع شرائح المجمتع الأسلامي فسينجح ..والدليل ارجع لتاريخ عمر بن عبدالعزيز(رضى الله عنه).. وتحياتي

العلماني   كتب الموضوع   26-06-1999 05:49 AM         
يا أهلاً وسهلاً بالقصمان
ذكرني اسمك بعبدالله القصيمي
ولكن خاب ظني فيك
ومع ذلك احترم وجهة نظرك
وهل عندك مانع تسمع مني أدلتي وترد عليها ؟

وعلى فكرة :
علماني على وزن قصيمي
وما فيش حد أحسن من حد

Sindbad   كتب الموضوع   26-06-1999 05:53 AM   الملف الخاص للعضو  Sindbad   أرسل بريد إلكتروني إلى  Sindbad     
لست من أهل التكفير على حد قولك ... و لكن كيف نجح نبينا محمد صلى الله عليه و على اله وسلم و كذلك الخلفاء الراشدين من رفع راية الإسلام ... وجعل الدولة الإسلامية خطر يهدد أكبر دولتين ( الفرس والروم ) على الرغم من حداثة ظهور الدولة الإسلامية ... و أريد أن أسألك سؤالا اخر ... حدثني عن دولة واحدة تطبق الإسلام بحذافيره و بدون تجاوزات ... فعندما يطبق النظام الإسلامي بشكل حقيقي و يفشل ... في ذلك الحين أعتقد أنه بإمكانك أن تكون علمانيا ... فلماذا استبقت الأحداث ... أم هي عدم ثقة بكمال الدين و صلاحه لكل زمان و مكان ...؟؟؟؟؟!!!!!

لم أكفرك ... و لم أستخدم أسلوب السباب أو الكلام الإنشائي ... إنما هو المنطق ...


و أتمنى أن يكون لنا لقاء اخر
Sindbad

Sindbad   كتب الموضوع   26-06-1999 05:53 AM   الملف الخاص للعضو  Sindbad   أرسل بريد إلكتروني إلى  Sindbad     
أسف ... الموضوع تكرر

مع تحياتي
Sindbad

[ تم تعديل الموضوع بواسطة   Sindbad   يوم   26-06-99]

جيون   كتب الموضوع   26-06-1999 10:50 AM   الملف الخاص للعضو  جيون     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير
اخي الكريم في بداية قولك قلت انا مسلم ونك تؤمن بالله الى اخر ما ذكرت من الايمان ....
كل ذلك كانت عبادات اعتقاديه منك وهذا جزء مهم لتكوين شخصية المسلم الايمانيه ويبقى إيمانيات بالتشريع على الارض........
ولكن أين جزء التشريع وتنفيذ أوامر الله لنا في خلافة الارض وتعميرها لا يتم ذلك الا اذا كانت هناك دولة اسلاميه قائمه على الدين فلا نستطيع ان نفصل بين إيمانياتنا الاعتقاديه مع عباداتنا السلوكيه الفرديه وتطبيق الدين في دولة للتشريعان من حدود الى حقوق لدول مجاوره لنا كادوله اسلاميه ....
اذا سلمنا بكلامك وقلنا مثل ما قلت فكيف نفهم فول الله تعالى
اليوم اكملت لكم دينكم وأتممتوا عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا ...
فهل من المعقول ان ينزل الله الرسول و الانبياء فقط ليعلمونا الاعتقادات الايمانيه ويتركوا الجزء الاكبر في التشريع لاقامت دولة ... لا طبعا هكذا يصبح المنهج ناقص
يا اخي الكريم اذا فشلت بعض الدول في إدارة حكمها وهي ذو طابع اسلامي لا يكون القصور من دين الله انما القصور هو يأتي من من يطبقون المنهج ناقص ....
واخير ا اخي لدي سؤال لك شخصي لو سمحت ....
هل انت تسأل ذلك لانك تبحث عن اجابه ترضيك ام لانك أردت شيء أخر ؟؟
تنبيه يا اخي الفاضل لا تستهين بشرع الله فالله يتعالي بأن ينزل شرعه ناقص لنبحث نحن العباد عن اسباب تكوين دوله ناجحه .....

جيون

محب اهل البيت   كتب الموضوع   27-06-1999 02:23 AM   الملف الخاص للعضو  محب اهل البيت     
الأخ العزيز
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الواقع الحالي لا يعني استحالة اقامة دولة دينية وان كانت الأحزاب الدينية كما تسميها لم تضع برنامجا محددا للدولة الاسلامية المنشودة ، فالقصور في اداء الأمانة شيء وامكانية تحقيقها شيء آخر.
اخي ، ماذا تقول في دولة النبي عليه الصلاة والسلام وخلافة الخلفاء الراشدين هل كانت خطأ او مستحيلة ايضا؟!!
ثم الا تعلم ان النبي عليه الصلاة والسلام اخبر عن مرحلتنا الحالية واخبر بان بعدها خلافة على منهاج النبوة وهي على يدي المهدي ( محمد بن عبد الله ) وقولك هذا يناقض حديث الرسول الكريم ولذا ارجو التراجع عنه مع الشكر

khf   كتب الموضوع   27-06-1999 02:42 AM   الملف الخاص للعضو  khf   أرسل بريد إلكتروني إلى  khf     

أنت مسلم ولا تعرف ان العلماني هو الذي يكره أن ينتصر هذا الدين ( الإسلام ) ويرتفع شأنه [ باختصار]. وهذا هو النفاق الذي بين الله أن صاحبه في الدرك الأسفل من النار , وإلا فاسمع إلى قول الله تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فاولئك هم الكافرون ) فليس بعد الكفر شيء

أبوعبدالرحمن   كتب الموضوع   27-06-1999 05:34 AM   الملف الخاص للعضو  أبوعبدالرحمن     
أشكر للأخوة الكرام ما قدموا من توجيهات وكلمات وآراء سديدة ، تحكي غيرتهم على دينهم وإسلامهم وثوابتهم ، التي لا يسمح لأحد كائن من كان أن يمسها بتشكيك أو غمز أو عبث .

أيها العلماني :

ذكرت من ضمن مقالك السابق : أنك تملك حججاً قوية
لعلها هي التي دفعتك لمثل تلك الرؤى والتصورات .

فهلا ذكرتها للأخوة هنا ؟

لننظر فيها ، ونتأملها ، ونحكي لك رأينا فيها .

فقد تتحطم عندها آراؤك ، وتتهاوى معها حججك ، وتكون تلك التصورات نسياً منسياً .

إن كنت ريحاً
فقد لاقيت إعصاراً

جيون   كتب الموضوع   27-06-1999 11:07 AM   الملف الخاص للعضو  جيون     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير يا اهل الخير .....

الله يحفظك يا اخوي ابو عبد الرحمن .........
رايك طيب فالتعرض ما لديك يا اخي الكريم ولنفكر سويا لنصل الى ما يهدئ النفوس

كلمه خاصه لاخي ابو عبد الرحمن ... الله يعزك بالاسلام
لا عزة لنا بغير الاسلام فقد علمنا هذا الدين ان العزه بمنهج الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ....
إن كنت ريحاً
فقد لاقيت إعصاراً

جيون

العلماني   كتب الموضوع   28-06-1999 03:54 AM         
sindbad ، جيون ، محب أهل البيت ، khf ، أبوعبدالرحمن

أحيي فيكم تفاعلكم ، وإن كنت أختلف معكم في وجهات نظركم .

واستجابة لطلب أبي عبدالرحمن ، سأطرح عليكم بعض حججي ونظراتي ، وأرغب أن تسمعوني رأيكم بدون تشنج وعصبية ، وإليكم الأولى :

إن الدولة الدينية معناها تكريس الاستبداد السياسي ، الذي عانينا منه طويلاً في ظل الحكومات الدينية ومعه تضيع الديمقراطية والرقابة الشعبية
وتسلم رقاب الناس والحكم المطلق في أيدي الحكام
ويجب الطاعة المطلقة في أعناق المحكومين ، والويل لك إن اعترضت فستكون خارجياً .

وانظر إلى أوروبا ، فعندما فصلت الدولة عن الدين ، ونقلت السيادة إلى الأمة ، انطلقت في طريق الازدهار والتقدم ، ونعمت شعوبها بالحرية،نعم بالحرية .

ونحن !!!!

مسولف7   كتب الموضوع   28-06-1999 04:34 AM   الملف الخاص للعضو  مسولف7     
قال الله تعــــــــالى ومن لم يحكــــــم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون )

قال الله تعــــــــالى ومن لم يحكــــــم بما أنزل الله فأولئك هم الظالمون )

قال الله تعــــــــالى ومن لم يحكــــــم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون )


سورة المائدة الآيات 44 45 47

وقال الله تعـــــالى ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين

لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ))

سورةالأنعام الآيتان 162-163

وبما ذا تفسر آيات الحدود التي في القران الكريم في القصاص من القتلة وفي حد

السرقة وشرب الخمر وفي الزنا .

وكيف قامت الدولة الإسلامية في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم

وفي عهد الخلفاء الراشدين

وما رأيك في الدولة الأموية والعباسية التي زادت فيها الفتوحات الإسلامية

وغيرها من الدول الإسلامية .

ثم إن العلمانية التي تقر بها وسميت نفسك باسمها تدعو إلى فصل الدين

عن الدولة فلسان حالها يقول :

صلي وصم وحج واجعل الناس يسيرون في أمور حياتهم على ما يحبون ويريدون

وتنحية الدين جانبا ...الهذا خلقنا ؟؟؟

وهذا كفر والعياذ بالله كما يتضح من الآيات السابقة

والله تعالى يقول ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ))

[ تم تعديل الموضوع بواسطة   مسولف7   يوم   28-06-99]

جيون   كتب الموضوع   28-06-1999 10:41 AM   الملف الخاص للعضو  جيون     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الخير
يا اخي الفاضل ان حجتك التى ذكرت هي حق وواقع عرفناه جميعا كانت السيطره الدينيه على الشعوب هي التى افقدتهم الحريه وهي التى حملت عليهم كل الظلم وتعسف حتى احيانا يطلق عليه تعسفا ديني .....ولكن انت عن ماذا تتحدث عن واقع ليس بواقعنا وعن شعوب ليست بشعوبنا وعن مجتمعات ليست مجتمعاتنا .... انت جئت بواقع اوروبا والتعسف الديني الكنسي الذي عم وطم على مجتمعاتهم المسيحيه حتى انهم كانوا يقتلون علمائهم ان جاءوا بأمر يخالف الكنيسه وأسقفها
الذي ولاء نفسه الاله ليشرع ويعطي لمن يرضى عليه سكوك غفران وأراضين من الجنه ...
نعم هل تعرف جاليليوا الذي جاء بأن الارض كرويه وكان هذا الامر مخالف لامر الكنيسه فقرر رهبانهم بأن يقتل امام الناس ليكون عبره لمن تحدثه نفسه بأن يخالف امر الرهبان وليس شرع الله كما يزعمون
فقابل ذلك المجتمع المسيحي بالتذمر والضيف فطالبوا بأن يفصل الدين عن إدارة حكم شعوبها
ان الدين لا يتجاوز باب الكنيسه انه يجب ان يكون محبوسا في جدرانها فاذا دخل المسيحي تعبد ربه فأذا خرج من بابها فعل كل ما يخالف شرعه ودينه .... وفي هذا الزمان اصبحت حتى الكنيسه
تتخلى عن أمورا كانت تراها خطيئه وجرم في حق الله يا اخي كل هذا كان سببه أهواء الرهبان
و تحقيقا لمصالحهم السياسيه بأسم الدين وبأسم الله والله برئ مما يمكرون وينسبونه له سبحانه .....
ومن توفيق الله في احادث التاريخ كنا نحن في تلك الحقبه من الزمن نطبق شرعنا في ظل دوله اسلاميه وعلى منهج الله وشرعه فكنا نعيش في حريه وشورى بين الناس وحاكمها فإذا وجد احد الناس ظلمنا أو امر يخالف منهج الله في تطبيق حكمه وقف امام الحاكم يقومه ويرشده بالحكمه والموعظه الحسنه فشرعنا الاسلام يا اخي الكريم جاء لنا لتعمير دنينا واخرتنا وليكن بين الدنيا والاخره جسر موصول فديننا كامل وكمله الله بذالك الجسر ولم يفصل بين الدنيا والاخره كما فعل رهبان الكنائس في مجتمعاتهم يحكمون الناس بأهواءهم
من غير شرع الله .....
يا اخي الكريم نحن شعوب اسلاميه فإن طبقنا ديننا كاملا فلا تضيع الرقابه الذاتيه من الشعوب
وانظر تاريخك وأسلافك العظام كيف كانوا يقفون امام الخليفه ويحاسبونه
اما عن الديمقراطيه فهي ليست له وجود لدينا لان الديمقراطيه معناه ان اترك الحكم المطلق لشعوب من دون ان انفذ حكم الله بيننا نحن لدينا شورى وبحث ونظر وتقصي استفتاء اليس كل هذا من الرقي الحضاري اليوم انا اسمع لرأيك وانت تسمع لرأي في أمور دنيانا وترك الله لنا بعض امورنا نبحث فيها وبعضها لم يكلفنا الله بها لانه سبحانه تفضل الله علينا به فهو اعلم بما يكون لنا فيه الخير ......

جيون

أبوعبدالرحمن   كتب الموضوع   30-06-1999 11:36 PM   الملف الخاص للعضو  أبوعبدالرحمن     
أيها العلماني :

لقد تأملت ما كتبت وما خطته يراعك ، فألفيتك تتبنى فكرة قد كررها فرج فودة وفؤاد زكريا وغيرهما من العلمانيين في كثير من كتاباتهم ، وهي فكرة قد أبان عوارها كثير من أهل العلم والمثقفين ، فكانت شنشنة نعرفها من أخزم .

يا علماني :

يجب علي وعليك قبل أن نبدأ بأي مسألة حول ما ذكرت ، لابد أن نملك تصوراً صحيحاً حول الإسلام ومفاهيمه وحقيقته ، إذا ملكنا ذلك يكون بإمكاننا بعدها أن نتحدث ونتحاور بكل وضوح .

وإليك هذه الحقائق الإسلامية التي قد تكون غائبة عن البعض :

أولاً : الحاكمية لله والسيادة للشريعة

لا منازعة في أن الحاكمية العليا والسيادة المطلقة في الإسلام لا تكون إلا للشرع لا غير ،
فهو وحده الحجة القاطعة والحكم الأعلى ، وعلى الناس كافة أن يخضعوا له حكاماً ومحكومين ، والخليفة وآحاد الأمة في ذلك سواء ، وقد دلت على ذلك محكمات الأدلة وانعقد عليه إجماع الأمة في مختلف الأعصار والأمصار ،

فالجانب التشريعي : في الديمقراطية الغربية وهو الذي يعني الإقرار لممثلي الشعب بالحق في التشريع المطلق يحلون به ما يشاءون ويحرمون به ما يشاءون أمر لا يعرفه الإسلام ولا يقره بحال من الأحوال
، ولا مماراة في ذلك ولا مماحكة ، فإن هذا هو مفترق الطرق بين النظام الإسلامي الذي يدين بالعبودية لله وحده ، وبين الأنظمة العلمانية التي تخلع الربقة وتأبى الخضوع لأمر الله.

ثانياً : طاعة أولى الأمر مقيدة بالله ورسوله :

لقد تمهد في محكمات الأدلة أن الطاعة المطلقة لا تكون إلا لله ورسوله لا غير وأن كل الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤخذ من قوله ويترك ، وأن طاعة وأن طاعة أولي الأمر مقيدة بما كان لله طاعة وللمسلمين مصلحة ، وأنه إذا أمر المسلم بمعصية فلا سمع ولا طاعة .
فالطاعة لأولي الأمر مشروطة بطاعتهم لله ، لأنه لاطاعة في معصية وإنما الطاعة في المعروف ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره مالم يؤمر بمعصية ، فإن أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين أمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) . فكررت الآية ذكر الطاعة مع الرسول صلى الله عليه وسلم ولم تكرره مع أولي الأمر للدلالة على أن الطاعة لهم ليست مطلقة فيما كان لله طاعة وللمسلمين مصلحة .
والطاعة للأبوين مقيدة :
قال تعالى : ( وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ) .
وطاعة الزوج مقيدة ، إذ لا طاعة لزوج في معصية الله .
وبالجملة فلا طاعة لأحد في معصية الله سبحانه وتعالى .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا طاعة لأحد في معصية الله إنما الطاعة في المعروف " .
وقال عليه الصلاة والسلام : " لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق " .

ثالثاً مبدأ الشورى :

إن الشورى في الإسلام ليست نتاج تجربه بشرية أو تقليداً اجتماعياً . إنها دعامة أساسية من دعامات بناء المجتمع المسلم وحق أصيل للجماعة المسلمة قرره الله سبحانه ونزل به الوحي قرآناً يتلى ويتبع إلى قيام الساعة لا يملك فرد أو جماعة أو هيئة أن ينسخ هذا الحكم لأنه تشريع إلهي .
بل إن الشورى في الإسلام وصف عام دائم للجماعة المسلمة ليس فقط في حياتها السياسية بل في حياتها الاجتماعية والعلمية والاقتصادية وسائر شئون الحياة . وهي ليست منحة من الحاكم يمن بها على شعبه حيناً ثم يمنعها حيناً آخر بدعاوى مختلفة منها أنه أعلم بشئون شعبه أو أن الأمة غير مهيأة لمزاولة هذا المبدأ ولو كان هذا الحق لحاكم لكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أولى به وهو مع ذلك يلزم به إلزاماً ويمارسه واقعاً حياً ومنهجاً ثابتاً يسير عليه من بعده الصحابة والتابعون (فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر ) . يقول سيد قطب في تفسير تلك الآية التي نزلت في أعقاب غزوة أحد أنه كان في استطاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يجنب الجماعة المسلمة تلك التجربة المريرة ، التي تعرضت لها لو انه قضى برأيه في خطة المعركة مستنداً إلى رؤياه الصادقة وفيها ما يشير إلى أن المدينة درع حصينة ولم يستشر أصحابه أو لم يأخذ بالرأي الذي انجلت المشورة عن رجحانه في تقدير الجماعة .

أيها العلماني :

يجب علينا أن نفهم هذا التصور الصحيح عن الإسلام بعد ذلك نسأل أنفسنا :

هل الذي طبق الإسلام أم ظله ؟

rocky   كتب الموضوع   01-07-1999 01:04 PM   الملف الخاص للعضو  rocky   أرسل بريد إلكتروني إلى  rocky     
انا أوءيد الأخ العلماني....فالتاريخ العربي الأسلامي منذ نهاية عصر الخلفاء الراشدين لم
يحمل الينا اي حاكم عادل باستثناء عمر بن عبدالعزيز....اما امتداد رقعة الدولة في العصر العباسي والأموي وتطورها فهذا راجع الى المسلمين انفسهم وليس لهم اي فضل فيه.....نعم سمح الحكام
في تلك الايام بتطور علمي ...ولكن ايضا ليس لهم الفضل في ذلك.......كان القصد هوشغل المسلمين عن ذلك........

جيون   كتب الموضوع   01-07-1999 02:09 PM   الملف الخاص للعضو  جيون     

السلام عيكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير

يا اخ روكي ....
هل استعرضت كل التاريخ الاسلام وسير خلافاءه ...
لتحكم بأن بالاستثناء لعمر بن عبد العزيز ....
واذا سلمنا برأيك ؟؟؟؟
ماذا كان منهج عمر بن عبد العزيز في حمكه خامس الخلا فاء الراشدين ؟؟؟؟
فهل كان في حمكه منهج العمانين ؟؟
وهل فصل علوم الدنيا عن علوم الاخره ؟؟؟
فاين اسقطت من تاريخنااااا الذهبي ابوبكر الصديق وعمر بن الخطاب وغيرهم من عظماءنا الحكام ...
واين الدوله العثمانيه التى كانت تهز اورباء خوفا ...
تهزها من رقيهااااا السياسي ورقيهاااااا الحضاري ...
فكانت تطلق عليها ميراث الرجل الابيض
راجع التاريخ ثم تحدث بمنطق اكثر
وهات ما لديك لنفكر سويا
الاسلام ومنهجه خير خلاص لنا نحن العرب فلا رفعه ولا علوا الا مع راية الاسلام
هكذا علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه الخاصية التي منحنا اياه رسولنا الكريم

جيون

rocky   كتب الموضوع   01-07-1999 10:07 PM   الملف الخاص للعضو  rocky   أرسل بريد إلكتروني إلى  rocky     
الاخ جيون
انا لم اسقط سيدنا ابوبكر او سيدنا عمر ويبدو انك لم تقرأ ما كتبته جيدا , الخلقاء الخمسة الراشدين هم الوحيدين الذين لم يوروثوا الحكم لاهلهم.....و لكن يأخي هل تستطيع ان تأتي بمثل
الصحابة.....لا....حتي الدولة العثمانية كان
نظامها وراثي وتاريخ البطش العثماني في الدول العربية معروف....اما الفتوحات العثمانية,
فكما قلت سابقا فضله يرجع للمجاهدين وليس للنظام اي منه .

وفي رأيي الشخصي لا تعارض بين الاسلام و العلمانية
الا في المسمى....الاسلام يدعو الى حرية الفكروالمعتقد ...تمعن في سورة الكافرون .انا ادعو
الى علمانية حقيقية وليست قشرية هشة كما في
تركيا......وسأبين بمثال:
الزواج في الدول العلمانية هو عقد مدني يحل ويربط
وفي الاسلام ايضا عقد ممكن حله في اي وقت يتفق الطرفان فيه علي ما ارتضياه من شروط....بينما
الزواج الكنسي المسيحي رباط منزل من السماء
لا يمكن قطعه الا بأمر من رجل الدين.

يا أخوان لا تتعلقوا بالمسميات وافهموا اللب و الجوهر......و سلامتكم

جيون   كتب الموضوع   03-07-1999 09:54 PM   الملف الخاص للعضو  جيون     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا اخي الكريم ...
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بمعنى الحديث الخير في امتي الى قيام الساعه
وسوف نجد من يشابه الصحابه الكرام وافاعلهم وهذا ليس على الله بعزيز ..
قولك عن المجاهدين هم الذي كان لهم السبب في اتساع مساحة الدولة العثمانيه يا اخي هؤلاء المجاهدين لن يعطوا ويثمر عطائهم الا في ظل دوله صالحه قامت على خدمتهم واعطائهم حقهم

مهما قفزت في مخيلتكم من افكار مستورده والتى من صنع المستشرقين حول التاريخ الدولة العثمانيه الا ان للحقيقه مخارج ومسالك نور من ابسط هذه الحقائق هي ذواتنا وحكم احترام عقولنا فمن منكم يصدقني بفكره وليترك تلك التسأولات تدق عليه طريق الانصاف والننّصف تاريخنا واقولها نعم تاريخنا رغم انن عربي فهذا لا يمنع ان انصف حق الاتراك في بداية الدوله العثمانيه وقوتها
لما يقع الظلم عليهم دائمن هل لإنهم ليسوا عربا فحكموا عربا ؟؟؟؟
ولما الظلم يتبعهم في كل العصور والازمان أمن المعقول انهم لم يتركوا اثرا طيبا للامه الاسلاميه فمن باب إنصاف حقهم ان نذكر محاسنهم كما تغنينا بمفاسدهم وظلمهم لنا ؟؟؟
ولماذا لا نذكر إلا الفترة التى سبقت سقوطهم من تاريخ دولتهم العثمانيه وأين فترتها المزدهره من معارف التاريخ ؟؟؟
أمن المعقول ان كل انجازاتهم عيوبا وظلما وقهرا؟؟؟؟
فالنكن منصفين وطالبين للعدل حقا نراجع ما عرفنها عن تلك الدوله
وانا هنا لن اتحدث الا عن الدور القيادي لها للامه الاسلاميه فهذا ما يخص موضوعنا

بدأت الدوله العثمانيه يبرز نجمها على يد محمد الفاتح ذو 24 سنه سمي الفاتح لانه فتح القسطنطينيه التى استعصت على المسلمين ثماني قرون فنبعث الامل من جديد في نفوسهم فوضع المسلمين ثقتهم في ال عثمان من الاصل التركي لقيادة الامه الاسلاميه على منهج الله فقامت دوله عثمانيه اسلاميه وسموا بذلك دليلا على كفاءتهم وقوتهم واجتهادهم في صناعة الحرب وحسن القياده العسكريه

قال barron carra devaux
في كتابه مفكرو الاسلام عن ترجمة محمد الفاتح
إن هذا الفتح (القسطنطينيه) لم يقيض لمحمد الفاتج اتفاقا ولا تيسر لمجرد ضعف دولة بيزنطية بل كان هذا السلطان يدبر التدابير اللازمة له من قبل ويستخدم له كل ما كان في عصرة من قوة العلم ))

مزايا الشعب التركي
اولا \ شعب فيه روح الجهاد
ثانيا \ كان متوفر لديه القوة الحربيه فحكموا ثلاث قارات اوروبا واسيا وافريقيا واصبحوا سادة
البحر المتوسط من غير منازع انشأوا أسطولا عظيما لا قبل لاوروبا به ففي عهد سليمان القانوي اصبحت السياده برا وبحرا والسلطه روحيه وسياسيه
كانت اوروبا كلها ترتعد منهم خوفا ويدخل ملوكها الكبار في ذمة ملوكهم ويمسك أهل الديارعن قرع
أجراس كنائسهم احتراما للترك إذا نزلوا بها وامر البابا ان يحتفل بعيد الشكر مدة ثلاثة ايام
لماأتاه نعي محمد الفاتح ....
ثالثا\ كانوا في احسن مركز للقياده العالمية في شبه جزيرة البلقان
قال نابليون : لو كانت الدنيا دولة واحدة لكانت اسطمبول أصلح المدن لتكون عاصمة لها

كل ما ذكر بختصارسابقا دليلا على ان الاسلام خير وعاء لتكوين دوله ناجحه بكل المقايس
فهذه الدولة العثمانيه هم ليسوا عربا الا انهم حملوا الاسلام خير من العرب ذاتهم ولان ذروة الاسلام الجهاد هابتهم الامم ووضعت لهم الف حساب وحساب ..... وانا لم اتحدث الا عن الفتره الذهبيه لهذه الدوله

اما عن الفترة التى سقطت وضعفة فيها الدوله كانت لاسباب ظاهره واهمها البعد عن الدين وهذا هو السبب الرئيسي الذي اسقط هذه الدوله إذا علينا ان نعرف ان كلما كانت الدوله تلتزم بمبادئ الدين الاسلام كانت اقوى والظهر فالنذكر بختصار اهم اسباب اسقطت العثمانين
1\ انحطاط الاتراك في الاخلاق وجمودهم في العلم وصناعة الحرب
2\ الجمود العلمي في تركيا
3\ الانحطاط الفكري والعلمي العام

جيون

جيون   كتب الموضوع   03-07-1999 10:04 PM   الملف الخاص للعضو  جيون     

اما عن قولك عن النظام الوراثي فهذا ليس في الاسلام ....
يقوم النظام على الانتخاب والبيعه ...
فلا تجعل من الدول التى تستخدم النظام الوراثي هي رمز للاسلام ..

هناك تعارض كبير بين الاسلام والعلمانيه بل تعارض في الاساس
نحن في الاسلام يكون الحكم لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم ومن ثم لاولي الامر مناااااااا ....
اما العلمانيه فهي ترفض هذا الحكم وتكتفي بحكم البشر بل وتناقش كل امر من امور الله وهذا نحن ما لا نرضاه كمسلمين ...

جيون


vip   كتب الموضوع   04-07-1999 04:26 AM   الملف الخاص للعضو  vip   أرسل بريد إلكتروني إلى  vip     
يا علماني
طبعا ما عندك مانع اناديك بهالاسم ..
ما عليش ما اقدر الان اناديك اخي بس بعد اذنك بقول يا عزيزي....
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه من رآى منكم بي اعوجاجا فليقيمني . ولكن بماذا تقيموني
قال بهذا يا عمر (اشارو على سيوفهم) هل هذي الاستبداد الذي تقصده
و ما رائك في قصة امير المومنين علي ابن ابي طالب
و اليهودي الذي سرق الدرع. و ما رائك في مسآلة اسرى بدر و اختلاف الرسول صلى الله عليه و سلم و معه بعض الصحابه مع عمر رضي الله عنهم عندما نزل الآيات مؤئده عمر على من افضل الخلق و معه افضل الرجال , هل هذا استبداد بنظرك ان الدين المشوره .
نقطه اخرى هل الفتوحات على عهد عمر رضي الله عنه
ليس نجاحا هل الوصول الي اواخر افريقيا عدم نجاح
هل فتح اسبانيا فشلا في نظرك
الفرق الذي بيننا و بينهم ليس فقط في الحكام و لكن العامه هل تقارن نفسك او انا او ايا كان باحدى رجال ذلك العصر من مننا سيرفع سيفه بوجه حاكم الان .
هل يوجد رجال الان بمستوى سميه بنت ابي بكر او خوله او الخنساء.
طبعا الاجابه ستكون لا .
اذا اعطني رجال ذلك الوقت سترى الحكم الاسلامي الصحيح مهما كان الحاكم
عزيزي الكلام او المسمى الذي اخترته لنفسك خطير
اتمنى ان تفكر جيدا بالموضوع و ان تختار يليق بك لاني ارى انشالله بك خيرا
انت مهما كان ابن فطره فانت رجل مما كتبت عن نفسك تستحق النصيحه و انا ياخي لن اخسر شىء اذا استمريت في نهجك انا ولله الحمد و اخذت الاجر باذن الله لكن الرسول صلى الله عليه و سلم و صى المسلم على اخيه المسلم (احب لاخيك المسلم ما تحبه لاخيك) .
نقطه . حسبي الله على غازي و تركي الحمد ومن على اشكالهم .
ارجع يا اخي نسآل الله لك الهدايه
و اسف للاطاله يا اخييييييي .

vip   كتب الموضوع   04-07-1999 04:38 AM   الملف الخاص للعضو  vip   أرسل بريد إلكتروني إلى  vip     
قصدت بحديث سيد المه اللهم صلي و سلم عليه احب لاخيك المسلم ما تحب لنفسك
و استغفر الله على هذه الغلطه الغير مقصودة فقال صلى الله عليه و سلم (من كذب علي متعمدا فليتبؤا مكانه من النار ) و لله الحمد انني لست متعمد.
عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال ,قال صلى الله عليه و سلم انما الاعمال بالنيات و انما لكل امرىء ما نوى.

vip   كتب الموضوع   04-07-1999 04:38 AM   الملف الخاص للعضو  vip   أرسل بريد إلكتروني إلى  vip     
قصدت بحديث سيد الامه اللهم صلي و سلم عليه احب لاخيك المسلم ما تحب لنفسك
و استغفر الله على هذه الغلطه الغير مقصودة فقال صلى الله عليه و سلم (من كذب علي متعمدا فليتبؤا مكانه من النار ) و لله الحمد انني لست متعمد.
عن عمر ابن الخطاب رضي الله عنه قال ,قال صلى الله عليه و سلم انما الاعمال بالنيات و انما لكل امرىء ما نوى.

هجيرالصمت   كتب الموضوع   04-07-1999 10:37 AM   الملف الخاص للعضو  هجيرالصمت   أرسل بريد إلكتروني إلى  هجيرالصمت     
الاخ العلماني لم افهم حقيقه ماهو الشي الذي تقصده من وراء موضوعك
عموما في وقت حالي لاتوجد دوله اسلاميه بالمعني الذي درسناه في مدارس ولكن التاريخ يشهد كنااقوي الدول ايام ماكنا متمسكين بديننا والعمليه في تنازل حتى وقتنا الحالي وليس النظام الاسلامي مستبد كما ذكرت والادله التاريخيه كثيره ولكن في الوقت الحالي لاتتوافر في اي من دول العربيه التي تنعت نفسها بالديمقراطيه نظام ديمقراطي او غير مستبد
وعموما يااخي الفاضل ومع احترامي الشديد لك فقد ذكرت انك لاتريد كلام انشائي واعتقد ان معظم اجاباتك من السهل اخراج مواضع الضعف فيها حيث انها مبهمه وغير واضحه وربما شدني العنوان ولكن اين الحجج

هجيرالصمت   كتب الموضوع   04-07-1999 11:14 AM   الملف الخاص للعضو  هجيرالصمت   أرسل بريد إلكتروني إلى  هجيرالصمت     
اخي العلماني لقد ذكرت في ردك على احد الاخوه اناوروبا قد تطورت بعد ان ابعدت الدين عن السياسه فهل هذا صحيح وهل مايحصل في يوغسلافيا سابقا دليل على ذلك هل صحيح ان كل الدول الاوروبيه قد ابعدت الدين عن شئوون الحكم اليست الاديان هي السبب الاول في احداث انظر الى اسرائيل مثلا رغم انهم اعداء الا انهم وصلو لقدر من ديمقراطيه لم ولن نصل اليه رغم التمسك بالدين الذي يصل الى التعصب في كثير من احيان وانظر الى امريكا التي تساند اسرائيل رغم ام مصالحها الاكبر مع الدول العربيه وانظر الى فرنسا حيث تمنع المدرسه الطالبه من دخول الى فصل بسبب الحجاب واذا كان هذا على مستوى الفرد ولايوخذ به انظر الي الماضي القريب والاحتجاجات على مرشحه في برلمان حيث قام المرشحون بالطرق على الطاولات لمجرد ان العضوه تلبس الحجاب والبقيه معروفه واين تركيا الان من خارطه الاحداث بعد ان انحشرت في المنتصف في الاحداث بلاطعم ولا رائحه من قال ان اي من الدول فصلت الدين عن السياسه اني اتساءل

ابورعد   كتب الموضوع   05-07-1999 11:31 AM   الملف الخاص للعضو  ابورعد     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الاخ العزيز

اسمح لي ان ابدأ باحصاء لاجاباتك
فتح الموضوع يوم 26/6
اول رد كان في نفس اليوم
اما ثاني رد فكان يوم 28/6
ورغم توالي الاجابات لم ترد اي رد
رغم انك طلبت المحاورة في البداية
لماذا لم تقوم بالرد على بعض ان لم يكن كل المشاركات
هذا يدل على انه ليس لديك حجج قوية كما تدعي
ورما انك غير مقتنع بالفكر الذي تحب ان تنتسب اليه
ايضا الحجج اتي قدمت حين سألك ابو عبد الرحمن لاظهارها
هي في الحقيقة حجج واهيه لو تاملت قليلا بها

اسأل نفسك ما الفرق بين الاسلام والمسيحية
بين القران والانجيل

انت تعرف جيدا ان الاسلام والمسيحية هما ديانتان سمويتان والقران والانجيل كتابان انزلا من عند الله

ولكن الفرق ان الانجيل قد حرف والقران حفظ من رب العالمين
الفرق ان اوروبا نجحت او كما يقال تقدمت علميا وليس حضاريا
و ان كنت لا تفرق بين التقدم اعلمي والحضاري استطيع ان ابينها لك

على العموم
الشعب الغربي كانوا محكومين برجال الكنيسة الذين كانو يحرفون في الانجيل لكي يتوافق مع رغباتهم فقط
ولذلك عندما فصلوا الدين عن الدولة كما يقال
فانهم تخلصوا من حكم افراد يتلاعبون بالانجيل كما ارادو

اما في الاسلام فلم تمس يد بشر هذا الكتاب
انه كما انزل قبل اكثر من 1400 سبة

ثانيا:
انت قلت انك تصلي ومسلم
اذا
كيف هي علاقتك مع اهل بيتك
انها سياسة
من يحكمها
انه الاسلام
فقد حدد الاسلام ادق الاعمال في حياتك اليومية
لا تقل اخذ هذا واترك هذا فالاسلام كامل

في عملك ما الذي يحكم تصرفاتك
انه الاسلام
الصدق، حسن المعاملة، الاتقان وغيرها
واجبات امر بها الاسلام

خارج بيتك
اما امرنا الاسلام بافشاء السلام
لما تقريب للقلوب
اما نهانا عن اطالة الهجر لثلاثة ايام
اما امرنا بغض البصر
اما حببنا بالابتسامة للاخرين
اما امرنا بعدم اخلاف المواعيد
اما...اما.....اما.....

دين يحدد علاقتك ببيتك وعملك وفي الشارع وقبل النوم وما بعد النوم في نهارك وليلك

كيف تستطيع فصلة عنك
هذا على مستوى الفرد

وايضا هناك ضوابط للمجتمع

لنترك الفرد والمجتمع
لنذهب الى شئ اخر
ما رايك بالاقتصاد
الان يعتبر هو المحرك الاول للسياسة
الست معي

القي نظرة على الاقتصاد الاسلامي
الست معي ان هناك اقتصاد اسلامي
لقد اسس الاسلام نظم اقتصادية تدرس

كيف افصل الاسلام عن هذا النظام

ايضا عندما يدخل الاقتصاد في نظام فانه بمعاير الغرب اليوم يعني دولة

من هنا نجد ان الاسلام دين ودولة

والان لندخل الى السياسة
انت تتكلم عن فشل الدول الاسلامية سياسيا
هذا لايعني فشل الاسلام سياسيا
وليس هنا مجال للمقارنة بين الغرب ونحن

المشكلة في الفشل السياسي اليوم في الدول الاسلامية ان الاسلام لم يطبق كاملا
للاسف نحاول ان ناخذ شوي من هنا وشوي من هناك

الدولة الاسلامية كان لها وجود وقوة
في العصور السابقة
ارجع الى الدولة الاسلامية في عصر الخلفاء الراشدين وبدايات الدولة الاموية والعباسية

ان كنت توافقني انها فعلا كانت دولة
فالموضوع قد انتهي
فمعنى نجاح الدولة الاسلامية في ذلك الوقت شهادة بان الاسلام دولة اذا طبق التطبيق الصحيح

اذا ماذا تعني العلمانية
العلمانية معناها بالعامية
(انا صليت خلاص معاد لكم في خص اسكر انكر ماعليكم مني)
اسف على هذا التعبير ولكن

اخي
ان ترمي الكرة وتهرب هذا ليس جميلا منك
فقد طلبت المحاورة
وطلبت ان لا تكفر وان لا تشتم
وجميع الردود السابقة كانت تتماشى مع طلباتك ولكن اختفيت
لست ادري لماذا
ولكن ظهورك ومبادلتك الحديث مهم
ان اردت الوصول الى قناعة

وفي الختام اصلى واسلم على اشرف الانبياء والمرسلين نبينا محمد عليه افضل الصلاة والتسليم
والحمد لله رب العالمين

صدى الحق   كتب الموضوع   05-07-1999 11:44 AM   الملف الخاص للعضو  صدى الحق     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

أخي في الله ،

كلامك ليس بجديد علينا ، ولن اخوض في هذا الموضوع أكثر مما ذكره أخوتي .

أتمنى أن تجيب على هذا السؤال إذا تكرمت .

إذا كان من مقومات قيام الدولة الإسلاميه وجود القاعده الا وهم المسلمين أنفسهم ، واقصد هنا المسلمين اللذين يحاسبون أنفسهم قبل أن يحاسبوا ، فهل بدأنا بأنفسنا وصححنا ما بيننا وبين الله سبحانه وتعالى ؟

صدى الحق

واااااع   كتب الموضوع   05-07-1999 12:36 PM   الملف الخاص للعضو  واااااع   أرسل بريد إلكتروني إلى  واااااع     
ما عليكم منه هذا مسكين

قرا له كم كلمه وفتح له كم كتاب وقابل الشاشة وقال يالله

قبل لا تتشدق بقرائاتك ومعلوماتك روح وشوف من الكتاب اللي انت تقرا لهم

ترى الاسم اللي اخترته لنفسك دليل على توجهاتهم

اعرف نوعتيك ناس مالت كلام كلام ماله معنى وفاضي وما يوصل درب

وقبل لا تتعب نفسك اعرف شو بتقول وراح اختصر عليك :

شوف اسمك واااااع هذا اسم .

هييييييييه بويا هذا اسم عشان الناس اللي مو وااااااعيه تشوفه وااااااااااااع في وجوههن

---------------
------------------

وكل واحد وكيفه ... واااااع

الأثري السلفي   كتب الموضوع   05-07-1999 02:41 PM   الملف الخاص للعضو  الأثري السلفي   أرسل بريد إلكتروني إلى  الأثري السلفي     
السلام عليكم ،،،،،
اريد أن أسألك سؤال مهم، ما الداعي لتسمي بالعلماني ؟
هناك سبب للتسميه ارجو منك إفادتنا به و سوف اريد على
السؤال برد وجيز وتقتنع به وغيرك
وبعد السلام الختام……

ابو داخل كوربم   كتب الموضوع   05-07-1999 07:27 PM   الملف الخاص للعضو  ابو داخل كوربم   أرسل بريد إلكتروني إلى  ابو داخل كوربم     
يـــــــــــــــــــــــاعـــــــــــــــــلـــــــــمــــــــــــــــانــــــــــــــــــي

غـــيـــابـــك عـــن الــــرد ...مـــامـــعـــنـــاه.؟؟!!!
أنـــــا أجـــاوب :
مـــعــــنـــاه انـــك فــتــحــت مــوضــوع اكــبــرمن مستواك الفكري
والعلمي ، والا لعرفت كيف ترد على الردود التي ارسلوها الاخوان جزاهم الله خيرا.
وايضا التحدي الدي دكرته بانك تتحدى اي واحد يستطيع المواجهه اين هو ؟!!
هل عرفت نفسك الآن؟!!!!!!!!!!!! أجـــــــــــــــــــــــب..!!!
فالافضل لك الآن ان تعلن الانسحاب وقبله تستغفر الله على قلت وكتبت....
وأسأل الله لنا ولكم الهداية

العلماني   كتب الموضوع   05-07-1999 10:06 PM         
مفاجأة
ومفاجأة كبيرة
وأنا أرى هذه الردود الكثيرة على مقالتي
وأعتذر للجميع عن سبب تأخري لعدم وجودي على الجهاز

لا أخفيكم ، لقد استفدت من بعض إجاباتكم
وستقرأون رداً مفصلاً على ما ذكره بعضكم ولكن بعدما أطرح حججي وبراهيني على ما ذهبت إليه .

ملاحظة :
لا أدري لماذا أغضبت تسميتي بالعلماني بعض الأخوة
فأنا تسميت بها نسبة للعلم والعلم فقط

وإليكم الحجة الثانية :

العلماني   كتب الموضوع   05-07-1999 10:13 PM         
ألا تعلمون أن هناك أقليات غير إسلامية في وطننا العربي الكبير ، ووجودها يمنع من وجود حكومة دينية ، لأن وجود هذه الحكومة سيمس الحقوق الأساسية لهولاء في المواطنة والمساواة التامة في الحقوق والواجبات وانظروا إلى الناس في الغرب
هل هناك فرق بين المسلم والمسيحي في الحقوق ؟

ثم إن ذلك سيثير الفتن الطائفية والاضطرابات الداخلية ، وانظروا إلى جنوب السودان وكم حصدت من الأبرياء .

vip   كتب الموضوع   06-07-1999 12:03 AM   الملف الخاص للعضو  vip   أرسل بريد إلكتروني إلى  vip     
هل تعلم ان جار الرسول في يوم من الايام يهودي
هل تعلم ان هناك جلسات للرسول في المدينه مع اليهود؟

أبوخالد   كتب الموضوع   06-07-1999 12:26 AM   الملف الخاص للعضو  أبوخالد   أرسل بريد إلكتروني إلى  أبوخالد     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي في الله العلماني أنا مستعد أن أناقشك
في كل ماتريد ولاكن هنا ليس مكان للمناقشة
حتى لا تثار الشبة على الآخرين
وإذا أردت أن تناقش فأرجوا أن تبعث عنوانك على
البريد الإكتروني أو رقم هاتفك كي أناقشك
jamalm1@naseej.com
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبوخالد   كتب الموضوع   06-07-1999 05:33 PM   الملف الخاص للعضو  أبوخالد   أرسل بريد إلكتروني إلى  أبوخالد     
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي العلماني
أناممكن أن أناقشك في كل ماتريد ولاكن هذا ليس مكانه فإذا أردت فعلاً المناقشة
هذا هو بريدي الإكتروني ( jamalm1@naseej.com )فأرجوا منك أن تبعث عنوانك أو رقم هاتفك
ولاتنسى فتح الخط لأني ربما أكون خارج دولتك
أي أجنبي
لأن هنا ليس مكان النقش وليس مكان للاخذ والرد
وحتى لاتثار الشبه على الاخرين
ولا يتبس إليهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

العلماني   كتب الموضوع   08-07-1999 05:48 AM         
الأخ أبوخالد
أشكركك على دعوتك لي للمناقشة عبر البريد أو الهاتف
ولكني أعتذر من ذلك لأمرين :

1- فكما أنك داعية ترغب أن تنشر فكرك ورأيك
فكذلك أنا أرغب بنشر أفكاري وتصوراتي
لأني أظن أنها حق ، ولذا أعتب عليك حينما اعتبرت كلامي شبهات .

2- اعترف أني استفدت من كتابات المشاركين جميعاً
فلو اقتصرت على واحد منهم ، فقد لا اتحصل على الفائدة التي أريد ، فردود المجوعة أفضل من رد الواحد .

أشكركك مرة أخرى لدعوتي
وأرجو أن تقتنع بآرائي وأفكاري
وأتمنى أن تشاركني في دفاعي عنها .

Microsoft   كتب الموضوع   08-07-1999 11:12 AM   الملف الخاص للعضو  Microsoft   أرسل بريد إلكتروني إلى  Microsoft     
إنه من عمـاد الـدين و إنه بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله مقدار حلمه و علمه …
الحمد لله مقدار رحمته التي وسعت السموات الأرض …
الحمد لله أن قال لكل شيء : كـُن فـ كان .
و الصلاة و السلام على خير الأنام و آله و صحبه و تابعيهم بإحسان ، و بعد ..
الأخ الحبيب العلماني ، السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
أقول و بالله التوفيق ، أنكَ فتحت موضوعاً هاماً جداً يستحق التأمل و التفكـُّر و النقاش الجاد و الموضوعي بعيداً عن التعصب و الانفعال …
و ها هو عماد يقف أمامَك موقف الند للند …
سيستمع إليكَ بكل رحابة صدر ، و ستجد إجابة ـ بإذن الله ـ لكل سؤال يخطر إلى بالك ، و لكن حبّذا لو وجدتَ وقتاً أكبر للجلوس إلى الكمبيوتر كي تتابع حوارنا ، فليس من المعقول أن ننتظر أسبوعاً رداً أو تعليقاً منكَ ـ أخي الكريم ـ دون أن نعرف سبباً لهذا التأخير ..
و إلاّ فهناك رجاء حين تجد نفسك مضطراً إلى الغياب ، أن تكتب ـ مثلاً ـ أنكَ ستغيب أسبوعاً أو أكثر أو أقل ، كي ننتظر دون أن تأخذنا الظنون كلّ مأخذ …
كما أنني أعتذر من الجميع لمحاولتي الاستئثار بأجر النقاش مع أصحاب هذا الفِكر الذي ربا و ترعرع في بيئةٍ عربيّة خالصة تدفعنا دفعاً ، و بكل الوسائل المتاحة من المدرسة إلى وسائل الإعلام و الترويج إلى نظريات وشواهد كثيرة ، كي نصل إلى النتيجة التي وصل إليها الأخ العلماني .

لا بدّ أيها الأخوة و الأخوات الكرام أن نجد عـُذراً للأخ العلماني فيما يقول و يكتب ، فلا فائدة تـُرتـَجى من مقاطعته أو إبعاده ، خاصة و أنه يمثل شريحة كبيرة نجدها تعيش و تتحرك بيننا في كل حيّ أو معهد أو جامعة …
بل نجدها في كل صحيفة أو مجلة أو إذاعة …
بل لعلـّها فرصة كي نستمع إليه و نبيّن له ، و ننتظر سماع رأيه ، اللـَّهـُمَّ إلاّ إذا كان غير جادٍّ في هذا الحوار ، عندها نبتعد و نتركه للمراقب كي يجد طريقة تمنعه و أمثاله عن العبث …

ليسَ هناك أسهل من أن يثور أحدُنـا الآن ، و يبدأ بالشتم و التكفير و الهجوم على العلمانية و العلمانيين و نعتِهم بصفات يستحقونها ـ فعلاً ـ و ينتهي النقاش بأن يعود كلّ منـّا و هو متمسّك برأيه أكثر ممّا كان …
و لكن ليس هذا بحل ناجع ، إلاّ في حال واحدة ، عندما يَثبُت لنا أنه ما رمى بهذا الموضوع إلاّ لزرع فتنة و الابتعاد ، ليعود بعد أيام بموضوع جديد شبيه بهذا الموضوع …
عندها يأتي دور الرقابة الأمينة لتمنعه من الكتابة لِثبوت هدف الفتنة في كتاباته ، ليس إلاَّ …
و إنْ كنتُ أ ُرَجّـِـح أن الأخ العلماني ، يريد الوصول إلى رأي مُشترك فيما بيننا نركـُنُ إليه .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

اسمح لي أخي العلماني أن أوافقك ـ مبدئيّاً ـ على كلمَتِكَ التي قلتها في البداية ، و هي :
( إنَّكَ تؤمِن بأنه لا دولة دينية تصلح لقيادة الأمة العربيّة )
و لكنني لم أجد بديلاً أرتاحُ إليه ، فما رأيكَ أخي الكريم ؟
هل لديكَ بديلاً آخر يستحق أن يقود هذه الأمّة ؟
أرجو منكَ إيراد البديل الذي تراه مناسباً ، مع الأدلة التي يرتاح إليها شخص مثلك يؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر خيره و شره و يواظب على الصلوات الخمس و يُؤتي الزكاة و يصوم رمضان و يحج بيت الله إن استطاع سبيلاً …

بانتظار إجابتك ـ مع الأدلـّة الواضحة و المفصلة ـ أستودعك الله ، و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .

عمـاد الـدين

[ تم تعديل الموضوع بواسطة   Microsoft   يوم   08-07-99]

العلماني   كتب الموضوع   08-07-1999 09:22 PM         
الأخ عماد الدين
مرحباً بك وسهلاً
مدافعاً ومنافحاً ومجيباً ومسدداً لفكر أنت تؤمن به.

عماد :

لقد بدأت بداية وعظية جميلة
لكنها لاتعكس دائماً قدرات كاتبها العلمية والفكرية والحوارية ، ومع ذلك أرجو أن تكون ممن يملكون أدوات العلم والحجة والبرهان ، فهذا ينعكس علي في المقام الأول ، لأنني أبحث عما يفيدني من رؤى وأفكار وآراء .

لقد طرحت يا عماد سؤالين بين يد الأخوة
وطالما أنك ذكرت في مقدمتك الظافية بأنك ستجيب على تساؤلاتي ، فأرني مداخلتك لعلي أستفيد منها كما استفدت من بقية الأخوة .

عماد :

لقد أزعجني وآلمني أسلوب الاستعداء والتهديد الذي استخدمته في مؤخرة كلامك ، وإن ألبس لباساً مرقعاً ممزقاً ، فهذا الأسلوب صدمني منك ، بعد أن كنت قد تفاعلت مع كلماتك .

إن أسلوب ( أقتنع وإلا ) قد تجاوزه الزمن
وقد تقول : إنني لم أقل ذلك .

لكنه يا عماد أسلوب يوصل لهذه النتيجة
وأنا أربأ بك عن مثل هذه الأساليب العقيمة .

هل كان هناك داع أن تذكر خاتمتك تلك ؟

أم تريد أن تكون القاضي والجلاد في الوقت نفسه .

كلامك هذا : لا يشجعني على الحوار معك
فلي عزاء بأبي عبدالرحمن وأصحابه
أسمع منهم ويسمعوا مني .

ومع ذلك : أرجو أن أكون مخطئاً .

Microsoft   كتب الموضوع   08-07-1999 11:38 PM   الملف الخاص للعضو  Microsoft   أرسل بريد إلكتروني إلى  Microsoft     
بسم الله الرحمن الرحيم

لا أدري يا أخي ـ ما الذي أزعجك من كلماتي ، مع أنني ما تكلمتُ كلمة إلاَّ و لها ما يُبرّرها ، إلاّ إذا كنتَ قد تناسيتَ عنوان مقالتك الذي يُشِـعُّ فيه معنى التحدّي للجميع ...
أم تعتقد أن كلمة ( ناقشوني إن استطعتم ) التي تتصدّر هذه الصفحة ، لا تعني الكثير الكثير ؟؟؟
لا بأسَ عليك أخي العلماني ، فلك الخيار في متابعة الحوار أم لا ، و في انتظار إجابتك عن سؤالي الوارد في رسالتي السابقة ، إن طابَ لكَ النقاش ..
أو أنني أعتبر أنكَ لا رغبة لكَ في النقاش معي ، و هذا من حقك طبعاً ..
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

عمـاد الـدين

العلماني   كتب الموضوع   09-07-1999 07:08 AM         
الأخ عماد
إن الفرق شاسع بين عبارتي وبين كلماتك :
إن عبارتي دعوة للحوار وإن غلفها روح التحدي
فكل محاور يرى أن الحق معه ، لا يأتيه شك ولا تعتريه مظنة ، لكنني لم أتبعها بسيف الحجاج إن لم يقتنع محاوري بكلامي .

أما أنت فتطلبني للحوار ، والصمصام على رقبتي
ينتظر منك أمراً لفصل رأسي عن جسدي متى ما أردت .

قل لي : أي حوار سيتم ، وهذا الشعور يخالج أحد المتحاورين على الأقل ؟

أي طلاقة فكر من الممكن أن تتم وأنت تحاور داخل محاكم تفتيش لا ساحة حوار من الممكن أن تتحدث فيها بكل أريحة وصفاء نفس ؟

الأخ عماد :

أنا ما طرحت موضوعي عبثاً ، وما قدمته لأسمع سيلاً من الاستخفاف والاحتقار ، لا ، قدمته لأستفيد .

وهو مشاع للجميع وأنت منهم .

وإن كنت جاداً في رغبتك في الحوار ، فأجبني عن تساؤلاتي السابقة ؟

فأنا أول من سأل ، وأنت أفدني بإجابتك
وبعدها سل ما شئت .

Microsoft   كتب الموضوع   09-07-1999 12:59 PM   الملف الخاص للعضو  Microsoft   أرسل بريد إلكتروني إلى  Microsoft     
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمح لي اخي العلماني أن أستغرب عدم ملاحظتك إلى أنني أوردتُ موافقة على رأيك في متن رسالتي الأولى هنا ، و هذا يعني أنني وجدتُ نقطة لقاء فيما بيننا ، حيث قلت و بالقص و اللصق أنقل كلما تي من أعلى :
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
اسمح لي أخي العلماني أن أوافقك ـ مبدئيّاً ـ على كلمَتِكَ التي قلتها في البداية ، و هي :
( إنَّكَ تؤمِن بأنه لا دولة دينية تصلح لقيادة الأمة العربيّة )
و لكنني لم أجد بديلاً أرتاحُ إليه ، فما رأيكَ أخي الكريم ؟
هل لديكَ بديلاً آخر يستحق أن يقود هذه الأمّة ؟
أرجو منكَ إيراد البديل الذي تراه مناسباً ، مع الأدلة التي يرتاح إليها شخص مثلك يؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر خيره و شره و يواظب على الصلوات الخمس و يُؤتي الزكاة و يصوم رمضان و يحج بيت الله إن استطاع سبيلاً …

بانتظار إجابتك ـ مع الأدلـّة الواضحة و المفصلة ـ أستودعك الله ، و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته .

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
فأي سؤال ينبغي لي أن أجيب عليه أخي الكريم ؟
طالما وافقتكَ مبدئياً على نظرتك ، عندها حقَّ لي أن أسألك عن البديل ...
و هذا عين المنطق إلاّ إذا كان لديكَ رأي آخر .
و السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

عمـاد الـدين

العلماني   كتب الموضوع   13-07-1999 09:23 PM         
أين أنتم يا أخوة
لا تحرمونا نقاشكم وحواركم
فقد كان مفيداً .

Microsoft   كتب الموضوع   13-07-1999 10:23 PM   الملف الخاص للعضو  Microsoft   أرسل بريد إلكتروني إلى  Microsoft     
بسم الله الرحمن الرحيم

لعلـَّـهـُم ينتظرون ردّك على سؤالي ، كما أنني انتظر أيضـاً هذ الرد كي نتابع هذا الحوار .

عمـاد الـدين

نجيب   كتب الموضوع   14-07-1999 09:19 AM   الملف الخاص للعضو  نجيب     
علماني ..

أعتقد أن الإخوة كفوا ووفوا .. وأعتقد أنهم سبقوني إلى النقطة التي أود طرحها ..

تقول : ( وانظر إلى أوروبا ، فعندما فصلت الدولة عن الدين ، ونقلت السيادة إلى الأمة ، انطلقت في طريق الازدهار والتقدم ، ونعمت شعوبها بالحرية )

أقول لك : أي دين فصلته أوروبا عن دولهم المستقرة المزدهرة الحرة .. الدول التي يراها أمثالي وأمثالك نموذجا يستحق أن يحتذى به .. ولكنها من الداخل تشكو الانقسام والتفكك .. تشكو كل ما تتصوره ومالا تتصوره من مظاهر الانحلال والتفسخ .. يراها العرب درة مكنونة .. ويراها العارفون صندوقاً معدنياً نخره الصدأ .. أليس كذلك ؟‍‍!!!!

معن   كتب الموضوع   17-07-1999 02:47 PM   الملف الخاص للعضو  معن     
مقال من إحدى الساحات

بسم الله الرحمن الرحيم
كيف ظهرت العلمانية
كان الغرب النصراني في ظروفه الدينية المتردية هو البيئة الصالحة والتربية الخصبة التي نبتت فيها شجرة العلمانية وترعرعت ، وقد كانت فرنسا بعد ثورتها المشهورة هي أول دولة تقيم نظامها على أساس الفكر العلماني ولم يكن هذا الذي حدث من ظهور الفكر العلماني والتقيد به بما يتضمنه من إلحاد وإبعاد للدين عن كافة مجالات الحياة بالإضافة إلى بغض الدين ومعاداته ومعاداة أهله ، لم يكن هذا حدثاً غريباً في بابه ذلك لأن الدين عندهم حينئذٍ لم يكن يمثل وحي الله الخالص الذي أوحاه إلى عبده ورسوله عيسى ابن مريم عليه السلام وإنما تدخلت فيه أيدي التحريف والتزييف ، ولم تكتف الكنيسة ـ الممثلة للدين عندهم ـ بما عملته أيدي قسيسيها ورهبانها من التحريف والتبديل حتى جعلت ذلك دينا يجب الالتزام والتقيد به .
ومن جانب آخر فإن الكنيسة أقامت تحالفاً غير شريف مع الحكام الظالمين وأسبغت عليهم هالات من التقديس والعصمة وسوغت لهم كل ما يأتون به من جرائم وفظائع في حق شعوبهم زاعمةً أن هذا هو الدين الذي ينبغي على الجميع الرضوخ له والرضا به .
من هنا بدأ الناس هناك يبحثون عن مهرب لهم من سجن الكنيسة ومن طغيانها ومن ذلك أعلنوها حرباً على الدين عامة.
فإن كل الأفكار والناهج التي ظهرت في الغرب بعد التنكر للدين والنفور منه ما كان لها أن تجد آذاناً تسمع في بلاد المسلمين لولا عمليات الغزو الفكري المنظمة والتي صادفت في الوقت نفسه قلوباً من حقائق الإيمان خاوية وعقولاً عن التفكير الصحيح عاطلة ودنيا في مجال التمدن ضائعة متخلفة .
ولقد كان للنصارى العرب المقيمين في بلاد المسلمين دور كبير وأثر خطير في نقل الفكر العلماني إلى ديار المسلمين والترويج له والمساهمة في نشره عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ، كما كان أيضا للبعثات التعليمية التي ذهب بموجبها طلاب مسلمون إلى بلاد الغرب لتلقي أنواع العلوم الحديثة أثر كبير في نقل الفكر العلماني ومظاهره إلى بلاد المسلمين حيث امتتن الطلاب هناك بما رأوا من عادات وتقاليد ونظم اجتماعية وسياسية واقتصادية عاملين على نشرها والدعوة إليها في الوقت نفسه الذي تلقاهم الناس فيه بالقبول الحسن توهماً منهم أن هؤلاء المبعوثين هم حملة العلم النافع وأصحاب المعرفة الصحيحة ولم تكن تلك العادات والنظم والتقاليد التي تشبع بها هؤلاء المبعوثون وعظموا شأنها عند رجوعهم إلى بلادهم إلا عادات وتقاليد ونظم مجتمع رافض لكل ما له علاقة أو صلة بالدين .

معن   كتب الموضوع   17-07-1999 02:51 PM   الملف الخاص للعضو  معن     

تعريف العلمانية :
قد كفتنا القواميس المؤلفة في البلاد الغربية التي نشأت فيها العلمانية ، مؤنة البحث والتنقيب ، فقد جاء في القاموس الإنجليزي أن كلمة (علماني ) تعني :
1- دنيوي أو مادي .
2- ليس بديني أو ليس بروحاني
3- ليس بمترهب ، ليس برهباني .
وجاء أيضاً في نفس القاموس بيان معنى كلمة العلمانية حيث يقول :
العلمانية : هي النظرية التي تقول : إن الأخلاق والتعليم يجب أن لا يكونا مبنيين على أسس دينية .
وفي دائرة المعارف البريطانية نجدها تذكر عن العلمانية : أنها حركة اجتماعية تهدف إلى نقل الناس من العناية بالآخرة إلى العناية بالدار الدنيا فحسب .
ودائرة المعارف البريطانية حينما تحدثت عن العلمانية تحدثت عنها ضمن حديثها عن الإلحاد ، وقد قسمت دائرة المعارف الإلحاد إلى قسمين :
1- إلحاد نظري .
2- إلحاد عملي ، وجعلت العلمانية ضمن الإلحاد العملي .
وما تقدم ذكره يعني أمرين :
أولهما : أن العلمانية مذهب من المذاهب الكفرية : التي ترمي إلى عزل الدين عن التأثير في الدنيا فهو مذهب يعمل على قيادة الدنيا في جميع النواحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية والقانونية وغيرها بعيداً عن أوامر الدين ونواهيه .
ثانيهما : أنه لا علاقة للعلمانية بالعلم كما يحاول بعض المراوغين أن يلبس على الناس بأن المراد بالعلمانية : هو الحرص على العلم التجريبي والاهتمام به ، فقد تبين كذب هذا الزعم وتلبيسه وبما ذكر من معاني هذه الكلمة في البيئة التي نشأت فيها .
ولهذا لو قيل عن هذه الكلمة (العلمانية ) إنها : اللادينية لكان ذلك أدق تعبيراً وأصدق ، وكان في الوقت نفسه أبعد عن التلبيس وأوضح في المدلول.

معن   كتب الموضوع   17-07-1999 02:56 PM   الملف الخاص للعضو  معن     
ومن التعاريف :

التعريف الأول ( من دائرة المعارف البريطانية) :
Secularism : ( وهي حركة اجتماعية ، تهدف إلى صرف الناس و توجيههم من الاهتمام بالآخرة ، إلى الاهتمام بهذه الدنيا وحدها ؛ وذلك أنه كان لدى الناس في العصور الوسطى ، رغبة شديدة في العزوف عن الدنيا ، و التأمل في الله و اليوم الآخر ، و في مقاومة هذه الرغبة طفقت الـ" Secularism" ، تعرض نفسها من خلال تنمية النزعة الإنسانية حيث بدأ الناس في عصر النهضة يظهرون تعلقهم الشديد بالإنجازات الثقافية و البشرية و بإمكانية تحقيق مطامحهم في هذه الدنيا القريبة. وظل الإتجاه إلى (Secularism) يتطور باستمرار خلال التاريخ الحديث كله ، باعتبارها حركة مضادة للدين ، ومضادة للمسيحية ).

تعريفات أخرى :

يقول قاموس ( العالم الجديد ) لوبستر ، شرحاً لمادة (Secularism ) :

1 – الروح الدنيوية ، أو الإتجاهات الدنيوية ، و نحو ذلك على الخصوص : نظام من المباديء و التطبيقات ( Practices ) يرفض أي شكل من أشكال الإيمان و العبادة .
2 – الإعتقاد بأن الدين و الشؤون الكنسية ، لا دخل لها في شؤون الدولة ، و خاصة التربية العامة .

و يقول "معجم اكسفورد " شرحاً لكلمة (Secular) :
1 – دنيوي ، أو مادي ، ليس دينياً ، ولا روحياً ، مثل التربية اللادينية ، الفن أو الموسيقى اللادينية ، السلطة اللادينية ، الحكومة المناقضة للكنيسة .
2 – الرأي الذي يقول : إنه لا ينبغي أن يكون الدين أساساً للأخلاق .

الأثري السلفي   كتب الموضوع   18-07-1999 03:20 PM   الملف الخاص للعضو  الأثري السلفي   أرسل بريد إلكتروني إلى  الأثري السلفي     

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

أريد أن أسأل العلماني هل هو العَلماني ،،،، أم العِلماني
أرجو منك التوضيح في العين هل بفتح العين أم بكسر العين
والسلام ختام

العلماني   كتب الموضوع   11-08-1999 10:20 PM         
أنا علماني بكسر العين لا فتحها
فأنا انتسب للعلم فقط ، ما رأيك يا الأثري ؟

Scud   كتب الموضوع   13-08-1999 07:01 PM   الملف الخاص للعضو  Scud   أرسل بريد إلكتروني إلى  Scud     
لشهادة التوحيد (لا إله إلا الله) ركنان أصليان لا يغني أحدهما عن الآخر .
بل لا بد لقبول هذه الشهادة وصحتها الإتيان بهما جميعاً هما: النفي (لا إله) والإثبات (إلا الله) أو كما بيّن ذلك الله تعالى ( الكفر بالطاغوت) و(الإيمان بالله) {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} فمن لم يجمع بين هذين الركنين فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى، ومن لم يستمسك بالعروة الوثقى فهو هالك مع الهالكين، لأنه ليس من جملة الموحدين بل هو في عداد المشركين أو الكافرين فإيمانهم بالله دون كفر بالطاغوت هو مثل إيمان قريش بالله دون أن يكفروا بطواغيتهم.
ومعلوم أن هذا الإيمان لم ينفع قريشاً ولا عصم دماءهم أو أموالهم حتى ضمّوا إليه البراءة والكفر بطواغيتهم قال تعالى {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} .
فهم ما حققوا ركن التوحيد الأول المهم (الكفر بالطاغوت)
وبالنسبة للتكفيرفالاستهزاء بدين الله يقتضي ذلك
قال الله تبارك وتعالى {قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} .
وهذه الآيات نزلت في أناس كانوا مسلمين يصلون ويصومون ويزكون وخرجوا في غزوة من أعظم غزوات المسلمين ومع هذا كفّرهم الله عز وجل لما صدرت منهم كلمات استهزؤوا فيها بحفظة كتاب الله، فكيف بأراذل الخلق الذين لا يرجون لدين الله وقاراً وقد جعلوه ألعوبة وهزءاً لكل ساقط وساقطة واتخذوه وراءهم ظِهرياً .
وتولي الكافرين ومظاهرة الموحدين يقتضي التكفير
وقد قال الله تعالى {ومن يتولّهم منكم فإنه منهم} .
ولأجل ذلك قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام "الناقض الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على الموحدين كفر" .
وذكر حفيده الشيخ سليمان بن عبد الله في رسالته حكم موالاة أهل الإشراك عند قوله تعالى { ألم تر إلى الذي نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لإن أُخرجتم لنَخرجنّ معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لَننصرنّكم والله يشهد إنهم لكاذبون} ، إن هذه الآيات نزلت في أناس كانوا يُظهرون الإسلام ويقبل منهم ذلك في الدنيا فيعامَلون معاملة المسلمين لأن المسلمين مأمورون بالأخذ بالظاهر، لكنهم لمّا عقدوا مع اليهود اتفاقية نصرة ضد الموحدين والله يعلم إنهم باتفاقيتهم هذه كاذبون، ومع ذلك فقد عقد بينهم وبين أهل الكتاب عقد الأخوة، ووصفهم بأنهم إخوانهم وهذا تكفير لهم
وابتغاءالديمقراطيةوالعلمانية ديناً عوضاً عن دين الله يقتضي التكفير
فقد قال تعالى { إنّ الدينَ عند اللهِ الإسلام} والإسلام دين الله الحق الذي بُعث به محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما الديمقراطية فهي دين اخترعه اليونان .
وهي دون شك ليست من دين الله فهي قطعاً ليس من الحق {وماذا بعد الحق إلا الضلال} والديمقراطية مع الإسلام لا يجتمعان إذ لا يقبل الله إلا الإسلام الخالص
والإسلام الذي هو دين الله الخالص جعل التشريع والحكم لله وحده أما الديمقراطية فهي دين شركي كفري جعلت الحكم والتشريع للشعب لا لله، والله جلّ ذكره لا يقبل ولا يرضى أن يجمع المرء بين الكفر وبين الإسلام أو بين الشرك والتوحيد.
بل لا يُقبل الإسلام والتوحيد ولا يصح إلا إذا كفر المرء وتبرأ من كل دين غير دين الله الخالص .
قال تعالى عن يوسف { إني تركت ملّة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون * واتّبعت ملّة ءاباءي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نُشرك بالله من شيء} .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله" .
وليست الأديان فقط هي النصرانية واليهودية بل وأيضاً الشيوعية والديمقراطية ونحوها من الملل والمذاهب فلا بد من البراءة من جميع الملل والنِّحل والمذاهب الباطلة ليقبل الله دين الإسلام .
فكما أنه لا يجوز في دين الله أن يكون الإنسان مسلماً نصرانياً أو مسلماً يهودياً، فكذلك لا يرضى الله أن يكون المرء مسلماً ديمقراطياً، فالإسلام دين الله والديمقراطية دين كفري .
{ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخـرة من الخاسرين} .
هذا إذا جمعوا بين الإسلام والديمقراطية، فكيف إذا تركوا الإسلام وأعرضوا عن تشريعه وأحكامه وحدوده ، واختاروا الديمقراطية وحكمها وتشريعها
وبالنسبة لتكفير من قال لا إله إلا الله فقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أُسامة حكمه بالكفر على الرجـل الذي تلفّـظ بـ لا إله إلا الله ومن ثَم قتله، وقال له: "كيف قتلـته بعـد أن قال لا إلـه إلا الله؟" .
والله جل ذكره يقول {يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتـم في سبيـل الله فتبيّنـوا ولا تقـولوا لمن ألقـى إليكم السلام لست مؤمـناً تبتغـون عـرض الحيـاة الدنيا فعنـد الله مغانم كثيرة كذلك كنتـم من قبـل فمَنَّ الله عليـكم فتبيّنـوا إنّ الله كان بما تعملون خبيـراً} .
وكذلك حديـث "من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة" .
وحديث "البطاقة" الذي فيه أنّ رجلاً يأتي يوم القيامة بتسع وتسعين سجلاّ من الذنوب حتى يظن أنه هالك توزن هذه السجلات ببطاقة عليها لا إله إلا الله فترجح البطاقة .
وكذلك الحديث المروي عن حذيفة مرفوعاً قال: "يُسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى في الأرض منه آية وتبقى لئام من الناس ما يدرون ما صلاة وما صدقة وما نُسُك يقولون هذه الكلمة (لا إله إلا الله) أدركنا آباءنا عليها فنحن نقـولها" قال صِـلَة*: "فما تنفعـهم لا إلـه إلا الله وهم لا يدرون ما صـلاة وما صدقة وما نُسُك؟" قال حذيفة: "تنجيـهم من النـار".
ونحو ذلك من الأحاديث.
لكن:..
أولاً : قد قال تعالى في كتابه {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات مُحكمات هنّ أُمّ الكتاب وأُخر مُتشابهات فأماّ الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون ءامنّا به كل من عند ربِّنا وما يذّكر إلا أولوا الألباب} .
فبيّن الله عزّ وجلّ بأنه ابتلى عباده بأن جعل في الشريعة التي أنزلها إليهم آيات محكمات وقواعد راسيات وأوامر واضحات بيِّنات عليها مدار الشريعة وإليها يُردّ الأمر عند النزاع والخلاف وهناك أُخر متشابهات أو ظنِّية الدلال تحتمل أكثر من معنى وبيّن أنّ أهل الزّيغ والضلال هم الذين يتّبعون المتشابه ويذرون المحكم ابتغاء تأويله عن مراد الله الذي أنزله عليه للتلبيس وابتغاء الفتنة بين عباد الله .

أما طريقة طلاّب الحق وأهل العلم الراسخين فيه أن يردّوا المتشابه الذي يشكل عليهم إلى المحكم الذي هو أصل الكتاب وأمّه الذي عليه مدار التأويل وإليه يُردّ الخلاف .
وقد بيّن الشاطبي في الإعتصام أن هذه القاعدة ليس في الكتاب الكريم وحده بل وفي السنّة النبـوية والسـيرة المحمدية .
حيث أنّ هنــاك أحـاديث وحـوادث أعيان قيلت أو حصلت في مـناسـبات معيـنة إذا أُخذت وحدها دون مبيِّناتها كان ذلك من قبيل اتِّباع المتشابه وترك المحكم .
وكذلك أخذ العام دون مخصّصه أو المطلق دون مقيّده، أو التشبُّث بنص من طائفة من النصوص جميعها يتناول قضية واحدة وإهمال غيره مما هو مرتبط به، ذلك كله من اتباع المتشابه وترك المحكم وهو من التقوّل على الله بغير علم وتقيل الشرع ما لم يقل به.
إذ لا بد من الإيمان بكلام الله ورسوله جميعاً وأخذه كله والدخول في السلم كافة .
أما تتبّع ما يوافق الهوى فهي طريقة أهل الزيغ والضلال وهو سبب ضلال أكثر أهل الضلالة .
فالخوارج ضلّوا لما أهملوا نصوص الوعد وركّزوا على نصوص الوعيد فأخذوا قوله تعالى {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً} ، وهو نص عامّ يكون من المتشابه إن لم يُردّ إلى مقيّده ومبيّنه الذي أهملوه وهو قوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .
وكذلك المرجئة ، تمسّكوا ببعض النصوص المتقدِّمة التي تبشِّر من قال لا إله إلا الله بالجنة ، فأرجأوا الأعمال وأهملوها واكتفوا في الحكم بالإسلام ودخول الجنة بالكلمة وحدها دون علم معناها أو تحقيق مقتضياتها.
مع أن العلماء قد بيّنوا كما روى البخاري في صحيحه عن وهب بن منبّه أن "لا إله إلا الله مفتاح الجنة ، لكن لكل مفتاح أسنان فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح ومن جاء بمفتاح ليس له أسنان لم يفتح" ، وأسنانها هي تحقيق شروطها واجتناب نواقضها .
إذ لا يشك عاقل عارف بحقيقة دين الإسلام أن المراد من لا إله إلا الله هو معناها التي تتضمّنه من نفي وإثبات، أما أن يتلفّظ بها دون معرفة معناها أو دون تحقيق مقتضاها واجتناب نواقضها، فهذا ليس هو مطلوب الله عزّ وجلّ .
ولذلك قال سبحانه {فاعلم أنه لا إله إلا الله} ، وقال سبحانه {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} .
والحديث المذكور "من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلا الله دخل الجنة" ، دليل أيضاً على أنّ معرفة معنى هذه الكلمة شرط لتحقيقها ولنيل موعود الله عليها .
وقد بوّب له النووي في صحيح مسلم (باب من مات على التوحيد دخل الجنّة) .
فالمطلوب هو تحقيق التوحيد الذي تحويه هذه الكلمة وليس فقط التلفّظ بها.
كما في حديث معاذ المروي في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاه وعلّمه أسلوب الدعوة لمّا بعثه إلى اليمن فقال: "فليكن أوّل ما تدعوهم إليه لا إله إلا الله" وفي رواية إلى أن يوحِّدوا الله" ، فدلّ ذلك على أنّ المراد حقيقة الكلمة، ما تنفيه وما تثبته، وليس فقط اللّفظ المجرّد من ذلك .

وأتْباع مُسيلَمة الكذّاب كانوا يقولون لا إله إلا الله ويصلّون ويصومون ويشهدون أنّ محمداً رسول الله لكن أشركوا معه رجلاً بالرسالة ، فكفروا وحلّت دماءهم وأموالهم ولم تنفعهم لا إله إلا الله بمجرد أن أشركوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلاً من عشيرتهم في النبوة والرسالة.ومنهم من منع الزكاة رغم أنه يشهد أن لا إله إلا الله ويقيم الصلاة ويصوم ركضان ويحج البيت ومع ذلك فقد حاربهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه لردنهم
وشروط (لا إله إلا الله)
1ـ العلم بمقتضاها نفيـاً وإثبـاتاً.
2ـ الإنقيــاد لحقـوقها.
وذكـروا أيضاً:
3ـ الصدق المنـافي للكذب.
4ـ الإخلاص المنافي للكذب.
5ـ اليقين المنافي للشـك.
6ـ المحبة لهذه الكلمة لما دّلت عليه.
7ـ القبول المنافي لردّ أي شيء من لوازمها.
وحديث "من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلا الله دخل الجنّة" لا بدّ أن يفسَّر ويُربط بقوله تعالى {ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} ، ولا بدّ أن يردّ إلى قوله تعالى { إنّ الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفـر ما دون ذلك لمن يشاء} .
فلو أنّ مشركاً قال "لا إله إلا الله" ألف مرّة، وكان يعلم معناها لكنّه لم يترك شركه ولا تبرّأ من طاغوته فلن يغفر الله له، ولم يستمسك بالعروة الوثقى، ولن يدخل الجنة { إنّه من يشرك بالله فقد حرّم اللهُ عليه الجنّة}.

وهكذا يجب أن يُضاف إلى ذلك كل حديث يتكلم في الموضوع نفسه ليحيط بالموضوع من كل جوانبه ولا نكون ممّن يتّبعون ما تشابه من النصوص، فيُضم إليه حديث الصحيحين: " أشهد أن لا إله إلا الله وأنّني رسول الله لا يلقى اللهَ بهما عبدٌ غير شاكّ بهما دخل الجنة" .
ومثله حديث: "ما من أحد شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرّم الله عليه النّار" .
ونحو ذلك من الأحاديث وبمثل هذه الطريقة يُفهم الدين ويُنال العلم ويُعرف مراد الله كما يحب ويرضى .
ومثل ذلك يقال في حديث "البطاقة" ، فالمراد ببطاقة (لا إله إلا الله) كما عرفت، هو تحقيق التوحيد من الإيمان بالله والكفر بالطواغيت وعدم الإتيان بشيء من نواقضها .
وبِردّ هذا الحديث وفهمه على ضوء النصوص المحكمة كقوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشـاء} .
تعـرف أنّ السجلاّت التسعة والتسعون هي ذنوب مكفِّرة دون شكّ، أو ذنوب دون الشـرك، لأن الشـرك الذي يناقض هذه البطاقة لا يغفره الله أبداً كما في الآية، وصاحبه لا يدخل الجنة إن مات عليه، ولو أنّ في هذه السجلات ناقض من النواقض لما طاشت به البطاقة، لأنها ساعتئذٍ لا تكون بطاقة التوحيد، بل بطاقة كلمة تقال باللسان دون معرفة معناها أو تحقيق لوازمها .
فلو أنّ في هذه السجلات عبادة غير الله أو التشريع مع الله أو نُصرة المشرِّعين وتولِّيهم أو سبّ الدين أو حرب أوليائه لَمَا رجحت أو نفعت أو دخل صاحبها الجنّة لكن السجلات ذنوب دون الشرك .

وفي الحديث كلمة التوحيد وبيان أنّ من حقّقها فأتى بها كما يحبّ ربُّنا ويرضى، فإن التوحيد بعظمته يغمر التي هي دون الشرك ويدمغها

وكذلك حديث حذيفة المذكور "يُسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى فيه في الأرض آية " فهو إن صحّ يُحمل على أنّ هؤلاء الناس الذين لا يعرفون من الشرائع إلا هذه الكلمة محققين لمعناها غير مشركين بالله ، لأنّ الله لا يغفر أن يشرَك به.

أمّا تركهم الصلاة والصدقة والنُّسك، فإن كانوا موحِّدين فإنهم يعذرون بذلك لأنّ هذه الشرائع لا تُعرف إلا بالحجة الرسالية .
وقد ذكر الحديث أن كتاب الله يُرفع في زمنهم فلا تبقى منه في الأرض آية .

وكتاب الله هو الحجّة التي علّق الله النّذارة بها، فقال {وأوحي إليّ هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ} فمن بلغه القـرآن فقد قامت عليه الحجّة ومن لم يبلغه فإنه يُعذر بفـروع الشريعة، لكنه لا يُعـذر بتـرك التوحيد واتِّباع الشرك والتنديد .
لأن هذا أمر قد أقام الله عليه حجته البالغة من أبواب شتى كما سيأتي بعد.

وحال هؤلاء إن صحّ الحديث كحال زيد بن عمرو بن نفيل الذي كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم حنيفاً مسلماً من غير أن يأتيه نبي، فإنه حقّق التوحيد وكان على ملة إبراهيم كما في صحيح البخاري، وكان يقول: "يا رب لو أعلم طريقة أعبدك بها لعبدتك" .
فمثل هذا يعذر بتفاصيل الشرائع التي لا تُعرف عن طريق الرسل، فهو لا يدري كيف الصلاة أو الزكاة ولذلك يُعذر فيهما.

أمّا التوحيد فلا ينجو إلا بتحقيقه لأنه حق الله على العبيد الذي بعث من أجله كافة رسله ،وأقام عليه الحجج المتنوعة .

وهذا كله يُصار إليه إذا كانت لفظة "تنجيهم من النار" مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم. لكنّ الصواب أنّها موقوفة مدرجة من قول حذيفة كما قرّره أهل العلم في الحديث .
بل الصواب أن الحديث برمّته لا يصحّ إذ هو حديث ضعيف فيه "أبو معاوية خازم الضرير" مدلِّس وفي مروياته عن غير الأعمش ضعف، وقد رواه هنا من غير طريق الأعمش، وهو فوق ذلك رأس من رؤوس الإرجاء كما ذكر الحافظ بن حجر وغيره، وهذا الحديث من بضاعة المرجئة .
وقد حذّر السلف من قبول مرويات أهل البدع إن كانت مما ينصر بدعتهم، وهذا الحديث مما ينصر قول المرجئة ، فكيف إذا انضاف إلى ذلك الضعف والتدليس؟.

أما حديث أُسامة: فإنه في الكافر الذي يُسْلم لتّو ولا يُظهر ناقض من نواقض الإسلام، فمثل هذا لا يحل قتله لأنه دخل إلى العصمة، فوجب الكف عنه حتى يأتي بناقض .
ولذلك بوّب له النووي في صحيح مسلم (باب تحريم قتل الكفر بعد قوله لا إله إلا الله) ولكن يجب أن يُعلم أنّ هناك فرق كبير بين (ابتداء العصمة واستمرارها) فالعصمة تبدأ للكافر بمجرد تلفّظه بكلمة التوحيد ولكن استمرار تلك العصمة لا يكون إلا بالتزام حقوق هذه الكلمة، وخلع واجتناب نواقضها .

فالكافر عندما يهمّ بالدخول للإسلام يتلفّظ بكلمة التوحيد ومجرّد تلفّظه يعني استعداده لقبول شرائع الإسلام واستسلامه لحقوقها وبراءته من نواقضها، فإن لم يفعل ذلك لم تستمر العصمة التي دخل إليها بالكلمة بل انقطعت .

فالحديث إذاً لرجل أسلم للتّو ولم يُظهر شيئاً من نواقض الإسلام .
وليس هو فيمن يزعم الإسلام منذ دهر. وإذا نظرت في حاله وجدته حرباً على الإسلام وأهله، سِلماً للطاغوت وأوليائه وقوانينه وباطله، فهذا لو قالها مئات بل آلاف المرات لم تكن لتنفعه حتى ينخلع عن الكفر لأنّ هذا هو أهم معاني هذه الكلمة التي لم يحققها دهره كله.
ومثل ذلك قوله تعالى {لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً} .
فإنها نزلت كما في الحديث الذي يبيّن سبب نزولها في مجموعة من الصحابة مرّوا برجل معه غنيّمة فسلم عليهم وأظهر الإسلام ولم يُظهر شيئاً من نواقضه، ومع هذا فعلوا معه كما فعل أسامة فقتلوه بحجة أنّه قالها خوفاً منهم وأخذوا غنمه .
فأنكر الله تعالى عليهم ذلك في القرآن، إذِ الواجب فيمن أظهر لنا الإسلام أن نعامله بظاهره مالم يُظهر لنا خلاف ذلك .

فإن تبيّن لنا بعد ذلك أنه يُظهر الإسلام ودين آخـر كفـري ولم يبـرأ منه ـ كالديمقـراطية ـ مثلاً ـ أو موالاة القوانين الوضعية ـ لم نقبل منه حتى يبرأ من ذلك كله ويُخلص دينه لله رب العالمين .
ولذك قال سبحانه قبل ذلك وبعده {فتبيّنوا}.
وأما من يصلّي ويصوم ويحج، ويحتج بحديث مسلم الذي فيه ذكر بعض أمراءالجور فقال الصحابة: أفلا نقاتلهلهم يا رسول الله؟ قال: "لا، ما أقاموا فيكم الصلاة" .

ومثل ذلك حديث ذي الخويصرة الذي تكلّم في قسمة النبي صلى الله عليه وسلم فقال خالد بن الوليد: ألا أقتله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أليس يصلّي؟ أما إني لم أؤمر بقتل المصلين" وفي رواية "يتحدث الناس محمد يقتل أصحابه " .

فلقد علمنا أنّ دين الله الذي بعث الله به كافّة رسله هو التوحيد.

ولا بد أن نعلم أنّ هذا التوحيد هو شرط رئيسي من شروط قبول العمل والعبادة.

فالعمل لا يكون خالصاً متقبلاً إلا بتحقيق هذا الشرط مع الشرط الآخر الذي هو المتابعة، ( أن يكون العمل موافقاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم) .

والشرط هو ما يلزم من عدمه عدم العبادة وبطلانها .

ولذلك فقد ذكر الله عزّ وجلّ أعمالاً كثيرة للكفار والمشركين لكنه بيّن سبحانه أنّه لا يتقبّلها بل يجعلها هباءً منثوراً لأنّها فقدت شرط الإخلاص والتوحيد.

قال تعالى {والذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد اللهَ عنده فوفّاه حسابه} .

وفي الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك به معي غيري تركته وشركه" وهذا يستدلّ به العلماء على الشرك الأصغر فيدخل فيه الأكبر من باب أولى.
فالشاهد من هذا كله أن التوحيد شرط في صحة الصلاة وفي قبولها .
والدخول للإسلام إنما يكون من باب التوحيد (لا إله إلا الله) وليس من باب الصلاة أو غيرها من العبادات .

ومن جاء بصلاة وصيام أو زكاة من غير أن يحقق التوحيد بركنيه (الإيمان بالله) و(الكفر بالطاغوت) فإن أعماله جميعها باطلة، وليس صلاته فقط.

ومن أوضح الأدلّة على ذلك قوله تعالى {ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين} ، وكذلك قوله تعالى {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} 188 الأنعام.
اجتناب الشرك بالله تعالى بترك عبادة الطواغيت أو متابعتهم على تشريعاتهم أعظم شروط قبول العمل، وهو أول فرض افترضه الله تعالى على عباده وأمرهم به، وبدونه تحبط الأعمال.
ولذلك لا تقبل صلاة ولا صيام أو غيره من الأعمال ما داموا لم يحققوا شرط قبولها.

فكما أن الصلاة بغير وضوء باطلة لأنه شرط في صحتها، فكيـف بترك التوحيـد والكفر بالطواغيت ، الذي أعظم شروط قبول الأعمال؟.

ولذك فهو الشرط والأمر الذي أوجب الله على ابن آدم تعلمه والعمل به قبل تعلم الصلاة وشروطها والطهارة وشروطها ونواقضها.
ولذلك فإن الصحابة ما عُذِّبوا في مكّة ولا ابتُلوا وهاجروا وأوذوا إلا من أجله ، فلم يعذبهم قومهم ولا آذوهم لأجل الصلاة أو الزكاة أو غيرها من الطاعات والشرائع ، وإنما طولبوا أول ما طولبوا بتحقيق ذلك الأمر العظيم لأن تلك العبادات لا تقبل بدونه، ولذلك لم يكن من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من طريقة دعوته هو وأصحابه أن يبدأوا في دعوة الناس بالصلاة أو بالزكاة أو نحوها من الشرائع قبل دعوتهم لتحقيق التوحيد والبراءة من الطواغيت ، لا والله ما كانت هذه دعوتهم أبداً.
وحديث معاذ بن جبل في الصحيحين حين بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وعلّمه أسلوب الدعوة وطريقتها قال: "فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله" .
وفي رواية "إلى أن يوحدوا الله" "فإن هم أطاعوك لذلك فأعْلِمهم أنّ الله قد افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أنّ الله قد أوجب عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ إلى فقرائهم. . . الحديث" .
فالحكم على الإنسان بالإسلام ابتداءً لا يكون من الصلاة بل من التوحيد.
ثم يؤمر إن حقق التوحيد بالصلاة والزكاة وسائر الأركان .
فمن حقّق التوحيد واعتصم بالعروة الوثقى نجى وقُبلت منه الصلاة وسائر الأركان، ومن تمسّك بشرائع وأركان الإسلام دون أن يتمسّك بالعروة الوثقى فهو من جملة الهالكين .
لأن الله لم يضمن لشيء من عرى الإسلام الإيمان أن لا تنفصم إلا إذا انضمّت إليها وارتبطت بها هذه العروة الوثقى التي ضمن سبحانه أن لا تنفصم ، قال تعالى {لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم}256 البقرة.

لذك فإنّ كثيراً ممن نصبوا بالعبادة في الدنيا تردّ عبادتهم على وجوههم يوم القيامة ويكون مصيرهم النار، قال تعالى {وجوه يومئذٍ خاشعة ­ عاملة ناصبة} أي في العبادة، ثم مصيرها: {تصْلى ناراً حامية} لأن عبادتها وصلاتها وتعبها ونصبها هباءً منثوراً لأنه بغير توحيد وإخلاص


فإذا فهمت هذا وعلمت أنه قاعدة من قواعد دين المسلمين وأصل محكم من أصولهم يُردّ إليه كل ما تشابه من النصوص، فافْهَم على ضوئه بعد ذلك كل حديث يشكل عليك في هذه الأبواب.

وعلى مثل هذا مضى علماء المسلمين ولذك جعلوا في كتب الفقه باباً يسمى (باب حكم المرتدّ) وعرّفوه بأنه المسلم الذي يرتدّ بقول أو عمل أو اعتقاد بعد إسلامه، وربما يكون مصلياً.

ولذلك أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بكفر عبيد الياسق وهو دستور أو قانون التتار في زمنه كما أفتى بكفر أنصارهم وعساكرهم مع أنه كان فيهم من يصلّي، وراجع المجلد 28 من فتاويه .

ومثل ذلك كله يقال في حديث ذي الخويصرة فقوله "أليس يصلي؟" أو "لعله أن يكون يصلي" .

فيه قاعدة الأخذ بالظاهر والعلانية وترك السريرة إلى الله، وأنّ ذلك الرجل كان يُظهر التوحيد، لأن القاعدة التي عرفتها فيما تقدم تقرِّر أنّه لا قبول للصلاة وحدها دون التوحيد .

وأما قول من كفّر مسلماً فقد كفر لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد قال: "من كفّر مسلماً فقد كفر"

فليس التكفير على إطلاقه أمر خطير ومذموم .

ولكن تكفير المسلم بمجرّد الهوى وبمحض العصبية دون دليل شرعي هو المذموم والخطير .

وليس كل الكفر مذموم كما أن ليس كل الإيمان ممدوح .
فمن الإيمان ما هو واجب كالإيمان بالله ومنه ما هو محرّم وشرك كالإيمان بالطاغوت .

وكذلك الكفر منه ما هو واجب وممدوح كالكفر بالطاغوت ومنه ما هو مذموم كالكفر بالله وآياته ودينه .

وأيضاً كما تكفير المسلم دون دليل شرعي أمر خطير فكذلك الحكم على المشرك أو الكافر بالإسلام وعصمة الدم وإدخاله بالتالي في الأخوة الإسلامية والموالاة الإيمانية أمر خطير وفساد كبير .

قال تعالى {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير}.

أمّا الحديث المذكور فلم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلّم بهذا اللفظ أبداً، فليس كل من كفّر مسلماً يكفر، خصوصاً إذا كان ذلك المسلم قد أتى "بما سمّاه الله ورسوله كفراً" .
ومفهوم هذا اللفظ أن المسلم لا يكفر أبداً وهذا منقوض بقوله تعالى عن أُناس كانوا يُظهرون الإسلام {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} ، وقوله سبحانه { إنّ الذين ارتدُّوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الشيطان سوّل لهم وأملى لهم} ، وقوله عزّ وجلّ { يا أيها الذين ءامنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللهُ . . . الاية} ، ونحوها من الآيات .
وإذا كان المسلم لا يكفر أو يرتدّ أبداً فما فائدة أحكام المرتدّ التي دُوِّنت في كتب الفقه الإسلامي. ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلّم "من بدّل دينه فاقتلوه" .
وإنّما لفظ الحديث في صحيح مسلم "من قال لأخيه المسلم يا كافر فإن كان كذلك، وإلا حار عليه" .
وقوله "فإن كان كذلك" دالٌّ على جواز التكفير للمسلم الذي يظهر فيه كفر وتنتفي في حقه موانع التكفير، أي إنْ كان كذلك فلا حرج.
"وإلا حار عليه" أي: إن لم يكن قد كفر .
ولذلك من كفّر مسلماً ظهر منه شيء من الكفر، فإنه لا يكفر حتى وإن كان حكمه لم يوافق الصواب لقيام مانع من موانع التكفير لم يطّلع عليه، بل إذا كان تكفيره له غضباً لدين الله وحميّة له، فإنه مأجور على ذلك كما حصل مع الفاروق رضي الله عنه، عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلّم "دعني أضرب عنق هذا المنافق" يعني بذلك (حاطِب) .
فمع أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم بيّن أنّ حاطب لم يكفر إلا أنّه لم يقل لعمر ـ لقد حار عليك الكفر لأنّك كفّرت مسلماً ومن كفّر مسلماً فقد كفـر، كما يزعم بعضهم.

وقد أشار ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في زاد المعاد إلى هذا المعنى عند ذكره الفوائد المستفادة من قصة حاطب بن أبي بلتعة .
فعُلِم أنّ الذي يُذمّ، وهو على أمر خطير، إنما هو من كفّر مسلماً لمحض الهوى والعصبية والحزبية
ويجب أن يعرف الموحِّد لمزيد من الفائدة أنّ هذا الحديث مُؤوّل عند العلماء على وجوه عدّة أحدها: أنّه من وصف دين المسلمين والتوحيد بأنه كفر فقد كفر.

ووجه آخر: حملوه على من استهان واستهتر بتكفير المسلمين فإنّذلك قد يؤدِّي به إلى الكفر، وغير ذلك من التّأويلات.
وقد ذكر النووي منها في شرح صحيح مسلم خمسة أوجه.

وإنّما اضطروا إلى تأويله لأن ظاهره معارض لأصل من أصول الدين المحكمة عند أهل السنّة والجماعة في أبواب الكفر والإيمان وهو قوله تعالى { إنّ الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .

ولا شك أنّ رمي المسلم بالكفر غضباً دنيوياً أو للهوى هو دون الشرك .
ولذلك اضطرّ من اضطرّ إلى تأويله .
ولو قلنا أنّ من كفّرنا أو كفّر غيرنا من الموحدين المسلمين بغضاً له ولتوحيده وبراءته من الطواغيت، وسمّى دينه دين الخوارج نصرة لأعداء التوحيد من الطواغيت، ومظاهرة لقوانينهم بأنّه هو الكافر استدلالاً بهذا الحديث لكان ذلك حقّاً لا مرية فيه، ولما احتيج إلى تأويله، لأنّ ذلك كفر دون شكّ.


ويكفي لإظهار الحق ما تقدّم من كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العلماء في باب أحكام المرتد فإنّ فيه شفاء لمن في ناظريه عمىً.
والله نعبد وهوالمستعان


Scud   كتب الموضوع   13-08-1999 07:16 PM   الملف الخاص للعضو  Scud   أرسل بريد إلكتروني إلى  Scud     
لشهادة التوحيد (لا إله إلا الله) ركنان أصليان لا يغني أحدهما عن الآخر .
بل لا بد لقبول هذه الشهادة وصحتها الإتيان بهما جميعاً هما: النفي (لا إله) والإثبات (إلا الله) أو كما بيّن ذلك الله تعالى ( الكفر بالطاغوت) و(الإيمان بالله) {فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} فمن لم يجمع بين هذين الركنين فإنه لم يستمسك بالعروة الوثقى، ومن لم يستمسك بالعروة الوثقى فهو هالك مع الهالكين، لأنه ليس من جملة الموحدين بل هو في عداد المشركين أو الكافرين فإيمانهم بالله دون كفر بالطاغوت هو مثل إيمان قريش بالله دون أن يكفروا بطواغيتهم.
ومعلوم أن هذا الإيمان لم ينفع قريشاً ولا عصم دماءهم أو أموالهم حتى ضمّوا إليه البراءة والكفر بطواغيتهم قال تعالى {وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون} .
فهم ما حققوا ركن التوحيد الأول المهم (الكفر بالطاغوت)
وبالنسبة للتكفيرفالاستهزاء بدين الله يقتضي ذلك
قال الله تبارك وتعالى {قل أبالله وءاياته ورسوله كنتم تستهزؤن لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} .
وهذه الآيات نزلت في أناس كانوا مسلمين يصلون ويصومون ويزكون وخرجوا في غزوة من أعظم غزوات المسلمين ومع هذا كفّرهم الله عز وجل لما صدرت منهم كلمات استهزؤوا فيها بحفظة كتاب الله، فكيف بأراذل الخلق الذين لا يرجون لدين الله وقاراً وقد جعلوه ألعوبة وهزءاً لكل ساقط وساقطة واتخذوه وراءهم ظِهرياً .
وتولي الكافرين ومظاهرة الموحدين يقتضي التكفير
وقد قال الله تعالى {ومن يتولّهم منكم فإنه منهم} .
ولأجل ذلك قال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في نواقض الإسلام "الناقض الثامن: مظاهرة المشركين ومعاونتهم على الموحدين كفر" .
وذكر حفيده الشيخ سليمان بن عبد الله في رسالته حكم موالاة أهل الإشراك عند قوله تعالى { ألم تر إلى الذي نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لإن أُخرجتم لنَخرجنّ معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لَننصرنّكم والله يشهد إنهم لكاذبون} ، إن هذه الآيات نزلت في أناس كانوا يُظهرون الإسلام ويقبل منهم ذلك في الدنيا فيعامَلون معاملة المسلمين لأن المسلمين مأمورون بالأخذ بالظاهر، لكنهم لمّا عقدوا مع اليهود اتفاقية نصرة ضد الموحدين والله يعلم إنهم باتفاقيتهم هذه كاذبون، ومع ذلك فقد عقد بينهم وبين أهل الكتاب عقد الأخوة، ووصفهم بأنهم إخوانهم وهذا تكفير لهم
وابتغاءالديمقراطيةوالعلمانية ديناً عوضاً عن دين الله يقتضي التكفير
فقد قال تعالى { إنّ الدينَ عند اللهِ الإسلام} والإسلام دين الله الحق الذي بُعث به محمد صلى الله عليه وسلم ، وأما الديمقراطية فهي دين اخترعه اليونان .
وهي دون شك ليست من دين الله فهي قطعاً ليس من الحق {وماذا بعد الحق إلا الضلال} والديمقراطية مع الإسلام لا يجتمعان إذ لا يقبل الله إلا الإسلام الخالص
والإسلام الذي هو دين الله الخالص جعل التشريع والحكم لله وحده أما الديمقراطية فهي دين شركي كفري جعلت الحكم والتشريع للشعب لا لله، والله جلّ ذكره لا يقبل ولا يرضى أن يجمع المرء بين الكفر وبين الإسلام أو بين الشرك والتوحيد.
بل لا يُقبل الإسلام والتوحيد ولا يصح إلا إذا كفر المرء وتبرأ من كل دين غير دين الله الخالص .
قال تعالى عن يوسف { إني تركت ملّة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون * واتّبعت ملّة ءاباءي إبراهيم وإسحق ويعقوب ما كان لنا أن نُشرك بالله من شيء} .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي يرويه مسلم "من قال لا إله إلا الله وكفر بما يُعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله" .
وليست الأديان فقط هي النصرانية واليهودية بل وأيضاً الشيوعية والديمقراطية ونحوها من الملل والمذاهب فلا بد من البراءة من جميع الملل والنِّحل والمذاهب الباطلة ليقبل الله دين الإسلام .
فكما أنه لا يجوز في دين الله أن يكون الإنسان مسلماً نصرانياً أو مسلماً يهودياً، فكذلك لا يرضى الله أن يكون المرء مسلماً ديمقراطياً، فالإسلام دين الله والديمقراطية دين كفري .
{ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يُقبل منه وهو في الآخـرة من الخاسرين} .
هذا إذا جمعوا بين الإسلام والديمقراطية، فكيف إذا تركوا الإسلام وأعرضوا عن تشريعه وأحكامه وحدوده ، واختاروا الديمقراطية وحكمها وتشريعها
وبالنسبة لتكفير من قال لا إله إلا الله فقد أنكر رسول الله صلى الله عليه وسلم على أُسامة حكمه بالكفر على الرجـل الذي تلفّـظ بـ لا إله إلا الله ومن ثَم قتله، وقال له: "كيف قتلـته بعـد أن قال لا إلـه إلا الله؟" .
والله جل ذكره يقول {يا أيها الذين ءامنوا إذا ضربتـم في سبيـل الله فتبيّنـوا ولا تقـولوا لمن ألقـى إليكم السلام لست مؤمـناً تبتغـون عـرض الحيـاة الدنيا فعنـد الله مغانم كثيرة كذلك كنتـم من قبـل فمَنَّ الله عليـكم فتبيّنـوا إنّ الله كان بما تعملون خبيـراً} .
وكذلك حديـث "من مات وهو يشهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة" .
وحديث "البطاقة" الذي فيه أنّ رجلاً يأتي يوم القيامة بتسع وتسعين سجلاّ من الذنوب حتى يظن أنه هالك توزن هذه السجلات ببطاقة عليها لا إله إلا الله فترجح البطاقة .
وكذلك الحديث المروي عن حذيفة مرفوعاً قال: "يُسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى في الأرض منه آية وتبقى لئام من الناس ما يدرون ما صلاة وما صدقة وما نُسُك يقولون هذه الكلمة (لا إله إلا الله) أدركنا آباءنا عليها فنحن نقـولها" قال صِـلَة*: "فما تنفعـهم لا إلـه إلا الله وهم لا يدرون ما صـلاة وما صدقة وما نُسُك؟" قال حذيفة: "تنجيـهم من النـار".
ونحو ذلك من الأحاديث.
لكن:..
أولاً : قد قال تعالى في كتابه {هو الذي أنزل عليك الكتاب منه ءايات مُحكمات هنّ أُمّ الكتاب وأُخر مُتشابهات فأماّ الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله، والراسخون في العلم يقولون ءامنّا به كل من عند ربِّنا وما يذّكر إلا أولوا الألباب} .
فبيّن الله عزّ وجلّ بأنه ابتلى عباده بأن جعل في الشريعة التي أنزلها إليهم آيات محكمات وقواعد راسيات وأوامر واضحات بيِّنات عليها مدار الشريعة وإليها يُردّ الأمر عند النزاع والخلاف وهناك أُخر متشابهات أو ظنِّية الدلال تحتمل أكثر من معنى وبيّن أنّ أهل الزّيغ والضلال هم الذين يتّبعون المتشابه ويذرون المحكم ابتغاء تأويله عن مراد الله الذي أنزله عليه للتلبيس وابتغاء الفتنة بين عباد الله .

أما طريقة طلاّب الحق وأهل العلم الراسخين فيه أن يردّوا المتشابه الذي يشكل عليهم إلى المحكم الذي هو أصل الكتاب وأمّه الذي عليه مدار التأويل وإليه يُردّ الخلاف .
وقد بيّن الشاطبي في الإعتصام أن هذه القاعدة ليس في الكتاب الكريم وحده بل وفي السنّة النبـوية والسـيرة المحمدية .
حيث أنّ هنــاك أحـاديث وحـوادث أعيان قيلت أو حصلت في مـناسـبات معيـنة إذا أُخذت وحدها دون مبيِّناتها كان ذلك من قبيل اتِّباع المتشابه وترك المحكم .
وكذلك أخذ العام دون مخصّصه أو المطلق دون مقيّده، أو التشبُّث بنص من طائفة من النصوص جميعها يتناول قضية واحدة وإهمال غيره مما هو مرتبط به، ذلك كله من اتباع المتشابه وترك المحكم وهو من التقوّل على الله بغير علم وتقيل الشرع ما لم يقل به.
إذ لا بد من الإيمان بكلام الله ورسوله جميعاً وأخذه كله والدخول في السلم كافة .
أما تتبّع ما يوافق الهوى فهي طريقة أهل الزيغ والضلال وهو سبب ضلال أكثر أهل الضلالة .
فالخوارج ضلّوا لما أهملوا نصوص الوعد وركّزوا على نصوص الوعيد فأخذوا قوله تعالى {ومن يعص الله ورسوله فإن له نار جهنم خالدين فيها أبداً} ، وهو نص عامّ يكون من المتشابه إن لم يُردّ إلى مقيّده ومبيّنه الذي أهملوه وهو قوله تعالى { إن الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .
وكذلك المرجئة ، تمسّكوا ببعض النصوص المتقدِّمة التي تبشِّر من قال لا إله إلا الله بالجنة ، فأرجأوا الأعمال وأهملوها واكتفوا في الحكم بالإسلام ودخول الجنة بالكلمة وحدها دون علم معناها أو تحقيق مقتضياتها.
مع أن العلماء قد بيّنوا كما روى البخاري في صحيحه عن وهب بن منبّه أن "لا إله إلا الله مفتاح الجنة ، لكن لكل مفتاح أسنان فمن جاء بمفتاح له أسنان فتح ومن جاء بمفتاح ليس له أسنان لم يفتح" ، وأسنانها هي تحقيق شروطها واجتناب نواقضها .
إذ لا يشك عاقل عارف بحقيقة دين الإسلام أن المراد من لا إله إلا الله هو معناها التي تتضمّنه من نفي وإثبات، أما أن يتلفّظ بها دون معرفة معناها أو دون تحقيق مقتضاها واجتناب نواقضها، فهذا ليس هو مطلوب الله عزّ وجلّ .
ولذلك قال سبحانه {فاعلم أنه لا إله إلا الله} ، وقال سبحانه {إلا من شهد بالحق وهم يعلمون} .
والحديث المذكور "من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلا الله دخل الجنة" ، دليل أيضاً على أنّ معرفة معنى هذه الكلمة شرط لتحقيقها ولنيل موعود الله عليها .
وقد بوّب له النووي في صحيح مسلم (باب من مات على التوحيد دخل الجنّة) .
فالمطلوب هو تحقيق التوحيد الذي تحويه هذه الكلمة وليس فقط التلفّظ بها.
كما في حديث معاذ المروي في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أوصاه وعلّمه أسلوب الدعوة لمّا بعثه إلى اليمن فقال: "فليكن أوّل ما تدعوهم إليه لا إله إلا الله" وفي رواية إلى أن يوحِّدوا الله" ، فدلّ ذلك على أنّ المراد حقيقة الكلمة، ما تنفيه وما تثبته، وليس فقط اللّفظ المجرّد من ذلك .

وأتْباع مُسيلَمة الكذّاب كانوا يقولون لا إله إلا الله ويصلّون ويصومون ويشهدون أنّ محمداً رسول الله لكن أشركوا معه رجلاً بالرسالة ، فكفروا وحلّت دماءهم وأموالهم ولم تنفعهم لا إله إلا الله بمجرد أن أشركوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجلاً من عشيرتهم في النبوة والرسالة.ومنهم من منع الزكاة رغم أنه يشهد أن لا إله إلا الله ويقيم الصلاة ويصوم ركضان ويحج البيت ومع ذلك فقد حاربهم أبو بكر الصديق رضي الله عنه لردنهم
وشروط (لا إله إلا الله)
1ـ العلم بمقتضاها نفيـاً وإثبـاتاً.
2ـ الإنقيــاد لحقـوقها.
وذكـروا أيضاً:
3ـ الصدق المنـافي للكذب.
4ـ الإخلاص المنافي للكذب.
5ـ اليقين المنافي للشـك.
6ـ المحبة لهذه الكلمة لما دّلت عليه.
7ـ القبول المنافي لردّ أي شيء من لوازمها.
وحديث "من مات وهو يعلم أنّه لا إله إلا الله دخل الجنّة" لا بدّ أن يفسَّر ويُربط بقوله تعالى {ومن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى} ، ولا بدّ أن يردّ إلى قوله تعالى { إنّ الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفـر ما دون ذلك لمن يشاء} .
فلو أنّ مشركاً قال "لا إله إلا الله" ألف مرّة، وكان يعلم معناها لكنّه لم يترك شركه ولا تبرّأ من طاغوته فلن يغفر الله له، ولم يستمسك بالعروة الوثقى، ولن يدخل الجنة { إنّه من يشرك بالله فقد حرّم اللهُ عليه الجنّة}.

وهكذا يجب أن يُضاف إلى ذلك كل حديث يتكلم في الموضوع نفسه ليحيط بالموضوع من كل جوانبه ولا نكون ممّن يتّبعون ما تشابه من النصوص، فيُضم إليه حديث الصحيحين: " أشهد أن لا إله إلا الله وأنّني رسول الله لا يلقى اللهَ بهما عبدٌ غير شاكّ بهما دخل الجنة" .
ومثله حديث: "ما من أحد شهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله صدقاً من قلبه إلا حرّم الله عليه النّار" .
ونحو ذلك من الأحاديث وبمثل هذه الطريقة يُفهم الدين ويُنال العلم ويُعرف مراد الله كما يحب ويرضى .
ومثل ذلك يقال في حديث "البطاقة" ، فالمراد ببطاقة (لا إله إلا الله) كما عرفت، هو تحقيق التوحيد من الإيمان بالله والكفر بالطواغيت وعدم الإتيان بشيء من نواقضها .
وبِردّ هذا الحديث وفهمه على ضوء النصوص المحكمة كقوله تعالى {إن الله لا يغفر أن يشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشـاء} .
تعـرف أنّ السجلاّت التسعة والتسعون هي ذنوب مكفِّرة دون شكّ، أو ذنوب دون الشـرك، لأن الشـرك الذي يناقض هذه البطاقة لا يغفره الله أبداً كما في الآية، وصاحبه لا يدخل الجنة إن مات عليه، ولو أنّ في هذه السجلات ناقض من النواقض لما طاشت به البطاقة، لأنها ساعتئذٍ لا تكون بطاقة التوحيد، بل بطاقة كلمة تقال باللسان دون معرفة معناها أو تحقيق لوازمها .
فلو أنّ في هذه السجلات عبادة غير الله أو التشريع مع الله أو نُصرة المشرِّعين وتولِّيهم أو سبّ الدين أو حرب أوليائه لَمَا رجحت أو نفعت أو دخل صاحبها الجنّة لكن السجلات ذنوب دون الشرك .

وفي الحديث كلمة التوحيد وبيان أنّ من حقّقها فأتى بها كما يحبّ ربُّنا ويرضى، فإن التوحيد بعظمته يغمر التي هي دون الشرك ويدمغها

وكذلك حديث حذيفة المذكور "يُسرى على كتاب الله في ليلة فلا تبقى فيه في الأرض آية " فهو إن صحّ يُحمل على أنّ هؤلاء الناس الذين لا يعرفون من الشرائع إلا هذه الكلمة محققين لمعناها غير مشركين بالله ، لأنّ الله لا يغفر أن يشرَك به.

أمّا تركهم الصلاة والصدقة والنُّسك، فإن كانوا موحِّدين فإنهم يعذرون بذلك لأنّ هذه الشرائع لا تُعرف إلا بالحجة الرسالية .
وقد ذكر الحديث أن كتاب الله يُرفع في زمنهم فلا تبقى منه في الأرض آية .

وكتاب الله هو الحجّة التي علّق الله النّذارة بها، فقال {وأوحي إليّ هذا القرءان لأنذركم به ومن بلغ} فمن بلغه القـرآن فقد قامت عليه الحجّة ومن لم يبلغه فإنه يُعذر بفـروع الشريعة، لكنه لا يُعـذر بتـرك التوحيد واتِّباع الشرك والتنديد .
لأن هذا أمر قد أقام الله عليه حجته البالغة من أبواب شتى كما سيأتي بعد.

وحال هؤلاء إن صحّ الحديث كحال زيد بن عمرو بن نفيل الذي كان قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلّم حنيفاً مسلماً من غير أن يأتيه نبي، فإنه حقّق التوحيد وكان على ملة إبراهيم كما في صحيح البخاري، وكان يقول: "يا رب لو أعلم طريقة أعبدك بها لعبدتك" .
فمثل هذا يعذر بتفاصيل الشرائع التي لا تُعرف عن طريق الرسل، فهو لا يدري كيف الصلاة أو الزكاة ولذلك يُعذر فيهما.

أمّا التوحيد فلا ينجو إلا بتحقيقه لأنه حق الله على العبيد الذي بعث من أجله كافة رسله ،وأقام عليه الحجج المتنوعة .

وهذا كله يُصار إليه إذا كانت لفظة "تنجيهم من النار" مرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلّم. لكنّ الصواب أنّها موقوفة مدرجة من قول حذيفة كما قرّره أهل العلم في الحديث .
بل الصواب أن الحديث برمّته لا يصحّ إذ هو حديث ضعيف فيه "أبو معاوية خازم الضرير" مدلِّس وفي مروياته عن غير الأعمش ضعف، وقد رواه هنا من غير طريق الأعمش، وهو فوق ذلك رأس من رؤوس الإرجاء كما ذكر الحافظ بن حجر وغيره، وهذا الحديث من بضاعة المرجئة .
وقد حذّر السلف من قبول مرويات أهل البدع إن كانت مما ينصر بدعتهم، وهذا الحديث مما ينصر قول المرجئة ، فكيف إذا انضاف إلى ذلك الضعف والتدليس؟.

أما حديث أُسامة: فإنه في الكافر الذي يُسْلم لتّو ولا يُظهر ناقض من نواقض الإسلام، فمثل هذا لا يحل قتله لأنه دخل إلى العصمة، فوجب الكف عنه حتى يأتي بناقض .
ولذلك بوّب له النووي في صحيح مسلم (باب تحريم قتل الكفر بعد قوله لا إله إلا الله) ولكن يجب أن يُعلم أنّ هناك فرق كبير بين (ابتداء العصمة واستمرارها) فالعصمة تبدأ للكافر بمجرد تلفّظه بكلمة التوحيد ولكن استمرار تلك العصمة لا يكون إلا بالتزام حقوق هذه الكلمة، وخلع واجتناب نواقضها .

فالكافر عندما يهمّ بالدخول للإسلام يتلفّظ بكلمة التوحيد ومجرّد تلفّظه يعني استعداده لقبول شرائع الإسلام واستسلامه لحقوقها وبراءته من نواقضها، فإن لم يفعل ذلك لم تستمر العصمة التي دخل إليها بالكلمة بل انقطعت .

فالحديث إذاً لرجل أسلم للتّو ولم يُظهر شيئاً من نواقض الإسلام .
وليس هو فيمن يزعم الإسلام منذ دهر. وإذا نظرت في حاله وجدته حرباً على الإسلام وأهله، سِلماً للطاغوت وأوليائه وقوانينه وباطله، فهذا لو قالها مئات بل آلاف المرات لم تكن لتنفعه حتى ينخلع عن الكفر لأنّ هذا هو أهم معاني هذه الكلمة التي لم يحققها دهره كله.
ومثل ذلك قوله تعالى {لا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمناً} .
فإنها نزلت كما في الحديث الذي يبيّن سبب نزولها في مجموعة من الصحابة مرّوا برجل معه غنيّمة فسلم عليهم وأظهر الإسلام ولم يُظهر شيئاً من نواقضه، ومع هذا فعلوا معه كما فعل أسامة فقتلوه بحجة أنّه قالها خوفاً منهم وأخذوا غنمه .
فأنكر الله تعالى عليهم ذلك في القرآن، إذِ الواجب فيمن أظهر لنا الإسلام أن نعامله بظاهره مالم يُظهر لنا خلاف ذلك .

فإن تبيّن لنا بعد ذلك أنه يُظهر الإسلام ودين آخـر كفـري ولم يبـرأ منه ـ كالديمقـراطية ـ مثلاً ـ أو موالاة القوانين الوضعية ـ لم نقبل منه حتى يبرأ من ذلك كله ويُخلص دينه لله رب العالمين .
ولذك قال سبحانه قبل ذلك وبعده {فتبيّنوا}.
وأما من يصلّي ويصوم ويحج، ويحتج بحديث مسلم الذي فيه ذكر بعض أمراءالجور فقال الصحابة: أفلا نقاتلهلهم يا رسول الله؟ قال: "لا، ما أقاموا فيكم الصلاة" .

ومثل ذلك حديث ذي الخويصرة الذي تكلّم في قسمة النبي صلى الله عليه وسلم فقال خالد بن الوليد: ألا أقتله؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أليس يصلّي؟ أما إني لم أؤمر بقتل المصلين" وفي رواية "يتحدث الناس محمد يقتل أصحابه " .

فلقد علمنا أنّ دين الله الذي بعث الله به كافّة رسله هو التوحيد.

ولا بد أن نعلم أنّ هذا التوحيد هو شرط رئيسي من شروط قبول العمل والعبادة.

فالعمل لا يكون خالصاً متقبلاً إلا بتحقيق هذا الشرط مع الشرط الآخر الذي هو المتابعة، ( أن يكون العمل موافقاً لما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم) .

والشرط هو ما يلزم من عدمه عدم العبادة وبطلانها .

ولذلك فقد ذكر الله عزّ وجلّ أعمالاً كثيرة للكفار والمشركين لكنه بيّن سبحانه أنّه لا يتقبّلها بل يجعلها هباءً منثوراً لأنّها فقدت شرط الإخلاص والتوحيد.

قال تعالى {والذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعة يحسبه الظمآن ماءً حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً ووجد اللهَ عنده فوفّاه حسابه} .

وفي الحديث القدسي الذي يرويه النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه: "أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك به معي غيري تركته وشركه" وهذا يستدلّ به العلماء على الشرك الأصغر فيدخل فيه الأكبر من باب أولى.
فالشاهد من هذا كله أن التوحيد شرط في صحة الصلاة وفي قبولها .
والدخول للإسلام إنما يكون من باب التوحيد (لا إله إلا الله) وليس من باب الصلاة أو غيرها من العبادات .

ومن جاء بصلاة وصيام أو زكاة من غير أن يحقق التوحيد بركنيه (الإيمان بالله) و(الكفر بالطاغوت) فإن أعماله جميعها باطلة، وليس صلاته فقط.

ومن أوضح الأدلّة على ذلك قوله تعالى {ليحبطنّ عملك ولتكوننّ من الخاسرين} ، وكذلك قوله تعالى {ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون} 188 الأنعام.
اجتناب الشرك بالله تعالى بترك عبادة الطواغيت أو متابعتهم على تشريعاتهم أعظم شروط قبول العمل، وهو أول فرض افترضه الله تعالى على عباده وأمرهم به، وبدونه تحبط الأعمال.
ولذلك لا تقبل صلاة ولا صيام أو غيره من الأعمال ما داموا لم يحققوا شرط قبولها.

فكما أن الصلاة بغير وضوء باطلة لأنه شرط في صحتها، فكيـف بترك التوحيـد والكفر بالطواغيت ، الذي أعظم شروط قبول الأعمال؟.

ولذك فهو الشرط والأمر الذي أوجب الله على ابن آدم تعلمه والعمل به قبل تعلم الصلاة وشروطها والطهارة وشروطها ونواقضها.
ولذلك فإن الصحابة ما عُذِّبوا في مكّة ولا ابتُلوا وهاجروا وأوذوا إلا من أجله ، فلم يعذبهم قومهم ولا آذوهم لأجل الصلاة أو الزكاة أو غيرها من الطاعات والشرائع ، وإنما طولبوا أول ما طولبوا بتحقيق ذلك الأمر العظيم لأن تلك العبادات لا تقبل بدونه، ولذلك لم يكن من أمر الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من طريقة دعوته هو وأصحابه أن يبدأوا في دعوة الناس بالصلاة أو بالزكاة أو نحوها من الشرائع قبل دعوتهم لتحقيق التوحيد والبراءة من الطواغيت ، لا والله ما كانت هذه دعوتهم أبداً.
وحديث معاذ بن جبل في الصحيحين حين بعثه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وعلّمه أسلوب الدعوة وطريقتها قال: "فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله إلا الله" .
وفي رواية "إلى أن يوحدوا الله" "فإن هم أطاعوك لذلك فأعْلِمهم أنّ الله قد افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أنّ الله قد أوجب عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردّ إلى فقرائهم. . . الحديث" .
فالحكم على الإنسان بالإسلام ابتداءً لا يكون من الصلاة بل من التوحيد.
ثم يؤمر إن حقق التوحيد بالصلاة والزكاة وسائر الأركان .
فمن حقّق التوحيد واعتصم بالعروة الوثقى نجى وقُبلت منه الصلاة وسائر الأركان، ومن تمسّك بشرائع وأركان الإسلام دون أن يتمسّك بالعروة الوثقى فهو من جملة الهالكين .
لأن الله لم يضمن لشيء من عرى الإسلام الإيمان أن لا تنفصم إلا إذا انضمّت إليها وارتبطت بها هذه العروة الوثقى التي ضمن سبحانه أن لا تنفصم ، قال تعالى {لا إكراه في الدين قد تبيّن الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم}256 البقرة.

لذك فإنّ كثيراً ممن نصبوا بالعبادة في الدنيا تردّ عبادتهم على وجوههم يوم القيامة ويكون مصيرهم النار، قال تعالى {وجوه يومئذٍ خاشعة ­ عاملة ناصبة} أي في العبادة، ثم مصيرها: {تصْلى ناراً حامية} لأن عبادتها وصلاتها وتعبها ونصبها هباءً منثوراً لأنه بغير توحيد وإخلاص


فإذا فهمت هذا وعلمت أنه قاعدة من قواعد دين المسلمين وأصل محكم من أصولهم يُردّ إليه كل ما تشابه من النصوص، فافْهَم على ضوئه بعد ذلك كل حديث يشكل عليك في هذه الأبواب.

وعلى مثل هذا مضى علماء المسلمين ولذك جعلوا في كتب الفقه باباً يسمى (باب حكم المرتدّ) وعرّفوه بأنه المسلم الذي يرتدّ بقول أو عمل أو اعتقاد بعد إسلامه، وربما يكون مصلياً.

ولذلك أفتى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بكفر عبيد الياسق وهو دستور أو قانون التتار في زمنه كما أفتى بكفر أنصارهم وعساكرهم مع أنه كان فيهم من يصلّي، وراجع المجلد 28 من فتاويه .

ومثل ذلك كله يقال في حديث ذي الخويصرة فقوله "أليس يصلي؟" أو "لعله أن يكون يصلي" .

فيه قاعدة الأخذ بالظاهر والعلانية وترك السريرة إلى الله، وأنّ ذلك الرجل كان يُظهر التوحيد، لأن القاعدة التي عرفتها فيما تقدم تقرِّر أنّه لا قبول للصلاة وحدها دون التوحيد .

وأما قول من كفّر مسلماً فقد كفر لأنّ رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد قال: "من كفّر مسلماً فقد كفر"

فليس التكفير على إطلاقه أمر خطير ومذموم .

ولكن تكفير المسلم بمجرّد الهوى وبمحض العصبية دون دليل شرعي هو المذموم والخطير .

وليس كل الكفر مذموم كما أن ليس كل الإيمان ممدوح .
فمن الإيمان ما هو واجب كالإيمان بالله ومنه ما هو محرّم وشرك كالإيمان بالطاغوت .

وكذلك الكفر منه ما هو واجب وممدوح كالكفر بالطاغوت ومنه ما هو مذموم كالكفر بالله وآياته ودينه .

وأيضاً كما تكفير المسلم دون دليل شرعي أمر خطير فكذلك الحكم على المشرك أو الكافر بالإسلام وعصمة الدم وإدخاله بالتالي في الأخوة الإسلامية والموالاة الإيمانية أمر خطير وفساد كبير .

قال تعالى {والذين كفروا بعضهم أولياء بعض إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير}.

أمّا الحديث المذكور فلم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلّم بهذا اللفظ أبداً، فليس كل من كفّر مسلماً يكفر، خصوصاً إذا كان ذلك المسلم قد أتى "بما سمّاه الله ورسوله كفراً" .
ومفهوم هذا اللفظ أن المسلم لا يكفر أبداً وهذا منقوض بقوله تعالى عن أُناس كانوا يُظهرون الإسلام {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم} ، وقوله سبحانه { إنّ الذين ارتدُّوا على أدبارهم من بعد ما تبيّن لهم الشيطان سوّل لهم وأملى لهم} ، وقوله عزّ وجلّ { يا أيها الذين ءامنوا من يرتدّ منكم عن دينه فسوف يأتي اللهُ . . . الاية} ، ونحوها من الآيات .
وإذا كان المسلم لا يكفر أو يرتدّ أبداً فما فائدة أحكام المرتدّ التي دُوِّنت في كتب الفقه الإسلامي. ومنها قول النبي صلى الله عليه وسلّم "من بدّل دينه فاقتلوه" .
وإنّما لفظ الحديث في صحيح مسلم "من قال لأخيه المسلم يا كافر فإن كان كذلك، وإلا حار عليه" .
وقوله "فإن كان كذلك" دالٌّ على جواز التكفير للمسلم الذي يظهر فيه كفر وتنتفي في حقه موانع التكفير، أي إنْ كان كذلك فلا حرج.
"وإلا حار عليه" أي: إن لم يكن قد كفر .
ولذلك من كفّر مسلماً ظهر منه شيء من الكفر، فإنه لا يكفر حتى وإن كان حكمه لم يوافق الصواب لقيام مانع من موانع التكفير لم يطّلع عليه، بل إذا كان تكفيره له غضباً لدين الله وحميّة له، فإنه مأجور على ذلك كما حصل مع الفاروق رضي الله عنه، عندما قال للنبي صلى الله عليه وسلّم "دعني أضرب عنق هذا المنافق" يعني بذلك (حاطِب) .
فمع أنّ النبي صلى الله عليه وسلّم بيّن أنّ حاطب لم يكفر إلا أنّه لم يقل لعمر ـ لقد حار عليك الكفر لأنّك كفّرت مسلماً ومن كفّر مسلماً فقد كفـر، كما يزعم بعضهم.

وقد أشار ابن القيم ـ رحمه الله تعالى ـ في زاد المعاد إلى هذا المعنى عند ذكره الفوائد المستفادة من قصة حاطب بن أبي بلتعة .
فعُلِم أنّ الذي يُذمّ، وهو على أمر خطير، إنما هو من كفّر مسلماً لمحض الهوى والعصبية والحزبية
ويجب أن يعرف الموحِّد لمزيد من الفائدة أنّ هذا الحديث مُؤوّل عند العلماء على وجوه عدّة أحدها: أنّه من وصف دين المسلمين والتوحيد بأنه كفر فقد كفر.

ووجه آخر: حملوه على من استهان واستهتر بتكفير المسلمين فإنّذلك قد يؤدِّي به إلى الكفر، وغير ذلك من التّأويلات.
وقد ذكر النووي منها في شرح صحيح مسلم خمسة أوجه.

وإنّما اضطروا إلى تأويله لأن ظاهره معارض لأصل من أصول الدين المحكمة عند أهل السنّة والجماعة في أبواب الكفر والإيمان وهو قوله تعالى { إنّ الله لا يغفر أن يُشرَك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء} .

ولا شك أنّ رمي المسلم بالكفر غضباً دنيوياً أو للهوى هو دون الشرك .
ولذلك اضطرّ من اضطرّ إلى تأويله .
ولو قلنا أنّ من كفّرنا أو كفّر غيرنا من الموحدين المسلمين بغضاً له ولتوحيده وبراءته من الطواغيت، وسمّى دينه دين الخوارج نصرة لأعداء التوحيد من الطواغيت، ومظاهرة لقوانينهم بأنّه هو الكافر استدلالاً بهذا الحديث لكان ذلك حقّاً لا مرية فيه، ولما احتيج إلى تأويله، لأنّ ذلك كفر دون شكّ.


ويكفي لإظهار الحق ما تقدّم من كلام الله تعالى وكلام رسوله وكلام العلماء في باب أحكام المرتد فإنّ فيه شفاء لمن في ناظريه عمىً.
والله نعبد وهوالمستعان


الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : فتح الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف