الكاتب الموضوع:   مقومات السلفية المنهجية، الحلقة الثانية
عبد الله محمد   كتب الموضوع   09-06-1999 07:54 PM   الملف الخاص للعضو  عبد الله محمد     
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،(الحلقة الثانية)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،المقومات المنهجية

اعتماد الوحي - القران الكريم والسنة الثابتة - بصفته المصدر المقدم في العلم على جميع المصادر الأخرى.
يقال عن هذا المفهوم أحيانا تقديم الشرع أو النقل على العقل )،ولكن هذه المقولة لا تعبر تماما عن المفهوم السلفي في العلاقة بين الوحي والعقل ،لأن مفهوم العقل لدى السلف هو الفطرة التي فطر الله عليها الإنسان،وهذه الفطرة لا يمكن أن تخالف النقل الموحى من خالقها حيث يُِحتاج للمفاضلة، ومن هنا فتقديم الشرع على العقل - هنا - يراد به تقديم ما جاء به الوحي على الأفكار المخالفة له، والتي يقدمها أصحابها فلاسفة ، ومتكلمين ، وباحثين اجتماعيين ، وغيرهم باسم ، العقل ، أو المعقولات.
ومما يدخل في إطار هذا المقوم:

1-نفي العصمة عن البشر سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مهما بلغوا من العلم والتقى والورع ، ومن ثم وجوب الرد إلى الله ورسوله من الجميع.

2-اعتماد منهج الاستدلال القرآني في قضايا التوحيد والبعث وغيرها ، بحيث يكون دور الباحث هو تفسيرها لتقريب الناس منها وتقريبها منهم دون ابتداع ، أو استمداد أدلة فلسفية لا تتفق مع المنهج القرآني غاية ومنطقا.

3-اعتماد فهم الصحابة للنصوص ، وتفسيرهم للقران و السنة بحكم تلقيهم المباشر من الرسول صلى الله عليه وسلم ، وسلامة فطرهم ولغتهم.
ومن مقتضيات هذا المقوم ، رفض التأويل الذي أخذ به المتكلمون في تعاملهم مع النصوص ، حيث تجعل المفاهيم العقلية هي الأساس ثم ينظر في النصوص ، فإن وافقت تلك المفاهيم ، وإلا صرفت عن الحقائق التي تدل عليها إلى ما يتسق مع تلك المفاهيم.

4- الإجماع والقياس مصدران تشريعيان....يليا المصدرين الأصليين الكتاب والسنة ويرجعان إليهما ، إلى المقاصد والقواعد كما في الإجماع غالبا ، أو الأحكام الجزئية كما في القياس الذي لا يعدو أن يكون ربطا للأحداث المستجدة في الحياة البشرية في أحكامها بالأحداث التي سبق لها حكم في الوحي عن طريق العلة.

5- التجديد والاجتهاد : التجديد مصطلح شرعي ورد في حديث شريف ، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ((إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)).
والتجديد في المفهوم السلفي هو : هو تطهير الدين مما ألحق به من شوائب في أفهام الناس وسلوكهم ، حتى يعود له في حياتهم نصاعته الأولى.
أما الاجتهاد ، فإنه العملية التي تتم بها تغطية حياتهم المتجددة بالأحكام المستمدة من الشريعة ، فهو حركة حية للربط بين الواقع البشري في كل زمن ، وتعاليم الشريعة الموحاة في القران والسنة.
وإذا كان مضمون السلفية رد الحياة البشرية في كل تطوراتها إلى الكتاب والسنة - كما سلف ، فإن التجديد والاجتهاد مقومها الحركي لتحقيق ذلك.

6- شمولية الإسلام : الإسلام لدى الاتجاه السلفي منظومة كاملة في جميع شؤون الحياة الإنسانية عقيدة ، وعبادة ، وأخلاقا ، ونظما ، اقتصادية ، وسياسة ، واجتماعية ، ومعرفية ،...الخ.
هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فإنه يتحقق بتكامل في شخصية الإنسان نية داخلية ، وتطبيقا عمليا في السلوك العملي.ولذا بقيت عمليات إخراج جزء من حياة الإنسان عن الدين ، لمنهجيات بشرية ، ومثل ذلك تهميش دور النية ، والقصد في الأعمال ، أو إهمال الأعمال بحجة الاكتفاء بصلاح الداخل ، بقيت كل هذه لا منطقية لدى الاتجاه السلفي ، ومنفورا منها أشد النفور.

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،انتهى ..

الموضوع الـتــالـي | الموضوع الســـابق

أدوات المراقبين : غلق الموضوع | أرشيف أو نقل | إلغاء الموضوع

للمراسلة | سوالف للجميع | شبكة سوالف