كتب الموضوع 08-06-1999 11:18 PM
الإخوة والأخوات ..الحديث عن نظام سياسي معين مثل (الديمقراطية) مسألة معقدة وطويلة ولكن أول ما يجب أن نفكر به هو أن كل نظام سواء كان سياسي أو اقتصادي أو تربوي أو .. يجب أن ينبني على أساسين
الأول هو الانطلاق من الخلفية التاريخية والثقافية
والعقائدية للأمة (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا) .. وهذه علامة الخصوصية
والثاني هو الانفتاح على التجربة البشرية العالمية (وكذلك جعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا).. وهذه علامة العالمية
فالأمر الأول هو الذي يحقق الخصوصيات الثقافية والأمر الثاني هو الذي يسمح بالاستفادة من التجربة البشرية الواسعة بما يتلاءم مع تلك الخصوصيات .
ونحن نعتقد أن في الإسلام الأصول لإقامة والمبادىء الصالحة لإقامة نظام سياسي هو الأفضل على الأرض ، لأن خالق الإنسان سبحانه هو العليم بما يصلح له ، ولكننا مع ذلك يجب أن ننتبه إلى مجموعة أمور هامة يجب أن نتفق عليها
أولا: إن مثل هذا النظام الذي نتحدث عنه غير موجود اليوم، وإنما الموجود محاولات فيها من الخطأ أكثر مما فيها من الصواب ، سواء كان هذا عن حسن نية أو عن سوء نية.. (فليس هذا موقع الحكم على القلوب والنيات) وإنما نتحدث عن الظاهر
ثانيا: إن التجربة التاريخية الإسلامية تحتوي كما ذكرنا على الأسس والمبادىء ، أما شكل نظام الحكم الذي يحقق تلك الأسس والمبادىء فإنه كان مناسبا لذلك الزمان وربما لايكون مناسبا لغيره من الأزمان ، ولذلك فإننا نستفيد من (أشكال) التجربة التاريخية ولكننا لا نلتزم بها
ثالثا: إن التجارب البشرية المعاصرة معقدة
ومختلفة ومتنوعة وكما أن فيها الخير الكثير فإن فيها من الشر ما يشهد به علماء العلوم السياسية والأكاديميون في الغرب ، ولذلك فإن فهمها والتعامل معها لا ينبغي أن يكون بالبساطة أو السذاجة التي يفكر بها البعض وإنما يجب أن ينبني على جهد تخصصي وثقافي وعلمي كبير
لاأريد أن أطيل .. فهناك الكثير مما يمكن الحديث به في هذا الباب إن أحببتم ، ولكنني أريد على الأقل أن أحيي فيكم جميعا روح الجدية والبحث و(الحوار بالتي هي أحسن) أولا ، ثم أريد أن أطلق نداء بالتوجه إلى مثل هذه التخصصات الخطيرة (العلوم الاجتماعية والإنسانية) التي باتت مظلومة في بلادنا مع أنها أول الطريق للاستعادة الحضارية المطلوبة .. تحياتي والسلام عليكم ودمتم ذخرا للأمة