بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد فهذا إن شاء الله تعالى هو خامس موضوع في السلسلة الثانية من مواضيع "مأدبة الصائمين" التي نويت بتوفيق من الله كتابتها خلال هذا الشهر الكريم شهر رمضان المبارك لهذا العام 1429 هجري والتي ستنشر أساسا بموقع إعجاز i3jaz.com بالاضافة إلى عدد من المنتديات.
موضوعنا اليوم عن القلوب قلوب البشر والتي ظل الطب الحديث ينظر إليها على أنها مجرد مضخات تضخ الدم .
فهل هذا صحيح ؟
سننظر إلى بعض حالات زرع القلب وماذا حدث لها
وللاسف كل هذه الحالات هي من المجتمع الامريكي والذي يصنف على أنه مجتمع مفتوح .
أقول للاسف لأن هناك العديد من حالات زرع قلب لمسلمين وعرب إلا أنهم لم يفصحوا عن أحاسيسهم للناس.
وسنبدأ بقصة هذا الرجل
إسمه "سني قراهام" من ولاية جورجيا الامريكية
في العام 1995 كان يشرف على الموت بسبب مرض في قلبه
قال له الاطباء أنه إن لم يتمكن من إجراء عملية زرع لقلب آخر فإنه سيعيش لمدة ستة أشهر فقط
بعدها تمكن من الحصول على قلب لرجل مات وعمره 33 عاما .
لم يعرف السيد قراهام من هو صاحب القلب المتبرع به إلا بعد عام من إجراء العملية
حيث إتصل بوكالة التبرع بالاعضاء طالبا منهم إسم المتبرع ليشكرهم على منحهم إياه هذه الفرصة الجديدة للحياة
فأتضح له أن المتبرع هو السيد "كوتل" والذي مات منتحرا بأن وجه المسدس إلى حلقه
بدأ السيد قراهام بمراسلة أرملة "كوتل" التي تعمل كممرضة وترعى أربع أطفال لها من زوجها السابق والتقيا وشعرا بالقرب من بعضهما وقررا الزواج وذكر السيد قراهام أنه بمجرد رؤيته لتلك الارمل أحس بأنه يعرفها
بعد عملية زرع القلب بإثني عشر عاما عثر على السيد قراهام في جراج منزله منتحرا عن عمر 69 عاما
وبنفس الطريقة التي إنتحر بها من منحه القلب الذي في جسده
أي أنه وجه المسدس إلى حلقه بالرغم من أنه لم تظهر عليه علامات اليأس من الحياة ؟
فما الذي جعله ينتحر بنفس الطريقة ؟
يقول العلماء الذين بدأوا بدراسة حالات زرع القلب أن هناك سبعون حالة موثقة تثبت تغير في شخصية من أجريت لهم عمليات زرع قلوب
إحدى هذه الحالات هي لرجل إسمه "مايكل دراموند" سبق له أن زرع قلب ميكانيكي أي مجرد مضخة وذلك إلى حين الحصول على قلب بشري.
فبعد نجاح عملية الزرع الجديدة أحس بالصحة الحقيقية.
وكان أثناء وجود القلب الإصطناعي الميكانيكي يعاني من عدة مشاكل
شأنه في ذلك شأن الكثير ممن زرعت لهم قلوب إصطناعية مما حدى ببعض الاطباء إلى الدعوة إلى وقف زرع هذه القلوب الميكانيكية.
في القرآن الكريم وفي سورة الحج نجد الآية الكريمة :
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ "
فهذه الآية الكريمة حددت لنا أمرين مهمين
الاول أن القلوب هي التي يعقل بها
والثاني أن مكان القلوب هو في الصدر
فلا نستطيع أن نقول أن المقصود من القلب هو العقل الباطني
إلا إذا كان هذا العقل الباطني موطنه في الصدور
ولعله من واجبنا أن نتوقف عند آية أخرى فيها مفهوم مختلف
"ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون"
والمفهوم الذي أقصده هنا أن الجن هم أيضا لهم قلوب ولا يقتصر الامر فقط على الإنس أو البشر .
أسأل الله تعالى أن يتقبل منا الصلاة والصيام والقيام
وأن يحشرنا في زمرة خير الانام
وأن يبلغنا ليلة القدر ويمكننا من إحيائها
وأن يلهمنا أن ندعوه فيها بما يحب لنا أن ندعو به
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مهندس محمد خالد الكيلاني
بنغازي ليبيا