بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ رب العالمين، والصلاة والسلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابِـه المنتجبين، واللعنُ الدّائم على أعدائهم أجمعين.
اللهمَّ أخرِجْنا من ظلمات الوهم ونوّر قلوبنا بنورِ الفهم والعِلم، فبكَ توسَّلْنا وإليكَ لُذنا، فأرِنا طريقَ الحقِّ حقاً وجنّبنا طريق الباطِل، واجلعنا من عبادكَ الذين يستمونَ القولَ فيتَّبِعونَ أحسنه، برحمتكَ يا أرحم الرَّاحمين.
قبلَ الشّروع أنوّه إلى نقطةٍ مهمّة، قد لا تكونُ واضحةً إلى الأخ المحاوِر المجاهِـد عُمَر، ألا وهِي:
لستُ أنا مَن طلَبَ الحِوار والمُناقَشَـة، ولَـم آتِ هُنا للبحثِ عَن المَذهبِ بجميعِ تفريعاتِـه، القضيّة فقَط مقتصِرة على ما كانَ في كتابِ المدرسةِ، حيثُ حُكِمَ فيهِ بالشّركِ على مَن يتوسَّل إلى الله بعبدٍ مِن الصّالحين والتبرُّك بهِم وبقبورهم، وهُو ما أردْنا الخوضَ فيه، ولستُ هُنا لأخوضَ في جميعِ تفاصيلِ المَذهب، وليسَ لديَّ الوقتُ لمثلِ هذا البحثِ والطَّرح، ولو شئتُم البحثَ المفصَّل من الألِف إلى الياء فعودوا فيهِ إلى أهلِ العِلم مِن المذهَب، فأرجُو التَّدقيق على هذه النقطة.
أمّا الشروط التي ذكَرتَها أخي فإليكُم تفصيلُها:
إقتباس:
1) الاحترام التام للمشايخ والعلماء وطلبة العلم ، وأعلام المذهبين بشكلٍ عام .
|
وسنتمَسَّك بذلكَ قطعاً، لكِـن لا بمعنى عدَم الرَّد على كلِماتِهم بصورة علميّة، ومناقشتهم، بَل بمعنى عدمِ السب والشتم وإلقاءِ التُّهم التي تؤدّي إلى الفِتَن الطائفية.
إقتباس:
(2) عدم التعرض للصحابة أو آل البيت بمن فيهم زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين بالسب أو العيب أو النقص أو اللمز .
|
بالنِّسبة لهذه النُّقطة، فاعلَم -بعدَ ما رأيتُه من حديثِ الشّروع- أننا لن نبحَثَ في مواضيعَ تتعرَّض إلى الصحابة وزوجات النّبيّ (ص)، ولَن نذكُرَ أسماءَ أيّ شخصيةٍ من الصحابة بالسوء والسب والشتمِ سيّما أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة، حيثُ أنَّ طرحَ الشبهة دونَ الخوضَ فيهِ ليسَ من شأنِ الإنسانِ المحترم.
أمّا لو أردتُم الاستشكال على اللعنِ الوارِد في مقدّمة الحديث، فذلكَ ما لا نَترُكُـه، ولا تتقصدوا بِـهِ أشخاصاً معينين، بَل اتركوه على عموميّتِـه الشامِلة لكلّ أعداءِ أهل البيت (ع)، ومَن لم يكُن عدواً لا تشملوه في الكلامِ.
إقتباس:
(3) ينبغي على كل محاور بيان مذهبه ، ومشايخه الذين يأخذ عنهم .
|
مذهبي: إماميٌ جعفري اثنى عشري، شيوخُ طائفتي مراجِعي والأصحاب كالصدوق والشيخ الطوسي وأمثالُهم -رحمَ الله الماضينَ منهم وحفظ الباقين-، ولا تنسَ أيها الأخ المحاوَر أنَّ المشايِخ نعودُ إليهِم في الفقهِ لا العقيدة، هذا مِن بابِ العِلم لا أكثَر، ولا يعني أنكَ لن تستطيع الاستدلال بكلامِـهم، فكلامُهم هو الموضّح للعقيدة.
إقتباس:
(4) تعطى الفرصة للمحاور في طرح نقطة نقاش وبعد الانتهاء منها تعطى الفرصة للمحاور الآخر لطرح نقطة للنقاش وهكذا تباعًا .
|
لو كنتَ تقصِد النّقاط الفرعيّة ضمنَ موضوع التوسّل والتبرّك، فلا مانعَ منه، أمّا لو كنتَ تقصِـد المواضيع العامّة، أي ننتقِل من نقطة في التوسّل إلى نقطة في الإمامة ثمّ إلى نقطة أخرى في زيارة القبور، فذلكَ ما ذكرتُ أعلاهُ لَم يكُن المطروح في بادئ القضيّة، ولم آتِ هُنا -كما ذكرتُ- إلا لدعوة الأخ محمد للمُناقَشة في موضوع التوسُّل الوارِد في الكتاب لا أكثَر ولا أقل.
إقتباس:
(5) أي نقطة تذكر ينبغي لقائلها دعم أقواله عن طريق ذكر الدليل الصحيح عليها من المذهب المقابل ، وذلك بعزو الدليل إلى الكتاب ، ورقم الصفحة ، واسم المؤلف ، مع ذكر العبارة نصًا .
|
ولا نختلِف في ذلكَ.
إقتباس:
(6) عند الاحتجاج بأن دليل المحاور المقابل ضعيف فيجب إثبات ضعفه من خلال نقل أقوال العلماء فيه ، والعكس صحيح .
|
وهذا بلا خلافٍ فيه يذكر.
إقتباس:
(7) آلية الانتقال من نقطة إلى أخرى ، تتم حينما يخرج كل متحاور ما في جعبته ، ولا يكون هناك دليلٌ راجح ، حينئذٍ يتم الانتقال لنقطة أخرى وترك الحكم على النقطة السابقة للمتابعين .
|
وهذا أيضاً لا خلافَ فيهِ، لكِـن لو كانت النقطة نقطةً أصليّة أو كانَ الانتقال مِن باب التهرّب، فليسَ مِن الصحيح هذا الفِعْل.
إقتباس:
(8) عدم الاتيان بالدليل ، أو الانسحاب من مناقشة نقطةٍ ما يعطي أحقية الغلبة للمحاور الآخر .
|
وهذا صحيحٌ بِلا خلافٍ فيهِ يُذكَر، لكِـن لو تأخَّر شخصٌ في الرَّد لا ينبغي الاتّهام بالهروب إلا بثبوت ذلكَ.
وأنا لديَّ شرطٌ آخر أضيفه هنا:
(9) عدم النَّسخ واللصقِ التامّ لأقوال علمائكم كما فعَل الإخوة، حيثُ أمطرونا بالروابِط التي لا تنصبُّ في محورٍ الجوابُ على السؤال، وهِيَ روابِط عامّة لا مختصّة بموضِـع البحث.
فهَل هناكَ أيّ اعتراضٍ على ذلكَ؟