العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > هَل من مجيب؟ أ نـ ـا فـ ـي و ر طـ ـة
المشاركة في الموضوع
صفحة 3 من 4 < 1 2 3 4 >
محب الشيخ العثيمين محب الشيخ العثيمين غير متصل    
عضو فائق النشاط  
المشاركات: 1,403
#51  

السؤال:


البعض يعتقد بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم شهيد وأنه في حياة البرزخ حيث يستطيع أن يسمعنا إذا سألناه وطلبنا شفاعته (بسبب فضله وقربه من الله ) حين ندعوا الله .


الجواب:

الحمد لله

النبي صلى الله عليه وسلم حي في قبره حياة برزخية يحصل له بها التنعم بما أعده الله له من النعيم جزاء له على أعماله العظيمة الطيبة التي قام بها في دنياه ، وليست الحياة في القبر كالحياة في الدنيا ولا الحياة في الآخرة ، بل هي حياة برزخية وسط بين حياته في الدنيا وحياته في الآخرة وبذلك يعلم أنه قد مات كما مات غيره ممن سبقه من الأنبياء وغيرهم قال تعالى : ( وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ) الأنبياء/34 ، وقال سبحانه : ( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ .وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإكْرَامِ ) الرحمن/26،27 وقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ) الزمر/30 ، إلى أمثال ذلك من الآيات الدالة على أن الله توفاه إليه، ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد غسلوه وكفنوه وصلوا عليه ودفنوه ولو كان حيا حياته الدنيوية ما فعلوا به ما يفعل بغيره من الأموات .

ولأن فاطمة رضي الله عنها قد طلبت من أبي بكر رضي الله عنه إرثها من أبيها صلى الله عليه وسلم لاعتقادها بموته ، ولم يخالفها في ذلك الاعتقاد أحد من الصحابة بل أجابها أبو بكر رضي الله عنه بأن الأنبياء لا يورثون . ولأن الصحابة رضي الله عنهم قد اجتمعوا لاختيار خليفة للمسلمين يخلفه وتم ذلك بعقد الخلافة لأبي بكر رضي الله عنه ، ولو كان حيا كحياته في دنياه لما فعلوا ذلك فهو إجماع منهم على موته .ولأن الفتن والمشكلات لما كثرت في عهد عثمان وعلي رضي الله عنهما ، وقبل ذلك وبعده لم يذهبوا إلى قبره لاستشارته أو سؤاله في المخرج من تلك الفتن والمشكلات وطريقة حلها ولو كان حيا كحياته في دنياه لما أهملوا ذلك وهم في ضرورة إلى من ينقذهم مما أحاط بهم من البلاء . أما روحه صلى الله عليه وسلم فهي في أعلى عليين لكونه أفضل الخلق ، وأعطاه الله الوسيلة وهي أعلى منزلة في الجنة عليه الصلاة والسلام .

وحياة البرزخ حياة خاصة فالأنبياء أحياء والشهداء أحياء في البرزخ كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( الأنبياء أحياء في قبورهم يصلّون ) أخرجه المنذري والبيهقي ، وصححه وله شواهد في الصحيحين .

وقال تعالى : ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون ) البقرة/154 ، فهذه حياة خاصة لها طبيعة خاصة يعلمها الله وليست كحياة الدنيا التي تفارق فيها الروح الجسد .

والأصل في الأموات أنهم لا يسمعون كلام الأحياء من بني آدم ، لقوله تعالى : ( وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ) فاطر/22 ، فأكد الله عدم سماع من يدعوهم إلى الإسلام بتشبيههم بالموتى . ولم يثبت في الكتاب ولا في السنة الصحيحة ما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم يسمع كل دعاء أو نداء من البشر ، وإنما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه يبلغه صلاة وسلام من يصلي ويسلم عليه فقط لما رواه أبو داود (2041) بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام " وهذا ليس بصريح أنه يسمع سلام المسلِّم ، بل يحتمل أنه يرد عليه إذا بلّغته الملائكة ذلك . ولو فرضنا سماعه سلام المسلِّم ، فهو استثناء من الأصل كما استثني من ذلك سماع الميت لقرع نعال مشيعي جنازته ، واستثني من ذلك سماع قتلى الكفار الذين قبروا في قليب بدر لنداء الرسول صلى الله عليه وسلم إياهم حين قال لهم : " هل وجدتم ما وعد ربكم حقا ، فإنا وجدنا ما وعدنا ربنا حقا " انظر فتاوى اللجنة الدائمة ( 1 / 313 ،318 ، 321 )

وأما بالنسبة لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم والطلب منه مباشرة فهذا عين الشرك الذي بعث النبي صلى الله عليه وسلم لينهى عنه ، ويحارب أهله ، ولمعرفة حكم ذلك بالتفصيل يراجع السؤال رقم (10289) و (11402) و (1439) .

نسأل الله أن يرد المسلمين لدينهم ردا جميلا . والله أعلم ، وصلى الله على نبيه محمد وعلى آله وصحبه وسلم .



الشيخ محمد صالح المنجد (www.islam-qa.com)

محب الشيخ العثيمين غير متصل قديم 11-06-2006 , 02:10 AM    الرد مع إقتباس
محب الشيخ العثيمين محب الشيخ العثيمين غير متصل    
عضو فائق النشاط  
المشاركات: 1,403
#52  

والله الذي لا إله غيره

لو أنك تجردت للحق بإخلاص ,
وأنت تقرأ مشاركاتي وردودي عليك


فسيهديك الله تبارك وتعالى

ــ إن شاء الله ــ


----------




الحمد لله على نعمة الهداية

محب الشيخ العثيمين غير متصل قديم 11-06-2006 , 02:12 AM    الرد مع إقتباس
محب الشيخ العثيمين محب الشيخ العثيمين غير متصل    
عضو فائق النشاط  
المشاركات: 1,403
#53  

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة Saleen S281



(1) بالنّسبة للاستدلال بقوله تعالى: (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفا)، فهُو مردود في حقّنا، حيثُ هُم كانوا يعتقدون بربوبيتهم، وكانوا يعبدونهم، وشتّان بينَ الطّلب منهم بالمغفرة والإشفاء وما شاكَل، وبين الاعتقاد بعبادتنا لهم، فمِن شروط كونِ العمل عبادة أن يكونُ باعتقاد أنَّ الطرف المقابِل ربّ مستقلٌ في ربوبيّته، وهُو المفيضُ على الخلق باستقلالية، وهذا ما لا تقول به الشيعة الإمامية، بَل نعتقِد بأنّ من يعبد الأئمة بأنهم مشركون لأنهم عبدوا غير الله.


.
.
.


من أين جئت بهذه الشروط التي تزعم أنها شروط كون العمل عبادة ؟؟

ألا تعلم أن مشركي قريش كانوا يؤمنون أن الله تعالى هو الخالق الرازق المدبر لهذا الكون ؟؟

ومع ذلك حكم القرآن بكفرهم ... لأنهم عبدوا مع الله آلهة أخرى


فرق بين الرب والإله

هل تريد مني أن أوضح لك الفرق ؟؟


إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة Saleen S281

(2) بالنّسبة لمسألة أنّ الشفاعة كلها لله، فهذا مما لا خلاف عليه، لكِـن ذلكَ لا يعني نفي دور من أذن الله له بالشفاعة، كالرّسول (ص) الذي كانَ يأتي إليه النّاس ليستغفروا ربّهم به، ويشفعونه في أنفسهم، وإلا لو لَم يكن للمأذونين بالشفاعة أي مدخلية فما الهدف من كونهم شفعاء؟! وكذا الآيات الباقية مثل: (ما لكُم من دونه من ولي ولا شفيع)، وشفعاؤنا ليسوا (من دونه) بل بإذنه.

.


كلامك هذا فيه مغالطات عديدة

لأن الناس لم يكونوا يأتون للنبي ليستغفروا ربهم به , ولكن كانوا يأتونه ـ في حياته ــ ليسألوه أن يستغفر لهم الله تعالى

ومع ذلك

ومع استغفاره لبعضهم

فإن الله تعالى قال في شأن بعضهم ـ وهم المنافقون ـ :

" سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ "

أي أن استغفار النبي لبعض الناس لن ينفعهم

وشفاعة النبي مشروطة بالرضى عن المشفوع فيه ... وليست مطلقة

فتأمل ذلك يا هداك الله

محب الشيخ العثيمين غير متصل قديم 11-06-2006 , 02:38 AM    الرد مع إقتباس
Saleen S281 Saleen S281 غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 68
#54  
َ
أخي الكريم أبا عبيدة!
أعتذِر إن سبَّبَ وجودي لكُم إزعاجاً، ولو كُنتُم ترونَ أنّ الحقَّ عندكم عدم المواصلة، فاعملوا بِـه قربةً إلى الله تعالى، وفي أمانِ الله.

أخي الكريم محب الشيخ العثيمين!
أشكُرُ لكُم مواصلتكُم وحسن نيتكم، ورزقكم الله عز وجلَّ بذلكَ خيرَ ثوابِ الدّنيا وخيرَ ثوابِ الآخرة بحقّ محمد والعترة الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين.


نعودُ إلى الأصلِ حتّى لا نطيلُ في الجزئيات:

عزيزي محب الشيخ العثيمين!
إنَّ تلكَ الأجوبة التي نقلتَها جميعاً لم تختلِف مضموناً عن الأجوبة السابقة، وهُو واضحٌ لأدنى متأمِّل فضلاً عن أستاذٍ مثلكم، وجميعها تردُ عليها الإيرادات التي ذكرناها سابقاً بلا حصرٍ، إلا ما كانَ في مسألة الموت ومانعيته الذي لَم نصِل إليهِ لحدّ الآن لنتناقَش في جزئياتِـه.

وإِلَيكُم تفصيلُ ما خَفِيَ عنكُم والذي هُوَ الأصلُ في منشأ الخلاف بيننا في النُّقطة الأولى، أعني بذلكَ (العبادة) أو بالدّقة العلمية (التوحيد في العبادة)، فتأمَّلوا في السطور التَّاليَة بشيءٍ مِن الدِّقة والتجرّد للمنطقِ السليم المتوقِّف على البرهان، وقبلَ الخوضِ في المطلَب ألفِتُ نظرَ جنابكم الكريم والأخوة القرَّاء الأعزّاء إن شاؤوا مزيداً مِن التَّفاصيلَ أن يراجعوا كتبَ العقائد للمذهب الاثنى عشري حَتَّى يروا الدقَّة العلمية في هذا المبحث اللطيف، والله ولي التوفيق.
ومِن بابِ الاختِصار على القَدْرِ المطلوب لعوامِّ النَّاس، حيثُ أننا مطالبون بالبحث على قدرِ عقولِ بني البشَر، أشرعُ في البحثِ بصورة مبسطة، وسأذكُر في الختامِ مرجعاً مِن المراجع التي أظنُّها كافية للمتتبِع حتى يراجِـع فيه التفاصيل الواردة، وهذا الاختصار:

حقيقةُ العِبادة!
"الخضوعُ والتَّذلُّل؛ لفظاً أو عملاً معَ الاعتقادِ بألوهيّةِ المَخضوعِ له"، ومعناهُ: إنَّه لو لَم يكُن الخضوعُ والتذلل معَ الاعتقادِ بألوهية المخضوع والمتذلل له، فلا يعدُّ شركاً، وإن عُدَّ حراماً بعضُه لحكمٍ ثانويٍ.
مِن الدَّلائِل لهذا المفهوم تلكَ الآيات التي تحصُر العبادة بالله عزَّ وجلَّ، وتتبعُه بسبب أنَّه (لا إله إلا هو)، كَقولهِ تعالى حاكياً عن لسانِ كثيرٍ من الأنبياء: (قالَ يا قومِ اعبدوا اللهَ ما لَكُم من إلهٍ غيره)، ويمكنكم مراجعةُ سورة هود الآيات 50 ، 61 ، 84 وغيرُ ذلكَ الكثير الكثير.

ما هيَ الأُلوهيّة؟
الأُلوهيّة هُو ما يُعدُّ مِن شؤونِ الإله، كما الخالقيّة التي تعني ما يُعدُّ مِن شؤون الخالق، وشؤونُ الإلهِ هيَ الاستقلال في الذَّاتِ والصفات والأفعال أو الآثار، كَما مرَّ تفصيله في كتب العقائد.
والتَّوحيدُ في الألوهية تعني: الاعتقادُ بأنَّ الله عز وجلَّ وحدهُ هُو المستقلُّ ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً، ومَن لَم يعتقِد بذلكَ، أو صَرفَ ذلكَ لغيرِ الله عزَّ وجلَّ فَهُوَ مشركٌ بلا كلام.

أشْرَكوا لأنَّهُم اعتقَدوا بألوهيّة غيرِه!
إنَّ الوثنيينَ قَد أَشْرَكوا حيثُ أنَّهم عبَدوا غيرَ الله بالمعنى المذكور، أعني: الاعتقادُ بأُلوهيةِ ما عبَدوا، ويدُلُّ عليهِ مِن الآياتِ ما ورَدَ في نفسِ سورة هود، نحو قوله تعالى: (قالوا يا هودُ ما جِئْتَنا ببيّنةٍ وَما نحنُ بتارِكي ءالِهتِنا عَن قولكَ وما نحنُ بمؤمنين، إن نَقولُ إلا اعتراكَ بعضُ آلِهتِنا بسوءٍ)، وكذا آياتٌ أخرى مِن قبيلِ قولِه تعالى: (ذلكَ بأنَّهُ إذا دُعيَ اللهُ وحْدَهُ كَفَرتُم، وإِنْ يُشْرَك بِهِ تؤْمِنوا، فَالحُكمُ للهِ العَلِيِّ الكبير).

أينَ الثَّرى مِنَ الثُّرَيّا؟!
بعدَ هذا كلُّهُ لا يُمكِنُكُم وصفُنا بسَبَبِ طلبٍ مِن الرَّسولِ (ص) وأهلِ بيتِه (ع) بالشِّركِ، والحالُ أنَّنا -كَما ذَكَرنا موجَزاً- لا نَعتَقِدُ بكونِهِم -أي أهل البيت (ع)- آلِهةً، بمَعنى أنَّهُم مسْتَقِلّونَ ذاتاً أو صفاتاً أو أفعالاً، حيثُ أنَّ عَقيدَتَنا واضِحةٌ وضوحَ الشَّمسِ أنَّنا نطلبُ مِنهُم ذلكَ باعتقادِ أنَّهم مأذونونَ في ذلكَ كلِّه لا على سبيلِ التَّفويضِ، بَل على سبيلِ الإذنِ المَتبوع، ولا على سبيلِ الاستقلاليّةِ، بَل على كونِ أنَّهم خِيَرةُ عبيدِ الله عزَّ وجلَّ، وأَنَّهُم سببُ وصلٍ وبابُ إتيانٍ كَما نقرأُ في دعاءِ النّدبة: (أينَ السَّببُ المتَّصِلُ بينَ الأرضِ والسَّماء.. أينَ بابُ اللهِ الذي مِنهُ يؤتى...)، وكَذا نقرأُ في دعاءِ التَّوسَّل: (يا أبا عبدِ اللهِ يا حسينَ بن عليّ أيها الشَّهيدُ يا ابنَ رسولِ اللهِ -دَققوا في هذه العبارات القادمة- يا حُجَّةَ اللهِ على خَلقِه، يا سَيِّدَنا ومَولانا إِنَّا توَجَّهْنا واستشفَعْنا وتوسَّلْنا بكَ إلى الله وقَدَّمْناكَ بينَ يَدَيْ حاجاتِنا -والسَّبب في ذلكَ- يا وجيهاً عندَ اللهِ اشْفَعْ لَنا عندَ الله)، فلا تَاْخُذُكُم العواطِف الواهِية لئلا تتأمَّلوا في عقيدتِنا وهذهِ هيَ الأدعية الصَّريحةُ التي يعلمُها أدْنى متَّبعٍ لمَذهبِ أهل البيت (ع)، أينَ الشِّركُ بعدَ أنَّنا نعتقِدُ بأنَّهم (حجَّة اللهِ على خَلقِه)؟ أينَ الشِّركُ بعدَ أنْ علمتُم أننا نعتبِرهم (وجيهاً عندَ الله)؟ أينَ الشِّركُ بعدَ أنَّنا نعتقِدُ أنَّهُم أسبابٌ تابعةٌ لإذنِ اللهِ عز وجلّ؟ أينَ الشِّركُ في تقديمِ السَّببِ التّابِع للهِ عز وجل على الأثَر؟ أينَ الثَّرى مِن الثُّرَيّا بعدَ ذلكَ كلِّه؟

الرُّبوبِيّةُ مِحورُ الخِلاف فِي الآيات!
ثُمَّ اعْلَم بعدَ ذلكَ كُلِّهِ أنَّ ما وضَّحَهُ التّاريخُ عنِ الوَثَنيّينَ -بتأييدِ القرآنِ الكريم- أنَّ اختلافَهُم لَم يكُن في الخالِقِيَّةِ، مِنها: (وَلئِن سألتَهُم مَن خَلَقَ السَّماواتِ والأَرضَ لَيَقولُنَّ اللهَ)، وكذلكَ: (ولَئِن سأَلْتَهم مَنْ خَلَقَهُم ليَقُولُنَّ اللهَ فأنَّى يُؤْفَكون)، بَل كَما يظهَرُ أنَّ اختلافَهُم كانَ في الرُّبوبيّةِ، بمَعنى أنَّهُم كانوا يعتقدونَ باستقلاليّةِ الذينَ يدْعونَهم في التَّدبيرِ.
يُشيرُ إلى ذلكَ بعضُ الآياتِ القرآنيّة التي فَسَّرت الغَرَض مِن عبادةِ الوَثَنِيّينَ ببعضِ الأمور التَّدبيرية كالنَّصرِ والعِزَّة، كما في قولِه تعالى: (واتَّخَذوا مِن دونِ اللهِ آلهةً لَعَلَّهُم يُنْصَرون)، وأيضاً قولُه تعالى: (واتَّخَذوا مِن دونِ اللهِ آلهةً ليكونوا لَهُم عِزّا)، وكذا أصرحُ مِن ذلكَ قولُه تعالى: (اتَّخذوا أحبارَهُم ورُهبانَهُم أرْباباً مِن دونِ اللهِ)، فكانُوا يؤمِنونَ باستقلالِيَّةِ هذه الأصنامِ، كَما هُوَ واضحٌ مِن قولِه تعالى: (مِن دونِ الله).

عِلَّةُ إرجاعِ الأمرِ للهِ عَزَّ وجَلَّ!
لذلكَ نَرى أنَّ اللهَ في كثيرٍ مِن الآياتِ يُبَيِّن عَدَم استقلاليَّة شيءٍ في التَّدبيرِ أبداً لَهُم، مِنهُ قولُه تعالى: (أمِ اتَّخَذوا مِن دونِ اللهِ شُفَعاءَ)، فيُبَيِّن أنَّهُم كانوا يَعتقِدونَ أنَّ شُفعائَهُم قَد فوَّضَ اللهُ لهُم الأمرَ، وهُم مستقِلّونَ (مِن دونِ اللهِ) في الشَّفاعَة، فيَردُّ اللهُ على زَعمِهِم: (قُل للهِ الشَّفاعَةُ جَميعا)، وكذا يُذَكِّرُهم اللهُ في بعضِ الآياتِ التي تلي هذه الآية، نحوُ: (أوَلَم يَعْلَموا أنَّ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزقَ لِمَن يَشاءُ ويَقْدِر)، (وما قَدروا اللهَ حقَّ قَدْرِهِ والأرضُ جميعاً قَبضَتُهُ يومَ القِيامةِ والسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمينِه سُبحانهُ وتَعالى عَمّا يُشْرِكونَ)، فَيُشيرُ أنَّ السماواتِ والأرض كُلُّها راجعةٌ إليهِ بالنِّهايةِ، وهُم قَد أشركوا في ذلكَ، فـ (سُبحانَه وتعالى عَمّا يُشْرِكون).

الرُّبُوبِيَّةُ سَبَبٌ مِن الأسْباب!
قالَ تعالى: (وقالَ المسيحُ يا بَني إسرائيلَ اعبُدُوا اللهَ رَبّي وَرَبَّكُم)، فحَصَرَ العِبادةَ للهِ بأنَّه ربٌّ، وكذا قولُهُ عزَّ مِن قائل: (إنَّ هذهِ أمّتكم أُمَّةً واحِدةً وَأنا رَبُّكُم فَاعْبُدون).

لِمَ اختَرتُ الرُّبوبِيّة؟
حيثُ أنَّ أغلبَ الشّيعةِ الإمامِيّة؛ بل كلُّهُم يتوسَّلونَ بالأئِمَّة في شؤونِ التَّدبيرِ كالرِّزقِ وإِدخالِ الجَنَّةِ والشَّفاعةِ والاستغفارِ إلى ما شاءَ الله، خَصَّصتُ الكلامَ في الرُّبوبِيّة، لأُنَّهُ المِصداقُ الأبْرَز إن لَم يكُن الوحيد.

خِتامُ المَقال!
لا يُطلَقُ على الفِعْلِ إِنْ لَم يكُن بقصْدِ استقلاليةِ المعبودِ عبادةً، حيثُ مِن شروطِ كونِ العمَلِ عِبادةً الاعتقادُ بألوهيَّةِ المَعبودِ، وعِنْدَما كانَ المِصداقُ الأبْرزُ للمشَّكّكِ عَدمُ التّوحيدِ فِي الرُّبوبِيَّةِ خَصَّصتُ الكلامَ بِهِ مَنعاً للتَّشَعُّب، فَذَكرتُ أنَّنا لا نعتقِد بتدبيرهِم المستقِلّ، بَل اعتقادُنا بأنَّهُم مأذونونَ في ذلكَ، وأنَّهُم تبعٌ لهُ عزَّ وجلَّ، وأنَّ الشَّفاعة لله جميعاً، وطَلَبُنا الشَّفاعةَ مِنهُم ليسَتْ مِن قبيلِ الآيات التي تردُّ على الوَثَنيينَ لاختِلافِ النِيَّة، فَهُم كانوا يعتقِدونَ باستقلاليّةِ مَن يدْعونَ، واعتقادُنا أنَّهُم مِن المَشْمولينَ بآيةِ (إلا مِنْ أذِنَ لهُ الرَّحمنُ ورَضِيَ لهُ قولا)، واعتقادُنا بأنَّهُم أسبابٌ للرَّحمةِ الإلهيّةِ كَما ذكَرنا في أحاديثِ الرَّسولِ (ص) عن فضلِ فاطمة الزهراءِ (ع) وأميرِ المؤمنين (ع).


هذِهِ حقيقةُ العِبادةِ المُستقاةِ مِن الكتابِ الكريمِ بفَضْلٍ مِن الله ورَسولِه والأئمة الميامينَ مِن ولدِه، فلا تكُ في مِريةٍ مما يعبدُ هؤلاء ما يَعبدونَ إلا كما يعبدُ آباؤهُم مِن قبل، وبراءتنا مِنهُم براءةُ الذئبِ مِن دمِ يوسف، ومَن أرادَ التَّفصيلِ فليراجِع كتاب (الإلهيات) لسماحةِ العلامة المحقق الشيخ جعفر السبحاني -دامَ ظِلُّه-، الجزءُ الثَّاني مَبحثُ التَّوحيد في العبادة، والحمدُ للهِ ربِّ العالمين.

Saleen S281 غير متصل قديم 11-06-2006 , 08:14 AM    الرد مع إقتباس
أبوعبيدة أبوعبيدة غير متصل    
كاتب فعال الكويت  
المشاركات: 1,055
#55  

جزاك الله خيرا اخي الكريم (محب الشيخ العثيمين)على صبرك ونضالك لاعلاء كلمة الحق التي نراها ظاهرة ولكن للاسف قد طمس على اعين بعض الناس هداهم الله البصر وكذلك البصيرة فهم لا يفقهون

أبوعبيدة غير متصل قديم 11-06-2006 , 06:36 PM    الرد مع إقتباس
النعمان النعمان غير متصل    
مبدع متميز جداً  
المشاركات: 4,062
#56  

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :

في البداية اعتذر للأحبة اشد الاعتذار عن غيابي وتقصيري في هذا المنتدى واعتذر أيضاً للأخوة الذين طلبوا مني المشاركة ولم يتيسر لي الرد إلا الآن ..

وأشكر الأخوين محب الشيخ العثيمين وابو عبيدة على ردودهم الموفقة فبارك الله فيهما ..

قبل البداية بالرد على كلام الهاشمي – هداه الله - ..لي ملاحظات على طريقته في النقاش :

1- ان العبرة ليست بتكبير الخط وتلوين الكلمات والتفنن في التنسيق .. بل العبرة بالأدلة والحجج ..

2- ان الهاشمي نادراً بل لا يستدل بمصادر بل ينقل الأحاديث من غير توثيق لمصادرها حتى يسهل النقاش .. ومن المفترض في المحاور ان يستدل على أقواله بمصادر حتى يكون الحوا والنقاش أكثر جدية واقوي علمياً ..

3- لاحظت ان الهاشمي

أقول وبالله التوفيق :

قال الهاشمي :

((أجمعت جميعُ الفِرق الإسلامية على أنّ التوسل بالحي الحاضِر جائزٌ))

أقول :

ياهاشمي انت قلت في بداية الحوار : ((فنبدأ على بركة الله الخوض في مسألة التوسّل بطريقة علميّة )),,

فهل الطريقة العلمية ان تنقل الإجماع بدون ذكر مصدر ؟!

ربما يتهمك البعض بالكذب او التدليس او عدم الأمانة العلمية ..!!

فلذلك ضع أسماء لعلاء نقلوا الإجماع فهناك كتب تفيد في هذا الموضوع وهو الاجماع فلترجع لها ولتنقل من شاهدك ..

نرجو الموضوعية والدقة العلمية والرجوع للكتب المعتمدة في هذا الباب بدلاً من نقل الإجماع بدون مصدر ولا نقل معتمد ..

فعلى زعمك يكون التوسل بالحي الحاضر جائز ..!!

فلنفرض ان الأرض أجدبت وأصاب الناس مجاعة فهل نتوسل بالهاشمي مثلاً فهو حي حاضر حي غير ميت وهو لا يقدر على هذا العمل ..بل الذي يستطيع إزالة هذه الكربة هو الله تعالى ..

وهل نذهب لرجل مثلاَ اسمه عمرو وهو حي حاضر ونقول له : يا عمرو أدخلنا الجنة ؟!

فهذا من انتقاص الله تعالى لان الذي يملك الجنة والنار وبيده الأمر هو سبحانه ..

ولنقرب المثال حتى يسهل على الزميل الهاشمي خصوصاً مازال طالباً وفي سن طلابي :

لو ذهبت يا هاشمي إلى حارس المدرسة وهو حي حاضر وطلبت منه ان يزيدك في مادة اللغة الانجليزية خمس درجات فهل طلبك منه يعقل ؟!

ام تذهب للمختص وهو معلم اللغة الانجليزية ؟!

مثال آخر لان بالتكرار يتعلم الشطار 

لو ذهبت إلى أمير لطلب مساعدة او خدمة او لأمر صعب تطلب منه العون وعندما قابلت الأمير لتكلمه عن الموضوع .. صرفت وجهك عنه وكلمت سائقه وطلبت من السائق ان يساعدك والأمير ينظر ..!!

فهل السائق يفجر على تذليل المعاملات الصعبة ؟!

ام تسأل من له صلاحية وقدرة على هذا الأمر وهو الأمير .!

الا تتفق معي يا هاشمي ان طلب السؤال من السائق أمام الأمير يعتبر سوء أدب وفعل غير مقبول ؟!

اترك الجواب لك ..

عموماً ..

مازلت مصراً على ان يتكرم الهاشمي بنقل إجماع الفرق الإسلامية من مذهب أهل السنة والجماعة والرافضة حتى الأشاعرة والزيدية والنصيرية و الصوفية وغيرهم ..

الإدعاء سهل ولكن الإثبات هو المحك ..

قت ياهاشمي : ((لذا نرى توسّل بعض الصحابة بالنبيّ (ص) في حياتِه، وكذا توسّلهم بعم النبي (ص) أيضاً ))

اقول :

مازلت تكرر نفس الأمر .. أين النقل الكامل والمصدر ؟!

من هم الصحابة الذين توسلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وما نوع توسلهم وماذا طلبوا منه وهل اجاب النبي صلى الله عليه وسلم توسلهم ام انكر عليهم ؟

وتوسل الصحابة رضي الله عنهم بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم .. لماذا لم تذكر المصدر ؟!

الأدلة بالعموم بدون نقل كامل وبأمانة علمية لا يعتبر نقاش علمي ياهاشمي ..

ان كنت لا تعرف المصادر والمراجع فعلى ماذا تحاور ؟!

1- إذا قصدك من توسل الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم التوسل بالإيمان به وطاعته فقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

(( وهذا التوسل بالإيمان به وطاعته وفرض على كل أحد في كل حال باطناً وظاهراً في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد موته في مشهده ومغيبه , لايسقط التوسل بالإيمان به وطاعته عن أحد من الخلق في حال من الأحوال بعد قيام الحجة عليه ولابعذر من الأعذار ولاطريق إلى كرامة الله ورحمته والنجاة من هوانه وعذابه إلا التوسل بالإيمان به وطاعته))

- قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص 3-4 تحقيق : الدكتور ربيع المدخلي –

2- وان كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لبعض الكفار بإن يهديه الله أو يرزقه فيهديه أو يرزقه كما دعا لأم ابي هريرة حتى هداها الله تعالى كما جاء ذلك في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضل ابي هريرة حديث رقم ( 158 ) .

وكما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لقبيلة دوس فقال : (( اللهم اهد دوساً وائت بهم )) فهداهم الله كما جاء في صحيح البخاري في كتاب المغازي باب قصة دوس والطفيل بن عمرو حديث ( 4392 ) وايضاً في كتاب الدعوات من صحيح البخاري باب الدعاء للمشركين حديث رقم ( 6397 ) وكذلك جاء في صحيح مسلم ( 4 / 1957 ) ومسند الإمام احمد ( 2 / 243, 448 ) .
- راجع : قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص 5-6 تحقيق : الدكتور ربيع المدخلي –

فنريد من ياهاشمي ان تذكر بماذا توسل الصحابة رضوان الله عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟!

اما كلامك عن تناقض الآيات مع الأحاديث النبوية وأفعال الصحابة رضوان الله عليهم ..

فهو ليس تناقض وقصور في فهمك لهذة المسألة ..

فحتى نعرف هل هذا تناقض ام لا هات أدلة السابقة وهي كيف كان الصحابة يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم ..

ونلاحظ انك كررت ادعاء الاجماع على ان الحي الحاضر يجوز التوسل به ..

فمازال التحدي لك ان تذكر نقلاً معتبراً في اثبات الاجماع ..

اما توسل الصحابة رضوان الله عليهم للعباس رضي الله عنه فهذا ثابت في صحيح البخاري بلا شك ..

ومعنى قول عمر رضي الله عنه : إنا كنا نتوسل إليك بنبينا  وإنا نتوسل إليك بعم نبينا، أننا كنا نقصد نبينا  ونطلب منه أن يدعو لنا، ونتقرب إلى الله بدعائه، والآن وقد انتقل  إلى الرفيق الأعلى، ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا، فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس، ونطلب منه أن يدعوَ لنا، وليس معناه أنهم كانوا يقولون في دعائنهم: (اللهم بجاه نبيك اسقنا)، ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته : (اللهم بجاه العباس اسقنا)، لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة، ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم


ونلاحظ كما تقدم انهم لم يذهبوا لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه الدعاء بل ذهبوا وطلبوا من العباس رضي الله عنه ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حديث التوسل بالعباس :

(( يدل على ان التوسل المشروع هو التوسل بدعائه وشفاعته لا السؤال بذاته ))
- راجع : قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص 115 تحقيق : الدكتور ربيع المدخلي –

بل لم يطلبوا من العباس بذاته بل الدعاء والدعاء عبادة مشروعة ويجوز ان تطلب من غيرك الدعاء لك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة : (( لاتنسانا من الدعاء ياأخي ))

فنلاحظ ان التوسل المشروع بطلب الدعاء فالصحابة رضوان عليهم لم يعتقدوا ان النفع والضر بيده صلى الله وسلم بل يعتقدون ذلك في الله تعالى ولكن يطلبون الدعاء من باب ان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ادعى للاستجابة لمكانته وعلو مقامه عند الله تعالى ..

وهل ترك الصحابة الدعاء لأنفسهم بعدما طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء ؟

الجواب : لا .. بل استمروا بالدعاء

وممن قال بان توسل الصحابة بطلب الدعاءالإمام البيهقي رحمه الله في السنن الكبرى ( 3 / 352 ) فبوب له بعنوان : (( باب الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه )) ثم ذكر حديث التوسل بالعباس ..

وكذلك الموفق ابن قدامة المقدسي رحمه الله فقال في المغني ( 2 / 439 ) :
(( ويستحب ان يستسقى بمن ظهر صلاحه لنه أقرب على إجابة الدعاء فإن عمر رضي الله عنه استسقى العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ))


فهل اتضح الجواب ..!!

وبالنسبة لتدرج الهاشمي في الكلام حتى يصل لجواز الدعاء والتوسل بالأموات فهي خدعة قديمة للتدرج بالناس من الانتقال للتوحيد الى الشرك والعياذ بالله ..

وزعم الهاشمي المتوسل بالجمادات والشبابيك التى في الأضرحة ان التوسل بالميت يجوز ..

ولكن يكفي ان نرد عليك بآية من كتاب الله تعالى قبل بيان حكم التوسل بالأموات :

قال تعالى : ((إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ))

فهذا حال أهل القبور من الأنبياء والصالحين وباقي البشر ..

اذا دعوتهم لايسمعون الدعاء حتى يستجيبوا لدعائكم وتوسلكم ..

ولو سمعوا لم يستطيعوا الاستجابة لكم لعجزهم في قبورهم ..

ويوم القيامة يتبرؤون من كل من اشرك بهم ..

آية عظيمة ياليت تتدبرها ياهاشمي ..

النعمان غير متصل قديم 13-06-2006 , 12:48 PM    الرد مع إقتباس
النعمان النعمان غير متصل    
مبدع متميز جداً  
المشاركات: 4,062
#57  

يسعدني في هذا الرد ان اقدم مفاجئة للزميل الهاشمي وهي بعض النصوص من كتب الشيعة ومن أقوال الأئمة في التوسل حتى يعرف اننا ابناء الدليل نميل معه حيث مال :

مما أورده الرافضة عن السجاد الذي تنسب إليه الصحيفة السجادية أنه قال:
(((ولا وسيلة لنا إليك إلا أنت)))

(الصحيفة السجادية ص 411)

وبذلك يصير الإمام زين العابدين السجاد رضي الله عنه من نفاة التوسل

وقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : (( فاسألوا الله به وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به بخلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله )) ( نهج البلاغة: 2/91_92).

وقال علي رضي الله عنه في وصية للحسن عليه السلام: (( وألجئ نفسك في الأمور كلها إلى إلهك ، فإنك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز، وأخلص في المسألة لربك فإن بيده العطاء والحرمان )) ( نهج البلاغة: 3/39_40) .

وعن الإمام الباقر أنه قال: (( اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلآ لأنه لم يرد أحدآ ولم يسأل أحدآ غير الله عز وجل )) ( علل الشرائع:34، عيون أخبار الرضا:2/75).

وذكر إبراهيم بن محمد الهمداني قال: (( قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام: لأي علة أغرق الله عز وجل فرعون وقد آمن به وأقر بالتوحيد ؟ قال : أنه آمن عند رؤية اليأس وهو غير
مقبول... إلى أن قال : لعلة أخرى أغرق الله عز وجل فرعون وهي : أنه استغاث بموسى لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله، فأوحى الله عز وجل إليه : ياموسى، ما أغثت فرعون لأنك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته )) ( علل الشرائع: 59، عيون أخبار الرضا: 2/76) .

يقول الإمام علي بن أبي طالب يصف لنا آداب التوسل والدعاء :

( إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فإنه ذروة الإسلام ، وكلمة الإخلاص إنها الفطرة، وإقامة الصلاة فإنها الملة، وإيتاء الزكاة فإنها فريضة واجبة ، وصوم شهر رمضان فإنها جنة من العقاب ، وحج البيت واعتماره فإنهما ينفيان الفقر ويرحضان الذنب، وصلة الرحم فإنها مثراة في المال ومنساة في الأجل، وصدقة السر فإنها تكفر الخطيئة، وصدقة العلانية فإنها تدفع ميتة السوء، وصنائع المعروف فإنها تقي مصارع الهوان) .
( نهج البلاغة: 163 ووسائل الشيعة 13/288)

ويقول الإمام السجاد الذي سطّر أخلص وأصفى تعابير التوسل والاستغاثة في أدعيته ، يقول في الدعاء الذي رواه عنه أبو حمزة الثمالي:

(.. و الحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي ، وأخلو به حيث شئت لسري بغير شفيعٍ، فيقضي لي حاجتي.. الحمد لله الذي أدعوه ولا أدعو غيره ، ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي .. )
- الصحيفة السجادية ص214 -


ماتعليقك عن هذه النصوص من الأئمة ؟!

حتى مذهبك يرفض ذلك

النعمان غير متصل قديم 13-06-2006 , 12:59 PM    الرد مع إقتباس
أبوعبيدة أبوعبيدة غير متصل    
كاتب فعال الكويت  
المشاركات: 1,055
#58  

جزاك الله خير اخي النعمان ووفقك الله لاظهار الحق وازهاق الباطل

أبوعبيدة غير متصل قديم 13-06-2006 , 01:39 PM    الرد مع إقتباس
Saleen S281 Saleen S281 غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 68
#59  

أهلاً وسهلاً بكَ أيها النعمان، حياكَ الله وبياكَ، وإن شاءَ الله نستفيدُ منكُم


إقتباس:
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد :

في البداية اعتذر للأحبة اشد الاعتذار عن غيابي وتقصيري في هذا المنتدى واعتذر أيضاً للأخوة الذين طلبوا مني المشاركة ولم يتيسر لي الرد إلا الآن ..

وأشكر الأخوين محب الشيخ العثيمين وابو عبيدة على ردودهم الموفقة فبارك الله فيهما ..

قبل البداية بالرد على كلام الهاشمي – هداه الله - ..لي ملاحظات على طريقته في النقاش :

1- ان العبرة ليست بتكبير الخط وتلوين الكلمات والتفنن في التنسيق .. بل العبرة بالأدلة والحجج ..


لَم أقُم بتكبير الخطّ مِن أجلِ أن أعلي كلمتي عليكُم –والله على ما أقول شهيد-، بَل عادةً أكتبُ بهذه الطريقة لتكونَ العِبارات أوضَح، ولَو سبَّبَ لكُم الإزعاج، فإن شاءَ الله لن نعيدها مرةً أخرى، وسنبقى على الخطّ المتوسّط.

إقتباس:
2- ان الهاشمي نادراً بل لا يستدل بمصادر بل ينقل الأحاديث من غير توثيق لمصادرها حتى يسهل النقاش .. ومن المفترض في المحاور ان يستدل على أقواله بمصادر حتى يكون الحوا والنقاش أكثر جدية واقوي علمياً ..


الزميل الكريم! الحديثُ الوحيدُ الذي ذكرتُـه مِن باب الأساس كانَ حديثُ استسقاء عمر بعمّ النبي (ص) وهُو ما ذكرتُ مَصْدَرَه في إحدى المشاركات في الصَّفحة الأولى، فيمكنكم المراجعة هناك، وبقيّة الأحاديث لَم أذكُر مصادرها لأنها لم تكن من الأساسيات أولاً، وثانياً أغلبها مشهورة لا يحتاجُ إثباتُ صحتها إلى ذكر المصدر، لكِـن معَ ذلكَ كلامكم صحيحٌ في أنَّ البحث العلميّ يتطلبُ ذكر المصادِر ولو كانت من المسلمات، وشخصياً لم أدخُل حوارات ومناظرات مِن قبل، وكلُّ ما كانَ بعضُ الكلمات البسيطة معَ الإخوة في المدرسة، فأستميحكم عذراً إن كنتُ لا ألتزِمُ بأسس المناظرة.

إقتباس:
3- لاحظت ان الهاشمي

أقول وبالله التوفيق :

قال الهاشمي :

((أجمعت جميعُ الفِرق الإسلامية على أنّ التوسل بالحي الحاضِر جائزٌ))

أقول :

ياهاشمي انت قلت في بداية الحوار : ((فنبدأ على بركة الله الخوض في مسألة التوسّل بطريقة علميّة )),,

فهل الطريقة العلمية ان تنقل الإجماع بدون ذكر مصدر ؟!

ربما يتهمك البعض بالكذب او التدليس او عدم الأمانة العلمية ..!!

فلذلك ضع أسماء لعلاء نقلوا الإجماع فهناك كتب تفيد في هذا الموضوع وهو الاجماع فلترجع لها ولتنقل من شاهدك ..

نرجو الموضوعية والدقة العلمية والرجوع للكتب المعتمدة في هذا الباب بدلاً من نقل الإجماع بدون مصدر ولا نقل معتمد ..

فعلى زعمك يكون التوسل بالحي الحاضر جائز ..!!

فلنفرض ان الأرض أجدبت وأصاب الناس مجاعة فهل نتوسل بالهاشمي مثلاً فهو حي حاضر حي غير ميت وهو لا يقدر على هذا العمل ..بل الذي يستطيع إزالة هذه الكربة هو الله تعالى ..

وهل نذهب لرجل مثلاَ اسمه عمرو وهو حي حاضر ونقول له : يا عمرو أدخلنا الجنة ؟!

فهذا من انتقاص الله تعالى لان الذي يملك الجنة والنار وبيده الأمر هو سبحانه ..

ولنقرب المثال حتى يسهل على الزميل الهاشمي خصوصاً مازال طالباً وفي سن طلابي :

لو ذهبت يا هاشمي إلى حارس المدرسة وهو حي حاضر وطلبت منه ان يزيدك في مادة اللغة الانجليزية خمس درجات فهل طلبك منه يعقل ؟!

ام تذهب للمختص وهو معلم اللغة الانجليزية ؟!

مثال آخر لان بالتكرار يتعلم الشطار

لو ذهبت إلى أمير لطلب مساعدة او خدمة او لأمر صعب تطلب منه العون وعندما قابلت الأمير لتكلمه عن الموضوع .. صرفت وجهك عنه وكلمت سائقه وطلبت من السائق ان يساعدك والأمير ينظر ..!!

فهل السائق يفجر على تذليل المعاملات الصعبة ؟!

ام تسأل من له صلاحية وقدرة على هذا الأمر وهو الأمير .!

الا تتفق معي يا هاشمي ان طلب السؤال من السائق أمام الأمير يعتبر سوء أدب وفعل غير مقبول ؟!

اترك الجواب لك ..


بالنِّسبةِ لمسألة الإجماع، فصراحةً لَم أبحث عنهُ بالدّقة في كتبكم حَتَّى أنقلَ عبارته بصورة دقيقة، ولو كنتُم تقصدون أنَّ الإجماع وقعَ على (الحي الحاضر القادِر) فسنسلِّم بذلكَ، لأنَّه لا يؤثِّر على أساسِنا أبدا، فالأمثِلة التي ذكرتُها في البِداية أيها الزَّميل كانَ واضِحاً، ولنقتصِر على طلبِ الدّعاء مِن الصالحين الأحياء فيما يقدرون أيضاً، فهُوَ يكفي كأساسٍ لإثباتِ ما نرمي إليهِ.
وهُناكَ نقطة أودُّ أن أشيرُ إليهِ هنا مِن بابِ الإشارة لا أكثَر: هناكَ شبهُ إجماع (إن لم يكُن إجماعاً قبلَ زمن ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب) على أنَّ التوسُّل بالرَّسول الأكرم (ص) بعد وفاتِـه جائزٌ بَل هوَ أمرٌ راجِح.

أمّا الأمثِلة التي ذكرتَها مِن التوجُّه إلى السائق دونَ الأمير، وإلى الحارس دون مدرس اللغة الانجليزية، فيرِدُ عليهُ ما أوردناهُ سابقاً، وأنقلُه بعضه:
""وحتّى لو سلّمنا بذلكَ، وقبلنا بالتوسّل بدعاءِ النبيّ (ص)، فهُو طلبٌ مِن غيرِ الله، فاللهُ عزّ وجلّ يقولُ: (ادعوني أستجب لكم)، فعلينا أن ندعوَ الله ونطلبُ منهُ حاجتنا لأنه قريب منا (فإني قريبٌ أجيب دعوة الداعِ إذا دعان)، فلمَ نخالِف الآية في أمرِه لنا بالتوجّه للهِ عز وجلّ في الدّعاء، ونذهبُ لآخَر ليدعوَ لنا؟ هذا خلافُ ظاهِر الآية.""
""(3) أمّا بالنّسبة للمغالطة التي ذكرها في أنه لو كانَ الله أعلمُ بحالكَ وأقدرُ على إعطائكَ ما تريد، وهُو خير الغافرين وأرحم الراحمين، فلمَ تذهبُ إلى مَن دونه رتبة، وتدعوه، والآية تقول: (وإذا سألكَ عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان)، فهذا الكلامُ واضح الوهن، حيثُ هوَ واردٌ في جميع الأمور، فأليسَ الله أقدَر على الإسقاء، فلمَ عمّ النبي (ص)؟ أليسَ الله أقرب إليّ من العبد الصالح؟ فلمَ أطلبُ الدعاء من إخوانيَ المؤمنين وهم دونَ قدرة الله تعالى؟ أليسَ الله أقدَرُ على إشفائي من الطبيب؟ فلمَ الذهاب إلى الطبيب؟ فلا يعني مجرّد كونِ الله أقدَر على فعلٍ أمر -وهو القاهر فوقَ عباده- عدَم الاستنادِ إلى غيره من باب الوسيلة الموَصّلة.""
"" مِن جهة أخرى: الدّعاء عبادة، ولم نصرفْهُ لغيرِ الله عزّ وجل كما ذكرنا في النقاط السابقة، ومثلنا بمثال ملك الموت، فصرفُ التوجّه إلى أهل البيت (ع) لا يعني عدم التوجّه إلى الله عز وجل، فهُما طوليين لا عرضيين، بمعنى أنّهم الباب الذي نأتي منهُ، فلا أحدَ يقول أنَّ التوجيه إلى الباب يعني عدم التوجّه إلى ما يليه، فصِرفُ التوجّه إلى أهل البيت (ع) وكذا التوجّه إلى الرَّسول (ص) على أقلِّ تقدير في حياتِـه لا يعني صرفُ العبادة لغير الله، ومجرّد الطلب مِن شخصٍ لا يعني بالضرورة أنكَ تعبده، وهو واضح.""
فباختصار، لو كانَ علَيْنا أن نتوجَّه إلى الأقدَر دائماً في طلبِ حوائجنا، فإن الله هو أقدر القادرين في جميعِ الأمور، فالتوجُّه لغيرِه مِن سوء الأدب معَه –بقياس قولك-.

إقتباس:
قت ياهاشمي : ((لذا نرى توسّل بعض الصحابة بالنبيّ (ص) في حياتِه، وكذا توسّلهم بعم النبي (ص) أيضاً ))

اقول :

مازلت تكرر نفس الأمر .. أين النقل الكامل والمصدر ؟!

من هم الصحابة الذين توسلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم وما نوع توسلهم وماذا طلبوا منه وهل اجاب النبي صلى الله عليه وسلم توسلهم ام انكر عليهم ؟


أقولُ رداً على ذلكَ: حيثُ أنني لم أشأ الخوضَ في تفاصيلِ ذلكَ، والبحثُ في مقصودِ كلُّ حديثٍ لأنَّه لم يكُن منصباً في أصلِ كلامِنا، لَم أذكُر المصادِر، إلا مصدراً واحداً مِن الحديث وآية قرآنيّة وكانا كافيين في المقامِ، ففي حياة النبي (ص) ذكرنا آية (ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم...)، ومِن حيثُ الحديث ذكَرنا مصدَر حديث توسل عمر بعمّ النبي (ص).
ولا أطلبُ منكَ أن تراجِـع كلامكَ حتّى تكونَ أكثَر دقةً، لأنني لا أودُّ التعرّض لشخصِكم ومقامكم العلميّ وتدقيقكم هَل ذكرتُ المصادِر أم لا؟

إقتباس:
وتوسل الصحابة رضي الله عنهم بالعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم .. لماذا لم تذكر المصدر ؟!


إليكُم المحلَّ الذي ذكرتُ فيهِ المصدر:
"" ورد في صحيح البخاري، كتاب الاستسقاء، باب سؤال الناس الإمام الاستسقاء إذا قحطوا وكتاب فضائل أصحاب النبي، باب مناقب العباس بن عبد المطلب، حيث تقول الرواية: ((أن عمر بن الخطاب (رض) كان إذا قحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال: اللهم إنا كنا نتوسل بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا. قال: فيسقون)).""
فتأمَّل أيّها الزَّميل الكريم، ولا تأخذُكُم العِزة في ذلكَ، فلا يجرمنكم شنئان قومٍ على ألا تعدِلوا اعدِلوا هو أقربُ للتَّقوى.

إقتباس:
الأدلة بالعموم بدون نقل كامل وبأمانة علمية لا يعتبر نقاش علمي ياهاشمي ..

ان كنت لا تعرف المصادر والمراجع فعلى ماذا تحاور ؟!


سامَحَكُم الله في ذلكَ

إقتباس:
1- إذا قصدك من توسل الصحابة بالنبي صلى الله عليه وسلم التوسل بالإيمان به وطاعته فقد قال عنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

(( وهذا التوسل بالإيمان به وطاعته وفرض على كل أحد في كل حال باطناً وظاهراً في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد موته في مشهده ومغيبه , لايسقط التوسل بالإيمان به وطاعته عن أحد من الخلق في حال من الأحوال بعد قيام الحجة عليه ولابعذر من الأعذار ولاطريق إلى كرامة الله ورحمته والنجاة من هوانه وعذابه إلا التوسل بالإيمان به وطاعته))

- قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص 3-4 تحقيق : الدكتور ربيع المدخلي –

2- وان كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو لبعض الكفار بإن يهديه الله أو يرزقه فيهديه أو يرزقه كما دعا لأم ابي هريرة حتى هداها الله تعالى كما جاء ذلك في صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة باب فضل ابي هريرة حديث رقم ( 158 ) .

وكما دعا النبي صلى الله عليه وسلم لقبيلة دوس فقال : (( اللهم اهد دوساً وائت بهم )) فهداهم الله كما جاء في صحيح البخاري في كتاب المغازي باب قصة دوس والطفيل بن عمرو حديث ( 4392 ) وايضاً في كتاب الدعوات من صحيح البخاري باب الدعاء للمشركين حديث رقم ( 6397 ) وكذلك جاء في صحيح مسلم ( 4 / 1957 ) ومسند الإمام احمد ( 2 / 243, 448 ) .
- راجع : قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص 5-6 تحقيق : الدكتور ربيع المدخلي –

فنريد من ياهاشمي ان تذكر بماذا توسل الصحابة رضوان الله عليهم بالنبي صلى الله عليه وسلم ؟!


ذكَرنا ذلكَ سابِقاً باختِصار، وحيثُ أنَّ المقامَ لَم يكُن في مناقَشةِ تفاصيلِ الرِّوايات ودلالتها فاقتصرنا على ذلك، ويكفينا ما ذَكَرتُم من النُّقطتين السَّابقتين لحدّ الآن، فلَو أنَّ التوسّل بدعاءِ النَّبي (ص) جائزٌ وأمرٌ مطلوبٌ، أليسَ ذلكَ مِن سوءِ الأدب معَ اللهِ عزَّ وجلَّ، لتعرضَ عنه وتتوجَّه إلى عبدٍ من عبيده؟!

إقتباس:
اما كلامك عن تناقض الآيات مع الأحاديث النبوية وأفعال الصحابة رضوان الله عليهم ..

فهو ليس تناقض وقصور في فهمك لهذة المسألة ..

فحتى نعرف هل هذا تناقض ام لا هات أدلة السابقة وهي كيف كان الصحابة يتوسلون بالنبي صلى الله عليه وسلم ..


عزيزي الزَّميل!
لَستُ كما ادّعيتَ في أنني أرى التّناقُضَ قائماً بينهما، بَل أنا أستطيعُ الجمعُ بينهما ولا منافاةَ أبداً، لكِـن أودُّ أن أسمَـع طريقةَ الجمعِ منكُم لأبيِّنَ لكُم موضِـع الإشكال بصورة أدقَّ.

فرأيتُ أصحابكَ مراراً قد كرروا أنَّ اللهَ هو الأقدَر على المغفرة فلمَ تذهبونَ وتطلبونَ مِن الرَّسول (ص)؟ فرددتُ ذلكَ بما اتفقتم في طلبِ الدّعاء مِن الرَّسولِ (ص) في حياتِـه، فأليسَ اللهُ هو أقربُ إلينا من حبل الوريد؟ أليسَ هو أقربُ إلينا مِن الرَّسول (ص)؟ فلمَ نذهب إلى الرَّسول (ص) ولا نذهبُ إلى الله مباشرة؟

إقتباس:
ونلاحظ انك كررت ادعاء الاجماع على ان الحي الحاضر يجوز التوسل به ..

فمازال التحدي لك ان تذكر نقلاً معتبراً في اثبات الاجماع ..


فقط مِن باب الإشارة: لو أنَّكَ تظنُّ أنَّكَ داخلٌ في سباقٍ وفي وسطِ معركةٍ حربيّة، فأنا أعلِنُ تقدّمي بالانسحاب مِن مضمار التَّحدّيات، لأنني لستُ في بابِ التَّحدّي، وأتيتُ هنا بطلبٍ مِن الأخ محمد، حيثُ أخبرني أنَّه يريدُ البحثَ عن الحقيقة، فَلَو استطعتَ أن تثبتَ صحّة معتقدِكَ هُنا، فأنا سأعتقِد بصحّة معتقدِك، ولذلكَ جئتُ هنا، أمّا لو شئتَ العراكَ فاختر شخصاً آخَرَ يريد المجادلة والتحدي، فليسَ لديَّ الوقتُ الكافي لذلك.

إقتباس:
اما توسل الصحابة رضوان الله عليهم للعباس رضي الله عنه فهذا ثابت في صحيح البخاري بلا شك ..

وإنا نتوسلومعنى قول عمر رضي الله عنه : إنا كنا نتوسل إليك بنبينا ونطلب منه أن يدعو لنا، ونتقرب إلى اللهإليك بعم نبينا، أننا كنا نقصد نبينا إلى الرفيق الأعلى، ولم يعد من الممكن أن يدعو لنا،بدعائه، والآن وقد انتقل فإننا نتوجه إلى عم نبينا العباس، ونطلب منه أن يدعوَ لنا، وليس معناه أنهم كانوا : (اللهميقولون في دعائنهم: (اللهم بجاه نبيك اسقنا)، ثم أصبحوا يقولون بعد وفاته بجاه العباس اسقنا)، لأن مثل هذا دعاء مبتدع ليس له أصل في الكتاب ولا في السنة، ولم يفعله أحد من السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم


ونلاحظ كما تقدم انهم لم يذهبوا لقبر الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلبوا منه الدعاء بل ذهبوا وطلبوا من العباس رضي الله عنه ..

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن حديث التوسل بالعباس :

(( يدل على ان التوسل المشروع هو التوسل بدعائه وشفاعته لا السؤال بذاته ))
- راجع : قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ص 115 تحقيق : الدكتور ربيع المدخلي –

بل لم يطلبوا من العباس بذاته بل الدعاء والدعاء عبادة مشروعة ويجوز ان تطلب من غيرك الدعاء لك كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد الصحابة : (( لاتنسانا من الدعاء ياأخي ))

فنلاحظ ان التوسل المشروع بطلب الدعاء فالصحابة رضوان عليهم لم يعتقدوا ان النفع والضر بيده صلى الله وسلم بل يعتقدون ذلك في الله تعالى ولكن يطلبون الدعاء من باب ان دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم ادعى للاستجابة لمكانته وعلو مقامه عند الله تعالى ..


وهذا في بابِ الاستدلال بالأقوال، ولم أصِل إليهِ لحدّ الآن حتى أبيّن خلافَ ما ذهبَ إليه ابن تيمية وأتباعه في دلالة الحديث.

إقتباس:
وهل ترك الصحابة الدعاء لأنفسهم بعدما طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء ؟

الجواب : لا .. بل استمروا بالدعاء


ولا خلافَ في ذلكَ، فالتَّوسُّل هو الدّعاء وسيأتي بيانُه إن وصلنا له.

إقتباس:
وممن قال بان توسل الصحابة بطلب الدعاءالإمام البيهقي رحمه الله في السنن الكبرى ( 3 / 352 ) فبوب له بعنوان : (( باب الاستسقاء بمن ترجى بركة دعائه )) ثم ذكر حديث التوسل بالعباس ..

وكذلك الموفق ابن قدامة المقدسي رحمه الله فقال في المغني ( 2 / 439 ) :
(( ويستحب ان يستسقى بمن ظهر صلاحه لنه أقرب على إجابة الدعاء فإن عمر رضي الله عنه استسقى العباس عم النبي صلى الله عليه وسلم ))


فهل اتضح الجواب ..!!


لَم يكُن هذا موضِـع السؤال لتجيبَ عليه أيها الزَّميل، وجوابكَ يردُ عليهِ إشكالات، بَل هوَ مخالفٌ لأكثَر المذاهب الأربعة، وسيأتي ذلكَ إن وصلنا إلى ذلكَ التفصيل.

إقتباس:
وبالنسبة لتدرج الهاشمي في الكلام حتى يصل لجواز الدعاء والتوسل بالأموات فهي خدعة قديمة للتدرج بالناس من الانتقال للتوحيد الى الشرك والعياذ بالله ..


للأسَف بعدَ هذه العِبارة أصابني الحزنُ والغمُّ بخلطِكُم الكلامَ أمام عوامّ النّاس، وهذه سياستكم بتصويب السهام الشركية وإباحة الدّماء وزرع الفتن الطائفيّة، وقَد ملأتُم التاريخَ بذلكَ قيحاً، فاللهُ المستعانُ على ما تصِفون.
وما ذكرتُه إن كانَ مخالِفاً للتوحيد فبيّن ذلكَ، ولا تذكُر كلاماً عاطفياً فتثيرَ بهِ الفتن الطائفية، فتأمَّل أيها الزَّميل حتّى لا تكونَ مِمن تأتونَ يومَ القيامة بكأسٍ دمٍ لأخيكَ المسلم.

إقتباس:
وزعم الهاشمي المتوسل بالجمادات والشبابيك التى في الأضرحة ان التوسل بالميت يجوز ..


نحنُ نتبرَّك بها لبركةِ أصحابِها، فيوم الجمعة لها بركتها الخاصّة وهي من الجمادات، ونخامة الرَّسول (ص) وماء وضوئه، وقميصُ النَّبي يوسف (ع) وتابوتُ بني إسرائيل، وقميصُ النَّبي (ص).

ثُمَّ أنني لم أزعَم لحدِّ الآن أنَّ التوسُّل بالميّت يجوزُ، بَل جُلُّ ما ذكرتُـه أنَّ التوسُّل ليسّ شركاً، وقَد ذكرتُ ما يلي لو لم تتوجَّه له:
""ومعناهُ: إنَّه لو لَم يكُن الخضوعُ والتذلل معَ الاعتقادِ بألوهية المخضوع والمتذلل له، فلا يعدُّ شركاً، وإن عُدَّ حراماً بعضُه لحكمٍ ثانويٍ.""
فَلَم أذكُر كلُّ عملٍ أدخلَه الإنسان تحتُ مسمى التوسّل فهو جائزٌ، بَل ما أردتُـه هو نفي الشركية لا أكثَر.

إقتباس:
ولكن يكفي ان نرد عليك بآية من كتاب الله تعالى قبل بيان حكم التوسل بالأموات :

قال تعالى : ((إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ))

فهذا حال أهل القبور من الأنبياء والصالحين وباقي البشر ..

اذا دعوتهم لايسمعون الدعاء حتى يستجيبوا لدعائكم وتوسلكم ..

ولو سمعوا لم يستطيعوا الاستجابة لكم لعجزهم في قبورهم ..

ويوم القيامة يتبرؤون من كل من اشرك بهم ..

آية عظيمة ياليت تتدبرها ياهاشمي ..


أرجو منكَ أن تتدبَّر في هذه الآية بعدَ التدقيق فيما ذكرناهُ في مسألة العبادة لتصِل إلى مغزى هذه الآية، لأنَّ الآيات تعرَف بحسبِ موضوعاتها، وليتكَ تتدبَّر في نهاية الآية التي تسبِقُ هذه الآية، وهو قوله تعالى: (ذلكُم الله ربكم له الملك، والذينَ تدعونَ من دونه ما يملكونَ من قطمير)، ثم يأتي قوله تعالى: (إن تدعوهم لا يسمعوا...)، وسياقُ الآيات لها معنىً لَم تتوجَّهوا له، وسيأتي بيانُه حينما نصِلُ إليه.
ويكْفيكَ التدَّبُّر في تفاسيركم في هذه الآية لتعلموا أنَّ شركهم لمْ يكُن بمجرّد طلبِهم، بَل كانَ لأنهم كانوا عبدة الأوثان، فمعنى كلامه: إن تدعوا أيها الناس هؤلاء الآلهة التي تعبدونها من دون الله... فيقولُ لهم الباري عز وجل: فكيف تعبدون من دون الله من هذه صفته وهو لا نفع لكم عنده ولا قدرة له على ضركم وتدعون عبادة الذي بيده نفعكم وضركم وهو الذي خلقكم وأنعم عليكم، فالكلامُ في أنَّهم عبدوهم لا مجرّد السؤال، فتأمَّلوا هداكم الله للحق بأنَّ المقصود من قوله تعالى: (ويوم القيامة يكفرون بشرككم) أي بإشراككم إياهُم مع الله في العِبادة، فالأمر راجعٌ لكونِهم يعبدونهم لا مجرّد الطلب منهم، وأختِم بقولِه (ص): (مَن فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار).



إقتباس:
مما أورده الرافضة عن السجاد الذي تنسب إليه الصحيفة السجادية أنه قال:
(((ولا وسيلة لنا إليك إلا أنت)))

(الصحيفة السجادية ص 411)

وبذلك يصير الإمام زين العابدين السجاد رضي الله عنه من نفاة التوسل


أتعجَّبُ مِن كلامكُم حيثُ تريدون تفسيرَ كلامِ الإمام السجّاد (ع) بالنَّظَر إلى مقطعٍ قصيرٍ من دعائه، وهُو شنيعٌ عندَ أهل العِلم، لأنَّها نظرةٌ ضيقة، قد لا ترى التقييدات للإطلاقات، فتأمَّل هداكَ الله فيما يلي.

هناكَ 15 مناجاةً للإمام السجاد وردت بصورة متتالية، وهذه هي مناجاة المطيعين لله، وبعده بمناجاتين يأتيكَ مناجاة المتوسِّلين: وهذه بدايته: (إلهي ليس لي وسيلة إليك إلا عواطف رأفتك، ولا لي ذريعة إليك إلا عوارف رحمتك، وشفاعة نبيّك نبيّ الرحمة ومنقذ الأمة من الغمّة، فاجعلهما لي سبباً إلى نيل غفرانك، وصيّرهما لي وصلّة إلى الفوز برضوانك.)

ولَو أردنا الاقتِصار على أنَّ الوسيلة لا تكونُ غيرَ الله عزَّ وجَل بتصوركم أنتُم، فإن الأعمال الصالحة هي مغايرة للذات الإلهية، فكيفَ تتوسَّلون بها؟!

والمقصودُ باختصار من ذلك: أنَّ كلُّ شيءٍ عائدٌ إلى الله عزَّ وجلَّ، وأنَّ توسّلنا أيضاً بأمرٍ منه وبإذن منه، لا أنَّه قولٌ جزافٌ من عندنا، والله أعلم.


إقتباس:
وقال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه : (( فاسألوا الله به وتوجهوا إليه بحبه، ولا تسألوا به بخلقه، إنه ما توجه العباد إلى الله بمثله )) ( نهج البلاغة: 2/91_92).


تيقَّنتُ بعدَ هذا النَّقلَ منكَ بأنَّكَ باترٌ للحقائق أو ناقِلٌ للكلام بلا تأمِّلٍ، وإليكُم أصلَ الكلام مِن خطبة للإمام علي (ع) في نهج البلاغة لبيان فضل القرآن الكريم:
(وَاعْلَمُوا أَنَّ هذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِي لاَ يَغُشُّ، وَالْهَادِي الَّذِي لاَ يُضِلُّ، .... وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ وَلاَ لاَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنىً؛ فَاسْتَشْفُوهُ مِنْ أَدْوَائِكُمْ، وَاسْتَعِينُوا بِهِ عَلَى لاََْوَائِكُمْ فَإنَّ فِيهِ شِفَاءً مِنْ أَكْبَرِ الدَّاءِ، وَهُوَ الْكُفْرُ وَالنِّفَاقُ، وَالْغَيُّ وَالضَّلاَلُ، فَاسْأَلُوا اللهَ بِهِ، وَتَوَجَّهُوا إِلَيْهِ بِحُبِّهِ، وَلاَ تَسْأَلُوا بِهِ خَلْقَهُ، إنَّهُ مَا تَوَجَّهَ الْعِبَادُ إلَى اللهِ بِمِثْلِهِ. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ شَافِعٌ مُشَفَّعٌ، وَقَائِلٌ مُصَدَّقٌ، وَأَنَّهُ مَنْ شَفَعَ لَهُ الْقُرْآنُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُفِّعَ فِيهِ )
فالكلامُ ليسَ كما شبهتَ بأنَّ الإمام (ع) يأمرنا بأنْ نسأل الله به نفسه، بَل يأمرنا بأنْ نسأل الله بالقرآن الكريم، ولم أجِد في المصطلحات سوى مصطلح التدليس على هذه الحالة، وإليكم شرحٌ مبسط لذلك:
(فاسألوا الله به) أي بالقرآن، (وتوجهوا إليهِ بحبه) أي بحب القرآن، (ولا تسألوا به خَلقَه) أي لا تسألوا بالقرآن خلقَ الله فيكونُ عملكم من باب الرياء والتقرب إلى النّاس بدلَ التقرّب إلى الله عز وجلَّ... فأينَ هذا من الذي ادّعيتموه؟!

إقتباس:
وقال علي رضي الله عنه في وصية للحسن عليه السلام: (( وألجئ نفسك في الأمور كلها إلى إلهك ، فإنك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز، وأخلص في المسألة لربك فإن بيده العطاء والحرمان )) ( نهج البلاغة: 3/39_40) .


ولا منافاة بينَ هذا وذاكَ، حيثُ أنَّ التوسُّل هو الطريق للوصول إلى الله، فحتّى الأعمال الصالحة هي مغايرة للذات الإلهية المقدسة، فلو التجأتَ لها لا يعني ذلكَ أنك لم تلجأ إلى الله عزَّ وجل، لذلكَ يبيّن الإمام بعدَ ذلكَ بالالتجاء إلى الأسباب، فيقول: (وأكثر الاستخارة وتفهّم وَصيتي ، ولا تذهبنَّ عنك صفحاً ، فإنّ خير القول ما نفع ، واعلم أنّه لا خير في علم لا ينفع ، ولا يُنتفع بعلم لا يحقُّ تعلّمه) فيأمره (ع) بالرجوع إلى الاستخارة ووصيته والعِلم، وكلها من باب الأخذ بالأسباب، فتأمَّل هداكَ ربي.

إقتباس:
وعن الإمام الباقر أنه قال: (( اتخذ الله عز وجل إبراهيم خليلآ لأنه لم يرد أحدآ ولم يسأل أحدآ غير الله عز وجل )) ( علل الشرائع:34، عيون أخبار الرضا:2/75).


ومَن قالَ أنَّ التوسُّل بالأعمال الصالحة هُو دعاء غير الله، التوسُل هو طريقٌ لا مقصَد، فلمَ لا تتوجَّهونَ إلى الأعمال الصالحة التي تقولونَ بأنها وسيلة وتطبقونها مِن باب المثال؟!
اعْلموا أنَّ التوسُّل لا يعني أنَّ أهل البيت (ع) هم المقصد الرئيسي، بَل هم الطريق الذي نقصِده كالجزء لنصِل إلى الأصل.
والحديثُ الذي ذكرتُه قد سبِق بأحاديث وألحِق بأحاديث أخرى إن شئتَ فراجعها، فمِن بين العلل التي ذكرت لاتخاذه خليلاً ما يلي: (كثرة سجوده على الأرض)، (كثرة صلاته على محمد وأهل بيته)، (كثرة إطعامه الطعام وصلاته بالليل والنّاس نيام)، وكلُّ ذلكَ من باب التوسُّل بالأعمال الصالحة وأهل البيت (ع) للوصولِ إلى المقصد وهو الله عز وجل.

إقتباس:
وذكر إبراهيم بن محمد الهمداني قال: (( قلت لأبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام: لأي علة أغرق الله عز وجل فرعون وقد آمن به وأقر بالتوحيد ؟ قال : أنه آمن عند رؤية اليأس وهو غير
مقبول... إلى أن قال : لعلة أخرى أغرق الله عز وجل فرعون وهي : أنه استغاث بموسى لما أدركه الغرق ولم يستغث بالله، فأوحى الله عز وجل إليه : ياموسى، ما أغثت فرعون لأنك لم تخلقه ولو استغاث بي لأغثته )) ( علل الشرائع: 59، عيون أخبار الرضا: 2/76) .


وجوابُه كما ذكرنا، حيثُ أنَّ فرعونَ في تلكَ اللحظة توجّه إلى موسى (على نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة وأزكى السلام) على أنَّ موسى هُو الذي سينجيه باستقلالية لا أنَّه بفضل الله، أي دونَ توجّه إلى الله عز وجلَّ، وإلا فإن سقطَ ابنكَ في البحرِ وناداك: أبي أبي أبي أنقِذني! ستقولُ لهُ: لقد أشركتَ بالله، فاستغفِر الله واسأل الله عز وجلَّ أن ينقِذَك؟ عجباً على فهمكُم، حيثُ كنتُ أظنُّكم في البداية مِن أهل العلم بتلكَ الدِّقة التي تكلمتُم بها، وأراكُم بعيدين كلُّ البعدَ عن التدقيق.

إقتباس:
يقول الإمام علي بن أبي طالب يصف لنا آداب التوسل والدعاء :
( إن أفضل ما توسل به المتوسلون إلى الله سبحانه وتعالى الإيمان به وبرسوله والجهاد في سبيله فإنه ذروة الإسلام ، وكلمة الإخلاص إنها الفطرة، وإقامة الصلاة فإنها الملة، وإيتاء الزكاة فإنها فريضة واجبة ، وصوم شهر رمضان فإنها جنة من العقاب ، وحج البيت واعتماره فإنهما ينفيان الفقر ويرحضان الذنب، وصلة الرحم فإنها مثراة في المال ومنساة في الأجل، وصدقة السر فإنها تكفر الخطيئة، وصدقة العلانية فإنها تدفع ميتة السوء، وصنائع المعروف فإنها تقي مصارع الهوان) .
( نهج البلاغة: 163 ووسائل الشيعة 13/288)


وهذه الخطبة لهُ في بيان أركان الدّين، ونحنُ لم ننفِ أنَّ من الوسائِل هي الأعمال الصالحة، بالإضافة إلى الأئمة (ع)، فتأملوا واعلَموا أنَّه في نهاية هذه الخطبة أيضاً توجَّه الإمام علي (ع) إلى القرآن والاستشفاء بنوره، فحسبُكُم التَّأويلُ بما اشتهت أنفسكم.

إقتباس:
ويقول الإمام السجاد الذي سطّر أخلص وأصفى تعابير التوسل والاستغاثة في أدعيته ، يقول في الدعاء الذي رواه عنه أبو حمزة الثمالي:
(.. و الحمد لله الذي أناديه كلما شئت لحاجتي ، وأخلو به حيث شئت لسري بغير شفيعٍ، فيقضي لي حاجتي.. الحمد لله الذي أدعوه ولا أدعو غيره ، ولو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي .. )
- الصحيفة السجادية ص214 -


وذكَرنا مراراً وتكراراً أنَّ التوسُّل هو الطَّريق إلى الله عزَّ وجلَّ لا أنَّه المقصد، ولا يعني توسُّلُنا بأهل البيت (ع) عدم دعاء الله عزّ وجل، فالتوجُّه إلى النافِذة لا تعني عدم التوجّه إلى ضوء الشَّمس؟
ولو قرأتم عدة أسطُر أخرى من هذه المناجاة، لرأيتُم الإمام (ع) يقولُ: (به وبمحمد وآل محمد فاستنقِذني).
وأيضاً لو كانَ يقصِد عدم وجود الشفيع، فهُو مخالِفٌ بأنَّ الإنسانَ يحتاجُ إلى شفاعة الرَّسول (ص) يومَ القِيامة، فلا ينفي نفيه الشفيع هنا نفي دورَ الشفاعة بصورة كليّة، بَل قد يكونُ المقصود الشَّفيعُ مِن دونِه لا الشفيع بإذنه، واللهُ أعلم.
وأكرر مرة أخرى: لا يمكنكم أن تعرِفوا مقصد الأئمة (ع) إلا بعدَ أن تعرِفوا توجّههم الأصيل، وكيفَ أنهم كانوا يتوسَّلون برسول الله (ص)، فعجبي مِن هذه الاستنتاجات! هَل هيَ علميّة؟!

إقتباس:
ماتعليقك عن هذه النصوص من الأئمة ؟!


قَد رأيتَ تعليقي عليها، وعلِمتَ تدليسكَ في بعضِها، فإن كانَ بقصدٍ فلعنكَ اللهُ بجحدكَ، وإن كانَ مِن دونَ قصدٍ فغفر اللهَ لكَ ذلكَ، وزادكَ بصيرةً في الإسلام.

إقتباس:
حتى مذهبك يرفض ذلك


نَعَم، مذهبي يرفُضُ ذلكَ أشدَّ الرَّفض، مذهبي يرفُضُ تأويلكَ أشدَّ الرَّفض، فاعلم واسمَع وافهم، وإياكَ أن تفسِّر الكلامَ دونَ تأمّل، فنظرتكَ الضيّقة قد تكونُ لها عواقِب وخيمة.

إقتباس:
يسعدني في هذا الرد ان اقدم مفاجئة للزميل الهاشمي وهي بعض النصوص من كتب الشيعة ومن أقوال الأئمة في التوسل حتى يعرف اننا ابناء الدليل نميل معه حيث مال :


واللهِ لقَد فاجأتني أشدَّ مفاجأة بهذا الرَّد الذي لا ينطلي على عوامِ الشيعة فضلاً عَن مَن قرأ بعضَ الكتبِ في ذلكَ، فاجأتني بذلكَ البَتر، فاجأتني بانتقاصكَ للحقائق، واعلم يا من ختمتَ فقرتكَ بأنكم أبناء الدليل حيثما مال نميل: إنَّ الوجود عندنا أصيلُ دليل مَن خالفنا عليل، ولا أقصِد التَّحدّي عزيزي ولكِـن ما ذكرتَه من افتخارٍ وتعنتٍ جعلني أكتبَ لكَ بهذه الطريقة، ولو كنتَ قد بدأت بأسلوبِ الحوار الهادئ كما كانَ بقيّة الأحبة لما وصَلَ الأمرُ بي إلى ما وصل.

وأرجو أن تختصِرَ في ردودكَ إن شئتَ المواصلة على النقطة الأصلية فقط لا أكثر.


والحمدُ للهِ ربِّ العالمين،،،

Saleen S281 غير متصل قديم 14-06-2006 , 03:31 AM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#60  

الهاشمي...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
مستعد لمحاورتك بما تريد ، ولكن المحاورة لها أسس ، ويفترض بأن نضع لها شروطًا قبل البدء يلتزم بها الجميع .

لا أود أن أقطع الطريق بينك وبين الإخوة ، ولكن إن أردت محاورتي فأنا جاهز....

فقط اقبل ، وسترى ما يسرك....


المجاهد عمر

المجاهد عمر غير متصل قديم 14-06-2006 , 11:40 AM    الرد مع إقتباس
أبوعبيدة أبوعبيدة غير متصل    
كاتب فعال الكويت  
المشاركات: 1,055
#61  

اللهم انصر دينك فلا ناصر له الا انت

فلا تجعل اصحاب الباطل يلقون بشبههم من دون رادع وداحض لها

أبوعبيدة غير متصل قديم 14-06-2006 , 01:55 PM    الرد مع إقتباس
Saleen S281 Saleen S281 غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 68
#62  

المجاهِـد عمَر!
السلامُ عليكُم ورحمة الله وبركاته

حياكَ اللهُ وبيّاكَ، وأهلاً وسهلاً...
لا أدري هَل كلُّكم قد دعاكُم الأخ محمد أم لا، مـعَ أنّني لم أرَ مشاركاتَه، فجعلَ الله غيابه غيابَ خيرٍ إن شاءَ الله تعالى.

عزيزي المجاهِد عمر!
لكَ مطلَقُ الحريّةِ كَي تدخُلَ النِّقاش، مـعَ أنني ذكرتُ سابِقاً لستُ بأهلِ علمٍ ولا أعرِفُ قوانينَ المناظرات وشروطها، بَل أتكلَّمُ بحسبِ ما أعلَم، وبسبب طلب الأخ محمد مني الدّخول هنا دخلتُ مِن بابِ بيانِ الحقيقة أو الوصول إليها، والله وليُّ التَّوفيق.
بالنِّسبة لمناقشتكَ أيها المجاهِد عمَر -ويبدو أنَّ روح الجهاد فيكَ عالية-، فأنا سأخوضُ معكَ الحوارَ إلى حيثما أستطيـعُ، وأينما لم أستطِـع فأتوقَّفُ فيهِ وأعودُ إلى أهل العلم مِن مذهبي، لكِـن لا أستطيعُ الخوضَ في حوارين معاً لئلا يضيعَ الوقت، فإن كانَ بقيّة الإخوة سينسحبون ويبقى النِّقاشُ بيني وبينكَ عزيزي فلا مانِع عندي من ذلك، وإن شئتَ المواصَلة على ما ذكَره الإخوة، فأيضاً لا مانِـع أيها المجاهِـد، ونحن في خدمتكُم، ولنرَ شروطكُم التي تودّون الالتزام بِها، معَ أنني لا أحبِّذ أن يكونَ النِّقاش رسمياً، لأنني لستُ بأهلِ علمٍ عندَ مذهبِ التشيّع، فلستُ بمستوى أستطيعُ فيه تمثيلهم، لكِـن بالله عزّ وجلّ الاستعانة وبأهلِ البيت (ع) التوسُّل، أرحِّبُ بالحوارِ معكم لنصِل إلى النتيجة الصحيحة، والله على كل شيءٍ شهيد.


أنا مستعدٌ لأواصِل إلى حيثُ أعلَم،،،


.

Saleen S281 غير متصل قديم 14-06-2006 , 03:26 PM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#63  

Saleen S281
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته...

أشكر لك حديثك ، وأنا موافق على ما قلته بخصوص حدود علمك....

إذا سمح الإخوة ووافقوا بإخلاء الساحة لي لمحاورتك فسوف أتقدم...

وإذا لم يسمحوا فلا....

ولن أكمل ما بدأوه ، فلي أسلوبي في المحاورة ولي طريقتي.... :rolleyes:

ما رأي الإخوة ؟

المجاهد عمر غير متصل قديم 14-06-2006 , 07:27 PM    الرد مع إقتباس
أبوعبيدة أبوعبيدة غير متصل    
كاتب فعال الكويت  
المشاركات: 1,055
#65  

شكرا للاخ علي بابا على هذه المشاركة الوجيزة الجميلة المفيدة باذن الله

ونامل ان يهدي الله بها عباده

أبوعبيدة غير متصل قديم 16-06-2006 , 05:39 PM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#66  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الآن يا Saleen S281 ....

يبدو أن لا أحد في الساحة غيري وغيرك... :think:

هل تقبل أن نبدأ المحاورة ؟

بإنتظارك...!

المجاهد عمر غير متصل قديم 17-06-2006 , 01:13 AM    الرد مع إقتباس
Saleen S281 Saleen S281 غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 68
#67  

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

أنا مستعدٌ كما ذكرتُ لكُـم، فلنبدأ المناظَرةَ على بَرَكَـةِ الله عزَّ وجلَّ، ولنرَ شروطَكم لنتَّفِقَ عليها بإذنِ الله تعالى.

Saleen S281 غير متصل قديم 17-06-2006 , 08:15 AM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#68  

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وأصحابه وزوجاته الكرام البررة،،،

اللهم ارض عن الأربعة الخلفاء ، السادة الحنفاء ، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعنا معهم بمنك وعفوك يا ‏أرحم الراحمين...‏

‏"قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ" ‏

Saleen S281

بدايةً أقول...‏

إن الهدف من هذه المحاورة هو بيان الحق واتباعه ، منا أو منكم ، مع عدم إغفال أصول الحوار وآدابه ، والتي ‏تقوم أسسها على احترام المحاورين لبعضهما البعض ، ويتضمن ذلك أيضًا احترام أعلام ومشايخ الفريقين .‏

ويجب أن تضع في الاعتبار أنني لم آتِ هنا لأكون مدافعًا ، فتقوم أنت بإلقاء الشبه على مذهبنا وأقوم أنا بردها ، ‏بل نحن أيضًا لدينا بعض الأمور التي نحتج بها عليكم معشر الشيعة .‏

لذا ، قبل بدء المحاورة ، هناك عدة شروط ينبغي لنا الاتفاق عليها :‏

‏(1) الاحترام التام للمشايخ والعلماء وطلبة العلم ، وأعلام المذهبين بشكلٍ عام .‏

‏(2) عدم التعرض للصحابة أو آل البيت بمن فيهم زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين بالسب أو ‏العيب أو النقص أو اللمز .‏

‏(3) ينبغي على كل محاور بيان مذهبه ، ومشايخه الذين يأخذ عنهم .‏

‏(4) تعطى الفرصة للمحاور في طرح نقطة نقاش وبعد الانتهاء منها تعطى الفرصة للمحاور الآخر لطرح نقطة ‏للنقاش وهكذا تباعًا .‏

‏(5) أي نقطة تذكر ينبغي لقائلها دعم أقواله عن طريق ذكر الدليل الصحيح عليها من المذهب المقابل ، وذلك ‏بعزو الدليل إلى الكتاب ، ورقم الصفحة ، واسم المؤلف ، مع ذكر العبارة نصًا .‏

‏(6) عند الاحتجاج بأن دليل المحاور المقابل ضعيف فيجب إثبات ضعفه من خلال نقل أقوال العلماء فيه ، ‏والعكس صحيح .‏

‏(7) آلية الانتقال من نقطة إلى أخرى ، تتم حينما يخرج كل متحاور ما في جعبته ، ولا يكون هناك دليلٌ راجح ، ‏حينئذٍ يتم الانتقال لنقطة أخرى وترك الحكم على النقطة السابقة للمتابعين .‏

‏(8) عدم الاتيان بالدليل ، أو الانسحاب من مناقشة نقطةٍ ما يعطي أحقية الغلبة للمحاور الآخر .‏


هذه شروطي فهل تقبلها ؟

المجاهد عمر غير متصل قديم 17-06-2006 , 09:59 PM    الرد مع إقتباس
Saleen S281 Saleen S281 غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 68
#69  

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ للهِ رب العالمين، والصلاة والسلاة على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين وعلى أصحابِـه المنتجبين، واللعنُ الدّائم على أعدائهم أجمعين.

اللهمَّ أخرِجْنا من ظلمات الوهم ونوّر قلوبنا بنورِ الفهم والعِلم، فبكَ توسَّلْنا وإليكَ لُذنا، فأرِنا طريقَ الحقِّ حقاً وجنّبنا طريق الباطِل، واجلعنا من عبادكَ الذين يستمونَ القولَ فيتَّبِعونَ أحسنه، برحمتكَ يا أرحم الرَّاحمين.


قبلَ الشّروع أنوّه إلى نقطةٍ مهمّة، قد لا تكونُ واضحةً إلى الأخ المحاوِر المجاهِـد عُمَر، ألا وهِي:
لستُ أنا مَن طلَبَ الحِوار والمُناقَشَـة، ولَـم آتِ هُنا للبحثِ عَن المَذهبِ بجميعِ تفريعاتِـه، القضيّة فقَط مقتصِرة على ما كانَ في كتابِ المدرسةِ، حيثُ حُكِمَ فيهِ بالشّركِ على مَن يتوسَّل إلى الله بعبدٍ مِن الصّالحين والتبرُّك بهِم وبقبورهم، وهُو ما أردْنا الخوضَ فيه، ولستُ هُنا لأخوضَ في جميعِ تفاصيلِ المَذهب، وليسَ لديَّ الوقتُ لمثلِ هذا البحثِ والطَّرح، ولو شئتُم البحثَ المفصَّل من الألِف إلى الياء فعودوا فيهِ إلى أهلِ العِلم مِن المذهَب، فأرجُو التَّدقيق على هذه النقطة.

أمّا الشروط التي ذكَرتَها أخي فإليكُم تفصيلُها:
إقتباس:
1) الاحترام التام للمشايخ والعلماء وطلبة العلم ، وأعلام المذهبين بشكلٍ عام .‏

وسنتمَسَّك بذلكَ قطعاً، لكِـن لا بمعنى عدَم الرَّد على كلِماتِهم بصورة علميّة، ومناقشتهم، بَل بمعنى عدمِ السب والشتم وإلقاءِ التُّهم التي تؤدّي إلى الفِتَن الطائفية.

إقتباس:
(2) عدم التعرض للصحابة أو آل البيت بمن فيهم زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين بالسب أو ‏العيب أو النقص أو اللمز .

بالنِّسبة لهذه النُّقطة، فاعلَم -بعدَ ما رأيتُه من حديثِ الشّروع- أننا لن نبحَثَ في مواضيعَ تتعرَّض إلى الصحابة وزوجات النّبيّ (ص)، ولَن نذكُرَ أسماءَ أيّ شخصيةٍ من الصحابة بالسوء والسب والشتمِ سيّما أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة، حيثُ أنَّ طرحَ الشبهة دونَ الخوضَ فيهِ ليسَ من شأنِ الإنسانِ المحترم.
أمّا لو أردتُم الاستشكال على اللعنِ الوارِد في مقدّمة الحديث، فذلكَ ما لا نَترُكُـه، ولا تتقصدوا بِـهِ أشخاصاً معينين، بَل اتركوه على عموميّتِـه الشامِلة لكلّ أعداءِ أهل البيت (ع)، ومَن لم يكُن عدواً لا تشملوه في الكلامِ.

إقتباس:
(3) ينبغي على كل محاور بيان مذهبه ، ومشايخه الذين يأخذ عنهم .

مذهبي: إماميٌ جعفري اثنى عشري، شيوخُ طائفتي مراجِعي والأصحاب كالصدوق والشيخ الطوسي وأمثالُهم -رحمَ الله الماضينَ منهم وحفظ الباقين-، ولا تنسَ أيها الأخ المحاوَر أنَّ المشايِخ نعودُ إليهِم في الفقهِ لا العقيدة، هذا مِن بابِ العِلم لا أكثَر، ولا يعني أنكَ لن تستطيع الاستدلال بكلامِـهم، فكلامُهم هو الموضّح للعقيدة.

إقتباس:
‏(4) تعطى الفرصة للمحاور في طرح نقطة نقاش وبعد الانتهاء منها تعطى الفرصة للمحاور الآخر لطرح نقطة ‏للنقاش وهكذا تباعًا .‏

لو كنتَ تقصِد النّقاط الفرعيّة ضمنَ موضوع التوسّل والتبرّك، فلا مانعَ منه، أمّا لو كنتَ تقصِـد المواضيع العامّة، أي ننتقِل من نقطة في التوسّل إلى نقطة في الإمامة ثمّ إلى نقطة أخرى في زيارة القبور، فذلكَ ما ذكرتُ أعلاهُ لَم يكُن المطروح في بادئ القضيّة، ولم آتِ هُنا -كما ذكرتُ- إلا لدعوة الأخ محمد للمُناقَشة في موضوع التوسُّل الوارِد في الكتاب لا أكثَر ولا أقل.

إقتباس:
‏(5) أي نقطة تذكر ينبغي لقائلها دعم أقواله عن طريق ذكر الدليل الصحيح عليها من المذهب المقابل ، وذلك ‏بعزو الدليل إلى الكتاب ، ورقم الصفحة ، واسم المؤلف ، مع ذكر العبارة نصًا .‏

ولا نختلِف في ذلكَ.

إقتباس:
(6) عند الاحتجاج بأن دليل المحاور المقابل ضعيف فيجب إثبات ضعفه من خلال نقل أقوال العلماء فيه ، ‏والعكس صحيح .

وهذا بلا خلافٍ فيه يذكر.

إقتباس:
‏(7) آلية الانتقال من نقطة إلى أخرى ، تتم حينما يخرج كل متحاور ما في جعبته ، ولا يكون هناك دليلٌ راجح ، ‏حينئذٍ يتم الانتقال لنقطة أخرى وترك الحكم على النقطة السابقة للمتابعين .‏

وهذا أيضاً لا خلافَ فيهِ، لكِـن لو كانت النقطة نقطةً أصليّة أو كانَ الانتقال مِن باب التهرّب، فليسَ مِن الصحيح هذا الفِعْل.

إقتباس:
‏(8) عدم الاتيان بالدليل ، أو الانسحاب من مناقشة نقطةٍ ما يعطي أحقية الغلبة للمحاور الآخر .

وهذا صحيحٌ بِلا خلافٍ فيهِ يُذكَر، لكِـن لو تأخَّر شخصٌ في الرَّد لا ينبغي الاتّهام بالهروب إلا بثبوت ذلكَ.


وأنا لديَّ شرطٌ آخر أضيفه هنا:
(9) عدم النَّسخ واللصقِ التامّ لأقوال علمائكم كما فعَل الإخوة، حيثُ أمطرونا بالروابِط التي لا تنصبُّ في محورٍ الجوابُ على السؤال، وهِيَ روابِط عامّة لا مختصّة بموضِـع البحث.


فهَل هناكَ أيّ اعتراضٍ على ذلكَ؟

Saleen S281 غير متصل قديم 18-06-2006 , 08:54 AM    الرد مع إقتباس
محب الشيخ العثيمين محب الشيخ العثيمين غير متصل    
عضو فائق النشاط  
المشاركات: 1,403
#70  

أخي الحبيب المجاهد عمر !!


حياك الله يا أخي العزيز

والله لقد سررت بعودتك ورؤية مشاركاتك في منتداك


وأنا كنت أنوي أن أرد عليه ردا تفصيليا بعد عودتي من السفر ( لأنني طوال الفترة الماضية كنت مسافرا وكنت أعلق بسرعة بحسب ما يتيسر لي في الخارج )


ولكن .... بما أنني عدت ووجدت أخي الحبيب المجاهد عمر قد شاركنا هذا الحوار , فسأفسح له المجال للحوار ’ فهذا منتداه أصلا ’

سائلا المولى عز وجل أن يجري الحق على ما تسطره أنامله


=======

ويا الهاشمي أنا لم أمطرك ( كما تزعم ) بنصوص علمائنا التي لا تنصبُّ في محورٍ الجوابُ على السؤال، وهِيَ ( كما تزعم أيضا ) روابِط عامّة غير مختصّة بموضِـع البحث. !!

بل إن هذه النصوص منصبة على ما أوردته أنت من شبهات واهية ... وفيها تفنيد لتلك الشبهات . ولم تستطع أن ترد عليها ... ولم ترد كذلك على ما أوردته أنا على كلامك ( مثل كلامي عن الشفاعة وأنها غير مطلقة , وأن اجابة دعاء الرسول واستغفاره ليس بلازم )


فأنت ترد على ما تريد وتترك ما تريد !!


أتمنى أن تجيب على كل الاعتراضات والنقاط التي سيوردها أخونا الحبيب المجاهد عمر

............. إن استطعت !


ولا تفعل كما فعلت معي ( إذا كنت تريد الحق بصدق )

علما بأنني أظن بأن المجاهد عمر له طريقته في الحوار ( كما ذكر ) , ولن يتركك تحيد عن الجواب كما فعلت من قبل

بالإضافة إلى أنه لن يكون في عجلة من أمره , و ان شاء الله لن يسافر قبل أن يتم الحوار معك

محب الشيخ العثيمين غير متصل قديم 19-06-2006 , 03:23 AM    الرد مع إقتباس
Saleen S281 Saleen S281 غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 68
#71  

عزيزي محبّ الشيخ العثيمين!
لَـم أتوقَّـع مِنكم هذا الكلام بعدَ أن بيَّنتُ لكُـم أكثَر مِـن مرة أينَ هِيَ نقطة البحث التي نرتكِـز عليها، فأسئلتي كانَـت عنِ التوسَّل وهَـل هُو شركٌ أساساً أم لا، وهَـل هُو دعاءٌ غيرُ مباشرٍ أم لا، سواءً كانَ المتوسَّل بِه حياً أو ميتاً، فلَـن يفرُقَ ذلكَ في شيءٍ، حتّى أوصلتموني إلى نقطةِ شبهتمونا بالوثنيين الذين كانوا يعبدونَ الأصنام، ويقولون إنها وسيلتُـنا إلى الله عزَّ وجلَّ، فبيَّنّا حقيقة العبادة حتّى نطبِّقَـه في الموردين.

على كلِّ حال، ننتظُـر الأخ المجاهِـد عُمـر لنبدأ على بركةِ الله، ولا أنسى أن أشكُرَ بقيّة الإخوة الأعزاء وخصوصاً محب الشيخ العثيمين على تحمّله عناءَ ما سبقَ، وإن شاءَ الله في ميزانِ حسناتكُم.

Saleen S281 غير متصل قديم 19-06-2006 , 08:09 AM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#72  

أخي محب الشيخ العثيمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،

جزاك الله خيرًا على الترحيب ، وعودتي – مؤقتة – لغرض الذب عن دين الله ، وتصحيح بعض العقائد الذي لن يكون إلا بتوفيقٍ من الله ، وأعتقد بأن الغرض الذي تحدثت عنه ، هو غرضٌ نبيل ، أسمى من أي خلافات مع القائمين على الموقع ، لأنني كما قلت سابقًا توقفت بسبب قناعات لا أنوي التراجع عنها مطلقًا .

جزاك الله خيرًا على حسن الظن بنا ، وما نحنُ بأهل لذلك .


المجاهد عمر

المجاهد عمر غير متصل قديم 19-06-2006 , 10:14 AM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#73  

الهاشمي
السلام عليكم...

لا عليك ، فكلنا نلعن أعداء آل البيت ، ونلعن من يكذب باسم أهل البيت كذلك ، فإن محبة أهل البيت عندنا من محبة الرسول صلى الله عليه وسلم .

بالنسبة لمن طلب المحاورة ، فلست أنا من طلبها ، وإن طلبها أحدٌ قبلي فلا أظن الأمر مرتبطٌ بي . ولكن لا بأس أن نحصر النقاش في مسألة التوسل عند الفريقين (سنة وشيعة) ، شرط ألا نتعداها (أنا وأنت) لنقطةٍ أخرى ، بل نركز النقاش حولها.

وهناك ملاحظة مني على قولك بأنك لا ترجع للمشايخ في العقيدة ، بل في الفقهيات فقط ، ولا أعلم من الذي يقول بهذا القول الغريب ؟؟

إجمالاً...

أوافق على ما ذكرت ، وكذلك الشرط الذي أضفته أنت ، عدا ما نوهت عنه في ردي هذا ، وصدقني يا الهاشمي إن كنا سنبدأ بحسن نية ، وتطلعٍ للحق ولا شيء غيره ، دون وجود أي رواسب نفسية خلفتها أحداثٌ سابقة فسيعيننا الله ، بإذنه سبحانه .


إن قبلت ما قلت ، فعلى بركة الله نبدأ .


المجاهد عمر

المجاهد عمر غير متصل قديم 19-06-2006 , 10:17 AM    الرد مع إقتباس
Saleen S281 Saleen S281 غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 68
#74  

عزيزي الكريمِ المجاهِـد عُمَر!
بالنّسبةِ للعودةِ إلى المشايِـخ في الفقهِ وعدم العودةِ لهُم في العقيدةِ، لا بمعنى عدم الرّجوع إليهِم مطلقاً، بَل بمعنى عدم كفائيّة التقليد فيهِ، بَل يجِب الاعتقادُ الشَّخصيّ بالعقائِـد والاستدلال عليها إجمالاً لا تفصيلاً.

على العُمومُ، لا يهمُّ هذا الكلامُ كثيراً لأنَّه لن يؤثِّر، حيثُ لم ننفِ الاستدلال بكتب الأعلام.


وطبعاً تنويهُكَ في محلّه، فكلينا -إن شاءَ الله- سنبقى في نفسِ المِحورِ وهُو بحثُ التوسُّل، واللهُ الموفِّق للصواب مَن يشاءُ مِن عباده.


إن لَم يكُن لديكَ أيّ مانِـعٍ سأبدأُ بالسُّؤالِ التّالي:
هَل ترى أنَّ الذي يتوسَّلُ بالأمواتِ مشركٌ شركاً أكبرَ؟ وما الدَّليلُ على كونِ ذلكَ شركاً؟


...

Saleen S281 غير متصل قديم 19-06-2006 , 12:08 PM    الرد مع إقتباس
المجاهد عمر المجاهد عمر غير متصل    
مبدع جزيرة العرب  
المشاركات: 2,821
#75  

إقتباس:
إن لَم يكُن لديكَ أيّ مانِـعٍ سأبدأُ بالسُّؤالِ التّالي:
هَل ترى أنَّ الذي يتوسَّلُ بالأمواتِ مشركٌ شركاً أكبرَ؟ وما الدَّليلُ على كونِ ذلكَ شركاً؟


نعم عندي مانع...

أريد أن أبدأ أنا أولاً...

لأنني أريد أن أقتنع أن التوسل بالأموات من صالحي البشر ، والرسل جائز ....

عندي سؤالين لو تكرمت :

(1) هل هناك آية "صريحة" في كتاب الله تبيح هذا الأمر ؟ إذا كانت الإجابة بنعم فأرجو منك ذكرها ، مع الشرح من أحد أئمة التفسير لديكم .

(2) هل يوجد نص "صريح" عن الأئمة عليهم السلام يبيح هذا الأمر ؟ إن كانت الإجابة بنعم فالرجاء وضع نص واحد فقط لنناقشه ثم ننتقل للنصوص الأخرى إن كانت متوفرة لديك ، بشرط أن تضع لي
سند الرواية (رواه فلان عن فلان) ، مع ذكر نصها ، والمصدر كاملاً .


بانتظارك...

المجاهد عمر غير متصل قديم 20-06-2006 , 04:26 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع
صفحة 3 من 4 < 1 2 3 4 >


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.