العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > وليام بليك
المشاركة في الموضوع
زهرة الكركديه زهرة الكركديه غير متصل    
مشرفة سوالف الاصدقاء `•.¸¸.•¯`••._.• أفتــــــــــــــخر بالإمارات`•.¸¸.•¯`••._.•  
المشاركات: 4,761
#1  
وليام بليك
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مساء الخير و صباح الخير " علشان لي يدخلون في أوقات مختلفة "

المهم
في الحقيقة عالم النت عالم جميل وممتع وفيه الكثير والعجيب وهو بحر عميق ومذهل وغامض ورحب وواسع من المعلومات ألا محدودة .
يعني بالمختصر المفيد إذا كنت ترغب بمعرفة معلومة أو البحث عن موضوع معين فما عليك سوى الولوج إلى عالم النت.

لكني شخصيا أحب قراءة الكتب والمجلات والجرائد وذلك لأن القراءة من الكتاب متعة لا تضاهيها متعة وتصفح الجريدة والتعارك مع اوراقها العصية على الإنقلاب في بعض الأحيان يشعرك بالإندفاع والتصميم على قراءة المقالات والمواضيع
هو نوع من التحدي المسل بينك وبين الورق

" مثلا هل تستطيع تصفح النت وانته منسدح " !
حتى لو كان عندك لاب توب ..............من المعروف طبيا وعالميا أن النت مرهق جسديا .


ندخل في صلب الموضوع

بتكلم عن جريدة البيان
بالأخص عن ملحق أسبوعي ينزل يوم الإثنين بعنوان " الكتب "
وهذا الملحق صراحة جدا مشوق وممتع " ووايد يعجبنى " فهو يخبرك عن آخر الإصدارات الأدبية
ويعطيك معلومات عن كتابها ومترجميها وكل ما يتعلق بها .


هذا الاسبوع قرأت في " الكتب "
عن شخصية مثيرة للعجب والدهشة هي " وليام بليك "




مؤلفة هذا الكتاب هي الباحثة الإنجليزية والناقدة جودي كوكس. وهي تقدم هنا كتابا ممتعا عن حياة ويليام بليك وأعماله.




وتقول منذ البداية بما معناه: ولد ويليام بليك في لندن عام 1757 وفيما مات عن عمر يناهز السبعين عام 1827. وكان أول شاعر رومانطيقي في انجلترا: أي قبل ووردزورث وكوليردج


طبعا أصبت بالفضول لمعرفة من هو كوليردج
بحثت في النت عنه وخرجت لكم بهذه الصورة وهو بعد في ريعان شبابه

Samuel Taylor Coleridge


وبحثت أيضا عن ووردزورث ووجدت هذه الصورة له :


ويليام وردزورث

والآن نعود لويليام بليك
ولد في عائلة فقيرة في لندن وظل فقيرا طيلة حياته كلها دون أن يشتكي من ذلك أو يبحث عن الثروة والجاه والغنى كما يفعل معظم الكتاب والمثقفين. ولم يسافر خارج بلاده أبدا، ولم تكن له عشيقات وإنما ظل مخلصا لامرأة واحدة هي زوجته. وكانت أمية لا تعرف القراءة والكتابة فعلمها ذلك بعد زواجهما. وعلى الرغم من أنها كانت عاجزة عن فهمه أو مشاركته لرؤاه العبقرية أو الجنونية إلا أنها أصبحت مساعدته المخلصة.


ولكن إذا كان بليك قد تعود على هذه البساطة والفقر في حياته فإنه كان يشكو من الوحدة والعزلة. فقد كان يكتب ويرسم دون أن يهتم به أحد. وهذا أمر صعب جدا بالنسبة للمبدعين والخلاقين. فهم يحبون أن يعترف الآخرون بهم وبإنجازاتهم. وكان الناس عموما يعتبرونه مجنونا لا أكثر ولا أقل. وبالتالي فمن الذي سيهتم بشخص مجنون؟ ألم يكن يقول بأنه في حوار دائم مع الأنبياء، والملائكة، والمسيح، والله نفسه؟ أما كانوا يرونه أحيانا يمشي في الشوارع وهو يتحدث بصوت عال مع نفسه؟ كان يتحدث مع أشخاص غير مرئيين وكأنهم أشخاص حقيقيون من لحم ودم.


والشيء الذي زاد من تفاقم الوضع هو أنه كان يحتقر العادات والتقاليد السائدة. ولم يكن يقيم وزنا للمؤسسات الاجتماعية والدينية. وكيف يمكن لانجلترا المحافظة أن تقبل شخصا يقول هذه العبارة: من جملة القوانين صنعوا السجون، ومن لحم الدين صنعوا المواخير. ثم تردف المؤلفة قائلة:عندما مات بليك المجنون في لندن عام 1827 كان مجهولا تقريبا من قبل معاصريه. ما كان أحد يعرف قيمته ولا وزنه في تاريخ الفكر والآداب الانجليزية ولكنه راح يلتحق بعالم رؤاه وخيالاته وكأنه قديس. كان واثقا من نفسه وليس خائفا على مستقبله.


كان ويليام يعرف ماذا فعل وماذا قدم للانجليز والبشرية في آن معا. وكان يعرف أن دوره سيجيء عاجلا أو آجلا وسيكتشف الناس حقيقته بعد مماته بعد أن تجاهلوه أو أنكروه في حياته. فقد خلّف وراءه كتبا رائعة، كتبا مليئة برسومه وتصاويره الجميلة. وبدون أن تعرف انجلترا والبشرية كلها فإنهما فقدتا بموته أحد كبار المفكرين والشعراء. وهذا ما ستكتشفه الأجيال التالية. والواقع أننا لا نستطيع أن نفهم أصل الفكر الحديث من ساد إلى كافكا إذا لم نأخذ أعماله بعين الاعتبار. لقد كان ويليام بليك رائيا لا مجنونا، لقد كان سابقا على عصره ولذلك لم يفهموه بل وراحوا يسخرون منه.


كان هذا الكاتب والفنان الكبير رجلا قصير القامة برأس ضخمة وعينين مزهوتين. وكان طيلة حياته يفضل مصاحبة الأطفال على معاشرة الكبار، وكان من الطليعيين العباقرة. وقد سبق نيتشه إلى تصحيح القيم الأخلاقية بعد أن نقد بشكل راديكالي العادات والأعراف التقليدية السائدة. وقد جعل من حياته كلها فصلا من فصول الجحيم قبل رامبو بزمن طويل. وقبل أن يظهر السورياليون على سطح الأرض بعدة قرون راح يهرب من عالم الواقع ويتعلق بعالم الرؤى والأحلام.


لقد عرف ويليام بليك قبل بيرغسون وبروست وجويس أن الانبعاث العفوي للذاكرة العميقة يتيح لنا أن ننتصر على الزمن ونتصل بالأبدية المتواصلة للكينونة. يضاف إلى ذلك أنه كان شاعرا ملتزما، أي منخرطا في هموم عصره وقضاياه. فقد انفجر بالحقيقة حتى ولو كانت خطرة جدا، حتى ولو كلفه ذلك غاليا. لقد قال لهم: الأطفال يموتون من الجوع في لندن والكهنة يرتلون الأناشيد الدينية في الكنائس وكأن شيئا لم يكن.


أهذا هو الدين؟ أهذا ما أمرنا به يسوع المسيح؟ ألم يقل لنا بأن نشفق على الفقراء والضعفاء والمحتاجين؟ ثم تردف المؤلفة قائلة: نعم لقد تمرد ويليام بليك على القيم الزائفة لمجتمعه وعصره. لقد تمرد على كلا الصعيدين الفلسفي والديني. وأكبر دليل على ذلك اعترافه هو شخصيا بالمسألة. ألم يقل بأن طريق الانتفاضة الزائدة عن الحد يؤدي إلى قصر الحكمة؟ المقصود إلى ذروة الحكمة.


يقول الشاعر هذه الأبيات التي تدل على شخصيته أكثر من أي شيء آخر: «لا أريد أن أستخدم أسلوب المنطق والحجج والمقارنات. فعملي يتمثل بالإبداع والخلق ليس إلا». إني أرفض المحاجات العقلانية الناشفة. إني أطرح من الشعر كل ما ليس إلهاما عفويا صادرا من الأعماق، وذلك لكيلا يستهزئوا به أكثر مما فعلوا حتى الآن عن طريق اتهامه بالجنون.


كل ويليام بليك موجود في هذه الأبيات، وكل فلسفته في الحياة أيضا. لقد كان يعرف أنه رؤيوي ملهم ينتمي إلى طبقة العباقرة لا الناس العاديين. كان ويليام بليك يقول باستمرار بأن كتاباته تملى عليه من قبل الملائكة والقديسين والمسيح والله نفسه شخصيا. وقد وصل به الأمر إلى حد أنه كتب في إنجيله الخالد ما يلي: عندما مات اليسوع كنت إلى جانبه!


ولذلك شكّوا بقواه العقلية وقالوا بأنه مجنون. والواقع أنه لم يكن مجنونا إلا في نظر الأغبياء. فالرجل كان يرى الله في كل مكان وليس فقط في الكنيسة محبوسا بين أربعة جدران. كان بليك فيلسوفا حرا وشاعرا ملهما وكفى. والواقع أنه عاش في عصر مكبوت جدا بسبب سيطرة الكنيسة المسيحية ورجال الدين على العقول. ولذلك فإنه انتفض ضدهم وأعلن ثورته العارمة عليهم. ويبدو أن العديد من معاصريه كانوا يشاطرونه نفس مشاعر التمرد ضد الأخلاق القمعية السائدة، وبخاصة المحرمات أو التابوات الجنسية.


فانجلترا آنذاك كانت محافظة جدا من هذه الناحية على غرار المجتمعات التقليدية المحكومة من قبل الخوارنة والقساوسة والمطارنة. وعندما كان كتّاب ذلك العصر يهاجمون الأخلاق بشكل عام فإنهم كانوا يقصدون الأخلاق القمعية الخاصة بالجنس على وجه التحديد. لم تكن أوروبا قد تحررت بعدئذ من أغلال الماضي وقيوده. ولذلك فإن ويليام بليك اتخذ مواقف مضادة للكنيسة عندما قال بأن المتعة هي مصدر الحياة وليس العفة أو الابتعاد عن الشهوات.ثم تواصل المؤلفة حديثها قائلة:


إن سيرة حياة ويليام بليك عادية جدا ولا تحتوي على أية أحداث استثنائية. فوالداه كانا من أصل متواضع، وقد أنجبت أمة خمسة أطفال كان بليك هو الثاني من بينهم. وأبوه كان تاجر خردوات في أحد شوارع لندن الشعبية الفقيرة.


وكانت العائلة متدينة جدا كمعظم أناس ذلك الزمان. فالكتاب المقدس كان يحتل مكانة كبيرة، والجميع يتلونه بين وقت وآخر. ومنذ الطفولة ابتدأ ويليام بليك بقراءته مرارا وتكرارا. ومنذ البداية كان شاعرنا المقبل طفلا غريب الأطوار. فعندما كان في الثامنة من عمره قال لإخوته بأنه رأى شجرة جميلة مليئة بالملائكة تماما كالعصافير! وعندئذ ضربه والده كفا على وجهه لكي يسكت ولا يعود إلى رواية هذه الحماقات. ولكن الضرب لم يجعله يتراجع عن مواقفه. فقد زعم أنه رأى ذلك على الشجرة، وهو لا يقول إلا ما رآه.


وفي إحدى المرات قال بأنه رأى النبي زكريا جالسا تحت شجرة. وعندئذ ضربه والده مرة أخرى. ولكنه لم يتراجع عما قاله. ثم كف والده عن ضربه بعد أن مل من العملية. وأخذ الجميع يسخرون منه ومن رؤاه الخيالية أو الجنونية هذه. ولكن السخرية لم تردعه عن رواية أحلامه، مثلما لم يردعه الضرب. فهو شخص غير عادي، شخص يرى ما لا يراه الآخرون. هذا كل ما في الأمر لا أكثر ولا أقل. وعندما كانت عائلته هي التي تسخر منه كان يسكت على مضض. ولكن عندما كان الآخرون في الشارع هم الذين يسخرون منه كان يشتبك معهم بالأيدي. ولم يكن جبانا أبدا. كان يعطي الضربات مثلما يتلقاها وأكثر.


ثم تردف المؤلفة قائلة: وفي السادسة من عمره شعر والده بأن عنده مواهب فنية فوضعه في مدرسة لتعليم الفنون. ولاحظ بعدئذ أنه اختار الحفر أو النقش لا الرسم. وسعد والده لأن هذا الطفل المجنون قليلا وجد طريقه في الحياة. ولكنه أصيب بخيبة أمل بعدئذ عندما سمع بأنه ينظم الشعر! ووبخه وعنفه قائلا: الشعر لا يطعم الخبز يا ابني، ما لنا وما للشعر؟ ثم حصلت له قصة عجيبة أذهلت كل مقربيه.


فقد سعى والده لتقديمه إلى الرسام الشهير «رايلند» الذي كان مقربا جدا من الملك ويحل ويربط كما يقال في الأوساط الفنية. فقصد بذلك أنه كان نافذا جدا ويستطيع أن يفتح لك الأبواب إذا أراد أو يغلقها كليا في وجهك. ولكن عندما قدمه والده لهذا الشخص المهم سرعان ما أصيب الطفل بالرعب وهرب من المقابلة وأعطى ساقيه للريح. ودهش والده جدا من هذا التصرف، ولم يعرف السبب. فركض وراءه لكي يلحق به.


وعندما وصل إليه سأله عن سر تصرفه الغريب هذا. فأجابه: هذا الشخص يلبس عقدا حول رقبته. وسوف يُشنق يوما ما! فجن جنون والده ولم يكد يصدق ما سمعه. وقال بينه وبين نفسه: حقا إن ابني مريض، إنه مجنون صوفي ولا أستطيع أن أفعل شيئا له. ولكن هل نعلم أن نبوءته تحققت وأن هذا الرسام الشهير قد شنق بالفعل بعد اثني عشر عاما من ذلك التاريخ أن الملك اتهمه بإهدار المال العام أو استخدامه لمصلحته الشخصية. نعم لقد تحققت نبوءة ويليام بليك.


فهل كان يتمتع بقدرات خارقة للعادة يا ترى؟ وأخيرا يمكن القول بأن هذا الطفل الغريب الأطوار والذي سبب الكثير من القلق والمخاوف لوالده كان بالفعل عبقريا يرى ما لا يراه الآخرون. لقد كان يتمتع بمواهب خارقة للطبيعة. وقد عبر عن أحاسيسه شعرا ونثرا وتأثر بالكبار من أمثال: شكسبير، ميلتون، جان جاك روسو، فولتير.




الموضوع طويل لكن ممتع

زهرة الكركديه غير متصل قديم 28-02-2006 , 04:09 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.