العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > سوالف الأدب والثقافة > قسم الكـــــــــــتـــــاب > أجمل ديوان شعر ......
المشاركة في الموضوع
أبو يحى أبو يحى غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 361
#1  
أجمل ديوان شعر ......
قي قصيدة جميلة
يفسر الشاعر السلوك الغريب للمحبوب
بأنه أصبح يقرأ الشعر وهو ليس متأكدا ً ، يظن ذلك ...

أبو تمام في بيته الشهير :

نسيت
وقفوا خلوني أتذكر اللهم صلي على محمد ..

ولولا خلال سنها الشعر مادرى
بناة المعالي كيف تؤتى المكارم

الشاعر مثل الصياد متربصا ً
والقصيدة متل غزالة نافرة .
ولذلك سموا الأبيات المتفردة << الشوارد >> و << الأوابد >> .

في مسرحية هاملت لشكسبير
أراد أحدهم أن يشتم شخصا ً ما
قال عنه : إنه رجل لا يحب قراءة الشعر ...

ولأنه عصفور يغني
الشاعر يرفض أن يدخل القفص..
ويرفض أي دور آخر ......

لادور للشعراء إلا
أنهم
قد اشعلوا الفانوس
كي يخرجوا الكلمات
نحو شموسها
من عتمة القاموس.

منذ الصغر تسمع الجميع المتنبي.. المتنبي .... المتنبي
تبدأ معه رحلتك إلى مملكة الشعر ولا تنتهي هذه الرحلة الجميلة ...
مع الأيام والسنين نكتشف أسماء آخرى...
تتعصب لشاعر معين ثم تنساه عندما يدهشك شاعر آخر ...


تعالوا نكتشف أسماء جديدة ...
أي كتاب << ديوان شعر >> قرأته ثم قلت: إن من الشعر لحكمة ...
أو أشتريت نسخة ثانية وأهديتها لإنسان تحبه ..
أو ذهبت تسهر الليل مثل عاشق يقطف النجوم يحسبها عناقيد عنب ..
أو دخلت في كوما و سافرت مع الأطياف الراعشة .....

هل تتذكر رحلتك مع الشعر خلال السنوات الماضية ؟؟


أنتظر إبداعاتكم ...........................................






نبض أخير ::
مَنْ يمنحني الليلةَ..
أقلاماً
أشواقاً
أوراقاً
كي أصبحَ شاعر؟
- الشعرُ.. سلاحُ الفقراءِ..

أبو يحى غير متصل قديم 23-08-2004 , 03:00 AM    الرد مع إقتباس
أندلسي أندلسي غير متصل    
عضو نشيط الكويت  
المشاركات: 135
#2  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


شكر اخي aboasim على هذا الموضوع وراح استعرض الدواوين التي اعجبتني.


بداية قرات العديد من الدواوين الشعرية، لكن هناك اربع دواوين تأثرت بها اكثر من غيرها.

اولا: ديوان المتنبي

وجدت في قصائد المتنبي الحكمة، والنفس التواقة لنيل اعلى المراتب لاحساسه بالتفوق على غيره من ابناء عصره، فدائما مايكون المتنبي لسان حال الجميع وهذا مايميز المتنبي عن غيره من الشعراء.

فهو القائل: ( وهذه القصيدة انشدها معاتبا سيف الدولة الحمداني قبل ان يسافر الى كافور الاخشيدي في مصر)
أنام ملء جفوني عن شواردها....ويسهر الخلق جراها ويختصم
الخيل والليل والبيداء تعرفني....والسيف والرمح والقرطاس القلم
انا الذي نظر الاعمى الى ادبي....واسمعت كلمات من به صمم
اذا ترحلت عن وقد قدروا .... ان لاتفارقهم فالراحلون هم
ان كان سركم ماقال حاسدنا....فما لجرح اذا ارضاكم ألم
بأي لفظ تقول الشعر زعنفة....تجوز عندك لاعرب ولا عجم
هذا عتابك الا انه مقة...قد ضمن الدر الا انه كلم

والاختيار من ديوان المتنبي صعب جدا فقصائده تتزاحم على الشخص عند الاختيار، واحيلكم الى ديوانه.


ثانيا: رباعيات الخيام

فهو الشاعر والفلكي والفيلسوف الفارسي، جمع عمر بن صانع الخيام في رباعياته بين الهدى والضلال،
هذه الرباعيات الذي نظمها طيلة حياته، لذلك فهي نابضة بالحياة، استودع فيها الخيام تجربته وخبراته،وايضا( شكوكه وخمرياته)، لذلك وان اتهم الخيام بالالحاد، فاننا نرى فيها الخيام بلباس ذلك الصوفي الزاهد المتعبد الذي عرف حقيقه هذه الدنيا.

مختارات من الرباعيات:

سمعت صوتا هاتفا في السحر
نادى من الغيب غفاة البشر
هبوا املؤا كأس المنى
قبل ان تفعم كأس العمر كف القدر

غدٌ بِظَهْرِ الغيب واليوم لي
وكم يخيبُ الظنُّ في المقبلِ
ولَستُ بالغافلِ حتى أرى
جمالَ دنيايَ ولا أجتلي

أفق خفيفَ الظَّل هذا السّحَر
وهاتها صرفاً ونَاغِ الوتر
فما أطاَل النّوم عمراً ولا
قصَّر في الأعمارِ طول السهَر


وكم توالى الليل بعدَ النهار

وطالَ بالأنجمِ هذا المدار
فامشِ الهوينا إنَّ هذا الثرى
مِن أعينٌ ساحرةِ الأحورار

يا تارك الخمرَ لماذا تلوم
دعني إلى ربي الغفور الرحيم
ولا تُفاخرني بهجرِ الطلى
فأنتَ جانِ في سوِاها أثيم

أطفىء لظَى القلب ببرد الشراب
فإنَّما الأيام مثلَ السحَاب
وعيشُنا طيف خيالٍ ، فَنل
حظّكَ منهُ قبلَ فوَت الشباب

أولى بهذا القلب أن يخفقا
وفي ضرامِ الحبّ أن يُحرَقا
ما أضيعَ اليوم الَّذي مَرّ بي
مِن غيرِ أن أهوى وأن أعشقا

يا عالم الأسرار علمَ اليقينْ
يا كاشف الضّرَ عن البائسينْ
يا قابل الأعذار فئنا إلى
ظلّك فأقبل توبةَ التائبينْ


ثالثا: ديوان (أمير الشعراء) أحمد شوقي

الشاعر احمد شوقي غني عن التعريف، ويعجبني في شعره انه ينتمي الى مدرسة المتنبي الشعرية، وقد امتاز شوقي بالمعارضات ويكفي ان تقرأ له معارضة قصيدة البردة للبوصيري وقصيدة مضناك الذي عارض فيها الحصري القيرواني.

مختارات من قصيدة مضناك:

مُضْنــــاك جفـــاهُ مَرْقَـــدُه ******** وبَكــــاه ورَحَّــــمَ عُـــوَّدُهُ
حــــيرانُ القلــــبِ مُعَذَّبُـــهُ ******مَقْــــروحُ الجَـــفْنِ مُســـهَّدُهُ
أَودَى حَرَقًـــــا إِلا رَمَقًـــــا ******* يُبقيــــه عليــــك وتُنْفِــــدُهُ
يســــتهوي الـــوُرْقَ تأَوُّهـــه *****ويُــــذيب الصَّخْـــرَ تَنهُّـــدُهُ
ويُنــــاجي النجـــمَ ويُتعبُـــه ****** ويُقيــــم الليــــلَ ويُقْعِـــدهُ
ويُعلّــــم كــــلَّ مُطَوَّقَــــةٍ ******* شَـــجَنًا فــي الــدَّوحِ تُــرَدِّدهُ
الحســـنُ, حَـــلَفْتُ بيُوسُـــفِهِ ****** (والسُّورَةِ) إِنـــــك مُفـــــرَدهُ
قــــد وَدَّ جمـــالَك أَو قَبَسًـــا ****** حــــوراءُ الخُـــلْدِ وأَمْـــرَدُهُ
وتمنَّــــت كــــلُّ مُقطِّعـــةٍ *******يَدَهـــا لـــو تُبْعَــثُ تَشــهدُهُ
جَحَــدَتْ عَيْنَــاك زَكِــيَّ دَمِــي ***** أَكــــذلك خـــدُّك يَجْحَـــدُهُ?
قـــد عــزَّ شُــهودِي إِذ رمَتــا ****** فأَشَــــرْتُ لخـــدِّك أُشْـــهِدُهُ
وهَممـــتُ بجـــيدِك أَشـــرِكُه ****** فـــأَبَى, واســـتكبر أَصْيَـــدُهُ
بينــي فــي الحــبِّ وبينـكَ مـا ***** لا يقــــــدرُ واشٍ يُفسِـــــدُهُ
مــا بــالُ العــاذل يفتــحُ لـي ****** بــــابَ الســـلوانِ وأوصِـــدُهُ
ويقـــولُ تكـــادُ تُجَـــنُّ بــهِ ******** فــــأقولُ وأُوشـــكُ أعْبـــدُهُ
مـــولايَ وروحــي فــي يــده ******* قـــد ضيّعهـــا ســلِمَتْ يــدُهُ
نـــاقوسُ القلـــبِ يُــدقُّ لــهُ ******* وحنايــــا الأضلِـــع معْبـــدُهُ
وبخـــالٍ كـــاد يُحَـــجُّ لــهُ ******** لـــو كـــان يُقبَّـــل أسْــودُهُ
مــا خُــنْتُ هــواكِ ولا خَـطَرَتْ ******* ســــلوى بـــالقلبِ تُـــبرِّدُهُ


رابعا: ديوان فهد العسكر
وهو شاعر كويتي ، ولد بمجتمع متدين ومحافظ وحاول بشعره ان يتمرد على العادات الخاطئة التي كانت منتشرة في مجتمع منغلق،اتهم بالكفر والفسق لانه خالف العادات السائدة في وقته ونبذة مجتمعه حتى اهله الذين احرقوا شعره!!!.
اصيب بالعمى وبدأ بشرب الخمر وادمانها، انتهى فيه المطاف الى غرفة في سوق ( واجف) كان حبيس ظلمتها ومرضه، وكان شبيها بابوالعلاء المعري (رهين المحبسين).

مختارات من قصيدة كفي الملام ( الذي يشتكي فيها من مجتمعه واهله) :

كُفي الملام وعلليني
فالشك أودى باليقين
وتناهبت كبدي الشجون ف
من يجرني من شجوني
وأمضني الداء العياء ف
من مُغيثي مَن معيني
أين التي خلقت لتهوا
ني وباتت تجتويني
أماه قد غلب الأسى
كفي الملام وعلليني
الله يا أماه فيّ
ترفقي لا تعذليني
أرهقت روحي بالعتا
ب فاسكتيه أو ذريني
أنا شاعر أنا بائس
أنا مستهام فاعذريني

سلام

أندلسي غير متصل قديم 25-08-2004 , 05:02 PM    الرد مع إقتباس
لمياء لمياء غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 691
#3  
Re: أجمل ديوان شعر ......
إقتباس:
لادور للشعراء إلا
أنهم
قد اشعلوا الفانوس
كي يخرجوا الكلمات
نحو شموسها
من عتمة القاموس.

[/B]




.. مساؤك البركة .. أيّها الأخ الفاضل ..

.. بداية .. هل الكلمات التي فوق من إنشائك ..

فإن كان كذلك .. فلتهنأ الكلمات بك .. و بارك الله لك في هذه المخيلة الجميلة ..

.. عودة للشعر ..

.. فما كل الشعر أستطيع هضمه .. و أبتعد عن من يحاول الغلو في الكلمات ..

.. إذن أنني أؤمن أن الشاعر الحقيقي - أو حتى الكاتب - هو من يستطيع أن يطوّع الكلمات البسيطة - التي تكون في متناول الجميع و لسنا بحاجة لقاموس لمعرفتها - حتى يخرج أجمل الصور ..

.. عني أنا .. أتأثر كثيراً لما يكتبه الدكتور مانع العتيبة باللغة الفصحى .. و قد قمتُ بتصميم أحد قصائده و هى عن العيد كبطاقة أرسلها أثناء الأعياد ..

.. ستجدها هنا ..

..

.. لا أذكر أنني قرأتُ ديواناً كاملا إنّما أنتقي ما أريد قراءته ..

.. أرق تحية ..

لمياء غير متصل قديم 01-09-2004 , 03:46 PM    الرد مع إقتباس
أبو يحى أبو يحى غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 361
#4  

لي عودة وتعليق على الموضوع
ووجدت كاركتير ظريف ..
هل أحد يعرف هذا الشاعر ؟

قرأت ما كتبه في الستينات والسبعينات
ولم أقترب من الثمانينات بعد ...



أبو يحى غير متصل قديم 20-09-2004 , 01:52 AM    الرد مع إقتباس
النابغة الاحسائي النابغة الاحسائي غير متصل    
عضو جديد عروس الشرقية  
المشاركات: 10
#6  


شخصيا ارى من الصعب اختيار افضل ديوان شعر قراته و لكن سأحاول ان اختار افضل ثلاثة دواوين قراتهم و هم :
1- ديوان حبيب بن اوس الطائي ( ابي تمام ):
و هو ديوان غني عن التعريف ذائع الصيت ، اما سبب اختياري له فلأنه لم ار قصيدة في ديوانه الا اعجبتني بخلاف اكثر الدواوين الاخرى التي قد تعجب بقصيدة او عدد معين من القصائد فقط .. و من بديعه قوله في مطلع القصيدة الاستثنائية التي مدحها ابن المعتز بكلامه المشهور :

ديمة سمحة القياد سكــوب
مستغيث بها الثرى المكـروب
لو سعت بقعة لاعظام اخرى
لسعى نحوها المكان الجديب

و باختصار فقصائده تتميز بالمعاني العميقة المبتكرة مع المحافظة على النبرة الموسيقية الجميلة و الكثير من المحسنات البديعية .
و نختم كلامنا عن هذا الديوان بابيات من رائيته الخالدة :

أظبية حيث استنت الكتب العفر ؟! رويدك لا يغتالك اللوم و الزجر!
اسري حذارا لم تقيدك ردة فيحسر ماء من محاسنك الهــذر
اراك غداة الامر و النهي بوة عداك الردى ما انت و النهي و الامر

2- ديوان الحسن بن هانيء ( ابو نواس ):
اولا لنستمع الى بعض المشاهير يتحدثون عن شعر ابي نواس :
* من طلب الادب فلم يرو شعر ابي نواس فليس بتام الادب .(عبد الله بن عائشة )
*اذا رايت الرجل يحفظ شعر ابي نواس علمت ان ذلك عنوان ادبه و رائد ظرفه ( ابراهيم بن العباس )
* ابو نواس و مسلم بن الوليد اللات و العزى و انا اعبدهما . ( ابو تمام )
* اشعر الناس عندي ابو نواس ( العتبي)
*ما رايت احدا اعلم باللغة من ابي نواس و لا افصح منه لهجة مع حلاوة و مجانبة لاستكراه (الجاحظ)
*كانت المعاني مدفونة حتى اثارها ابو نواس ( ابوحاتم )

و من منا قرا ديوانه و لم يفتتن بشعره السلس العذب.. و يختلف ديوان ابي نواس عن غيره بأنه ينقسم الى ثلاث اقسام رئيسية :
1- وصف الخمرة : و هنا يظهر ابداعه و تألقه و تقدمه على السابقين و اللاحقين في هذا الباب ، اقرا قوله :
اسقني ان سقيتني بالكبير من لذيذ الشراب لا بالصغير
من مدام معتق اخرسته حقبة الدهر بعد طول الهدير
بابلي صاف مؤنثة طو را و طورا تهم بالتذكير
في اباريق سجد كبنات السماء اقعين من حذارا الصقور
فإذا ما الكؤوس دارت علينا قذفت في انوفنا بالعبير

و الكثير الكثير من روائعه و ابداعاته مثل قصيدة اطلال حانة و التي مدحها الجاحظ و قال انها لم تتوفر الا للقليل من الشعراء . و القصيدة المشهور :
دع عنك لومي فإن اللوم اغراء و داوني بالتي كانت هي الداء!
صفراء لا تنزل الاحزان ساحتها لو مسـها حجر مسته سراء
من كف ذات حر في زي ذي ذكر لها محبان لــوطي وزناء

2- غزل المؤنث :
و له الكثير من القصص الطريفة و الابيات الجميلة في غزل المؤنث منها قوله :
يا قمرا ابصرت في ماتم يندب شجوا بين اتراب
يبكي فيذرى الدر من نرجس و يلطم الورد بعناب
لا تبك ميتا حل في حفرة و ابك قتيلا لك بالباب
3- غزل المذكر :
و نقرا الكثير من قصص المجون و الفحش و التغزل بالمذكر في ديوانه فانظر معي قوله :
يقول الناس قد تبت و لا و الله ما تبت
فلا اترك تقبيل خدود المرد ما عشت
ارى المرد يميلون لمثلي حيثما ملت
و له في الزهد شعر جميل صادق فانظر الى ابو العتاهية و هو شاعر الزهد المعروف يقول .... سبقني ابو نواس الى ثلاثة ابيات وددت اني سبقته اليها بكل ما قلته فإنه اشعر الناس فيها ،قوله:
يا كبير الذنب عفو الله من ذنبك اكبر
و قوله: من لم يكن لله متهما لم يمس محتاجا الى احد
و قوله : اذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت له عن عدو في ثياب صديق


و انظر قوله :
كل مستخف بسر فمن الله بمراى
لا ارى شيئا على الله من الاشياء يخفى !

3- ديوان الشريف الرضي:

ديوان طويل و يعتبر افضل الشعراء الهاشميين بلا منازع و يا حبذا لو تقرا كتاب زكي مبارك المعنون بعبقرية الشريف الرضي لكي تقف على مواطن العبقرية المفرطة لدى هذا الشاعر الفذ فانظر ابياته في الحكمة كيف تتطاول مع ابيات المتنبي في الحكمة :
1- و ما جمعي الاموال الا غنيمة لمن عاش بعدي و اتهام لرازقي !
2- و ما العيش الا غمة و ارتياحة و مفترق بعد الدنو و ملتقى
3- اراك تجزع على القوم الذين مضوا فهل امنت على القوم الذين بقوا
4- و اذا الحليم رمى بسر صديقه عمدا فأولى بالوداد الاحمق
5- كل شيء من الزمان طريف و الليالي مغانم و حتوف
6- بالجد لا بالمساعي يبلغ الشرف تمشي الجدود باقوام و ان وقفوا

و هذه قطرة من بحر عظيم الوسع ...!

و اقرا ان شئت قصديته التي مطلعها :
يا دار ما طربت اليك النوق الا و ربعك شائق و مشوق
و هي من روائع المدائح
و شاعرنا هذا بخلاف سابقه ابي نواس لا يتغزل الا بالعفيف من الغزل و لكن مع ذلك نراه يأتى بعجائب منها قوله :
و مثلك ظالمة المقلتين تلاقي الجمال عليها و تم
لها في الحشا حافز كلما جرى الدمع دل عليه و نم
و اقول لها و القنا شرع و يرغم من قومها من رغم
لنا دون خدرك نجوى الزفير و مجرى الدموع و شكوى الالم
و الا فقرع صدور القنا و وقع الظبا و صليل اللجم !

و يتجلى عفافه في قوله :

يشكو المحب الي شدة شوقه و انا المشوق و ما يبين جناني
و اذا هممت بمن احب امالني حصر يعوق و عفة تنهاني
لله ما اغضت عليه جوانحي و الشوق تحت حجاب قلب عان

اكتفي بهذا القدر و عذرا للاطالة ...



النابغة الاحسائي غير متصل قديم 03-10-2004 , 12:23 AM    الرد مع إقتباس
أبو يحى أبو يحى غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 361
#7  

حالة حصار

هنا، عند مُنْحَدَرات التلال، أمام الغروب وفُوَّهَة الوقت،
قُرْبَ بساتينَ مقطوعةِ الظلِ،
نفعلُ ما يفعلُ السجناءُ،
وما يفعل العاطلون عن العمل:
نُرَبِّي الأملْ.

بلادٌ علي أُهْبَةِ الفجر. صرنا أَقلَّ ذكاءً،
لأَنَّا نُحَمْلِقُ في ساعة النصر:
لا لَيْلَ في ليلنا المتلألئ بالمدفعيَّة.
أَعداؤنا يسهرون وأَعداؤنا يُشْعِلون لنا النورَ
في حلكة الأَقبية.

هنا، بعد أَشعار أَيّوبَ لم ننتظر أَحداً...

سيمتدُّ هذا الحصارُ إلي أن نعلِّم أَعداءنا
نماذجَ من شِعْرنا الجاهليّ.

أَلسماءُ رصاصيّةٌ في الضُحى
بُرْتقاليَّةٌ في الليالي. وأَمَّا القلوبُ
فظلَّتْ حياديَّةً مثلَ ورد السياجْ.

هنا، لا أَنا
هنا، يتذكَّرُ آدَمُ صَلْصَالَهُ...

يقولُ على حافَّة الموت:
لم يَبْقَ بي مَوْطِئٌ للخسارةِ:
حُرٌّ أَنا قرب حريتي. وغدي في يدي.
سوف أَدخُلُ عمَّا قليلٍ حياتي،
وأولَدُ حُرّاً بلا أَبَوَيْن،
وأختارُ لاسمي حروفاً من اللازوردْ...

في الحصار، تكونُ الحياةُ هِيَ الوقتُ
بين تذكُّرِ أَوَّلها.
ونسيانِ آخرِها.

هنا، عند مُرْتَفَعات الدُخان، على دَرَج البيت،
لا وَقْتَ للوقت.
نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله:
ننسي الأَلمْ.

الألمْ
هُوَ: أن لا تعلِّق سيِّدةُ البيت حَبْلَ الغسيل
صباحاً، وأنْ تكتفي بنظافة هذا العَلَمْ.

لا صدىً هوميريٌّ لشيءٍ هنا.
فالأساطيرُ تطرق أبوابنا حين نحتاجها.
لا صدىً هوميريّ لشيء. هنا جنرالٌ
يُنَقِّبُ عن دَوْلَةٍ نائمةْ
تحت أَنقاض طُرْوَادَةَ القادمةْ

يقيسُ الجنودُ المسافةَ بين الوجود وبين العَدَمْ
بمنظار دبّابةٍ...

نقيسُ المسافَةَ ما بين أَجسادنا والقذائفِ بالحاسّة السادسةْ.

أَيُّها الواقفون على العَتَبات ادخُلُوا،
واشربوا معنا القهوةَ العربيَّةَ
غقد تشعرون بأنكمُ بَشَرٌ مثلنا.
أَيها الواقفون على عتبات البيوت!
اُخرجوا من صباحاتنا،
نطمئنَّ إلى أَننا
بَشَرٌ مثلكُمْ!

نَجِدُ الوقتَ للتسليةْ:
نلعبُ النردَ، أَو نَتَصَفّح أَخبارَنا
في جرائدِ أَمسِ الجريحِ،
ونقرأ زاويةَ الحظِّ: في عامِ
أَلفينِ واثنينِ تبتسم الكاميرا
لمواليد بُرْجِ الحصار.

كُلَّما جاءني الأمسُ، قلت له:
ليس موعدُنا اليومَ، فلتبتعدْ
وتعالَ غداً !

أُفكِّر، من دون جدوى:
بماذا يُفَكِّر مَنْ هُوَ مثلي، هُنَاكَ
على قمَّة التلّ، منذ ثلاثةِ آلافِ عامٍ،
وفي هذه اللحظة العابرةْ؟
فتوجعنُي الخاطرةْ
وتنتعشُ الذاكرةْ

عندما تختفي الطائراتُ تطيرُ الحماماتُ،
بيضاءَ بيضاءَ، تغسِلُ خَدَّ السماء
بأجنحةٍ حُرَّةٍ، تستعيدُ البهاءَ وملكيَّةَ
الجوِّ واللَهْو. أَعلى وأَعلى تطيرُ
الحماماتُ، بيضاءَ بيضاءَ. ليت السماءَ
حقيقيّةٌ قال لي رَجَلٌ عابرٌ بين قنبلتين

الوميضُ، البصيرةُ، والبرقُ
قَيْدَ التَشَابُهِ...
عمَّا قليلٍ سأعرفُ إن كان هذا
هو الوحيُ...
أو يعرف الأصدقاءُ الحميمون أنَّ القصيدةَ
مَرَّتْ، وأَوْدَتْ بشاعرها

إلي ناقدٍ: لا تُفسِّر كلامي
بملعَقةِ الشايِ أَو بفخِاخ الطيور!
يحاصرني في المنام كلامي
كلامي الذي لم أَقُلْهُ،
ويكتبني ثم يتركني باحثاً عن بقايا منامي

شَجَرُ السرو، خلف الجنود، مآذنُ تحمي
السماءَ من الانحدار. وخلف سياج الحديد
جنودٌ يبولون ـ تحت حراسة دبَّابة ـ
والنهارُ الخريفيُّ يُكْملُ نُزْهَتَهُ الذهبيَّةَ في
شارعٍ واسعٍ كالكنيسة بعد صلاة الأَحد...

نحبُّ الحياةَ غداً
عندما يَصِلُ الغَدُ سوف نحبُّ الحياة
كما هي، عاديّةً ماكرةْ
رماديّة أَو مُلوَّنةً.. لا قيامةَ فيها ولا آخِرَةْ
وإن كان لا بُدَّ من فَرَحٍ
فليكن
خفيفاً على القلب والخاصرةْ
فلا يُلْدَغُ المُؤْمنُ المتمرِّنُ
من فَرَحٍ ... مَرَّتَينْ!

قال لي كاتبٌ ساخرٌ:
لو عرفتُ النهاية، منذ البدايةَ،
لم يَبْقَ لي عَمَلٌ في اللٌّغَةْ

إلي قاتلٍ: لو تأمَّلْتَ وَجْهَ الضحيّةْ
وفكَّرتَ، كُنْتَ تذكَّرْتَ أُمَّك في غُرْفَةِ
الغازِ، كُنْتَ تحرَّرتَ من حكمة البندقيَّةْ
وغيَّرتَ رأيك: ما هكذا تُسْتَعادُ الهُويَّةْ

إلى قاتلٍ آخر: لو تَرَكْتَ الجنينَ ثلاثين يوماً،
إِذَاً لتغيَّرتِ الاحتمالاتُ:
قد ينتهي الاحتلالُ ولا يتذكَّرُ ذاك الرضيعُ زمانَ الحصار،
فيكبر طفلاً معافي،
ويدرُسُ في معهدٍ واحد مع إحدى بناتكَ
تارِيخَ آسيا القديمَ.
وقد يقعان معاً في شِباك الغرام.
وقد يُنْجبان اُبنةً (وتكونُ يهوديَّةً بالولادةِ).
ماذا فَعَلْتَ إذاً ؟
صارت ابنتُكَ الآن أَرملةً،
والحفيدةُ صارت يتيمةْ ؟
فماذا فَعَلْتَ بأُسرتكَ الشاردةْ
وكيف أَصَبْتَ ثلاثَ حمائمَ بالطلقة الواحدةْ ؟

لم تكن هذه القافيةْ
ضَرُوريَّةً، لا لضْبطِ النَغَمْ
ولا لاقتصاد الأَلمْ
إنها زائدةْ
كذبابٍ على المائدةْ

الضبابُ ظلامٌ، ظلامٌ كثيفُ البياض
تقشِّرُهُ البرتقالةُ والمرأةُ الواعدة.

الحصارُ هُوَ الانتظار
هُوَ الانتظارُ على سُلَّمٍ مائلٍ وَسَطَ العاصفةْ

وَحيدونَ، نحن وحيدون حتى الثُمالةِ
لولا زياراتُ قَوْسِ قُزَحْ

لنا اخوةٌ خلف هذا المدى.
اخوةٌ طيّبون. يُحبُّوننا. ينظرون إلينا ويبكون.
ثم يقولون في سرِّهم:
ليت هذا الحصارَ هنا علنيٌّ.. ولا يكملون العبارةَ:
لا تتركونا وحيدين، لا تتركونا.

خسائرُنا: من شهيدين حتى ثمانيةٍ كُلَّ يومٍ.
وعَشْرَةُ جرحى.
وعشرون بيتاً.
وخمسون زيتونةً...
بالإضافة للخَلَل البُنْيويّ الذي
سيصيب القصيدةَ والمسرحيَّةَ واللوحة الناقصةْ

في الطريق المُضَاء بقنديل منفي
أَرى خيمةً في مهبِّ الجهاتْ:
الجنوبُ عَصِيٌّ على الريح،
والشرقُ غَرْبٌ تَصوَّفَ،
والغربُ هُدْنَةُ قتلي يَسُكُّون نَقْدَ السلام،
وأَمَّا الشمال، الشمال البعيد
فليس بجغرافيا أَو جِهَةْ
إنه مَجْمَعُ الآلهةْ

قالت امرأة للسحابة: غطِّي حبيبي
فإنَّ ثيابي مُبَلَّلةٌ بدَمِهْ

إذا لم تَكُنْ مَطَراً يا حبيبي
فكُنْ شجراً
مُشْبَعاً بالخُصُوبةِ، كُنْ شَجَرا
وإنْ لم تَكُنْ شجراً يا حبيبي
فكُنْ حجراً
مُشْبعاً بالرُطُوبةِ، كُنْ حَجَرا
وإن لم تَكُنْ حجراً يا حبيبي
فكن قمراً
في منام الحبيبة، كُنْ قَمرا
هكذا قالت امرأةٌ
لابنها في جنازته

أيَّها الساهرون ! أَلم تتعبوا
من مُرَاقبةِ الضوءِ في ملحنا
ومن وَهَج الوَرْدِ في جُرْحنا
أَلم تتعبوا أَيُّها الساهرون ؟

واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون.
ومن بعده نحن مُخْتَلِفُونَ على كُلِّ شيء:
علي صُورة العَلَم الوطنيّ (ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ يا شعبيَ الحيَّ رَمْزَ الحمار البسيط).
ومختلفون علي كلمات النشيد الجديد
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخترتَ أُغنيَّةً عن زواج الحمام).
ومختلفون علي واجبات النساء
(ستُحْسِنُ صُنْعاً لو اخْتَرْتَ سيّدةً لرئاسة أَجهزة الأمنِ).
مختلفون على النسبة المئوية، والعامّ والخاص،
مختلفون على كل شيء. لنا هدف واحد: أَن نكون ...
ومن بعده يجدُ الفَرْدُ مُتّسعاً لاختيار الهدفْ.

قال لي في الطريق إلى سجنه:
عندما أَتحرّرُ أَعرفُ أنَّ مديحَ الوطنْ
كهجاء الوطنْ
مِهْنَةٌ مثل باقي المِهَنْ !

قَليلٌ من المُطْلَق الأزرقِ اللا نهائيِّ
يكفي
لتخفيف وَطْأَة هذا الزمانْ
وتنظيف حَمأةِ هذا المكان

على الروح أَن تترجَّلْ
وتمشي على قَدَمَيْها الحريريّتينِ
إلى جانبي، ويداً بيد، هكذا صاحِبَيْن
قديمين يقتسمانِ الرغيفَ القديم
وكأسَ النبيذِ القديم
لنقطع هذا الطريق معاً
ثم تذهب أَيَّامُنا في اتجاهَيْنِ مُخْتَلِفَينْ:
أَنا ما وراءَ الطبيعةِ. أَمَّا هِيَ
فتختار أَن تجلس القرفصاء على صخرة عاليةْ

إلى شاعرٍ: كُلَّما غابَ عنك الغيابْ
تورَّطتَ في عُزْلَة الآلهةْ
فكن ذاتَ موضوعك التائهةْ
و موضوع ذاتكَ. كُنْ حاضراً في الغيابْ

يَجِدُ الوقتَ للسُخْرِيَةْ:
هاتفي لا يرنُّ
ولا جَرَسُ الباب أيضاً يرنُّ
فكيف تيقَّنتِ من أَنني
لم أكن ههنا !

يَجدُ الوَقْتَ للأغْنيَةْ:
في انتظارِكِ، لا أستطيعُ انتظارَكِ.
لا أَستطيعُ قراءةَ دوستويفسكي
ولا الاستماعَ إلى أُمِّ كلثوم أَو ماريّا كالاس وغيرهما.
في انتظارك تمشي العقاربُ في ساعةِ اليد نحو اليسار...
إلي زَمَنٍ لا مكانَ لَهُ.
في انتظارك لم أنتظرك، انتظرتُ الأزَلْ.

يَقُولُ لها: أَيّ زهرٍ تُحبِّينَهُ
فتقولُ: القُرُنْفُلُ .. أَسودْ
يقول: إلى أَين تمضين بي، والقرنفل أَسودْ ؟
تقول: إلى بُؤرة الضوءِ في داخلي
وتقولُ: وأَبْعَدَ ... أَبْعدَ ... أَبْعَدْ

سيمتدُّ هذا الحصار إلى أَن يُحِسَّ المحاصِرُ، مثل المُحَاصَر،
أَن الضَجَرْ
صِفَةٌ من صفات البشرْ.

لا أُحبُّكَ، لا أكرهُكْ ـ
قال مُعْتَقَلٌ للمحقّق: قلبي مليء
بما ليس يَعْنيك. قلبي يفيض برائحة المَرْيَميّةِ.
قلبي بريء مضيء مليء،
ولا وقت في القلب للامتحان. بلى،
لا أُحبُّكَ. مَنْ أَنت حتَّى أُحبَّك؟
هل أَنت بعضُ أَنايَ، وموعدُ شاي،
وبُحَّة ناي، وأُغنيّةٌ كي أُحبَّك؟
لكنني أكرهُ الاعتقالَ ولا أَكرهُكْ
هكذا قال مُعْتَقَلٌ للمحقّقِ: عاطفتي لا تَخُصُّكَ.
عاطفتي هي ليلي الخُصُوصيُّ...
ليلي الذي يتحرَّكُ بين الوسائد حُرّاً من الوزن والقافيةْ !

جَلَسْنَا بعيدينَ عن مصائرنا كطيورٍ
تؤثِّثُ أَعشاشها في ثُقُوب التماثيل،
أَو في المداخن، أو في الخيام التي
نُصِبَتْ في طريق الأمير إلي رحلة الصَيّدْ...

على طَلَلي ينبتُ الظلُّ أَخضرَ،
والذئبُ يغفو علي شَعْر شاتي
ويحلُمُ مثلي، ومثلَ الملاكْ
بأنَّ الحياةَ هنا ... لا هناكْ

الأساطير ترفُضُ تَعْديلَ حَبْكَتها
رُبَّما مَسَّها خَلَلٌ طارئٌ
ربما جَنَحَتْ سُفُنٌ نحو يابسةٍ
غيرِ مأهولةٍ،
فأصيبَ الخياليُّ بالواقعيِّ،
ولكنها لا تغيِّرُ حبكتها.
كُلَّما وَجَدَتْ واقعاً لا يُلائمها
عدَّلَتْهُ بجرَّافة.
فالحقيقةُ جاريةُ النصِّ، حَسْناءُ،
بيضاءُ من غير سوء ...

إلي شبه مستشرق: ليكُنْ ما تَظُنُّ.
لنَفْتَرِضِ الآن أَني غبيٌّ، غبيٌّ، غبيٌّ.
ولا أَلعبُ الجولف.
لا أَفهمُ التكنولوجيا،
ولا أَستطيعُ قيادةَ طيّارةٍ!
أَلهذا أَخَذْتَ حياتي لتصنَعَ منها حياتَكَ؟
لو كُنْتَ غيرَكَ، لو كنتُ غيري،
لكُنَّا صديقين يعترفان بحاجتنا للغباء.
أَما للغبيّ، كما لليهوديّ في تاجر البُنْدُقيَّة
قلبٌ، وخبزٌ، وعينان تغرورقان؟

في الحصار، يصير الزمانُ مكاناً
تحجَّرَ في أَبَدِهْ
في الحصار، يصير المكانُ زماناً
تخلَّف عن أَمسه وَغدِهْ

هذه الأرضُ واطئةٌ، عاليةْ
أَو مُقَدَّسَةٌ، زانيةْ
لا نُبالي كثيراً بسحر الصفات
فقد يُصْبِحُ الفرجُ، فَرْجُ السماواتِ،
جغْرافيةْ !

أَلشهيدُ يُحاصرُني كُلَّما عِشْتُ يوماً جديداً
ويسألني: أَين كُنْت ؟ أَعِدْ للقواميس كُلَّ الكلام الذي كُنْتَ أَهْدَيْتَنِيه،
وخفِّفْ عن النائمين طنين الصدى

الشهيدُ يُعَلِّمني: لا جماليَّ خارجَ حريتي.

الشهيدُ يُوَضِّحُ لي: لم أفتِّشْ وراء المدى
عن عذارى الخلود، فإني أُحبُّ الحياةَ
علي الأرض، بين الصُنَوْبرِ والتين،
لكنني ما استطعتُ إليها سبيلاً، ففتَّشْتُ
عنها بآخر ما أملكُ: الدمِ في جَسَدِ اللازوردْ.

الشهيدُ يُحاصِرُني: لا تَسِرْ في الجنازة
إلاّ إذا كُنْتَ تعرفني. لا أُريد مجاملةً
من أَحَدْ.

الشهيد يُحَذِّرُني: لا تُصَدِّقْ زغاريدهُنَّ.
وصدّق أَبي حين ينظر في صورتي باكياً:
كيف بدَّلْتَ أدوارنا يا بُنيّ، وسِرْتَ أَمامي.
أنا أوّلاً، وأنا أوّلاً !

الشهيدُ يُحَاصرني: لم أُغيِّرْ سوى موقعي وأَثاثي الفقيرِ.
وَضَعْتُ غزالاً على مخدعي،
وهلالاً على إصبعي،
كي أُخفِّف من وَجَعي !

سيمتدُّ هذا الحصار ليقنعنا باختيار عبوديّة لا تضرّ، ولكن بحريَّة كاملة!!.

أَن تُقَاوِم يعني: التأكُّدَ من صحّة
القلب والخُصْيَتَيْن، ومن دائكَ المتأصِّلِ:
داءِ الأملْ.

وفي ما تبقَّى من الفجر أَمشي إلى خارجي
وفي ما تبقّى من الليل أسمع وقع الخطي داخلي.

سلامٌ على مَنْ يُشَاطرُني الانتباهَ إلي
نشوة الضوءِ، ضوءِ الفراشةِ، في
ليل هذا النَفَقْ.

سلامٌ على مَنْ يُقَاسمُني قَدَحي
في كثافة ليلٍ يفيض من المقعدين:
سلامٌ على شَبَحي.

إلي قارئ: لا تَثِقْ بالقصيدةِ ـ
بنتِ الغياب. فلا هي حَدْسٌ، ولا
هي فِكْرٌ، ولكنَّها حاسَّةُ الهاويةْ.

إذا مرض الحبُّ عالجتُهُ
بالرياضة والسُخْريةْ
وَبفصْلِ المُغنِّي عن الأغنيةْ

أَصدقائي يُعدُّون لي دائماً حفلةً
للوداع، وقبراً مريحاً يُظَلِّلهُ السنديانُ
وشاهدةً من رخام الزمن
فأسبقهم دائماً في الجنازة:
مَنْ مات.. مَنْ ؟

الحصارُ يُحَوِّلني من مُغَنٍّ الى . . . وَتَرٍ سادس في الكمانْ!

الشهيدةُ بنتُ الشهيدةِ بنتُ الشهيد وأختُ الشهيدِ
وأختُ الشهيدةِ كنَّةُ أمِّ الشهيدِ حفيدةُ جدٍّ شهيد
وجارةُ عمِّ الشهيد الخ ... الخ ..
ولا نبأ يزعج العالَمَ المتمدِّن،
فالزَمَنُ البربريُّ انتهى.
والضحيَّةُ مجهولَةُ الاسم، عاديّةٌ،
والضحيَّةُ ـ مثل الحقيقة ـ نسبيَّةٌ الخ ... الخ ف

هدوءاً، هدوءاً، فإن الجنود يريدون
في هذه الساعة الاستماع إلي الأغنيات
التي استمع الشهداءُ إليها، وظلَّت كرائحة
البُنّ في دمهم، طازجة.

هدنة، هدنة لاختبار التعاليم: هل تصلُحُ الطائراتُ محاريثَ ؟
قلنا لهم: هدنة، هدنة لامتحان النوايا،
فقد يتسرَّبُ شيءٌ من السِلْم للنفس.
عندئذٍ نتباري على حُبِّ أشيائنا بوسائلَ شعريّةٍ.
فأجابوا: ألا تعلمون بأن السلام مع النَفْس
يفتح أبوابَ قلعتنا لِمقَامِ الحجاز أو النَهَوَنْد ؟
فقلنا: وماذا ؟ ... وَبعْد ؟

الكتابةُ جَرْوٌ صغيرٌ يَعَضُّ العَدَمْ
الكتابةُ تجرَحُ من دون دَمْ..

فناجينُ قهوتنا. والعصافيرُ والشَجَرُ الأخضرُ
الأزرقُ الظلِّ. والشمسُ تقفز من حائط
نحو آخرَ مثل الغزالة.
والماءُ في السُحُب اللانهائية الشكل في ما تبقَّي لنا
من سماء. وأشياءُ أخرى مؤجَّلَةُ الذكريات
تدلُّ على أن هذا الصباح قويّ بهيّ،
وأَنَّا ضيوف على الأبديّةْ.

أبو يحى غير متصل قديم 29-11-2004 , 02:11 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML غير متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.