وأنا أقول أيضا من أين أبدأ ؟
تربيت في بيت أساسه الاحترام .. احترام × احترام .. حتى في تعاملنا معا كأخوة ..
لو سمحت ، إذا تكرمت ، إذا ممكن ، لو ما عليك كلافة وتفضل .. كلمات تتردد على ألسنتنا بشكل طبيعي ..
ولكن الناس كانوا ومازالوا يرونه أمرا غير طبيعي أبدا ..
صديقاتي كن يستغربن ويتساءلن دائما عن هذه الرسميات ..
كان احتكاكنا بالناس قليل جدا جدا جدا ..
يعني من المدرسة / الجامعة إلى البيت ومن البيت إلى المدرسة / الجامعة..
.. والأماكن الأخرى برفقة والدتي ..
وعندما كتب لي القدر البعد عن أهلي ..
كنت كمن يلقى به وحده .. في وسط بحر دون نجدة ..
وهو لا يتقن العوم ..
صدمت مرارا ..
قاسيت وعانيت أمرارا ..
حاولت أن أصارع الموج فلم أفلح ..
حاولت أن أسايره فلم أنجح ..
فمساره ليس مساري ..
عدت لمعاكسته ثانية ..
كدت أن أغرق .. ولم أصرخ ..
كتمت الصيحة في قلبي..
فلا بد لليل من فجر
جلست أترقب الفرج ..
وطالت ساعة الصبر
و الفرج بعيد كل البعد عن ناظر المترقب
"
"
و في النهاية
استجمعت كل قوى نفسي
وصممت على النصر ..
فتوكلت على الله .. فوصلت إلى أأمن بر ..
تلك كانت النهاية واليكم البداية :
سجلت في سوالف .. وأنا في أقصى حالات الحزن والكآبة والإحباط .. أقرب للموت منه إلى الحياة .. لم أجد للحياة معنى .. ولم أجد لها طمعا ولونا .. كنت أرى الحياة رداء أسودا علي أن أرتديه إلى أن يحل أجلي .. لدرجة أنني أوصيت أهلي على أبنائي ( حفظهم الله ) ومكان دفني كنت أرغب أن أدفن في بلادي ..
كان هناك شيء يشدني نحو العدم ..
باختصار كنت أنا لست أنا !!!
كنت أصارع الموج .. ولكن الموج كان أقوى مني
كان الجميع يسألني عن حالي .. فأرد عليهم : بخير ولكن أنا لست أنا !!!
انسوني واتركوني في حالي .. ومن تسألون عنها قد ماتت ..
ولا وجود لها .. والله هذا كان حالي ..
كنت أنزوي في زاويتي مع دموعي طوال الليل ...
سجلت في سوالف .. رغبة مني للتخلص من هذا الرداء .. والعيش في جو أسري افتقدته جدا جدا جدا .. بعد أن تابعتها بعمق .. تعرفت على الأعضاء عن بعد .. من خلال متابعتي لمواضيعهم .. شدتني في البداية مواضيع الأخوة بوعبدالرحمن .. سعودية .. سردال .. وموزة .
سجلت في سوالف .. وبدأت أشارك فيها فعليا .. سعادتي حينها كانت تفوق كل وصف .. ولكن للأسف كانت سعادة قصيرة كالعادة ..
حدث بعض الخلاف بيني وبين بعض الأخوة .. أعادني لنقطة البداية ..
تعثرت خطواتي للمرة الثانية :(:(
حول ليلي دموعا ونهاري ألما وحسرة .. وعدت إلى أدراجي أجر ردائي الأسود .. أستأنف معركتي مع الموج .. عدت ثانية لقوقعتي .. عدت للباس اليأس والحزن ..
لازمني هذا الرداء ولأسباب أخرى أيضا شهورا طويلة بل ربما عاما وأكثر .. أتظاهر فيها بالفرح أمام مرأى الناس وفي داخلي أكوام وأكوام من الحزن .. ومما زاد الأمر سوءا والألم قساوة ومرارة .. خضوعي لعملية جراحية في نفس الفترة .
عدت بعد ذلك الخلاف إلى سوالف بفترة .. مع أنه ترك أثرا مؤلما في نفسي و إلى اليوم .. إلا أن عودتي هذه كانت للاستفادة والإفادة فقط .. وعدم الاحتكاك بأحد .. رغم أن هناك من الأعضاء من أحاطني بكل مشاعر الأخوة والاحترام .. وأكن لهم كل المحبة والتقدير..
وهذه هي المشاعر المؤلمة التي حاولت ترجمتها في مذكرتي في تلك الفترة بحبر اليأس :
مضيت في درب غير دربي
أزرع الخير دون أجر
أملا في كسب ود
ومحبة أخوة دون غدر
مضيت أسير ولم أبالي
أسود أم بيض أسهم القدر
صادفت نفوسا ولم أعلم
بما تحوي لي من خير أو شر
مضيت أسير ولم أعي
خفايا وأسرار قلوب بنو البشر
قلب صغير يحمل بين ثناياه
حب وكره ومرارات الدهر
أيا نفسي كم قسيت علي
وكم سقيتني من كؤوس المر مر
فلم يكن هذا الدرب دربي
فيا أسفا على ما ضاع من عمري العمر
مضيت أسير وأسير
إلى أن وقعت في الأسر
ربما رغبتي الأساسية كانت هي كسب أخوة الجميع .. ثم الإفادة والاستفادة .. لذا كانت الصدمة شديدة ..
ومع ذلك لم أستطع ترك سوالف .. لأني تعلقت بها وبشدة ...
عاندت الموج بكل إصرار وقوة .. والحمد لله الذي ثبت خطواتي التي تعثرت ..
ومنذ مدة بسيطة نزعت الرداء الأسودا الذي لازمني أمدا ..
الفترة التي كنت فيها أنا .. لست أنا !!!
.. وعدت بفضل الله ثم بفضلكم إلى أنا
منتدى سوالف
أعطى معنى لحياتي .. عزز ثقتي بنفسي .. هو طوق النجاة بالنسبة لي .. ونافذتي التي أطل من خلالها على العالم .. وحلقة الوصل بيني وبين الناس.. لم أتوقع بأنني سأرتبط بهذا المكان بهذه القوة ..
زادت معرفتي وتعلقي بديني
زاد شغفي لتعلم المزيد
وتغيرت لدنياي نظرتي
سبحان الله أشعر بأن الله هداني ..
إلى هذا المكان
ليطفئ نار غربتي
ويغذي فكري
فالحمد لله ربي
أصدقاء سوالف
هم هدية القدر ومفاجأته الجميلة التي لم أتوقعها لي ..
أخوة أعتز بأخوتهم وأفتخر بها أمام الجميع .. وأحمل لهم كل المحبة والتقدير .. ولا أتصور أبدا حياتي من غيرهم ..
حفظهم الله ورعاهم
لذا ولما لسوالف من دور مهم في حياتي ..
أشكر السيد سوالــف جزيل الشكر على هذا المنتدى الرائع
وكذلك المشرفين والمراقبين وجميع من هم خلف الكواليس
وكل من يهتم لرقي سوالف ...
والله يوفق الجميع
همسة : اخوتي .. أحبكم في الله 