كثيرا ما آثارني كلمة شجب في تصريحات المسؤولين العرب ، وكنت اسأل نفسي دوما عن ما تعني هذه الكلمة من معنى !
وقد بحثت في لسان العرب ففوجئت بمعنى شجب في اللغة العربية والذي يختلف تماما مع المعنى المعروف لدينا !!!!!!!
بل عجبت أن لهذه الكلمة معاني ظريفة أقسم بالله أنها تنطبق كثيرا في وصف حالة الشاجبين ويستحقها جميع الشاجبين في عالمنا العربي !!
إليكم بعض المعاني التي يذكرها ابن منظور : ( شجب: شَجَبَ، بالفتح، يَشْجُبُ، بالضم، شُجُوباً، وشَجِبَ، بالكسر، يَشْجَبُ شَجَباً، فهو شاجِبٌ وشَجِبٌ: حَزِنَ أَو هَلَكَ.
وشَجَبَه اللّهُ، يَشْجُبُه شَجْباً أَي أَهْلَكَه؛ يَتَعَدَّى ولا يَتَعَدَّى؛ يقال: ما له شَجَبَه اللّهُ أَي أَهْلَكَه؛ وشَجَبَه أَيضاً يَشْجُبُه شَجْباً: حَزَنَه ).
فمعنى شجب هو حزن أو هلك فتصوروا عندما يقول أحد المسؤولين العرب نحن نستنكر ونشجب الأعمال التي يقوم بها الإسرائيليين !!
فأما أن يكون المعنى كقوله أننا نستنكر ومن بعد ذلك نشجب ( بمعنى نحزن أو نهلك لاستنكارنا هذا العمل ) .
أو المعنى كأن يقول نحن نستنكر أو نشجب ( نحزن أو نهلك وهذا لا يتوافق ولا يجتمع في المعنى )
ويكمل ابن منظور قوله: ( وفي الحديث: الناسُ ثلاثةٌ: شاجِبٌ، وغانِمٌ، وسالِمٌ؛ فالشاجِبُ: الذي يَتَكَلَّم بالرَّدِيءِ، وقيل: الناطِقُ بالخَنا، الـمُعِـينُ على الظُّلْمِ؛ والغانِمُ: الذي يَتَكَلَّم .... ألخ ) .
لله دره ما أعظم ما قال وما أعظم هذا الحديث ، والله لم تخطا الكلمة معناها ! " فالشاجب الذي يتكلم بالرديء وقيل الناطق بالخنا ، المعين على الظلم ( وحط عشر طعش خط على المعين على الظلم :rolleyes: ) "
وهل أكثر معينا لجرائم الإسرائيليين والأمريكان غير المسؤولين العرب !
ويكمل جزاه الله خيره على فضحه من يتشدق بشجب : ( وفي التهذيب: قال أَبو عبيد الشاجِبُ الهالِكُ الآثِمُ. قال: وشَجَبَ الرجلُ، يَشْجُبُ شُجُوباً إِذا عَطِبَ وهَلَكَ في دِينٍ أَو دُنْيا )
وهل آثم وأهلك من المسؤولين العرب وهم يتشدقون بهذه الكلمة في كل تصريح وبعد كل عدوان على المسلمين !
فلنكمل ما يقول ابن منظور " (والشَّجَبُ: العَنَتُ يُصِـيبُ الإِنسانَ من مَرَضٍ، أَو قِتال. ) .
وأي أشق وأعنت على المسؤولين من نقد إسرائيل وأمريكا ، أجزم أن هذا أشد لديهم من المرض والقتال بل والقتل !
يكمل ابن منظور جزاه الله خيرا : ( وشَجَبَ الغُرابُ، يَشْجُبُ شَجِـيباً: نَعَقَ بالبَيْنِ. وغرابٌ شاجِبٌ: يَشْجُبُ شَجِـيباً، وهو الشديدُ النَّعِـيقِ الذي يَتَفَجَّعُ مِن غِرْبانِ البَيْنِ؛ وأَنشد:
ذَكَّرْن أَشْجاناً لِـمَنْ تَشَجَّبا، * وهِجْنَ أَعْجاباً لِـمَنْ تَعَجَّبا )
الله .. الله يا شيخ .. لله درك آيه العلامة ما أعظم ما كشفت وما أكبر ما أبنت .. ولله در لغتنا العربية وعظيم ما تملك .. وغنى معاجمها .. وصلاحها حتى زماننا .. وهل أبلغ من دقة وصفها لأولئك المسؤولين الغربان شديدو النعيق !! ( لاحظوا ليس غربان ناعقة بل شديدة النعيق
) .
ويذكر ابن منظور بعض المعاني للشجب ليست من اختصاص موضوعنا ..
ولنذهب إلا الفيروزآبادي صاحب " القاموس المحيط " الذي يختلف مع ابن منظور حول معنى الشجب ويناقضه يقول غفر الله ذنبه بما كشف لنا وأماط : (شَجَبَ، كَنَصَرَ وفَرِحَ، شُجُوباً وشَجَبَاً، فهو شاجِبٌ ) .
ويتبين لنا أن صاحب القاموس قد فضح دون أدنى شك المسؤولين العرب فشجبهم هذا ما هو إلا نصر للإسرائيليين والأمريكان وفرح !!
ويكمل علامتنا الفاضل فيقول : (وشَجِبٌ: هَلَكَ ) وهذا يتفق تماما مع قول علامتنا ابن منظور !
ويقول الفيروز آبادي : ( وشَجَبَهُ: أَهْلَكَهُ، وحَزَنَهُ، وشَغَلَهُ، وجَذَبَهُ ) .
وقد اتفق مع ابن منظور في قوله ( هلكه وحزنه ) ، وقد تفرد عن ابن منظور بإضافة معنيين جديدين وهما شغله وجذبه ويبدوا لي أن المسؤولين في وقتنا هذا قد شجبهم التهديد الأمريكي عن شجبهم واستنكارهم !!!!!!
وأخيرا يتفق الفيروز آبادي مع علامتنا ابن منظور في باقي المعنى وخاصة في معنى نعيق الغربان التي يختم بها قوله
!!!
وهكذا يتبين لنا معنا الشجب لغة والذي أبان عن ما يعنيه مسئولينا لا بارك الله في شجبهم
!!!! وأبدلنا خيرا منهم غير شاجبين بل فاعلين عاملين !!