|
عضو شرف
|
|
المشاركات: 3,594
|
#1
|
ما أصعب الاختلاط بالناس
ما الفرق بين أن تجلس في غرفتك و تغلق الباب على نفسك و تتناسى أمراً قد يحصل لأهل بيتك ، فقد اعتزلتهم و أصبحت تكره المكوث بينهم و انتبذتهم ، و الفرق بين من يجلس معهم و يحاورهم و يحاول إصلاحهم لأنه يحبهم و يسأل الله أن يجمعه بهم في جنات الفردوس الأعلى ..
ألا تعتقد أن الشخص الأول فيه قليل من الأنانية و لو كان به خير كثير، فقد أحب الخير لنفسه و لم يحاول في أهل بيته ، بينما الثاني حاول إصلاح أفراد أسرته و جلس معهم و ربما وصله بعض الأذى البسيط منهم في الشتم و الذم ، و لكنه تحملهم لأنه يحبهم و لأن من واجبه دعوتهم و يتمنى أن يلتقى بهم في جنات الفردوس الأعلى ..
ربما كان الأول جاهلاً ويحتاج من ينصحه و يأخذ بيده حتى يندمج في مجتمعه الصغير..
و لكن فكروا معي على نطاق أوسع و أكبر ، على نطاق هذه الحياة ، كم تشعر براحه و اطمئنان و لله الحمد داخل أسرتك ، و لكن ما أن تخرج حتى تجد الأمر اختلف ، فقد تواجه أشخاص ذو أفكار مضطربة ، و قد تواجه قلوب امتلأت بالخير و لكنها غافلة ، لا تعلم من الدنيا إلا مادتها ، و قلوب تعلقت بالحضارة كما تزعم ، فكانت حضارتها زائفة ، فأصبح التمسك بالدين و المبادئ من العادات المتخلفة ، و قد تمشي قليلاً في الأسواق و تعود و أنت منكسر القلب مما رأيت من تبرج و زينة ، فتظن نفسك ذهبت لحضور مناسبة فاخرة، لا أن تشتري شيئاً يخصك ..
نعود مرة أخرى للحديث ، هل من الواجب علينا إغلاق الغرفة على أنفسنا و نسيانا للعالم من حولنا ، هل معنى أن الله أنعم على الكثير منا نغفل عن أخواننا في الدين ونتقوقع في مكاننا ، أليس من واجبنا نصح أخواننا، هل تعلمون أن الكثير في جهل و أن كلمة طيبة قد تغير مجرى حياتهم و ينقلب حالهم إلى الأحسن ..
و هل معنى أننا تمسكنا بمبادئنا الإسلامية أننا أخطأنا ،بالعكس يحق لكم ترفعوا رؤسكم فخراً لأنكم طلبتم رضى الله سبحانه وتعالى، يحق لكم أن تشغلوا الأمكان الطيبة بعلمكم و اجتهادكم,,
قال عليه افضل الصلاة و السلام ((المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم)) أخرجه أحمد (4/130)، وأبو داود في الأدب (5124)، والترمذي في الزهد (2392وهو في صحيح أبي داود (4273 [)، و ليس معنى هذا أن أندمج مع الناس و أنسى نفسي و لكن اخلو بنفسي و أدعو من خالقي أن يصلحها ، و أحاول فيمن حولي بإصلاحهم ..
ماذا علينا أن نفعل :لو أن كل فرد منا حاول إصلاح أسرته و نشر الخير في مجتمعه و أقاربه ، لاصطلح أمر شريحة كبيرة من المجتمع بإذن الله، فرد واحد مخلص في هذا المجتمع ، قد يكون خير من أمه بأكملها، كم أسعد حين أشاهد طبيب ملتزم و تاجر ملتزم و إعلامي ملتزم و غيرهم الكثير ، هؤلاء الذين أحبهم الناس في الدنيا فأصبحوا يمثلون قدوة لشريحة كبيرة من الناس ، و كم أتمنى أن يشغل الملتزمون المراكز الطيبة و المرموقة و التي يكون لها أثر على الناس، و لكن كثرة الاختلاط بالناس تحتاج إلى صبر و مصابرة و رفقة صالحة تحيط بك، و لا ننسى الاستعانة بالله و الدعاء في كل وقت.
اسال الله ان يصلحنا و يصلح جميع المسلمين و ان يثبتنا و يهدينا و ان لا يكلنا الى انفسنا طرفة عين و لا اقل من ذلك
|
|
20-12-2005 , 05:03 PM
|
الرد مع إقتباس
|