|
عضو جديد
|
|
المشاركات: 68
|
#1
|
بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى والدي العزيز
والدي العزيز .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد :
تحية طيبة مباركة أزفها إليك مجللة بعظيم الشكر والامتنان على ما بذلته وتبذله من أجلي .
والدي العزيز .. إنني منك وإليك ، فخري فخرك ، وعزي عزك ، فأنت ولا ريب تحب أن تراني في طليعة الرّكب سبّاقاً إلى الخير ، أُذكر بالخير أينما حللت وارتحلت ، وتكره أن تراني في ذيل القائمة سيئاً بذيئاً أُذكر بالسوء في السماء والأرض .
ولكن ما الذي فعلته من أجل هذا يا أبتاه ؟؟؟
q والدي .. – يا رعاك الله – كم أحن إليك ولا أجدك ؟ ، أبحث عنك فلا يمر بي إلا خيالك ، وإن رأيتك ففي أوقات نوم أو طعام ، فلماذا – يا رعاك الله - ؟ ، لماذا لا تسمعني نصحك وتوجيهك ؟ كم أتمنى أن يأتي اليوم الذي تُمسك فيه أذني برفق ، وتقول : هذا خطأ وهذا صواب .
q يا أبتي .. لا تدعني أصارع الأمواج وحدي فإني أخاف الغرق !! .
q والدي العزيز .. لقد خجلت من نفسي كثيراً ، بل وبكيت حرقة وألماً ، أتدري لماذا – يا رعاك الله – ؟ " هذا طفل من أطفال الأندلس – بعد أن فتحها المسلمين – يبكي ويذرف الدمع بغزارة ! فمر به جاسوس من الفرنجة فرآه فقال له : ما يبكيك ؟ قال : لأنني لم أستطع إصابة العصفور الذي فوق الشجرة ، فقال له : هون عليك ، فهذا أمر هين ، فأجاب الطفل بحدة قائلاً : إن الذي يبكيني أمر أعمق من صيد العصفور !! فقال الجاسوس : ما هو ؟ فقال : إذا كنت لا أستطيع أن أصيد العصفور اليوم – كما فعل أترابي – بسهم واحد فكيف أستطيع أن أصيب عدوي غداً !! " .
q أبتاه .. لقد قارنت بيني وبين هذا الطفل ، وليتني لم أفعل !! لأنني أصبحت لا شيء ! كان يفكر في أمور عليّة عظيمة ، وأنا جُل همّي في ألعاب الكمبيوتر والسوني والقنوات الفضائية وأمور حقيرة تافهة ، لقد كان يسبح في السماء نحو الثريا ، وأنا لا زلت ألعب في الطين !! لقد بكى لأنه لم يصب هدفه ، وأنا بكائي أشد لأنني لم أكن مثله .
q يا أبتاه .. يا أبتي .. يا والدي العزيز .. أريد أن أسكن الثريا في الدنيا والجنة وفي الآخرة ، فحقق لي ما أصبو إليه بثلاث أمور :
v أن تربيني على الصلاح والتقوى والاستقامة ، وتغرس فيّ حب كتاب الله ، والحرص على أداء الصلاة في الجماعة ، وخاصة صلاة الفجر أثقل الصلاة على المنافقين .
v احفظني بعد حفظ الله من أصحاب السوء واختر لي الصحبة الطيبة ، لأن المرء على دين خليلة .
v كن قريباً منّي – يا رعاك الله – تعرف على همومي وخلجات نفسي ، قومني إذا اعوججت ، حتى لا يكون حصاد السنين من التعب والمشقة ثمرة مرة ووبالاً عليك وعلى المجتمع ، وما الحوادث المؤلمة من الأبناء مع الآباء ، إلا لأنهم أهملوا الغصن لما كان غضاً طرياً ، حتى إذا كبر وتصلب ظل معوجاً وتعذر تقويمه .
q والدي العزيز .. ارفع يديك للحي القيوم في الهزيع الأخير من الليل وادع الله تعالى أن يهديني سواء السبيل ، وأنا لن أنساك : رب اغفر لهما وارحمهما كما ربياني صغيرا ً .
وجزاك الله خير ما جزى والداً عن ولده
ابنك المحب
|
|
10-02-2001 , 02:33 AM
|
الرد مع إقتباس
|