العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > قـسم المسابقات والثقافة > حوار مع المشاهير 3
المشاركة في الموضوع
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#1  
حوار مع المشاهير 3
الحوارات السابقة :

http://www.swalif.net/sforum1/showt...threadid=113392

------------------


حوار مع هبنقة
غطت لحيته الطولية جزاء كبيرا من وجه محاوري وصدره ! ورغم هذا فلم تغيب عن ناظري تلك القلادة من الودع والعظام والخزف والتي وضعها على عنقه !
كان محاوري هبنقة أبو نافع هو يزيد بن ثَرْوان ذو الودعات أحد بني قيس بن ثعلبة والذي ضرب به المثل بالحمق فقيل : ( أحمق من هبنقة ! )
أنا : أرحب بك معنا سيدي الكريم في حوارنا هذا والذي أرجو أن يكون خفيفيا عليك وعلينا وعلى القراء الكرام ، لنتعرف فيه على أخبارك وأخبار الحمقى خاصة وأنت زعيمهم وحامل لواءهم وكيف لا وقد ضرب بك المثل في الحمق حتى قيل (( أحمق من هبنقة )) ..

هبنقة : الشكر لك على هذا الاستضافة في هذا الحوار ! وأرجوا أن تكون الأسئلة خفيفة و سهلة علي !

أنا : حسنا أرجو ذلك .. وقبل أن نبدأ في حوارنا أريد الحديث عن اسمك فقد اختلف البعض في اسمك فقيل يزيد بن ثروان وقال البعض يزيد بن مروان ! أحببنا أن تخبرنا عن صحيح اسمك ؟!
هبنقة [ والتذمر بادي على وجهه ] : لست أدري ما صحيح اسمي ! وما أعلمه أنني من طائفة كان من أتباعها ما حدث به أبو العبنس :
قال أبو العنبس‏:‏ صحبني رجل في سفينة فقلت له‏:‏ ممن الرجل فقال‏:‏ من أولاد الشام ممن كان جدي من أصدقاء المنصور علي بن أبي سالم شاعر الأنبار وكان من الذين بايعوا تحت الشجرة مع أبي سالم بن يسار في وقعة الفاروق أيام قتل الحجاج بن يونس بالنهروان على شاطىء الفرات مع أبي السرايا
قال أبو العنبس‏:‏ فلم أدر على أي شيء أحسده على معرفته بالأنساب أم على بصره بأيام الناس أم حفظه للسير‏.‏
فكيف بالله أعرف صحيح أسمي وأنا من هؤلاء !!!!

أنا : ولكن هذا اسمك ولا يمكن أن تجهل اسمك ونسبك !!؟؟

هبنقة : يا هذا لقد جعلت في عُنُقي قِلادة من وَدَع وعِظامٍ وخَزَف، وأنا كبير في السن ذو لحية طويلة، فسألني الناس عن ذلك، فقلت لهم : لأعرف بها نفسي، ولئلا أضل ..
فكان أن بت ذات ليلة وأخَذَ أخي قلادتَي فتقلَّدها، فلما أصبحت ورأيت القلادة في عنق أخي عجبت من الأمر وقلت : يا أخي أنت أنا فمن أنا !!
أنا [ ضاحكا] : حسنا حسنا .. نعذرك كل العذر فهذا الفعل ليس بغريب عن طائفتك فقد حدث مثل هذا لجحا وهو شبيه لفعل ريطة بنت عامر الحمقاء‏ :‏ كانت تعلم رأس أولادها بالقزع لتعرف أولادها من أولاد غيرها !

هبنقة [ مستدركاً ] : ورغم هذا فإن أردت رأيي فأنا أفضل أن أكون من بني مروان ..

أنا : ولما ؟؟!!

هبنقة : لآن من بينهم الرجل الصالح أبو محمد ! فقد حدثنا معمر قال‏:‏ دخلت مسجد حمص فإذا أنا بقوم لهم رواد فظننت فيهم الخير فجلست إليهم فإذا هم ينتقصو علي بن أبي طالب ويقعون فيه فقمت من عندهم فإذا شيخ يصلي ظننت فيه الخير فجلست إليه فلما أحس بي وسلم قلت‏:‏ يا عبد الله ما ترى هؤلاء القوم ينتقصون علياً ويشتمونه وجعلت أحدثه بمناقبه وأنه زوج بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو الحسنين وابن عم الرسول فقال‏:‏ يا عبد الله ما لقي الناس من الناس ولو أن أحداً نجا من الناس لنجا منهم أبو محمد رحمه الله هو ذا يشتم وحده‏.‏
قلت‏:‏ ومن أبو محمد قال‏:‏ الحجاج بن يوسف‏.‏

أنا [ وكدت أن أموت من الضحك ] : حسنا دعنا من كل هذا ولنواصل
أسئلتنا!
حسنا بديهة أحببنا أن نعلم ولو القليل عن مولدك ونشأتك ؟!

هبنقة : لا أدري لم أسئلتك صعبة ! وما يدريني أنا متى ولدت ! وكيف نشأت !؟
وهل كنت أعقل أنا ساعة مولدي ! حتى أعرف متى ولدت !؟ ثم هل يعقل الصبي كيف نشأ وماذا جرى له في صغره !!!!

أنا : عفوا .. عفوا .. ولكن قطعا لربما أخبرت من أهلك أو أي قريباً لك متى كان مولدك ؟! وقطعا تذكر ولو قليل عن نشأتك !!

هبنقة : أسمع لا أذكر شيئا من هذا ! لكن أن أردت فلربما ولدت في رأس الهلال للنصف من رمضان بعد العيد بثلاثة أيام وأحسب الآن أنت كيف شئت ..

أنا : لكن .. لكن هذا لا يتفق أبدا مع ...

هبنقة [ بغضب ] : أسمع ! هل كنت أنت معي حين مولدي ! أم لعله مولدك وليس مولدي ! أو لعله أنت أنا وأنا ليس بأنا ، مع أن قلادتي في عنقي !!!

أنا [ وأنا أضحك ] : حسنا .. حسنا لا تغضب .. فلا يعنينا متى ولدت وكيف نشأت فالمصادر شحيحة في هذا الأمر و أنت لا تعلم أو قل لا تذكر عن هذا الآمر من شيء !
وإن كانت تذكر هذه المصادر أنك كنت معاصر لعبيد الله بن زياد الذي جمعك بأحمق أخر اسمه شَرَنْبَثٍ.ويقال جرنبذ وهو منافس لك في الحمق حيث يقال أحمق من شرنبث !؟

هبنقة : أذكر هذا .. أذكر هذا .. ولي معه قصة فقد كاد أن يفقأ عيني بحجارته ! بل كاد أن يقتلني بسبب تحريض ابن زياد ! ولا أدري من سيدفع لي ديتي عند وفاتي !!

[ وأخذ ينشد متوجعا ]

ِذا ما طلبتَ الأرضَ ثم تباعَدَتْ * عليكَ فضعْ كورَ المطيةِ وانزلِ
وإِن كنتَ في دارٍ يُهينُكَ أهلُها * ولم تكُ مكبولاً بها فتحوَّلِ
وإِن كنتَ ذا مالٍ قليلٍ فلا تكنْ * لزوماً لقعرِ البيتِ ما لم تموَّلِ

كنت أتمنا والله أن يحدث لي مع ابن زياد مثل ما حدث للجصاص مع ابن الفرات فقد دخل ابن الجصاص يوماً على ابن الفرات الوزير الخاقاني وفي يده بطيخة كافور فأراد أن يعطيها الوزير ويبصق في دجلة فبصق في وجه الوزير ورمى البطيخة في دجلة فارتاع الوزير وانزعج ابن الجصاص وتحير وقال‏:‏ والله العظيم لقد أخطأت وغلطت أردت أن أبصق في وجهك وأرمي البطيخة في دجلة‏.‏
فقال له الوزير‏:‏ كذلك فعلت يا جاهل‏.‏

ولكن حالنا مع ابن زياد أنا وشرنبث ليس كحال ابن الجصاص مع ابن الفرات بل كحال أحد السلاطين الذي دعا مجنونَينِ ليحرِّكَهما فيضحكَ ممّا يجيء منهما فلما أسمعاه وأسمعهما غضِب ودعا بالسيف فقال أحدُهُما لصاحبه‏:‏ كنَّا مجنونَين فصرنا ثلاثة !!



أنا ( وأنا بالكاد أكتم ضحكتي ) : حسنا .. حسنا .. فلنواصل الأسئلة ..
لا نعرف الكثير عن حياتك العملية فلم يذكر عنك أنك دخلت الكتاب ...

فقاطعني هبنقة قائلا : وهل أنا مجنون حتى يعلمني معلم صبيان !!

أنا :ولما !!

هبنقة : هل سمعت ما قاله الجاحظ ! قال : لقد مررت بمعلم و الصبيان يضربونه وينتفون لحيته فتقدمت لأخلصه فمنعني وقال‏:‏ دعهم بيني وبينهم شرط إن سبقتهم إلى الكتاب ضربتهم وإن سبقوني ضربوني واليوم غلبني النوم فتأخرت ولكن وحياتك إلا بكرت غداً من نصف الليل وتنظر فعلي بهم فالتفت إليه صبي وقال‏:‏ أنا أبات الليلة ها هنا حتى تجيء وأصفعك‏.‏..
فبالله عليك كيف تريدني أن أتعلم ومعلمينا هكذا !!؟

أنا : حسنا حسنا .. لم يكن رأي الجاحظ في المعلمين طيب .. ورغم هذا كان هذا سببا لكي تكون راعيا ترعى غنم وإبل أهلك !
ويقال أنه كانت لك سياسة في الرعي ؟!

هبنقة : نعم فقد كنت أرعى أغنام وإبل أهلي وكنت أرعى السِّمَان في العشب وأنحي المهازيلَ الضعاف فقيل لي: ويحك! ما تَصْنَع؟ فقلت لهم : لا أفسد ما أصلحه اللّه ! ولا أصلح ما أفسده !

أنا : لذا لما خَلَع قتيبةُ بن مسلم سليمانَ بن عبد الملك بخراسان قام خطيباً فقال‏:‏ يا أهل خراسان أتدرون مَن ولِيُّكم !؟
إنّما وليُّكم يزيد بن ثروان ..
شبه سليمان بك لإنك كنت تحسن من الإبل إلى السِّمان وتدع المهازيل وتقول ‏:‏

إنّما أكرِمُ من أكرم اللَّه وأهين من أهان اللَّه ، وكذلك كان سليمانُ يعطي الأغنياء ولا يعطي الفقراء ويقول‏:‏ أُصلح ما أصلح اللَّه وأُفسد ما أفسَد اللَّه !

هبنقة : لا شك أن سليمان قد احسن في الحكم ! وليس بغريب فقد أخذ بسنتي وحكمي !

أنا : لا أشك في هذا ! ومن أحكامك العجيبة تلك القصة التي تقول :

اختصمت الطّفاَوَة وبنو رَاسِب في رجل ادَّعَاه هؤلاء وهؤلاء، فقالت الطفاوة: هذا من عرافتنا، وقالت بنو راسب: بل هو من عرافتنا، ثم قالوا: رضِينَا بأولِ من يطلع علينا، فبينما هم كذلك إذ طلعت عليهم ، فلما رأوك قالوا: إنَّا لِلَّه! مَنْ طلع علينا؟ فلما دنوت منمه قَصُّوا عليك قصتهم، فقلت: الحُكْمُ عندي في ذلك أن يذهب به إلى نهر البَصْرة فيُلْقَى فيه، فإن كان راسبيا رسَب فيه، وإن كان طفاويا طَفَا، فقال الرجل: لا أريد أن أكون من أحد هذين الحيين، ولا حاجة لي بالديوان.

هبنقة : وهل أخطأت في الحكم !؟

أنا : لا .. وحتى لو أخطأت في الحكم فلم تبلغ ما بلغه أحد طائفتك وهو أحد ولاة الرشيد فقد حكم على شاة بالحد فقالوا إنها بهيمة‏.‏
فقال‏:‏ الحدود لا تعطل وإن عطلتها فبئس الوالي أنا‏.‏
فانتهى خبره إلى الرشيد فلما وقف بين يديه قال‏:‏ من أنت قال‏:‏ مولى لبني كلاب فضحك الرشيد وقال‏:‏ كيف بصرك بالحكم قال‏:‏ الناس والبهائم عندي واحد في الحق ولو وجب الحق على بهيمة وكانت أمي أو أختي لحددتها ولم تأخذني في الله لومة لائم‏.‏
فأمر الرشيد أن لا يستعان به‏ !

هبنقة : نعم الرجل هو فقد أحسن ! وهذا لو كان في زمانكم لكان من أتباع
المساوة المطلقة بين الخلق !

أنا : دعنا من هذا .. يقال أنك أضعت بعيراً فجعلت تنادي : من وجده فهو له فقيل لك‏:‏ فلم تنشده فقلت ‏:‏ فأين حلاوة الوجدان !

هبنقة : وماذا في هذا !!! وهل أحلى من حلاوة الوجدان !

أنا [ وأنا أضحك ] : حسنا لا اعتقد أنك أخطأت !! فلا أحلى من حلاوة الوجدان !
لم يبقى من الآمر إلا أن أذكر ما ذكره ابن الجوزي في كتابه أخبار الحمقى والمغفلين عن قصص من أصحابك وطائفتك وأرجو أن تنال رضاك واستحسانك ..
******
مرض صديق لحامد بن العباس فأراد أن ينفذ ابنه إليه ليعوده فأوصاه وقال‏:‏ يا بني إذا دخلت فاجلس في أرفع المواضع وقل للمريض‏:‏ ما تشكو فإذا قال‏:‏ كذا وكذا فقل له‏:‏ سليم إن شاء الله وقل‏:‏ من يجيئك من الأطباء فإذا قال‏:‏ فلان فقل‏:‏ ميمون وقل‏:‏ ما غداؤك فإذا قال‏:‏ كذا وكذا فقل‏:‏ طعام محمود‏.‏
فذهب‏.‏
فدخل على العليل وكان بين يده منارة فجلس عليها لارتفاعها فوقعت على صدر العليل فأوجعته ثم قال للمريض‏:‏ ما تشكو فقال‏:‏ أشكو علة الموت فقال‏:‏ سليم إن شاء الله فمن يجيئك من الأطباء قال‏:‏ ملك الموت قال‏:‏ مبارك ميمون فما غداؤك قال‏:‏ سم الموت قال‏:‏ طعام طيب محمود‏.‏
*****
وقال أحد القصاصين وهو يعض ‏:‏ إذا كان يوم القيامة خرج من النار رأس عظيم من صفته كذا وكذا‏.‏
وكان رجل يستمع في المجلس وهو يميد من الخوف فقال له‏:‏ ما الذي بك ! أتنكر قدرة الله قال‏:‏ لا بل إني رجل مزين ( حلاق ) فلو كلفت حلق هذه الرأس كيف كنت أعمل‏ !!!
******
ورأى الجاحظ معلم و قد جاءه غلامان قد تعلق كل واحد منهما بالآخر فقال‏:‏ يا معلم هذا عض أذني فقال‏:‏ ما عضضتها وإنما عض نفسه فقال‏ المعلم :‏ يا ابن الخبيثة جمل حتى يعض أذن نفسه !!
*******
‏وكان رجل كثير المخاصمة لامرأته وله جار يعاتبه على ذلك فلما كان في بعض الليالي خاصمها خصومة شديدة وضربها فاطلع عليه جاره فقال‏:‏ يا هذا اعمل معها كما قال الله تعالى‏:‏ إما إمساك إيش اسمه أو تسريح ما أدري إيش‏.‏
فهل كان هذا خيرا مني !!

*******
وحدث عبد الرحمن بن مسهر قال‏:‏ ولاني القاضي أبو يوسف القضاء بجبل‏.‏
وبلغني أن الرشيد منحدر إلى البصرة فسألت أهل جبل أن يثنوا علي فوعدوني أن يفعلوا ذلك وتفرقوا فلما آيسوني من أنفسهم سرحت لحيتي وخرجت فوقفت له فوافى وأبو يوسف في الحراقة فقلت‏:‏ يا أمير المؤمنين نعم القاضي قاضي جبل قد عدل بينا وفعل وصنع وجعلت أثني على نفسي فرآني أبو يوسف فطأطأ رأسه وضحك فقال هرون‏:‏ مم تضحك فقال‏:‏ إن المثني على نفسه هو القاضي‏.‏
فضحك هرون حتى فحص رجليه وقال‏:‏ هذا شيخ سخيف سفلة فاعزله فعزلني

*******

وصلى بعض الأعراب خلف بعض الأئمة في الصف الأول وكان اسم الأعرابي مجرماً فقرأ الإمام‏:‏ والمرسلات‏.‏
‏.‏
إلى قوله‏:‏ ‏"‏ ألم نهلك الأولين ‏"‏ فتأخر البدوي إلى الصف الآخر فقال‏:‏ ‏"‏ ثم نتبعهم الآخرين ‏"‏ فرجع إلى الصف الأوسط فقال‏:‏ ‏"‏ كذلك نفعل بالمجرمين ‏"‏ فولى هارباً وهو يقول‏:‏ ما أرى المطلوب غيري‏.
*****
وعن الحسين بن السميدع الأنطاكي قال‏:‏ كان عندنا بإنطاكية عامل من حلب وكان له كاتب أحمق فغرق في البحر شلنديتان من مراكب المسلمين التي يقصد بها العدو فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب بخبرهما‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم إعلم أيها الأمير أعزه الله تعالى إن شلنديتين أعني مركبين قد صفقا من جانب البحر أي غرقا من شدة أمواجه فهلك من فيهما أي تلفوا قال‏:‏ فكتب إليه أمير حلب‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم ورد كتابك أي وصل وفهمناه أي قرأناه أدب كاتبك أي إصفعه واستبدل به أي اعزله فإنه مائق أي أحمق والسلام أي انقضى الكتاب‏.

وقد انقضى حوارنا هذا فشكرا هبنقة على سعة صدرك !‏

الطارق غير متصل قديم 14-11-2003 , 11:45 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#2  
حوار مع ابن قتيبة الدينوري
كان محاوري حسن المظهر، أبيض اللّحية طويلها ( تاريخ الاسلام ) ، كان محاوري هو عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري ، العلامة الكبير صاحب التصانيف الشهيرة ( سير أعلام النبلاء ) و أحد العلماء والأدباء والحفاظ الأذكياء ( البداية والنهاية ) وإمام مدرسة بغداد النحوية ( مقدمة عيون الأخبار ) !

رحبت بمحاوري وأعلنت افتخري بحاورنا هذا فشكر لي هذا اللقاء وكان هذا الحوار :

أنا : أحببنا أن تخبرنا عن نفسك و نسبك ومولدك ؟!

ابن قتيبة الدينوري : أنا ابن قتيبة أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري وقيل المروزي
النحوي اللغوي صاحب كتاب المعارف وأدب الكاتب ( وفيات الأعيان ) ولدت ببغداد ( ويقال بالكوفة )سنة 213هـ (828 م ) وأصولي فارسية ( ويقال تركي ) من مرو خراسان ( تاريخ الأدب العربي / العصر العباسي الثاني )

أنا : عرفت بالدينوري لسبب أحببنا ذكره ؟

ابن قتيبة الدينوري : نعم فلم أكن أصلا من دينور فقد ولد والدي في مرو وولدت أنا في بغداد وإنما عرفت بالدينوير لإني وليت على قضاء الدينور وهي بلدة من بلاد الجبل عند قرميسين ( مقدمة عيون الأخبار / دار الكتب العلمية )

أنا : حسناً خبرنا عن نشأتك العلمية ؟!

ابن قتيبة الدينوري : كما قلت في السابق ولدت ببغداد سنة 213 هـ ونشأت ( مقدمة عيون الأخبار ) بها وأخذت أدرس في الكتاب في صباي فحفظت شيئا من القرآن الكريم والحديث النبوي والأشعار وشيئا من الفقه والنحو والحساب ثم أخذت اختلف إلى المساجد الجامعة ببغداد أخذ من علمائها أخذ كل ما عندهم من علوم اللغة والشريعة والحديث ، ثم عكفت على المترجمات اقرأ فيها واستوعبها وخاصة ما ترجم من الفارسية (تاريخ الأدب العربي / العصر العباسي الثاني )

أنا : ذكرت أنك أخذت عن الكثير من العلماء أحببنا ذكر بعض شيوخك ؟!

ابن قتيبة الدينوري : نعم درست علم الحديث دراسة واسعة على يد أساتذة كبار كان أولهم أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن مخلد المروزي المعروف بابن راهويه ( 238 هـ ) وهو أحد أئمة الإسلام وأخذت عن أبو حاتم السجستاني ( 248 هـ ) وكان إماما في علوم القرآن والآداب عالما باللغة والشعر وعلم العروض وقد ألف الكثير من الكتب ، وأخذت في بغداد عن أبو إسحاق إبراهيم بن سفيان الزيادي ( 249 هـ ) ( في سير أعلام النبلاء للذهبي أخذ عن وَمُحَمَّدِ بنِ زِيَادِ بنِ عُبَيْدِ اللهِ الزِّيَادِيِّ ) وكان نحويا لغويا راوية وشاعر ، وأخذت عن أبو الفضل العباس بن الفرج الرياشي اللغوي النحوي المعروف ( قتله الزنج سنة 257 هـ ) ..
كما أخذت عن عبد الرحمن ابن أخي الاصمعي وحرملة بن يحي التجيبي وأبا الخطاب زياد بن يحي الحساني البصري ( مقدمة عيون الأخبار )

أنا : يقال أنك عاصرت الجاحظ وقد أخذت منه على الرغم أنك من السنة وهو من المعتزلة ؟!

ابن قتيبة الدينوري : فقد أجاز لنا الجاحظ من كتبه ككتاب البخلاء ( عيون الأخبار : ج3 / ص221 ) وقد انكببت على كتب الجاحظ أدرسها (تاريخ الأدب العربي / العصر العباسي الثاني ) ونقلت الكثير مما ذكره الجاحظ في كتبه ( مقدمة عيون الأخبار ) ورغم هذا فقد اختلفت معه فيك ثير من المسائل فقد كان الجاحظ أحد المعتزلة وقد نقدته في كتابي " تأويل مختلف الحديث " فقد كان يذكر حجج النصارى على المسلمين بأقوى مما يذكر الرد عليهم ، كما إن كتبه قد ملئت بالمضاحيك والعبث يريد استمالة الأحداث كما يستهزئ بالأحاديث ( ضحى الإسلام : ج1/ ص402 )

أنا : حسنا .. وكما ذكرت من قبل فقد عينت على قضاء الدينور ثم انتقلت إلى بغداد ( * ) تزاول التدريس والتعليم بها إلى حين وفاتك ؟! ( مقدمة عيون الأخبار )

ابن قتيبة الدينوري : نعم .. وقد تتلمذ علي يدي الكثير من العلماء منهم ولدي أبو جعفر أحمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة وقد ولد في بغداد وكان فقيها قاضيا تولى قضاء مصر وروى كتبي جميعا كما أخذ عني ابن درستويه النحوي وأبا سعيد الهيثم بن كليب الشاشي البنكثي وأبو محمد قاسم بن أصبغ البياني وعبد الله بن عبد الرحمن السكري وإبراهيم بن محمد الصائغ وعبيد الله بن أحمد بن بكير التميمي ( مقدمة عيون الأخبار )

أنا : رغم مشاغلك في القضاء وتدريسك إلا أنك قد ألفت الكثير من الكتب التي تميزت بتعدد نواحيها وتناولت معارف عصرك حتى تعد من أمهات الكتب أحببت ذكر بعض الكتب التي ألفتها :

معاني الشعر الكبير ، و عيون الشعر ، والشعر والشعراء ، والمراتب والمناقب عن عيون الشعر ، وأدب الكاتب ،وديوان الكتاب ، وإعراب القرآن ، ومعاني القرآن، ومشكل القرآن ، والرد على القائل بخلق القرآن ، والقراءات ، وآداب القراءة ، وغريب الحديث ، ومختلف الحديث ، وإختلاف تأويل الحديث ، ومشكل الحديث ، والمشتبه من الحديث والقرآن ، وإصلاح غلط أبي عبيدة في غريب الحديث ، والمسائل ، والجوابات ، وجامع الفقه ، والتفقيه ، ودلائل النبوة، ومعجزات النبي ، وإدريس النبي ، وخلق الإنسان ، والرد على المشبهة ،وجامع النحو ، وجامع النحو الصغير ، والتسوية بين العرب والعجم ، وفضل العرب على العجم والرد على الشعوبية ، والعرب وعلومها ، والألفاظ المغربة بالألقاب المعربة ، والبلغة في شذور اللغة ، وتقويم اللسان ، والإشتقاق ، وتعبير الرؤيا ، والمعرفة والمعارف ، والعلم ، والقلم ، والأنوار ،وفرائد الدر ، وحكم الأمثال ، والحكاية والمحكي ، والخيل ، والرحل والمنزل ، والنبات ، والجراثيم ، واليسر والقداح ، آداب العشرة ، الجوابات الحاضرة ، الكلام ، تاريخ الخلفاء أو الإمامة والسياسة ( وإن شك البعض في نسبة الكتاب لبن قتيبة ) ، ووصية لأبي محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة إلى ولده ، وأرجوزة الظاء والضاد ( مقدمة عيون الأخبار ) ( ** )

ابن قتيبة الدينوري : نعم وإن كان أشهر كتبي هو كتاب عيون الأخبار وهو كتاب في الأدب قسمته إلى عشرة كتب كل كتاب كباب : كتاب السلطان ، والحرب والسؤدد والطبائع ، والأخلاق المذمومة ، والعلم والبيان والزهد ، والأخوان ، والحوائج ، والطعام ، والنساء . ( ضحى الإسلام : ج1 / 403 ) وقد مزجت فيها الثقافة العربية والفارسية والهندية وغيرها من ثقافات ذلك العصر .

أنا : كما اشتهر كتابك أدب الكاتب وإن كان قد نقده البعض بالقول أنه خطبة بلا كتاب لأنك طولت من الخطبة وأودعت فوائدك فيها وقد دافع عنك ابن خلكان فقال ( وفيات الأعيان ) : ( والناس يقولون إن أكثر أهل العلم يقولون إن أدب الكاتب خطبة بلا كتاب وإصلاح المنطق كتاب بلا خطبة وهذا فيه نوع تعصب عليه فإن أدب الكاتب قد حوى من كل شيء وهو مفنن وما أظن حملهم على هذا القول إلا أن الخطبة طويلة والإصلاح بغير خطبة وقيل إنه صنف هذا الكتاب لأبي الحسن عبيد الله بن يحيى بن خاقان وزيرالمعتمد على الله بن المتوكل علىالله الخليفة العباسي )

ابن قتيبة الدينوري : يكفيني ما قاله ابن خلدون عندما قال : ( وسمعنا من شيوخنا في مجالس التعليم أن أصول هذا الفن ( أي الأدب ) وأركانه أربعة دواوين وهي : أدب الكاتب لابن قتيبة وكتاب الكامل للمبرد وكتاب البيان والتبيين للجاحظ وكتاب النوادر لأبي على القالي البغدادي وما سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها ) ( مقدمة عيون الأخبار تحقيق يوسف علي طويل )

أنا : الحقيقة ورغم فارسيتك فقد رددت على الشعوبية في عصرك .. وإن اتهمك صاحب العقد الفريد أنك اضطربت في كتابك فنقضت في موضع ما أبرمته في آخر وقد علق أحمد أمين على هذا في مقارنته بينك وبين الجاحظ في الشخصية ( ضحى الإسلام : ج 1 / ص 403 )؟

ابن قتيبة : رغم هذا فقد كتبت كتابين دفاعا عن العرب وردا على الشعوبية هما الرد على الشعوبية وفضل العرب على العجم ( مناهج التأليف عن العرب ) ..


أنا : أخيرا اتهمك البعض بعدة تهم فقد قال البيهقيّ: كان يرى الكّرامية.
ونقل صاحب مرآة الزّمان عن الدّارقطنيّ أنّه قال: كان ابن قتيبة يميل إلى التّشبيه ( تاريخ الإسلام للذهبي ) ؟

ابن قتيبة الدينوري ( وقد بدأ عليه الغضب ): كيف هذا وقد ألفت كتابا عن اسمه الرد على المشبهة !!!

أنا : الحقيقة فند الذهبي هذا وقال : (والّذي قيل عنه في التّشبه لم يصحّ، وإن صح فالنّار أولى به. فما في الدِّين محاباة.
وقال مسعود السّجزيّ: سمعت الحاكم يقول: أجمعت الأمة على أنّ القتيبيّ كذاب.
وهذه مجازفة بشعة من الحاكم. وما علمت أحداً أتهم ابن قتيبة في نقلٍ. مع أنّ أبا بكر الخطيب قد وثَّقه.
وما أعلم أحداً اجتمعت الأمة على كذبه إلاّ مسيلمة والدّجّال. غير أنّ ابن قتيبة كثير النقَّل من الصُّحف كدأب الإخباريّين. وقلَّ ما روى من الحدَّيث. ) ( تاريخ الاسلام )
وقال في سير أعلام النبلاء : (أَجْمَعَتِ الأُمَّةُ عَلَى أَنَّ القُتَبِيَّ كَذَّابٌ.
قُلْتُ: هَذِهِ مُجَازَفَةٌ وَقِلَّةُ وَرَعٍ، فَمَا عَلِمْتُ أَحَداً اتَّهَمَهُ بِالكَذِبِ قَبْلَ هَذِهِ القَوْلَة، بَلْ قَالَ الخَطِيْبُ: إِنَّهُ ثِقَةٌ.
وَقَدْ أَنْبَأَنِي أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ الحَرَّانِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ السِّلَفِيَّ يُنْكِرُ عَلَى الحَاكِمِ فِي قَوْلِهِ: لاَ تَجُوْزُ الرِّوَايَةُ عَنِ ابْنِ قُتَيْبَةَ.
وَيَقُوْلُ: ابْنُ قُتَيْبَةَ مِنَ الثِّقَاتِ، وَأَهْلِ السُّنَّةِ. )
وقال ابن كثير في البداية والنهاية : ( وكان أهل العلم يتهمون من لم يكن في منزله شيء من تصانيفه )
( قَالَ أَبُو بَكْرٍ الخَطِيْبُ: كَانَ ثِقَةً دَيِّناً فَاضِلاً )
بل قد تعصب أهل المغرب تعصبهم لمالك فقالوا من استجاز الوقيعة في ابن قتيبة يتهم بالزندقة ... حتى تبركوا بكتبك حتى قالوا : كل بيت ليس فيه شيء من تصنيف ابن قتيبة لا خير فيه .. ( مناهج التأليف عند العرب)

لم يبقى شي شيخنا الفاضل إلا أن نذكر أنه اختلف في سنة وفاتك فقيل 267 هـ وهي الأشهر وبين سنة 270 هـ وذكر ابن خلكان أنها في ذو القعدة من تلك السنة ( 270 هـ 9 وقيل سنة 271 هـ وكانت حادث وفاتك كما ذكر ابن خلكان :

( وكانت وفاته فجأة صاح صيحة سمعت من بعد ثم أغمي عليه ومات وقيل أكل هريسة فأصابه حرارة ثم صاح صيحة شديدة ثم أغمي عليه إلى وقت الظهر ثم اضطرب ساعة ثم هدأ فما زال يتشهد إلى وقت السحر ثم مات رحمه الله تعالى )

( * ) يقول الذهبي في تاريخ الاسلام : (ولاّه الرّياستين مظالم البصرة.
وبعد ثورة الزَّنج رجع إلى بغداد وأخذ يضنف ّ. )

( ** ) في الاعلام للزركلي : ( من كتبه " تأويل مختلف الحديث - ط " و " أدب الكاتب - ط " و " المعارف - ط " وكتاب " المعاني - ط " ثلاثة مجلدات ، و " عيون الاخبار - ط " و " الشعر والشعراء - ط " و " الامامة والسياسة - ط " وللعلماء نظر في نسبته إليه ، و " الاشربة - ط " و " الرد على الشعوبية - ط " و " فضل العرب على العجم - خ " في 40 ورقة ، و " الرحل والمنزل - ط " رسالة ، و " الاشتقاق - خ " و " مشكل القرآن - ط " و " المشتبه من الحديث والقرآن - خ " و " العرب وعلومها - خ " و " الميسر والقداح - ط " و " تفسير غريب القرآن )

المراجع :

1 –عيون الأخبار : لأبي محمد بن عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري / تحقيق الدكتور يوسف علي طويل : دار الكتب العلمية )
2- تاريخ الأدب العربي / العصر العباسي الثاني ( شوقي ضيف )
3- ضحى الإسلام المجلد الأول أحمد أمين
4- الأعلام للزركلي كتاب وومجلد على نسق وورد محمل من النت..
5 – منهاج التأليف عن العرب / الدكتور مصطفى الشكعة .
6 – وفيات الأعيان كتاب ملفات وورد محمل من النت
تاريخ بغداد الخطيب البغداداي كتاب وملفات وورد محمل من النت
7 – البداية والنهاية لبن كثير برنامج المحدث ..
8 سير أعلام النبلاء الذهبي برنامج المحدث ..
9 تاريخ الإسلام الذهبي على هيئة ملفات وورد محمل من النت ...

الطارق غير متصل قديم 14-11-2003 , 11:56 PM    الرد مع إقتباس
وردة بلادي وردة بلادي غير متصل    
مبدع متميز جداً اماراتية حتى النخاع  
المشاركات: 4,685
#3  

ماشاء الله عليك اخوى الطارق

ابداع متميز سلمت يمينك

فعلا موضوع يستحق التميز

يعطيك العافية

وردة بلادي غير متصل قديم 15-11-2003 , 03:34 PM    الرد مع إقتباس
shahnaz shahnaz غير متصل    
مبدع فائق التميز  
المشاركات: 5,561
#4  

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


موضوع رائع


وأسلوب شيق في الطرح

بوركت جهودك أخي الطارق !!

shahnaz غير متصل قديم 16-11-2003 , 05:54 PM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#5  

بارك الله فيك أختي ميرانة
وسلمك الله من كل شر ..

أشكرك اختي على كلماتك الكريمة ..
وأرجو أن ينال الحوار استحسان الجميع

دامت لك العافية في الدنيا والآخرة ..

الطارق غير متصل قديم 17-11-2003 , 05:57 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#6  
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك أختي شاهيناز ..
أشكرك أختي على هذا التشجيع الكريم ..

أرجو أن يكون لهذه الحوارات فائدة في التعريف
بهذه الشخصيات الشهيرة في التاريخ العربي الإسلامي ..

دامت لك السعادة في الدارين ..

الطارق غير متصل قديم 17-11-2003 , 06:02 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#7  

حوار مع ابن وحشية النبطي

كان منظر محاوري وما يحيط به يثير في نفسي الخوف ، كان هذا شعور قد انتابني وقد يكون هذا الشعور الذي انتابني وأنا أوجه محاوري شعورا نفساني أكثر ما يكون شعور ظاهر أو خارجي بين !

فقد كان محاوري مما اشتهر في التاريخ التأليفي عند العرب بتأليف كتب السحر والشعوذة ! وكان ما يخيفني أنه كان يدعي أنه ساحر [ الفهرست ]

كان محاوري هو أبو بكر أحمد بن علي بن المختار بن عبد الكريم بن جرثيا بن بدنيا بن برطانيا بن عالاطيا الكسداني الصوفي ! [ الفهرست وفي الأعلام : هو أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم بن حرثيا ، أبو بكر المعروف ابن وحشية ]
والمتوفي في سنة في حدود سنة 298 هـ [ معجم المؤلفين لعمر ضا كحالة والأعلام للزركلي ]
بدأت حواري وأنا في وجل وخوف من هذا الشخص !

بدأية الأمر عالمنا الكريم أحببنا أن تعرفنا بنفسك في عدة السطور !

ابن وحشية النبطي : أنا أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم بن حرثيا ، أبو بكر المعروف ابن وحشية : عالم بالكيمياء أنعت بالصوفي كلداني الاصل ، نبطي . من أهل قسين ( كورة من نواحي الكوفة ) [ أنظر الأعلام للزركلي ]
والنبط أو كسداني سكان الأرض الأولى وأنا منهم ومن ولد سنحاريب [ الفهرست ]

وقد ولدت في ضواحي الكوفة كما ذكرت من قبل وقد ورثت عن والدي ثروة كبيرة وقد حرمت منها ، وقد كنت شديد الذكاء فاتجهت إلى العلوم ومن بينها علوم اللغات القديمة [ قصاصة من أحد الجرائد لا أدري ما هي لعلها المدينة أو عكاظ بتاريخ الأربعاء 6 رمضان 1425 هـ - الموافق 20 أكتوبر 2004 م ) ]


أنا : الحقيقة اشتهر عنك أمران هما التأليف في السحر والأمر الأخر وهو المهم أن لك معرفة كبيرة باللغات القديمة ؟

ابن وحشية النبطي : أم ذكرك أنه قد اشتهرت بالتأليف في السحر والشعوذة فهذا حقيقة فقد ألفت عدة كتب فيها ومن ذلك : كتاب طرد الشياطين ويعرف بالاسرار كتاب السحر الكبير ، ولي كتاب السحر الصغير كتاب دوار على مذهب النبط وهو تسع مقالات كتاب الإشارة في السحر كتاب أسرار الكواكب كتاب حاطوثى أناعي الكسداني في النوع الثاني من الطلسمات [ الفهرست ] .

ونقلت من النبط كتاب طبقانا طلسم الاسرار وكنز الأنوار وكتاب سحر النبط [ كشف الظنون ]

أنا : حسناً .. حسنا .. الحقيقة أن هذا ليس محور اهتمامنا بك ولكن محور اهتمامنا بك هو أنك ألفت كتاب في معرفة اللغات القديمة ومنها الهيروغليفية حتى قيل أنك تعتبر الشخص الذي فك تلك الطلاسم ، وقبل العالم المصريات الفرنسي شامبليون الذي فك رموز الهيروغليفية القديمة !؟ [ قصاصة من أحد الجرائد لا أدري ما هي لعلها المدينة أو عكاظ بتاريخ الأربعاء 6 رمضان 1425 هـ - الموافق 20 أكتوبر 2004 م ) ]

ابن وحشية النبطي : لعلك تقصد مؤلفي ( شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام ) ؟!

أنا : هو ذلك .. نعم وقد قيل أن هذا الكتاب هو أول من فك رموز اللغة القديمة وميز أنواعها وقد ذكرت دراسة حديثة أنه وجد لك نسخة من كتابك هذا تعود لسنة 241 هـ وذكر في هذه الدراسة أنك وضعت في مخطوطتك أو كتابك الأقلام القديمة وحروفها وما يقابلها من حروف باللغة العربية ومن بين هذه اللغات إلى جانب الهيروغليفية المصرية القديمة مثل الديموطيقية والهيروطيقية والقبطية القديمة إلى جانب الأشورية والكلدانية والنبطية ؟! [ قصاصة من أحد الجرائد لا أدري ما هي لعلها المدينة أو عكاظ بتاريخ الأربعاء 6 رمضان 1425 هـ - الموافق 20 أكتوبر 2004 م ) ]

ابن وحشية : نعم حدث هذا بالفعل ..

أنا : وقد ترجم لك ابن النديم فقال : ((بن وحشية أبو بكر أحمد بن علي بن قيس بن المختار بن عبد الكريم بن حرثيا بن بدنيا بن بوراطيا الكرداني من أهل جنبلاء وقسين أحد فصحاء النبط بلغة الكسدانيين وقد استقصيت ذكره فيما فعل في المقالة الثامنة في فن السحر والشعبذة والعزائم وقد كان له في ذلك حظ ونحن نذكر في هذا الموضع كتبه في صناعة الكيمياء وهي كتاب الأصول الكبير في الصنعة كتاب الأصول الصغير في الصنعة أيضا كتاب المدرجة كتاب المذاكرات في الصنعة كتاب يحتوي على عشرين كتابا أول وثان وثالث وعلى الولاء نسخة الأقلام التي يكتب بها كتب الصنعة والسحر ذكرها بن وحشية وقرأتها بخطه وقرأت نسخة هذه الأقلام بعينها في جملة أجزاء بخط أبي الحسن بن الكوفي فيها تعليقات لغة ونحو وأخبار وأشعار وآثار وقعت لأبي الحسن بن التنح من كتب بني الفرات وهذا من أظرف ما رأيته بخط بن الكوفي بعد كتاب مساوي العوام لأبي العنبس الصيمري حروف الفاقيطوس ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن و ه لا ي حروف المسند ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ض ط ظ ع غ ف ق ك ل م ن و ه لا ي هذه الحروف التي يصاب العلوم القديمة بها في البرابي حروف العنبث ربما وقعت هذه الخطوط في كتب العلوم التي ذكرتها من الصنعة والسحر والعزائم باللغة التي أحدث أهلها العلم فلا تفهم اللهم ان يكون الإنسان عارفا بتلك اللغة وهذا معوز وربما كانت هذه الكتابات تراجم تؤدي الى اللغة العربية وينبغي أن يتأمل ويجعل هذه الأقلام مثالا لها ويرجع إليها ان شاء الله تعالى ))

ثم ذكر بعد ذلك أن لك علاقة بشخص وهو الاخميمي واسمه عثمان بن سويد أبو حرى الاخميمي من أخميم قرية من قرى مصر وذكر أن بينك وبينه مراسلات وقد عرف به فقال : (( الاخميمي واسمه عثمان بن سويد أبو حرى الاخميمي من أخميم قرية من قرى مصر وكان مقدما في صناعة الكيمياء ورأسا فيها وله مع بن وحشية مناظرات وبينه وبينه مكاتبات كتاب الكبريت الأحمر كتاب الإبانة كتاب التصحيحات كتاب صرف التوهم عن ذي النون المصري كتاب التعليقات كتاب آلات القدماء كتاب الحل والعقد كتاب التدبير كتاب التصعيد والتقطير كتاب الجحيم الأعظم كتاب مناظرات العلماء ومفاوضاتهم ))

وأنا لا استبعد أن يكون ما بينكم من مراسلات كان في تعلم ودراسة اللغة الهيروغليفية خاصة وأنا هذا من أهل مصر !! ( 1 )

ابن وحشية النبطي [ ابتسم وقال ] : قد يكون هذا .. لكن الا تلاحظ أن من كتب عني يزعم أني قد ألفت كتاب في مفاوضتي مع الأخميمي هذا وأسميته : ( مفاوضة مع ابى جعفر الاموى وسلامة ابن سليمان الاخميمى في الصنعة والسحر ) [ ثم أنهى بابتسامة ساخرة ] [هدية العارفين - إسماعيل باشا البغدادي الجزء الأول ]

أنا : لكن شيخنا الكريم أليس قد يكون هذا سوء فهم من قبل من ألف عنكم أو كتب عنكم !؟ هل بالأمكان القول أن البعض عندما اطلع على الحروف الغريبة اعتقدها أنها مجرد سحر وطلاسم ؟!

ابن وحشية النبطي [ وهو لا زال على ابتسامته ] : وهل نسيت ما ذكره صاحب الفهرست من أني اعترفت بأني ساحر ؟! ثم هذه الكتب الكثيرة عن السحر أليست تدل على خطا استنتاحك !؟؟

أنا : حسنا ومهم يكن من أمر وقبل أن أنهي حوارنا هذا بتسجيل بعض كتبك التي ألفتها يثيرني فقد ذكرت في كتابك ( أسرار القمر ) في توليده كما ذكر في كتاب نهاية الأراب في فنون العرب : (( فقال ابن وحشية في توليده: وإن أردتم الفجل فخذوا من قرون المعز قرنين فانقعوهما في بول
الناس سبعة أيام، اغرسوهما في الأرض، وذروا عليهما شيئاً يسيرا من حلتيت، واسقوهما
ماء المطر يوما بعد يوم فإن ذلك ينبت لكم الفجل بعد أحد وعشرين يوماً ))

وقال : (( فقال ابن وحشية في توليده: إن أخذتم نابي الخنزير فدهنتموهما بالزيت، وجعلتم في كل
جانبٍ من جانبي النابين الحادين بعرة جمل، وطمرتموهما في الأرض خرج عن ذلك الجزر
الحلو الجيد، وإن طمرتم قرنين من كبشين من كل واحدٍ قرناً مدهوناً بالزيت خرج من ذلك
الجزر ))

وقال : (( قال أبو بكر بن وحشية في كتاب"أسرار القمر"
فقال: وإن أردتم الكُراّثَ الشامي فخذوا مقلة واحدةً فاغمسوها في سَكْبِينجٍ محلولٍ ببولٍ
أي بولٍ اتفق، ثم اطمروها في التراب، واسقوها الماء، فإنها تنبت بعد ثلاثين يوماً، وتعمل
أصولا جيادا ))

وقال : (( فقال ابن وحشية في توليده: وإن أردتم فستقاً فخذوا كبد الماعز فشقوها، وادفنوا فيها
عظم صلب الطاووس، وأهرقوا فوقها عصارة الشّاهْتَرَج، واطمروها في الأرض، فإنه بعد
سبعةٍ وعشرين يوما تخرج من شجرة الفستق ))
وقد ذكر النويري أمثلة كثيرة في كتابه مثل هذا ونسبها لك ؟!

ابن وحشية [ وهو يضحك ] : وما تستغربه من هذا .. فإن لم تصدق ما قلت فجرب هذا إن أردت !!!!

- ولم أعلق على هذا وختمت اسئلتي بسؤله عن ملفاته فقال : نعم ألفت عدة كتب ومن بينها : ومن تصانيفه اسرار الشمس والقمر . سحر النبط . سدرة المنتهى في الكيمياء . شوق المستهام في معرفة رموز الاقلام . غاية الامل في التصريف والمعاناة وما يتصرف من علوم الرياضيات . الفلاحة الصغيرة . الفلاحة الكبيرة . الفوائد العشرون في الكيمياء . كتاب الاشارات في السحر . كتاب الاصنام . كتاب الاصول الصغير . كتاب الاصول الكبير . كتاب الحياة والموت في علاج الامراض . كتاب الرقى والتعاويذ . كتاب السحر الصغير . كتاب السحر الكبير . كتاب الطبيعة . كتاب القرابين . كتاب طرد الشياطين . كتاب المدرجة . كتاب المذاكرات . مذاهب الكلدانيين في الاصنام . مفاوضة مع ابى جعفر الاموى وسلامة ابن سليمان الاخميمى في الصنعة والسحر . نزهة الاحداق في ترتيب الاوفاق [هدية العارفين - إسماعيل باشا البغدادي الجزء الأول ]

لم يبقى من شيء مؤلفنا العظيم إلا أن نشكرك على هذا الحوار !!

المراجع :
اعتمدت في هذا الموضوع على بعض الكتب المحملة من موقع ملتقى أهل الحديث ، وموقع مشكاة ، وبرنامج المحدث جزاهم الله خيراً ...

وهذه الكتب هي الفهرست لابن النديم ، والاعلام للزركلي ، ومروج الذهب للمسعودي ، ومعجم المؤلفين لعمر رضا كحالة ، وهدية العارفين لإسماعيل باشا البغدادي ، ونهاية الآراب في فنون العرب للنويري ، وكشف الظنون لحاجي خليفة ...
و قصاصة من أحد الجرائد لا أدري ما هي لعلها المدينة أو عكاظ بتاريخ الأربعاء 6 رمضان 1425 هـ - الموافق 20 أكتوبر 2004 م !



( 1 ) في بحثي في أحد المواقع قرأت أن ذو النون المصري كان يجيد اللغات القديمة هذا ما ذكره أحد الباحثين المصريين وذكر انه قد عرف هذا بعد ابن وحشية مع أن ذو النون ( توفي سنة 245 هـ كما في الأعلام للزركلي ) أقدم في الزمن ابن وحشية !! وقد ذكر المسعودي في مروج الذهب عن ذو النون ان له معرفة بتلك اللغات !!
ويقول إحسان إلهي ظهير في كتاب ( التصوف .. المنشأ والمصادر ) : (( وكذلك المسعودي يذكر أنه ( جمع معلوماته عن ذي النون من أهل إخميم عندما زار هذا البلد . وهو يروي عنهم أن أبا الفيض ذا النون المصري الإخميمي الزاهد كان حكيما سلك طريقا خاصا , وأتخذ في الدين سيرة خاصة , وكان من المعنيين بحل رموز البرابي في إخميم , كثير التطواف بها . وأنه وفق إلى حل كثير من الصور والنقوش المرسومة عليها , ثم يذكر المسعودي ترجمة لطائفة من هذه النقوش التي ادعى ذو النون أنه قرأها وحلها ) .

ثم وبعد ذكر هذه العبارات كتب نيكلسون ما خلاصته : ( أن ذا النون كان كثير العكوف على دراسة النقوش البصرية المكتوبة على المعابد وحل رموزها , كما كانت مصر القديمة في نظر المسلمين مهد علوم الكيمياء والسحر وعلوم الأسرار , وكان هو من أصحاب الكيمياء والسحر مع أن الإسلام حرم السحر , ولذلك ستره بلباس الكرامات , ومن هنا بدا تأثير السحر في التصوف , ويؤيد ذلك استخدام ذي النون الأدعية السحرية واستعماله البخور لذلك كما ذكره القشيري في رسالت ))


ففي كشف الظنون يذكر أحد الكتب وهو : ((حل الرموز وفتح اقفال الكنوز لأبي القاسم أحمد بن محمد العراقي وهو رسالة في اقلام الأوائل الذين لغزوا بها علومهم واسرارهم في كنوزهم )) ولم أجد لهذا ترجمة أقصد هنا أبي القاسم !!

إلا أنه ذكره أيضا في كشف الظنون وقال : (( عيون الحقائق وكشف وإيضاح الطرائق ذكره في الجفر أوله الحمد لله الذي اطلع لنا من مشارق الأرض الخ وهو على ثلاثين بابا كل باب في علوم غريبة وحيل ساسانية ونيرنجيات وشعبذة ونحو ذلك وخواص ادوية مفردة ومؤلفه هو الامام أبو القاسم بن أحمد بن محمد العراقي المعروف بخروز شاه السماوى كذا ذكره هو بنفسه في أوائل هذا الكتاب وذكر ان له كتابا آخر الفه قبل هذا ويعرف بكتاب الإشارات والمقالات في علم السيمياء الخ كذا في نسخة كتبت في سنة 995 وهى من جملة الكتب التي وقفها ولي الدين أفندي جار الله عددها 2549 ))

ويبدو أن معرفة اللغات المصرية كانت معروفة لدى العرب ولكن ليست بالمنتشرة

الطارق غير متصل قديم 19-04-2007 , 01:41 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#8  
حوار مع المسعودي
حوار مع المسعودي ..
كان محاوري علي بن الحسين بن علي أبو الحسن المسعودي من ذرية عبد الله بن مسعود الصحابي وهو المؤرخ المشهور الذي يلقب بهيردوت العرب والمعروف صاحب الكتاب المشهور ( مروج الذهب ) .

أنا :أحيك مؤرخنا الكريم وقبل أي شيء نود أن نعرف عن نسبك الكريم فقد أجمعت جميع المصادر على نسبتك إلى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فهلا ذكرته لنا ذلك ..

المسعودي : نعم .. أنا على بن الحسين بن على بن عبد الله بن زيد بن عتبة بن عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وأعرف بابن عتبة ( أنظر تاريخ ابن خلدون ، وجمهرة أنساب العرب لابن حزم ) ..

أنا : أحسنتم .. نود الآن أن تذكر لنا نبذة مختصرة عن شخصكم الكريم ..

المسعودي : أنا علي بن الحسين بن علي، أبو الحسن المسعودي، من ذرية عبد الله بن مسعود: مؤرخ، رحالة، بحاثة، من أهل بغداد.أقامت بمصر وتوفيت فيها سنة 246هـ .
أعد من أهل بغداد، نزل مصر مدة، وكنت معتزليا [ الأعلام للزركلي ]
وكنت أخبارياً علامة صاحب غرائب وملح ونوادر [ الوافي بالوفيات للصفدي ]

أنا : يزعم إدوارد فنديك في كتابه ( اكتفاء القنوع بما هو مطبوع ) أنك تلقب بـ ( قطب الدين بن عتبة ) وعلى قدر بحثي لم أجد هذا ولا أدري من أين أتى بهذا ، فهل كشفت لنا الأمر ؟

المسعودي : لم أسمع بهذا ولم ألحق ذلك الزمن الذي يعرف أصحابه بتلك الألقاب قطب الدين وصلاح الدين وتقي الدين وغيره ، إنما أتى هذا بعد عصري وزمني ؟

أنا : الحقيقة يظهر أن هذا ما أرجحه أنا أيضا .. حسناً وإن كنا قد ذكرنا زمنك ، فقد اختلف الذين ترجموا حياتك في زمن وفاتك هل كانت في سنة 246هـ أم سنة 245هـ ..غير أنا سنبحث هذا فيما بعد ..
وما أريده هنا أن أساله عن ما عرف عنك من التشيع حتى اعتبرك البعض أحد شيوخهم [اليان سركيس ( معجم المطبوعات ) ] كما عرفت كتبك بأنها طافحة بالتشيع كما يذكر ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ..

المسعودي : أنا لا أخفي تشيعي وليس أدل من ذلك كتبي ومنها ( مروج الذهب ) الذي تتبعت فيه أخبار الشيعة وأخبار أهل البيت ولي كتب في الإمامة وكتاب في ( إثبات الوصية لعلي بن أبي طالب ) ولا أجد في هذا ما يعيب ؟!

أنا : الحق يقال أنك لست فقط من الشيعة بل يقول إحسان إلهي ظهير في كتابه ( الشيعة وأهل البيت ) : (( وذكر الخوانساري أقوال عدد من علماء الرجال الشيعة أنهم يمدحونه، ويثنون عليه، ويوصفونه بأوصاف حميدة كثيرة مثل "الشيخ الجليل"، "الثقة"، "الثبت"، "مأمون الحديث"، و"الشيخ المتقدم من أصحابنا الإمامية"، المعاصر للصدوق، ومن أجلة علماء الإمامية ومن قدماء الفضلاء الاثنى عشرية" (روضات الجنات ج4 ص281 وما بعد)] ))

المسعودي : لا أدري ماذا تريد بذكرك تشيعي إلا إذا أردت أن تطعن في كتبي وما رويه فيها .. إن كنت تريد هذا فقط أذكر لك ما ذكره الإدريسي في كتابه نزهة المشتاق في اختراق الأفاق عن الحوقلي ، قال : ((زعم أبو الحسن علي بن الحسين المسعودي أن فيه ثلاث مائة قرية لكل قرية منها لسان مفرد يتكلم به أهلها قال الحوقلي في كتابه كنت أنكر هذا واستبشعه حت اجتزت ببعض قرى هذا الجبل فوجدت لأهل كل قرية منها لسانا يتكلمون به ليس من ألسن الأذرية ولا الفارسية )) وهذا مما يدل على صدقي ..

أنا [ وقد لاحظت الغضب في وجه المسعودي فأردت أن أغير حديثنا فقلت ] : حسنا ..حسنا .. لا أشك في ذلك وإن يكن الأمر فإني أرجو تحدثنا عن شيء من نشأتك ؟

المسعودي : ولدت في بغداد من عائلة عربية وقد بدأت رحلاتي وأنا شاب ( ظهر الإسلام ج 1 ص 397 / أحمد أمين )

أنا : الحقيقة أن المصادر شحيحة عن حياتك ونشأتك في العراق حتى اعتقد ابن نديم في الفهرست أنك من أهل المغرب وقد رد عليه ياقوت الحموي في معجم الأدباء وأخذ عنه الصفدي وغيرهم وذكروا أنك ذكرت في كتبك ما يدل على أن أصلك من العراق ..

المسعودي : لعلهم يقصدون ما ذكرته في كتابي ( مروج الذهب ) حينما قلت : ((مروج الذهب - (ج 1 / ص 195)
وأوسط الأقاليم الإقليم الذي و لدنا به، وإن كانت الأيام أنأت بيننا وبينه، وساحَقَتْ مسافتنا عنه، وولدت في قلوبنا الحنين إليه، إذ كان وطننا ومسقطنا، وهو إقليم بابل، وقد كان هذا الإِقليم عند ملوك الفرس جليلاً، وقدره عظيماً، وكانت عنايتهم إليه مصروفة، وكانوا يشتون بالعراق، وأكثرهم يصيفون بالجبال، وينتقلون في الفصول إلى الصرود من الأرض والحرور، وقد كان أهل المروءات في الإسلام كأبي دلف القاسم بن عيسى العجلي وغيره يشتون في الحرور، وهو العراق، ويصيفون في الصرود، وهي الجبال، وفي ذلك يقول أبو دلف:
وإني امرؤ كِسْرَويُّ الفعال ... أصِيفُ الجبالَ وَأشْتُو العراقا
وذلك لما خص به هذا الإقليم من كثرة مرافقه، واعتدال أرضه، وغضارة عيشه، ومادة الوافدين إليه، وهما دجلة والفرات، وعموم الأمن فيه، وبعد الخوف عنه، وتوسطه الأقاليم السبعة، وقد كانت الأوائل تشبهه من العالم بالقلب من الجسد؛لأن أرضه من إقليم بابل الذي تشعبت الآراء عن أهله بحكمة الأمور كما يقع ذلك عن القلب، وبذلك اعتدلت ألوان أهله واقتدرت أجس أمه م، فسلموا من شُقْرة الروم والصقالبة، وسواد الحبشة، وغلظ البربر، ومن جَفَا من الأمم، واجتمعت فيهم محاسن جميع الأقطار، وكما اعتدلوا في الجِبِلة وكذلك لطفوا في الفطنة، والتمسك بمحاسن اللأمور، وأشرف هذا الإقليم مدينة السلام، ويعز عليَّ ما أصارتني إليه الأقدار من فراق هذا المصر الذي عن بقعته فصلنا، وفي قاعته تجمعنا، لكنه الزمن الذي شيمته التشتيت، والدهر الذي من شروطه الإبانة ولقد أحسن أبو دلف العجلي حيث يقول:
أيا نكْبَةَ الدهر التي طَوَّحَتْ بنا ... أيادي سَبَا في شرقها والمغارب
قِفِي بالتي نَهْوَى فقد طِرْت بالتي ... إليها تناهت رَاجِعَات المصائب ))

أنا : الحقيقة أنه يظهر أن ترجمة حياتك كانت مجهولة للكثيرين حتى قال ابن دحية عنك في كتاب صفين : ((مجهول لا يعرف ونكرة لا يتعرف )) كما يذكر ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان ( كتاب إلكتروني )
ورغم هذا فقد اشتهرت كتبك في حياتك واعتبرت كما يذكر ابن خلدون : (( صار إماما للمؤرخين – يرجعون إليه وأملا يعولون عليه في الكثير من أخبارهم )) [ صانعو التاريخ ج1 ص 201 سمير شيخاني ] ..

المسعودي : كيف أكون مجهول وقد انتشرت كتبي في حياتي إن هذا لمن العجب ، وكيف أكون مجهول وقد انتشر كتابي مروج الذهب في كل مكان واستفاضت أحد نسخي من مروج الذهب والتي ألفتها في سنة 332هـ بين الناس و كثرت ؟! [ راجع مقدمة كتاب التنبيه والإشراف ] ..

أنا : حسنا مؤرخنا العظيم أحببنا أن تذكر بعض شيوخك ؟!

المسعودي :نعم سمعت من ابن عرفة نفطويه وابن زبر القاضي وكانت لي رحلة إلى البصرة لقيت فيها أبا خليفة الجمحي المتوفي سنة 305هـ [ تاريخ الإسلام للذهبي . كتاب إلكتروني ]

أنا : الحقيقة هذا ما ذكر عنك في الكتب لكنك في كتبك ذكرت الكثير ممن أخذت عنهم فمن المشاهير العلماء الذين حدثوك وأخبروك ومنهم أبو جرير الطبري المؤرخ المشهور المتوفي سنة 310هـ ( ترجمة " 1 " ) وأبو خليفة الجمحي المتوفي سنة 305 هـ ( ترجمة " 2 " ) وقد ذكرت أنه أخبرك عن خبر للوليد بن يزيد وخبر عن لحظة وفاة العباس بن الأحنف وغيرها كما رويت عن ابن عمار وهو أحمد بن عبيد الله بن عمار أبو العباس الثقفي الكاتب المعروف بحمار العزيز ( ترجمة " 3 " ) ورويت عن المنقري أبو جعفر محمد بن سليمان بن داود البصري المنقري ( ترجمة 4) ورويت عن أحمد بن سعيد الدمشقي الأموي المتوفي سنة 306هـ ( ترجمة 5 ) والطوسي أحمد بن سليمان بن داود الطوسي المتوفي سنة 322هـ ( ترجمة 6 ) وهما من تلامذة الزبير بن بكار و أبو إسحاق الزجاج المتوفي سنة 311هـ وقيل سنة 316هـ ( ترجمة 7 ) وأخبارك عن أبو بكر بن دريد توفي سنة 321هـ ( ترجمة 8 ) و أبو الحسن أحمد بن يحيى المنجم المعروف بابن النديم المتوفي سنة 327هـ ( ترجمة 9 ) ورويت عن القاضي إبراهيم بن جابر المعروف بأبي إسحاق الفقيه ( ترجمة 10 ) ورويت عن عن محمد بن يحيى الصولي النديم المتوفي سنة 335هـ في بغداد ( ترجمة 11 ) ورويت عن أبو القاسم جعفر بن حمدان الموصلي المتوفي سنة 323هـ ( ترجمته 12 ) ورويت عن أبو بكر القاسم بن بشار الأنباري النحوي المتوفي سنة 305هـ ( ترجمة 13 ) و أخبارك عن أبو عبد الله إبراهيم بن محمد عرفة النحوي المعروف بنفطويه المتوفي سنة 323هـ ( ترجمة 14 ) وأخبارك عن أبو الفتح محمود بن الحسين بن شاهك الكاتب المعروف بكشاجم المتوفي سنة 360هـ أي بعد وفاتك بحوالي 14 سنة ( ترجمة 15 ) وعن العروضي أحمد بن محمد بن أحمد ( ترجمة 16 ) ورويت عن وأبو الطيب أحمد بن روح بن زياد البغدادي الشعراني ( ترجمة 17 ) وخبرت عن أبي مسلم إبراهيم بن عبد الله الكشي المتوفي سنة 292هـ ( ترجمة 18 ) وحدثت عن أبي بكر محمد بن خلف وكيع المتوفي سنة 306هـ ( ترجمة 19 ) ورويت عن طاهر بن يحيى بن حسن بن جعفر بن عبد الله بن الحسين بن علي رضي الله عنهم المتوفي سنة 313هـ ( ترجمة 20 ) وأخبارك عن الحرمي وهو حرمي ابن أبي العلاء المكي أحمد بن محمد بن إسحاق بن أبي خميصة المتوفي سنة 317هـ ( ترجمته 21 ) وعن القاضي أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن زيد الدمشقي كما أخبرت عن مجهولين كأبو زيد الحسن بن يزيد السيرافي في البصرة في سنة 303هـ لم اجد له ترجمة أو خبر و عن أبو عمير عدي بن أحمد بن عبد الباقي الأزدي شيخ الثغور الشامية وهو أيضا مجهول غير معروف ومحادثتك لصاحب الوحات عبد الملك بن مروان وقد ورأيته على أبواب الأخشيد محمد بن طغج سنة 330هـ واخبارك عن فقير بن مسكين في أسوان ولم أجد لهذا ترجمة او حتى ذكر في الكتب وأخبرك عن أبو القاسم جعفر بن محمد بن محمد بن حمدان الموصلي الفقيه بجهينة، وكان لقاءك به في الموصل وأخبارك عن مالك بن الصباح العدوي ولم أجده وروايتك عن ابن الأزهر ولا أدري من ابن الأزهر ( ترجمة 22 ) ورويت عن محمد بن الفرج الذي رويت عنه بجرجان ورويت عن أبو عبد الله الحسن بن مروان المصري ولم أجده ورويت ع عن أبو الحسن محمد بن علي الوراق الأنطاكي الفقيه المعروف بابن الغنوي والذي التقاه في أنطاكية ولم أجده ورويت عن أبي بكر عبد الله بن محمد المعري القاضي بمكة ولم أجد له ذكر ولا ترجمة وأخبارك عن أبو الحسن المهراني المصري بمصر وهو مجهول لم أجده ..

المسعودي : أني أعجب كيف أن من وضع ترجمة لي لم يذكر من رويت عنهم وشيوخي على الرغم أني ذكرت ذلك في كتبي كمروج الذهب والتنبيه والأشراف ..

أنا : وانا أعجب أيضا من ذلك .. لكن كذلك أعجب أنك رويت عن أناس من المحال أن تكون التقيت بهم وهم جعفر بن محمد و هو جعفر الصادق المتوفي سنة 148هـ واستحالة أن تروي عنه وقد يكون هناك سقط في الرواية أو خطا في قولك ( حدثنا ) وقد تكون ( حدث ) او ما يشبهها ، وأبو إسحاق الجوهري بالبصرة وهو أحد المحدثين وقد توفي هذا سنة 253هـ وأخبارك عن نصر بن علي وهو نصر بن علي بن نصر بن علي بن صهبان بن أبي أبو عمرو الجهضمي وله خبر مع المتوكل فإنه أمر المتوكل بضربه لأنه ظنه رافضياً فلما علم أنه من أهل السنة تركه توفي في أحد الربيعين سنة خمسين ومائتين
و لا أدري كيف تروي عن هذا وقد توفي سنة 250 هـ وقد يكون هناك خطاء أو سقط في الرواية ...

المسعودي : بالفعل لأذكر هذا .. وقد يكون هناك سقط في الروايات من قبل النساخ وليس خطأ مني ؟

أنا : حسنا بما أننا ذكرنا رحلاتك فقد تحدثت بعض المصادر عن رحلاتك ، فقد نقل إليان سركيس صاحب معجم المطبوعات عن صاحب روضات الجنان بعض رحلاتك فقال : ((وقال صاحب روضات الجنات المشتهر بين العامة بشيعي المذهب نشأ في بغداد وجاء مصر وساح في البلاد فطاف فارس وكرمان سنة 309 حتى استقر في اصطخر. [ يذكر المسعودي أنه في سنة 309 هـ كان في حلب وهذا غريب !!! ]
ثم قصد الهند إلى ملتان (أو ملطان) وعطف إلى كنباية فصيمور فسرنديب (سيلان).
ثم ركب البحر إلى بلاد الصين وطاف البحر الهندي إلى مداغسكر وعاد إلى عمان - ورحل رحلة أخرى سنة 314 إلى ما وراء اذربيجان وجرجان ثم إلى الشام وفلسطين وكان يسكن مصر تارة والشام اخرى.
ومن سنة 336 إلى 344 اقام بالفسطاط وأخبر في مؤلفاته بحصول زلزلة عطيمة في بلاد مصر والشام
وتوفى بعد ذلك.))

كذلك قالوا أنك قمت برحلتين فيقول سمير شيخاني [ صانعو التاريخ ج 1 ص 201 ، 202] (( وأفاد كثيراً من هذه الرحلات إذ أنه جمع الكثير من الحقائق التاريخية والجغرافية . فقد بدء سنة 922 م متوجهاً من بغداد إلى الأطراف الشرقية من الدولة العباسية وفي السنة التالية رحل إلى الهند وملتان والمنصورة وأقام فترة في بومباي ، ثم في سرنديب ( سيلان ) فترة أخرى ومن هناك ركب البحر بصحبة بعض التجار إلى بلاد الصين . وجاب المحيط الهندي وزار جزره وموانئه وبخاصة مدغشقر وزنجبار ثم عاد نهاية رحلته الأولى إلى عمان .
أما رحلته الثانية فجرت سنة 927 زكانت إلى ما وراء أذربيجان وجرجان رحل بعدهما إلى بلاد الشام وفلسطين وفي سنة 944 رحل إلى أنطاكية وزار ثغور الشام ثم عاد إلى البصرة وما لبث أن عاد إلى بلاد الشام وأقام فترة في دمشق وقضى الشطر الأخير من حياته متنقلاً بين مصر وسوريا ))

ويقول جورجي زيدان في كتاب تاريخ اللغة العربية (( نشأ في بغداد وجاء مصر ورحل في طلب العلم إلى أقصى البلد فطاف فارس وكرمان سنة 309هـ حتى استقر في إصطخر وفي السنة التالية قصد الهند إلى ملتان والمنصورة ثم عطف إلى كنباية فصيمور فسرنديب " سيلان " ومن هناك ركب البحر إلى بلاد الصين وطاف البحر الهندي إلى مداغسكر وعاد إلى عما ورحل رحلة أخرى سنة 314 إلى ما ورء أذربيجان وجرجان ثم إلى الشام وفلسطين وفي سنة 332 جاء أنطاكية والثغور الشامية إلى دمشق واستقر أخيراً بمصر ونزل الفسطاط سنة 345÷ت وتوفي في السنة التالي ))

المسعودي : لا أذكر ذلك جيدا ولكن قوله أني قصدت مولتان قد يكون هذا صحيح فقد ذكرت في كتابي مروج الذهب ما يؤكد ذلك غير أني لا أذكر إلا أنها بعد سنة الثلاثمائة فقد قلت في مروج الذهب : (( وكان دخولي إلى بلاد المولتان بعد الثلاثمائة، والملك بها أبو اللهاب المنبه بن أسد القرشي.
المنصورة
وكذلك كان دخولي إلى بلاد المنصورة في هذا الوقت، والملك عليها أبو المنذر عمر بن عبد الله، ورأيت بها وزيره رباحا وابنيه محمداً وعلياً، ورأيت بها رجلاً سيداً من العرب وملكاً من ملوكهم وهو المعروف بحمزة، وبها خلق من ولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ثم من ولد عمربن علي وولد محمد بن علي، وبين ملوك المنصورة وآل أبي الشوارب القاضي قرابة وصلة ونسب، وذلك أن ملوك المنصورة الذين فيهم الملك في وقتنا هذا من ولدهًبّار بن لأسود، ويعرفن ببني عمر بن عبد العزيز القرشي، وليس هوعمر بن عبد العزيز بن مروان الأموي.))

أنا : الحقيقة أني حققت هذا ووجدت أن ما نقل عن رحلاتك التي ذكرنها قبل قليل قد يناقض بعض ما ذكرته في كتبك ففي مروج الذهب تقول أنك كنت في حلب في سنة 309هـ ؟

المسعودي : لعلك تقصد قولي في مروج الذهب : ((قال المسعودي: وهذا الخبر سمعته من إبراهيم بن جابر القاضي قبل ولايته القضاء، وهو يومئذ ببغداد يعالج الفقر، ويتلقاه من خالقه بالرضا، ناصراً للفقر على الغنى، فما مضت أيام حتى لقيته بحلب من بلاد قنسرين والواصم من أرض الشام، وذلك في سنة تسع وثلاثمائة، وإذا هو بالضد عما عهدته، متولياً القضاء على ما وصفنا، ناصراً ومشرفاً للغنى على الفقر ))

أنا : نعم هذا ما أقصده ..

المسعودي : قد يكون وعلى العموم فإن كنت أذكر فقد كنت في سنة 300هـ في بغداد وما بعد سنة 300هـ كنت في الثغر الشامي وكذلك في سنة 332هـ وفي سنة 303هـ في البصرة ثم كنت في سنة 303هـ في اصطخر بفارس وقد زرت تلك الفترة كرمان وسجستان وذكرت في التنبيه والإشراف ((وقد قيل إن نهر جيحون ينتهي إلى آجام وبطائح فيغور فيها وقد قيل إنه يصب في بحر الهند مما يلي كرمان وقد دخلنا بلاد فارس وكرمان وسجستان صرودها وجرومها فلم نجد لذلك حقيقة لأن الأنهار التي تصب ببلاد كرمان إلى البحر من ناحية هرموز ساحل كرمان وغيرها معروفة))

أنا : وهذا قد يناقض ما ذكرناه سابقاً أنك كنت في اصطخر في سنة 309هـ ؟! إلا أن يكون هناك رحلة أخرى ذهبت فيها إلى اصطخر ؟!

المسعودي : كل ما أذكره أني كنت في حلب في سنة 309هـ أما أني كنت في اصطخر في سنة 309هـ فأشك في ذلك كثيراً وما يزيد في شكي انهم يقولون أني رحلت إلى ((فارس وكرمان سنة 309 حتى استقر في اصطخر )) ويظهر لي أن هناك خطأ من الناسخ وان رحلتي كانت في سنة 303هـ وليس 309هـ بدليل أني ذكرت في كتابي التنبيه والإشراف رحلتي لاصطخر وأنها حدثت في سنة 303هـ كما ذكرت في التنبه والإشراف ما ذكرته سابقاً عن بلاد فارس وكرمان ؟

أنا : وما يؤكد استنتاجك هذا أنه من المحال أن تكون في حلب في تلك السنة ثم تقيم بعدها في اصطخر في فارس أو إيران الحالية في ظرف سنة واحدة ومما يدل على أنه لا صحة لرحلتك إلى اصطخر أنك لم تذكر المناطق الشرقية من العالم الإسلامي بعد سنة 309هـ وجل رحلاتك كانت في الشام ومصر .. على العموم فلنكمل مسلسل رحلاتك مؤرخنا العظيم ؟

المسعودي : نعم ففي سنة 303هـ دخلت الهند وبقيت فيها حتى سنة 304هـ ..

أنا : وزرت سرنديب في تلك السنة أي سنة 304هـ فقد ذكرت في مروج الذهب انك شاهدت وفاة ملك سرنديب أو سيلان كما تعرف في زماننا ؟

المسعودي : نعم .. وقد قلت في مروج الذهب : (( ورأيت في بلاد سرنديب وهي جزيرة من جزائر البحر أن الملك من ملوكهم إذا مات صُيِّر على عجلة قريبة من الأرض صغيرة البكرة مُعدةٍ لهذا المعنى، وشَعْرُه ينجر على الأرض، وامرأة بيدها مكنسة تحثو التراب على رأسه: وتنادي: أيها الناس، هذا ملككم بالأمس قد ملككم وجاز فيكم حكمه، وقد صار أمره إلى ما تَرَون من ترك الدنيا، وقَبَضَ روحه مَلَكُ الموت، والحي القديم الذي لا يموت، فلا تَغْتَروا بالحياة بعده، وتقول كلاماً هذا معناه من الترهيب والتزهيد في هذا العالم، ويطاف به كذلك في جميع شوارع المدينة، ثم يفصل أربع قطع، وقد هيىء له الصندل والكافر وسائر أنواع الطيب، فيحرق بالنار، ويُنَرُّ رماده في الرياح، وكذا فِعْلُ أكثر أهل الهند بملوكهم وخواصهم لغرض يذكرونه، ونهج يتيممونه في المستقل من الزمان، والملك مقصور على أهل بيتٍ لا ينتقل عنهم إلى غيرهم، وكذلك بيت الوزراء والقضاة وسائر أهل المراتب لا تغير ولا تبدل ))

أنا : ولا شك أنك أبحرت عن طريق البحر إلى عمان فقد ذكرت في مروج الذهب أنك كنت في عمان سنة 304هـ ولرما قد زرت في تلك السنة غمدان باليمن كما ذكرت في مروج الذهب بعد زيارتك لعمان

المسعودي : أذكر اني زرت غمدان وقد ذكرت ذلك في كتبي ذلك ولست أدري هل كان ذلك في زمن زيارتي لعمان في سنة 304هـ أم في سنة أخرى لكن ما أذكره أني وكما ذكرت لك من قبل كنت في سنة 309هـ في حلب

أنا بالفعل وبعدها أقصد بعد تلك السنة يتبين لي أن معظم رحلاتك كانت قد انحصرت في الشام ومصر ؟

المسعودي : نعم فقد ذكرت في كتبي أني رحلت إلى طبرية بالأردن في سنة 324هـ وفي سنة 330هـ كنت على أبواب الأخشيد حيث التقيت بصاحب الوحات واسمه عبد الملك بن مروان بمصر كما حضرت في تلك السنة ليلة المغطاس بمصر و في سنة 332هـ في ربيع الأخر منها انتهيت من تأليف النسخة الأولى من كتابه مروج الذهب ثم كنت في سنة 332هـ في أنطاكية والثغر الشامي ثم زدت على مروج الذهب في نسختي الثاني و كان ذلك في رمضان من سنة 332هـ ثم في سنة 333هـ زدت عن النسخة الثانية من مروج الذهب وكتبتها في شعبان من سنة 334هـ كما زرت فلسطين في تلك السنة أعني سنة 334هـ وكنت كذلك غفي دمشق في تلك السنة أقصد 334هـ ثم انتهيت من النسخة الثانية في سنة 336هـ في الفسطاط ثم زدت على النسخة الثانية في جماد الأول من سنة 336هـ وأنا بفسطاط مصر ثم زدت عليها في جماد الأخر من سنة 336هـ وهي النسخة الثانية من مروج الذهب وفي سنة 344هـ حدثت الزلزلة بمصر وغيرها وكنت في الفسطاط وكذلك أنهيت نسختي الأولى من كتاب التنبيه والأشراف و في سنة 345هـ أنهيت فيها نسختي الثانية من كتاب التنبيه والإشراف وتنقلت في سنة 345هـ في أنطاكية والشام

أنا : الحقيقة بما اننا ذكرنا كتبك فنود أن تذكر لن بعض الكتب التي ألفتها ؟!

المسعودي : نعم من الكتب التي ألفتها كتاب مروج الذهب ومعادن الجواهر في تحف الأشراف والملوك، وكتاب ذخائر العلوم وما كان في سالف الدهور، وكتاب الرسائل، كتاب الاستذكار لما مر في سالف الإعصار، وكتاب التاريخ في أخبار الأمم من العرب والعجم، وكتاب التنبيه والأشراف، وكتاب خزائن الملك وسر العالمين، وكتاب المقالات في أصول الديانات، وكتاب أخبار الزمان ومن أباده الحدثان، وكتاب البيان في أسماء الأئمة، وكتاب أخبار الخوارج ، وكتاب سر الحياة و " الاستبصار " في الامامة، و " السياحة المدينة " في السياسة والاجتماع.
وغيرها الكثير من كتبي ..

انا : لا شك أنك ألفت الكثير من كتبك والطريف والمفيد معاً أنك ذكرت في مقدمة كتاب مروج الذهب و التنبيه والاشراف بعض كتبك وكأنك أردت بذلك وضع فهرسة لكتبك كما صنع الجاحظ في الحيوان من قبل .. وقد حصرت بعض الكتب التي ذكرتها في مؤلفاتك التي لا زالت باقي وهي " مروج الذهب " وكتاب التنبيه والإشراف " والمجلد الأول من أخبار الزمان " فبلغت حسب جمع محققي أخبار الزمان 34 كتاباً .. لكن وللأسف أنه لم يبقى من هذه الكتب إلا كتاب مروج الذهب والتنبيه والأشراف والمجلد الأول من كتاب أخبار الزمان الذي يبلغ عدد مجلداته 30 مجلد

المسعودي : لقد انتشر كتاب مروج الذهب في زماني وذكرت ذلك في كتبي كما ألفت كتاب التنبيه والإشراف في أخر عمري فقد ألفت التنبيه والإشراف في نسختين الأولى ألفتها في سنة 344هـ وزدت عليها في الفسطاط في سنة 345هـ وكانت تلك النسخة الثانية من كتاب التنبيه والإشراف وقلت في كتابي التنبيه والأشراف : ((وقد كان سلف لنا قبل تقرير هذه النسخة نسخة على الشطر منها، وذلك في سنة 344، ثم زدنا فيها ما رأينا زيادته، وكمال الفائدة به، فالمعول من هذا الكتاب على هذه النسخة دون المتقدمة .
وكان فراغ علي بن الحسين بن علي المسعودي من تأليف هذا الكتاب بفسطاط مصر سنة 345 للهجرة في خلافة المطيع )) .

أنا : وقد صنعت مثل ذلك في مروج الذهب فهناك نسختين لمروج الذهب الأولى كتبتها في سنة 332هـ في ربيع الثاني من تلك السنة فقد ذكرت في مروج الذهب " (( قال المسعودي: وانتهيت في تصنيفي إلى هذا الموضوع من كتابنا هذا في شهر ربيع الأخر سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة، وكنت بفسطاط مصر فأخبرت أن الملك في مدينة دنقلة للنوبة )) وقلت كذلك : ((قال المسعودي: فملك بنو العباس في سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وانقضى مُلْك بني أمية، فَلِبَنِي العباس من وقت ملكهم إلى هذا الوقت وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة مائتا ستة، وذلك أن أبا العباس السفاح بويع له بالخلافة في ربيع الآخر من سنة اثنتين وثلاثين ومائة، وانتهينا من تصنيفنا من هذا الكتاب إلى هذا الموضع في شهرربيع الأول من سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة في خلافة أبي إسحاق المتَقي لله )) وقد ذكرت فيها حوادث كثيرة بعد سنة 332هـ ومن السنين التي ذكرتها حوادث في سنة 332هـ في رمضان منها وفي وسنة 333هـ سنة 334هـ ولا أدري هل هذه من النسخة الأولى أم الثانية ثم النسخة الثانية التي أنهيتها في جماد الأول من سنة 336هـ في الفسطاط وكتبت في مروج الذهب : (( قال المسعودي: وقد أتينا على ذكر سائر الأحداث والكوائن في أيام مَنْ ذكرنا من الخلفاء والملوك في كتابينا أخبار الزمان والأوسط، وذكرنا في هذا الكتاب ما يكتفي به الناظِرُ فيه، وانتهى بنا التصنيف فيه إلى هذا الوقت، وهو جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ونحن بفسطاط مصر )) على الرغم أنك ذكرت حادث بعدها في جماد الأخر من تلك السنة أقصد سنة 336هـ فقلت : ((ثم كانت سنة عشرين وثلاثمائة حج بالناس فيها عمر بن الحسن بن عبد العزيز خليفةً لأبيه أيضاً، ولم يزل يحج بالناس إلى سنة خمس وثلاثين وثلاثمائة، وهو على قضاء مكة في هذا الوقت، وهو جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، وإليه قضاء مصر وغيرها.))

المسعودي : لا أدري ماذا تقصد بقولك أن ألفت نسختي الثانية في سنة 336هـ ولكن الذي أذكره والذي ذكرته في كتاب التنبيه والاشراف أنني ألف النسخة الثانية في سنة فقد قلت في ذلك الكتاب : ((وقد ذكرنا جميع ما قيل في ذلك على الشرح والإيضاح في كتابنا في أخبار الزمان وفيما تلاه من الكتاب الأوسط ثم في الجزء السابع من كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر في النسخة الأخيرة، التي قررنا أمرها في هذا الوقت على ما يجب من الزيادات الكثيرة، وتبديل المعاني، وتغيير العبارات وهي أضعاف النسخة الأولى التي ألفناها في سنة 332 وإنما ذكرنا ذلك لاستفاضة تلك النسخة وكثرتها في أيدي الناس ثم في كتاب فنون المعارف، وما جرى في الدهور السوالف ثم في كتاب ذخائر العلوم وما جرى ف سالف الدهور ثم في كتاب الاستذكار، لما جرى في سالف الأعصار الذي كتابنا هذا تال له ومبني عليه وهو سابعها. وكل واحد من هذه الكتب تال لما قبله ومبني عليه، وخصصنا كل كتاب منها بتلاقين وعبارات مما لم نخصص بن الآخر إلا ما لا يسع تركه )) وقلت في التنبيه والإشراف : ((وقد أتينا على جميع ذلك في كتابنا في أخبار الزمان، ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية، والأجيال الخالية، والممالك الداثرة، وما تلاه من الكتاب الأوسط وفي النسخة الأخيرة من كتاب مروج الذهب )) وقلت في كتاب التنبيه والاشراف : (( وغير ذلك من الأقاويل في كتاب أخبار الزمان، ومن أباده الحدثان، من الأمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الداثرة في الكتاب الأوسط وفي النسخة الأخيرة من كتاب مروج الذهب ومعادن الجوهر التي قررنا أمرها في هذا الوقت المؤرخ به كتابنا وهي أضعاف ما تقدم من النسخ ))

وقولي أقررنا أمرها في هذا الوقت أقصد بها قررت النسخة الثانية من مروج الذهب في وقت تاليفي لكتاب التنبيه والأشراف الذي أنهيته في سنة 345هـ أي أني أنهيت النسخة الثانية من مروج الذهب في سنة 345هـ بعد أن بدلت منه وغيرت وزدت في الزيادات الكثيرة وبدلت المعاني كما ذكرت من قبل ..

أنا : أن هذا ما يثير الحيرة بالفعل ربما سنتفق أن النسخة الأولى من مروج قد انتهت في سنة 332هـ . لكنك ذكرت فيما بعد في مروج الذهب وفي أخر الكتاب أنك أنهيت وضع الكتاب في سنة 336هـ وقلت كما ذكرنا سابقاً : ((وانتهى بنا التصنيف فيه إلى هذا الوقت، وهو جمادى الأولى سنة ست وثلاثين وثلاثمائة، ونحن بفسطاط مصر )) فهل هذه هذه تكملة للنسخة الأولى أم هي النسخة الثانية على الرغم أنك ذكرت أنك أنهيتها في سنة 336هـ وليس سنة 3345هـ كما في التنبيه والأشراف أما أنك تقصد أن النسخة الثانية التي وضعتها في سنة 345هـ اختلفت عن النسخة الأولى اختلافاً بينا لذلك اعتبرتها نسخة أخرى بعكس ما وضعته في سنة 336هـ .
اختصاراص هل بالإمكان أن نقول أنك وضعت نسخة في سنة 332هـ ثم أكملتها في سنة 336هـ وهي التي وصلت إلينا وانتشرت انتشاراً كبير وحتى في حياتك كما ذكرت ثم وضعت نسخة أخيرة في سنة 345هـ زدت فيها وغيرت في معانيها إلا أنها لم تصل إلينا كما يبدو كما لم تصل إلينا الكثير من كتبك ؟!

المسعودي : [ ولم يعلق المسعودي على قولي هذا ]

فقلت : حسناً الحق يقال أنه على الرغم من ضياع الكثير من الكتب إلا أنه بقى من إنتاجك كما ذكرنا كتاب مروج الذهب وهو اختصار للكتاب الأوسط الذي هو اختصار لكتاب أخبار الزمان كما بقى كتاب التنبيه والإشراف ومجلد واحد من أخبار الزمان الكتاب الضخم الذي فقد للأسف الشديد .. وأين يكن الأمر فقد امتدح البعض كتبك واعتبروا كتبك مصدر من مصادر التاريخ الإسلامي والعالمي واعتبروك عمدة المؤرخين وقد تأثرت باليعقوبي في تأليف وتقسيمك لكتابك ..

المسعودي : نعم فلم أسجل في تاريخي الحوادث على السنين كما فعل الطبري فقد قسمت تاريخي تقسيما موضوعياً وجعلت من الشخصيات التاريخية محور دراستي وأضفت في كتبي تجاربي وخبراتي ومزجت بها الدراسات التاريخية والجغرافية التي اطلعت عليها واهتممت بمعالم الحضارات المختلفة ولزمت الطريقة الموضوعية فكان محور دراستي الشعوب والملوك والأسر والخلفاء كما اهتممت بالتحليل التاريخي والبحث عن المسببات والدوافع ونقد الأحداث [ انظر صانعو التاريخ ] .

أنا : لذلك ومن بين من تأثر بك ابن خلدون العالم المشهور وهو مؤسس علم الاجتماع واحد أعظم من وضع القوانين في تفسير الحوادث التاريخية .. ورغم أنه قد تأثر بك إلا أنه انتقدك في كتبه وفي نقلك لبعض الأخبار التي تتعرض من العقل والمنطق حتى قال في حقك فقال في مقدمته : (( وقد تعرض المسعودي للبحث عن السبب في خفة السودان وطيشهم وكثرة الطرب فيهم، وحاول تعليله فلم يأت بشيء أكثر من أنه نقل عن جالينوس ويعقوب بن أسحق الكندي أن ذلك لضعف أدمغتهم، وما نشأ عنه من ضعف عقولهم. وهذا كلام لا محصل له ولا برهان فيه " والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم " )) وقال في حديثه عن الزجر : ((وقد تكلم عليها المسعودي في مروج الذهب، فما صادف تحقيقاً ولا إصابة. ويظهر من كلام الرجل أنه كان بعيداً عن الرسوخ في المعارف، فينقل ما سمع من أهله ومن غير أهله. )) وقال : (( وقد زعم المسعودي ونقله عن الفلاسفة مزعماً لا مستند له إلا التحكم، وهو أن الطبيعة التي هي جبلة للأجسام ))

المسعودي : أما زعمه أني نقلت عن جالينوس والكندي فإنما أخذ هذا من مروج الذهب وكتب مروج الذهب كتاب خبر وليس كتاب بحث ونظر كما ذكرت فلم أذكر فيه إلا الأخبار ولم أفسرها وأبحثها كما في كتبي فلم يكن مروج الذهب إلا اختصار للكتاب الأوسط الذي هو اختصار لأخبار الزمان وقد توسعت في حديثي عن هذا الموضوع في كتابي الزلف وكذلك في كتاب أخبار الزمان والكتاب الوسط وليت شعري كيف حكم علي أني مجرد ناقل لأقوال الفلاسفة وقد ألف عشرات الكتب بينما هو لم يؤلف إلى كتاب اشتهر به ولولا مقدمته لما حفل به أحد ومع هذا فإنه لم يطبق ما سجل في مقدمته على كتابه العبر فأصبح كتابه بارداً باهتاً لا فائدة فيه إلا في أخبار البربر ليس إلا أم غير ذلك فلم يكن إلا ناقلاً لتواريخ من سبقه ..

أما ذكره أني لم أكن راسخ في العلم وأني أنقل ما أسمع من أهله ومن غير أهله فكيف هذا وقد كانت بينى مناظرات وقد سجلت في كتبي أخبارها ككتاب المسائل والعلل في المذاهب والملل الذي ألفته سنة 313هـ وقد ذكرت في كتبي مناظرات مع اليهود وغير اليهود فأعجب كيف يصفني بهذا الوصف !

أنا : الحق يقال أنك في هذا صدقت لكن الطريف في الأمر أنك ايضاً انتقدت من سبقك في تأليفهم فقلت في مروج الذهب عند حديثك عن البراهمة : ((قال المسعودي: وقد رأيت أبا القاسم البَلْخيَّ ذكر في كتاب عيون المسائل والجوابات وكذلك الحسن بن موسى النوبَختِي في كتابه المترجم بكتاب الآراء والديانات مذاهِبَ الهند وآراءهم، والعلة التي من أجلها أحرقوا أنفسهم في النيران، وقطعوا أجسامهم بأنواع العذاب، فما تعرضا لشيءمماذكرنا، ولايَمما نحوما وصفنا. )) بل أن هذا أكثر ما يظهر في نقدك للجاحظ عندما انتقدت حديثه عن نهر مهران فقلت في مروج الذهب : ((وقد زعم عمرو بن بحر الجاحظ أن نهر مهران الذي هو نهر السند من نيل مصر، ويستدل على أنه من النيل بوجود التماسيح فيه، فلست أدري كيف وقّع له هذا الدليل، وذكر ذلك في كتابه المترجم بكتاب الأمصاروعجائب البلدان، وهو كتاب في نهاية الغَثَاثة لأن الرجل لم يسلك البحار، ولا كثر الأسفار، ولا تَقَرى المسالك والأمصار وإنما كان حاطب ليل، ينقل من كتب الوراقين أولم يعلم أن نهر مهران السنديخرج من أعَين مشهورة من أعالي بلاد السند من أرض القنوج من مملكة بؤورة وأرض قشمير والقفندار والطافر حتى ينتهي إلى بلاد المولتان )) ..

المسعودي : وهل أخطأت أنا في هذا النقد ثم بالله كيف يصبح نهر في بلاد السند وهي باكستان في زمانكم متصل بنيل مصر إليس هذا من العجيب ، لقد نقدت الجاحظ بعد أن اطلعت على الكثير من كتبه وليس بعض كتبه كما فعل ابن خلدون في نقده لي كما أني لم أنقد الجاحظ لشخصه وعقله وهو من علمت وإنما نقد خطأ سجله محال أن يقع فيه لو كان اطلاع ورحل وشاهد ..

أنا : قد يكون ما ذكرت صحيح .. الحقيقة لم يبقى من شيء أنه اختلف في وفاتك هل حدثت في سنة 345هـ أو سنة 346هـ ويذكر ابن تغري بردي في كتابه النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة أن وفاتك كانت في جماد الأخر سنة 345هـ وكذلك يتفق معه الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء ويختلف معهما محمد بن شاكر الكتبي في كتابه فوات الوفيات ويذكر أن وفاتك كانت في سنة 346هـ و ويظهر ان وفاتك كانت في مصر في الفسطاط وقد قيل أن عمرك لم يطل حتى يروى عنك كما يذكر الذهبي في تاريخ الإسلام ..
لم يبقى شيء لنذكر إلا أن نشكرك على هذا الحوار .. شكراً لك ..

الطارق غير متصل قديم 19-04-2007 , 01:53 AM    الرد مع إقتباس
الطارق الطارق غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,307
#9  
تراجم الأعلام
# ( ترجمة " 1 " ) ترجمته في الأعلام : (( ابن جرير الطبري) * (224 - 310 ه = 839 - 923 م) محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر: المؤرخ المفسر الامام.
ولد في آمل طبرستان، واستوطن بغداد وتوفي بها.
وعرض عليه القضاء فامتنع، والمظالم فأبى.
له (أخبار الرسل والملوك - ط) يعرف بتاريخ الطبري، في 11 جزءا، و (جامع البيان في تفسير القرآن - ط) يعرف بتفسير الطبري، في 30 جزءا، و (اختلاف الفقهاء - ط) و (المسترشد) في علوم الدين، و (جزء في الاعتقاد - ط) و (القراآت) وغير ذلك.
وهو من ثقات المؤرخين، قال ابن الاثير: أبو جعفر أوثق من نقل التاريخ، وفي تفسيره ما يدل على علم غزير وتحقيق.
وكان مجتهدا في أحكام الدين لا يقلد أحدا، بل قلده بعض الناس وعملوا بأقواله وآرائه.
وكان أسمر، أعين، نحيف الجسم، فصيحا )) .

# ( ترجمة " 2 " ) الأعلام للزركلي
ابن الحباب (206 - 305 ه = 821 - 917 م) الفضل بن الحباب (عمرو) بن محمد بن شعيب، أبو خليفة الجمحي: قاض للبصرة، عالم بالحديث، معمر، من رواة الاخبار والاشعار والانساب.
كان مسند البصرة.
له " جزء " في الحديث، وكتاب " الفرسان " و " طبقات الشعراء الجاهليين "

# ( ترجمة 3 ) : له مصنفات في مقاتل الطالبين وغير ذلك وكان يتشيع توفي في شهر ربيع الأول من سنة أربع عشرة وثلاثمائة

# ( ترجمة 4) هكذا ذكرته ولم أضفر بزمن وفاته وهو محدث كما في ترجمته وقد حدثت ورويت عنه الكثير من الأخبار كأخبار الحجاج وأنساب آل البيت

# ( ترجمة 5 ) وأحمد بن سعيد أحمد بن سعيد بن عبد الله أبو الحسن الدمشقي: نزل بغداد وحدث بها عن هشام بن عمار وطبقته وروى عنه الزبير بن بكار الأخبار الموفقيات وغير ذلك من مصنفاته وكان مؤدباً لعبد الله بن المعتز بالله توفي سنة 306هـ

# ( ترجمة 6 ) الوافي في الوفيات : ((أحمد بن سليمان بن داود بن محمد بن أبي العباس الطوسي، كان فاضلاً مات فيما ذكره الخطيب سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة على ثلاث وثمانين سنة، روى عنه أبو جعفر ابن شاهين وصاحب الأغاني أبو الفرج وأبو عبيد الله المرزباني وكان صدوقاً، وروى عنه المخلص أيضاً روى عنه كتاب النسب للزبير لأنه قدم سليمان بن داود على البريد فأهدى إلى الزبير هدايا كثيرة فأهدى إليه الزبير كتاب النسب فقال سليمان: أحب أن يقرأ عليك، فقرئ عليه وسمعه ولده أحمد بن سليمان ))

# ( ترجمة 7 ) ذكر المسعودي أن أسمه أبو إسحاق الزجاجي النحوي على الرغم أن تلميذه هو من عرف بالزجاجي النحوي وتوفي سنة 340هـ وهو من المتشيعة وقد ذكر ترجمته في المستفاد من ذيل تاريخ بغداد وقد نسب لأستاذه وأبو إسحاق الزجاج والذي أجد انه هو من روى عنه المسعودي لأنه تلميذ المبرد والمازني كما وصفته في مروج الذهب وترجمته في الأعلام للزركلي
الزجاج (241 - 311 ه = 855 - 923 م) ابراهيم بن السري بن سهل، أبو اسحاق الزجاج: عالم بالنحو واللغة.
ولد ومات في بغداد.
كان في فتوته يخرط الزجاج ومال إلى النحو فعلمه المبرد.
وطلب عبيد الله بن سليمان (وزير المعتضد العباسي) مؤدبا لابنه القاسم، فدله المبرد على الزجاج، فطلبه الوزير، فأدب له ابنه إلى أن ولى الوزارة مكان أبيه، فجعله القاسم من كتابه، فأصاب في أيامه ثروة كبيرة.
وكانت للزجاج مناقشات مع ثعلب وغيره.
من كتبه (معاني القرآن - خ) و (الاشتقاق) و (خلق الانسان ) وغيرها من الكتب

# ( ترجمة 8 ) ترجمته في لسان الميزان : (( محمد بن الحسن بن دريد أبو بكر صاحب اللغة
أخذ عن أبي حاتم السجستاني وأبي الفضل الرياشي وطبقتهما وكان رأساً في الأدب يضرب المثل بحفظه )) وترجم له في الأعلام فقال : ((
ن أئمة اللغة والادب.
كانوا يقولون: ابن دريد أشعر العلماء وأعلم الشعراء.
وهو صاحب (المقصورة الدريدية -
ط). ولد في البصرة، وانتقل إلى عمان فأقام اثني عشر عاما، وعاد إلى البصرة.
ثم رحل إلى نواحي فارس، فقلده (آل ميكال) ديوان فارس، ومدحهم بقصيدته (المقصورة) ثم رجع إلى بغداد، واتصل بالمقتدر العباسي فأجرى عليه في كل شهر خمسين دينارا، فأقام إلى أن توفي.
ومن كتبه (الاشتقاق - ط) في الانساب، منه مخطوطة نفيسة في الخزانة العامة بالرباط، بخط ابن مكتوم القيسي، و (المقصور والممدود - ط) و (شرحه - خ) و (الجمهرة - ط) ))

# ( ترجمة 9 ) ترجمته في لسان الميزان : (( أحمد بن يحيى بن علي بن يحيى بن أبي منصور المنجم: ذكره النديم في مصنفي المعتزلة وقال كان حسن الأدب جيد المعرفة بالكلام وذكره المرزباني في معجمه فقال كان أديباً شاعراً فاضلاً عالماً رئيساً في علم الكلام والأدب وكان مولده سنة اثنتين وستين ومائتين وكان أبوه قد جمع كتاباً في أسماء الشعراء ومات قبل أن يكمله فأتمه ولده هذا وكان أحمد بن يحيى هذا يتلمذ لأبي جعفر الطبري وصنف كتاباً في الفقه على طريقته ومن شعره يمدح:
عمرت أطول مدة ... تزداد تمكيناً وتسلم
في صفو عيش لا تزا ... ل به العدى تصدى وترغم
بك إن تذكرت الأيا ... دي تبتدى فيها وتختم
وكانت وفاته في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة. ))

# ( ترجمة 10 ) وقد ذكره المسعودي في مروج الذهب أنه التقاه في بغداد وهو فقير ثم التقاه في حلب سنة 309هـ وقد أصبح قاضي وغني أصبح قاضي بعد فقر ثم ذكر ما قد يدل على أن وفاته كانت سنة 310هـ

# ( ترجمة 11 ) وترجمته في الأعلام : (( أبو بكر الصولي (..- 335 ه =..- 946 م) محمد بن يحيى بن عبد الله، أبو بكر الصولى، وقد يعرف بالشطرنجى: نديم، من أكابر علماء الادب.
نادم ثلاثة من خلفاء بنى العباس، هم: الراضي والمكتفى والمقتدر.
وله تصانيف، منها (الاوراق - خ) في أخبار آل العباس وأشعارهم، طبع منه (أشعار أولاد الخلفاء) و (أخبار الراضي والمتقي) و (أخبار الشعراء المحدثين).
وله (أدب الكتاب - ط) و (أخبار القرامطة) و (الغرر) و (أخبار ابن هرمة) و (أخبار إبراهيم ابن المهدى - خ) و (أخبار الحلاج - خ) )) (( مروج الذهب - (ج 2 / ص 159) الأعلام للزركلي - (ج 7 / ص 136)
و (شعر أبى نواس والمنحول إليه - خ) أربعة كراريس من أوله عندي و (الوزراء) و (أخبار أبى تمام - ط) و (شرح ديوان أبى تمام - خ) الجزء الثالث منه، و (وقعة الجمل - خ) رسالة صغيرة،
و (أخبار أبى عمرو بن العلاء).
وكان من أحسن الناس لعبا بالشطرنج.
نسبته إلى جده (صول تكين).
توفى في البصرة مستترا (1).))

# ( ترجمة 12 ) وترجمته في الفهرست لابن النديم : ( جعفر بن حمدان الموصلي أبو القاسم جعفر بن محمد بن حمدان الموصلي، الفقيه، حسن التأليف والتصنيف، يتفقه على مذهب الشافعي.
وكان شاعرا اديبا، ناقدا للشعر، كثير الرواية.
وله في الفقه عدة كتب، تذكرها عند ذكرنا الفقهاء.
فاما كتبه الادبية فهى، كتاب الباهر في الاختيار من اشعار المحدثين (وبعض القدماء والسرقات).
كتاب الشعر والشعراء الكبير، ولم يتمه.
كتاب السرقات، ولم يتمه، ولو تمه (6) لاستغنى الناس عن كل كتاب في معناه.
كتاب محاسن اشعار المحدثين.
لطيف. ))

# ( ترجمة 13 ) ذكر اسمه هكذا في مروج الذهب ويعرف بهذا الاسم القاسم بن محمد بشار الأنباري وترجمته : (( الوافي بالوفيات - (ج 7 / ص 212)
القاسم بن محمد بن بشار أبو محمد الأنباري والد العلامة أبي بكر: - سكن بغداد وحدث عن عمرو الفلاس وغيره، وكان صدوقاً موثقاً عارفاً بالأدب والغريب.
- توفي سنة خمس وثلاثمائة، وله من المصنفات: - كتاب خلق الإنسان. كتاب خلق الفرس. كتاب الأمثال. كتاب المقصور والممدود. كتاب المذكر والمؤنث. كتاب غريب الحديث. كتاب شرح السبع الطوال، ومن شعره فيما روي: - إني بأحكام النجوم مكذب ولمدعيها لائمٌ ومؤنب - الغيب يعلمه المهيمن وحده وعن الخلائق أجمعين مغيب - الله يعطي وهو يمنع قادراً فمن المنجم ويحه والكوكب - قال أبو عمر الزاهد: أخبرني أبو محمد الأنباري قال: قدمت بغداد ومحمد صغير )) وهو والد محمد بن القاسم بن محمد بن بشار الذي ترجم له في الإعلام فقال : (( (ابن الانباري) * (271 - 328 ه = 884 - 940 م) محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر الانباري: من أعلم أهل زمانه بالادب واللغة، ومن أكثر الناس حفظا للشعر والاخبار، قيل: كان يحفظ ثلثمائة ألف شاهد في القرآن.
ولد في الانبار (على الفرات) وتوفي ببغداد.
وكان يتردد إلى أولاد الخليفة الراضي
بالله، يعلمهم.
من كتبه (الزاهر - خ) في اللغة، و (شرح القصائد السبع الطوال الجاهليات - ط) و (إيضاح الوقف والابتداء في كتاب الله عزوجل - ط) و (الهاآت - خ) و (عجائب علوم القرآن - خ) و (شرح الالفات - ط) رسالة نشرت في مجلة المجمع بدمشق، و (خلق الانسان) و (الامثال) و (الاضداد - ط) وأجل كتبه (غريب الحديث) قيل إنه 45000 ورقة.
وله (الامالي) اطلعت على قطعة منها كتبت في المدرسة النظامية، وعليها خط الحافظ عبد العزيز ابن الاخضر، سنة 609 هـ وعرفه بابن الانباري، وفيه أنه مات وله 68 سنة. ))

# ( ترجمة 14 ) ترجمته في الأعلام :
نفطويه (244 - 323 ه = 858 - 935 م) إبراهيم بن محمد بن عرفة الازدي العتكي، أبو عبد الله، من أحفاد المهلب ابن أبي صفرة: إمام في النحو.
وكان
فقيها، رأسا في مذهب داود، مسندا في الحديث ثقة، قال ابن حجر: جالس الملوك والوزراء، وأتقن حفظ السيرة ووفيات العلماء، مع المروءة والفتوة والظرف.
ولد بواسط (بين البصرة والكوفة) ومات ببغداد وكان على جلالة قدره تغلب عليه سذاجة الملبس، فلا يعنى باصلاح نفسه.
وكان دميم الخلقة، يؤيد مذهب (سيبويه) في النحو فلقبوه (نفطويه) ونظم الشعر ولم يكن بشاعر، وإنما كان من تمام أدب الاديب في عصره أن يقول الشعر.
سمى له ابن النديم وياقوت عدة كتب، منها (كتاب التاريخ) و (غريب القرآن و (كتاب الوزراء) و (أمثال القرآن) ولا نعلم عن أحدها خبرا ))

# ( ترجمة 15 ) وترجمته في الأعلام : (( كشاجم (..- 360 ه -..- 970 م) محمود بن الحسين (أو ابن محمد بن الحسين) ابن السندي بن شاهك، أبو الفتح الرملي، المعروف بكشاجم: شاعر متفنن، أديب، من كتاب الانشاء.
من أهل (الرملة) بفلسطين.
فارسي الاصل، كان أسلافه الاقربون في العراق.
تنقل بين القدس ودمشق وحلب وبغداد، وزار مصر أكثر من مرة.
واستقر بحلب، فكان من شعراء أبى الهيجاء عبد الله (والد سيف الدولة) بن حمدان، ثم ابنه سيف الدولة.
له (ديوان شعر - ط) و (أدب النديم - ط) و (المصايد والمطارد - ط) و (الرسائل) و (خصائص الطرب) و (الطبيخ) ومن أجل كتابه الاخير، قيل: كان - في أوليته - طباخا لسيف الدولة.
ولفظ (كشاجم) منحوت، فيما يقال، من علوم كان يتقنها: الكاف للكتابة، والشين للشعر، والالف للانشاء، والجيم للجدل، والميم للمنطق، وقيل: لانه كان كاتبا شاعرا أديبا جميلا مغنيا، وتعلم الطب فزيد في لقبه طاء، فقيل (طكشاجم) ولم يشتهر به ))

# ( ترجمة 16 ) ترجم له في الوافي بالوفيات وقال عنه في معجم المؤلفين أنه علم أولاد الراضي العروض وأنه كان حي سنة 336هـ

# ( ترجمة 17 ) وهو محدث كان حي حتى سنة 290هـ

# ( ترجمة 18 ) وترجمته في الاعلام : (( الكجي (200 - 292 ه = 815 - 904 م) إبراهيم بن عبد الله بن مسلم الكجي البصري، أبو مسلم: من حفاظ الحديث.
كان سريا نبيلا.
نسبته إلى كج (بخوزستان فارس).
له كتاب (السنن) مات ببغداد وحمل إلى البصرة، ومولده فيها ))

# ( ترجمة 19 ) وترجمته في الوافي بالوفيات : (( ابن خلف
القاضي وكيع محمد بن خلف بن حيان بن صدقة أبو بكر الضبي القاضي المعروف بوكيع، كان عرافاً بالسير وأيام الناس، صنف عدة كتب وولي قضاء كور الأهواز، وتوفي سنة ست وثلث ماية ))

# ( ترجمة 20 ) ترجمته في المنهل الصافي والمستوفى بعد الوافي : (( وكان أبه أبو القاسم طاهر بن يحيى بن الحسن بن جعفر قد سار في عصره وبني بالعقيق دارا ونزلها حتى مات في سنة ثلاث عشرة وثلاثمائة، ))

# ( ترجمة 21 ) وترجمته في معجم الأدباء : (( أحمد بن محمد، بن إسحاق، بن أبي خميصة
يعرف بالحرمي بن أبي العلاء، أبو عبد الله، من أهل مكة، سكن بغداد، ذكره الخطيب فقال: مات سنة سبع عشرة وثلاثمائة، وكان كاتب أبي عمر محمد بن يوسف القاضي، وحدث عن الزبير بكتاب النسب وغيره. وحدث عنه أبو حفص بن شاهين، وأبو عمر بن حيوية، وأكثر عنه أبو الفرج، علي بن الحسين الأصبهاني وغيره. ))

# ( ترجمة 22 ) وقد يكون ابن الأزهر هذا محمد بن مزيد بن أبي الأزهر الذي ذكرت في مروج الذهب انه له كتب في التاريخ وقد ترجم له الخطيب البغدادي وغيرهم وذكروا أنه كذاب يضع الأحاديث كذبه أصحاب الحديث توفي سنة 325هـ كما ذكر صاحب الوافي بالوفيات وغيره

الطارق غير متصل قديم 19-04-2007 , 01:55 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.