برأي الشخصي والمتواضع أرى أن القضية ليست قضية محاكمة دكتاتور بسبب الفظائع التي ارتكبها ضد شعبه على مدى 35 عاما ماضية وضد جيرانه أيضا التي قتل فيها الملايين وسبب إعاقة آخرين . ولو كان الأمر كذلك لكان عليهم محاكمة جميع القادة العرب بدون استثناء لأنهم ليسوا أفضل من صدام بل هناك من القادة أشد ظلماً وفظاعة والتاريخ شاهد على ذلك، وحتى لا نذهب إلى بعيد علينا أن ننظر إلى الحكام الجدد للعراق اليوم الذي يجري في عهدهم دماء ومذابح يومية كانت نادرة في عهد صدام، وبالتالي نجد، فيما لو قارننا ما جرى في عهد صدام وما يجري في عهدهم لوجدنا أنه إذا كان صدام يستحق الشنق على ما فعله بشعبه، فالحكام الجدد بدءً من العلاوي ومروراً بالمالكي وانتهاءً بما تبقى يستحقون الشنق من خصيتيهم على ما يفعلوه يومياً من قتل " على الهوية " وسلب لأموال العراق بالمليارات وسجن وتعذيب وتنكيد بحق الشعب العراقي .
.

محاكمة صدام حسين وإصدار حكم الإعدام عليه هي مهزلة للعرب بكل ما تعنيه الكلمة، فهي محاكمة ذات دوافع سياسة هدفها بالدرجة الأولى هو تمرير رسالة واضحة من أمريكا إلى كل أصحاب الجلالة وأصحاب الفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية بأن هذا هو مصير كل من لا يطيع أوامرها . والهدف الآخر باعتقادي هو الانتقام من الرجل الذي تحدى الولايات المتحدة وقال لها ((لا)) وأطلق صواريخ على إسرائيل خلال حرب الخليج عام 1991 واستخدم سلاح النفط في الآونة الأخيرة من حكمه ولا ننسى أنه كان يرسل أموالا إلى عائلات الاستشهاديين الفلسطينيين .

من ناحية أخرى تعالوا لنرى من هو المستفيد من إعدام صدام غير الأكراد العجم، والشيعة أو الروافضة أو لنقل بصريح العبارة إيران التي كانت أكثر المتحمسين لاحتلال العراق وإسقاط نظامه عام2003 على الرغم من عدائها المزعوم للولايات المتحدة، والتي ساهمت طوال سنوات الاحتلال الثلاث في دعم أتباعها من الشيعة الذين أصبحوا حكاما لبغداد تحت الحراب الأمريكية، وإسرائيل .