|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 5,287
|
#1
|
( امنحني تجربتك ) القذارة في كلمات جميلة !!
هل يستوي شاعر جعل همه كله منصباً في عالم جسد المرأة ،
وتفاصيل هذا الجسد الجميل ، وما فعله به من غزوات ، وما يرغب أن يصنع به من فتوحات ،
ونحو هذا !!
لا قبلة له إلا هذه القبلة ، يطوف بها ثم يعود ليطوف بها من جديد !
ولا رب له سوى هذا المعبود !
في هذا المحراب لا يزال يركع ويسجد ، فإذا فرغ عاد ينصب في الركوع والسجود أمام هذا الصنم الفاتن ..!
لا يكاد يغادر هذا الجحر الضيق ، وهو مع هذا يرى أنه في كبد السماء ،
يرسل الضياء إلى العالم كله ، ولولاه ما كانت الحياة !!
أيستوي هذا "المخلوق" مع شاعر آخر جعل همه هو عين هم أمته المجروحة !
أو شاعر همومه هي بعينها هموم هذه الحياة وتقلباتها ،
أو شاعر لا تراه ألا محلقا في سماء السماء ، غايته سماوية فلا يسف ،
فهو يجهد جهده ليسمو بالآخرين ، ويخرجهم من ضيق سجن الدنيا ،
إلى فضاء الحرية الحقيقة ، ليعيشوا أعزة كرماء !
هذا لون من الشعراء ، وذاك لون آخر ، وهنا طعم وهناك طعم آخر ..!
ولكن هل يستويان مثلاً !؟
هل يستويان في آثارهما على الحياة والأحياء ، وما بعد الحياة .. ؟!
نعم ، قد يكون الأول موهوباً مبدعاً ، كأنما أُعطي لسان هاروت وماروت !
أو كأنما ينطق على لسانه شيطان بليغ ، بأبدع بيان وأعجبه !
ولكن ما هي المحصلة في النهاية ، وما هي ثمرته السلوكية على المعجبين به !؟
يموت يوم يموت ، وينتظره ما ينتظره من أهوال القبر وما بعده !
وتبقى كلماته من بعده تضاعف له السيئات وتجددها !
وتتابعه لعنات الصالحين والمصلحين كلما قرئت كلماته على الناشئة ..!!
جمهرة من الشعراء للأسف ظهرت في أمتنا ، أمست رسالتهم في الحياة محصورة في هذه الدائرة المفخخة !
مسخ للأخلاق ، وتحقير للقيم ، ودعوة للرذيلة ، ودفع إلى بوابات جهنم ، بل وربما سخرية من تعاليم الله جل في علاه !!
وكل ذلك تحت مسميات براقة ، وشعارات مزخرفة ، وغرور مبالغ فيه !
ترى أية قيمة لشاعر كهذا مهما تولدت على يديه من بدائع اللغة ، وأعاجيب الصور البيانية !؟
أحسب أن أي عاقل في دنيا الناس ، وأي مصلح اجتماعي في هذا العالم ، يقرأ لمثل هذا النوع من الشعراء ، لا يملك إلا أن يحتقرهم ، ويحذر منهم ..!
ولله در القائل :
الشعراء يا صديقي أربعةْ ** فشاعرٌ يجري ولا يُجرى معهْ
وشاعرٌ ينشد في المعمعةْ ** وشاعرٌ لا تشتهي أن تسمعهْ
وشاعرٌ لا تستحي أن تصفعهْ !!
والصنف الذي نعنيه هو الشاعر الرابع بالذات !!!!
قال الراوي :
أقول هذا بحرقة شديدة بعد أن لقيت طالباً في الجامعة أعرفه ، يحمل في يده مجلداً ضخماً ،
وقبل أن اسأله فطن إلى ما في نفسي ، ربما لأنه رآني أردد النظر إلى الكتاب الذي في يده ،
فبادر يمد إلي يديه بالكتاب ويقول مبتسماً :
جئتك قاصدا بهذا الكتاب ، لتقرأ فيه ، ثم اسمع رأيك لأني أثق في فهمك وذوقك !
قال الراوي :
فرحت ابتداءً بما سمعت ، وتألمت انتهاء بعد أن قرأت ما قرأت !
كان الكتاب الضخم الذي كلف الشيء الفلاني ، لأنه كأن أيضا أنيقا ، وأوراقه من النوع الفاخر ،
كان لشاعر نرجسيٍ يعبد ذاته !
وقد أخذ يسرح ويمرح ببراعة في طول الكتاب الضخم وعرضه ،
ليصور _ بل ليقرر _ أنه معبود كل امرأة في هذا الشرق !
وأنه ما من امرأة شرقية _ يعني عربية !! _ إلا وهي تعشقه ، وتهواه وتتمناه !!
ثم لا يكتفي بهذا الادعاء ، بل أخذ يصور دقائق وتفاصيل غزواته _ كما يعبر هو _
على فراش المتعة الحرام ، مع هذه وتلك وهؤلاء وأولئك ، من كل صنف ولون من النساء العربيات الحرائر ،
في بلاد شتى ، حتى على خارج الخارطة العربية ..من اللواتي يعشن في بلاد الشرق والغرب ..!!
وعلى الرغم أن الله منحه براعة بيان ، وجمال عبارة ، وقوة تصوير ، واختيار مفردات ،
غير أنه سخر كل هذه الموهبة العجيبة ، ليكون ممن وصفهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم بعبارته النبوية العجيبة ، أنهم :
الدعاة على أبواب جهنم !!
وهذا نموذج جلي لهؤلاء ، فكم من شباب وفتيات غرر بهم ، بزخرف كلامه ، وساقهم بين يديه إلى بوابات الشر الملونة ..!
إنك لتكاد تخرج من قراءة هذا السفر الضخم إلى نتيجة واحدة لا ثاني معها !
أن هذا " المخلوق "
يريد صناعة بغايا على طول خارطة الوطن العربي وعرضه !
ويرغب في تخريج ألوان من الفُساق والصعاليك ، الذين لا يحملون إلا هم الشهوة الحرام
حيثما كانت ، وبأي طريق !!
وبعبارة أخرى ..
إذا كان الشباب من ذكور وإناث هم عماد كل أمة ، فإن ملخص دعوة هذا وأمثاله :
أن يأتي البيوت من جذورها ليهدمها فوق رؤوس أصحابها ، وهو يزعم لهم ويُقسم
أنه جاء منقذا لهم ، ليخرجهم من الظلمات إلى النور !!!
أخطر ما في هذا الكتاب _ كما أشرنا قبل قليل _
أن له أسلوبا منمقا ، وزخرفة تبهرك ، وبيان يشدك ،
وصور تتراءى بين عينيك كأنك تعيش المشهد _ رغم قذارته !! _
ولكن ما قيمة هذا كله إذا كانت المحصلة :
دعوة للرذيلة ، وتزيين للشر ، وتحبيب في الفسوق ، وتشجيع على الخروج عن قيم السماء والأرض !
ولولا خشية أن أكون داعية لقراءة الكتاب ، لأوردت اسمه وتاريخ نشره ،
ولسردت طائفة من بدائع تلك القذارة التي لا تقال إلا في المواخير ، أو على فراش الزوجية ولا ثالث لهما !
ألا لعنة الله على الظالمين !
اللهم فاشهد أننا لا نحب هذا وأمثاله ، وإنما أبغضناهم فيك ومن أجلك ،
ثم من أجل أبناء هذه الأمة المجروحة التي تشكو إلى الله ليل نهار ، ما أصابها ،
وتدعو الله صباح مساء أن يبدل خوفها أمنا ، وذلها عزا ..
قال الراوي :
ولقيت صاحبي بعد أيام وفي يدي ذلك الكتاب الضخم ، وقلت له :
الكتاب عبارة عن قذارة مكتوبة على صفحات ، وإني لا أنصح بقراءته ..
فتهلل وجهه ، وقال :
رغم أني لم أقرأ فيه إلا بضعة أوراق ، إلا أن هذا كان رأيي فيه ، ولقد خشيت على نفسي والله إن أنا مضيت حتى آخره ،
أن أجد نفسي نسخة طبق الأصل من هذه الأفكار الخبيثة .. !
أو على الأقل أجد نفسي تهوى هذه الأجواء الموبوءة ، وتتمناها !!
|
|
19-08-2007 , 08:08 PM
|
الرد مع إقتباس
|