أنتِ ساحرة ، و أنت أيضًا ساحر الطلعة ، لكنكما تجهلان سر هذا السحر الخفي ، و لكل من المرأة و الرجل فتنة خاصة تنفذ من بعيد و من قريب ، يمكن تحليلها و معرفة عواملها و أسرارها في أجزاء هذا الموضوع " ســـــحـــــر الـــــشـــــخـــــصـــــيـــــة "
*************** الــتــأثــيــر الــــشــــخـــصـــــي ***************
أيكون تأثير المرء في غيره من الناس سلطة خاصة يحرزها القلة الأفذاذ من البشر ؟
أم هو نتاج تمارين سرية خفية يقوم بها المرء في معزل عن المجتمع و نجوة من أعين الرائين؟
الحقيقة أنّه (( ظاهرة )) عامة شاملة ، يمكن أن تظهر في حياة كل فرد من أفراد الإنسانية ، فلا يختص به أحد ، و لا يتميز به شخص دون الآخرين ، لأنه ينبع دومًا من (( النفسية الفردية )) فهو كالفكر نفسه الذي يصدر عنه .
مـــــن أنـــــت ؟؟؟
--------------
إن أقل أفكارك دوامًا ، و أتفه ما تنطق به من كلمات عن تأمل أو غير تأمل ، و أبسط ما تتخذ من قرارات ، و تؤدي من أعمال ، تتعاون فيما بينها جميعًا على تكوين ما لك من نفوذ منظور أو محجوب ، تخرجه في كل لحظة ذاتيتك المتميزة .
أنت الآن بشخصيتك الراهنة ، وليد أفكارك السابقة ، و أقوالك الماضية ،و أعمالك التي عفى عليها الزمن .
و إن لأفكارك و أقوالك و أعمالك الآن ، اليد الأولى في نسيج مستقبلك القريب و البعيد ، فإذا تعلمت أن تحكم عوامل تأثيرك و نفوذك ، تصل إلى تحقيق ما تطمح إليه ، و تحصيل ما تبغي تحصيله ، و تتجنب كل ما تعتبره مؤلمًا أو متعبًا أو مريرًا .
وســـائـــل الـــتـــحـــســـيـــن الـــفـــردي ..
---------------------------------------
يقول توس آ. ادكين : ( إن المنافسات و المضادات و العداوات الطارئة العنيفة ، أبعد ما تكون عن تقييد شخصية جذابة ، أو إعاقتها عن بلوغ أهدافها ، بل إن هذه الأشياء تعينها إذ تزيد نشاطها ، على رفع مستويات الطاقات التي تبذلها ، و تلقي أمامها النور على أحكامها ، و تعسفها في جعل القرارات التي تتخذها ، أوضح مما قبلها و أثبت و أرشد ! )
هذا يعني أن من وطد العزم على نيل شيء ، استطاع بفضل الله ثم بفضل العقبات التي تعترضه ، و التجارب التي مر بها و يمر ، أن يكتشف ممكناته الدفينة الكامنة ، و يسعى من ثمة إلى تقويتها حسن توجيهها لما يزيد في قدرته و تغلبه على الأحداث و العوادي .
إنها قضية انتباه و اجتهاد ، و مثابرة ، و سداد في الحكم ، ككل تحسن ثقافي ، وفني ، و عملي.
الى اللقاء في الجزء الثاني