العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > ( فتيات متألقات في زمن الفتنة ) _ كونوا مباركين ..!
المشاركة في الموضوع
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#1  
( فتيات متألقات في زمن الفتنة ) _ كونوا مباركين ..!
= = =
وقعتْ بين يدي مجلةٌ صادرةٌ عن جامعةِ الشارقةِ ، تحملُ اسم " المنبر الجامعي " ،
وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقع عيني على هذه المجلة الطيبة ،
كان العدد الذي وقع بين يدي قد صدر في العام 2005 ،
ولفت نظري بقوة مقال رائع استوقفني كثيرا ، وخرجت منه بأكثر من درس ..
فجزى الله الأخت الفاضلة التي سطرت ذلك الموضوع ..


وها أنا أضعكم وجهاً لوجه مع ذلك الموضوع المتميز ..
فتأملوا أثر الكلمة ، بارك الله فيكم ..!
- - -
" حياك الله وبياك ، وجعل الفردوس مسكنك ومثواك ... وجعلك الله مباركة أينما كنت "
عبارة اعتاد أن يستهل بها دروسه المباركة ..
لم تكن دروسه تدور حول هذه العبارة إلا أنه اعتاد أن يبدأها بهذه الكلمات الطيبة ..
لكنه اعتاد أن يوصيني : بالإلحاح على الله أن يجعلني مباركة أينما كنت ...

وفي ذات يوم تساءلت :
كيف أكون مباركة يا أستاذي الفاضل ، ويا شيخي الجليل ؟
فكانت إجابته باختصار :
كوني كالمطر اينما وقع نفع .


ومنذ تلك اللحظة اتخذت عهداً على نفسي أن أكون كالمطر .
أقصد أن أكون مباركة .
ولم أنس يوماً كلمات شيخي الفاضل :
" لا تنسي إنما العلم بالتعلم ، وإنما الحلم بالتحلم ،
ستتكلفين البركة زمناً ، ولكنك ستصلين إلى مبتغاك يوماً ..... "


وكان الموقف الأوى والتجربة الأولى :
كنت في زيارة لإحدى صديقاتي ، جيش من التساؤلات هاجمني دون سابق إنذار :
هل سيقبلون الأمر مني ؟
سأستبدل حديثاً لا طائل منه، بحديث آخر ينير مجلسنا،ويجعله مجلساً تحفه الملائكة بإذن الله ؟؟

مضت الساعة الأولى ، أنهينا موضوعاً وبدأنا بآخر ، ومضت نصف ساعة أخرى ، والموضوعات تتشعب ولا خير فيها ..
أصبت بالإحباط ، قررت التراجع ، فمثلي لن يستطيع تغيير شيء أبداً !!

ارتفع صوت الأذان .. هرعنا للصلاة ، ركعت ،، سجدت ، دعوت ،،
وكنت آخر من عاد إلى المجلس ، الكل مشغول بحديث الدنيا ،،
لم أعرف كيف أشاركهم الحديث ، كنت في أجواء أخرى ، بل كنت في عالم آخر ،
كنت ما زلت في أجواء صلاتي .. ربتت على كتفي إحدى صديقاتي ورددت مبتسمة :
أما زلت في أجواء الصلاة ؟!!

كانت عبارتها العفوية بداية لحديث طويل عن روحانية الصلاة ..
الكل أدلى بدلوه ،، الكل تحدث عن الصلاة من زاوية مختلفة ،
فعم المجلس نور عظيم ، أحسست بأنني انتقلت من مكان إلى آخر ،
بالرغم من كوني لم أغادر ذلك المجلس ، إلا أن مجلسنا قد تحول إلى مجلس مبارك ..
مجلس حفته الملائكة ، وانشغلت به ، مجلس شعرنا فيه براحة نفسية ليس كمثلها راحة ..
وكأننا ألقينا حملاً ثقيلاً عن أظهرنا ..


حينها فقط استشعرت قوله تعالى في الحديث القدسي :
" قوموا مغفور لكم ، قد بدلت سيئاتكم حسنات " ..

يااااه ! ما اروع التحليق في فضاءات الطهارة والنقاء !
ما أروع الإحساس بأنك سرت ولو خطوة واحدة متجهاً إلى الجنة ..!
شعور لا يضاهيه شعور .. تجد نفسك تجتهد وتجاهد لتستمر على الطريق ،
وإن حاول الشيطان تثبيط عزائمك والحط من قدراتك ..

فبالرغم من كونك ستتظاهر بالبركة في خطواتك الأولى ، إلا أنك ستجد لذلك حلاوة عظيمة ،
حلاوة تجعلك تشعر بأنك تسير في هذا الطريق منذ زمن طويل ، في موكب الأنبياء عليهم السلام ..


ومن ثم تجد في نفسك همة ونشاطاً ، همة تدفعك للاستمرار ،
فتعزم بينك وبين نفسك على مواصلة الطريق ، بالله ولله ومع الله ...
يا لها من روعة !

وفي الشبكة العنكبوتية كانت تجربتي الثانية ،
الشبكة العنكبوتية ذلك العالم الذي يتفطر قلب المؤمن كمداً
حين يرى أحوال الشباب فيه ، فتلك فتاة قد وضعت اسماً مستعارا
يصرخ في كل من يقرؤه : أنا فريسة سهلة !!

وذاك شاب قد تنكر باسم فتاة ليصطاد الساذجات من الفتيات ..
وتلك منتديات عربية من المفترض أن تكون منابر خير تسهم في الارتقاء بشخصية المسلم ،
وتنمية قدراته في مختلف المجالات ، ولكنها للسف قد أمست بحارا مسمومة لآ تضم سوى التفاهات ،
ابتداء بأغنية ماجنة ، وانتهاء بمواضيع تكثر فيها الاشتباكات والنزاعات ، ولا من مفيد آت تحصل عليه ..!

عزم عانق روحي ، عزم احتضنته نفسي :
أن أحاول القيام بحملة لتصحيح الاتجاهات شملت بعض المنتديات ،

نتائج طيبة كانت قليلة في البداية ، وأخذت تكبر شيئا فشيئا ،
فقد وفقني الله ومعي بعض الأخوات ، فانتشر الخير بوضوح في تلك المنتديات ،
وعمت السعادة قلبي وقلب كل من اجتهد في هذه المحاولة الطيبة ..


كان لسان حالي وأخواتي :
لنكن مباركين حتى في هذه الشبكة العنكبوتية ..
لنكن مباركين حتى وإن استشرى الخبث وانتشر ..


كنا نضع آية هنا .. وحديث هناك .. وتذكير هنا .. ونصيحة هناك
ولا تسطر أقلامنا إلا ما يحبه الله .. نثر وشعر ..
كنا نصر على أن نفعل شيئا من أجل ربنا الرحمن الرحيم ودينه العظيم ..
لعل الله ينفع بمحاولاتنا تلك أخاً أو أختاً ،
لعلها تيعن تائه ليجد الدرب الصحيح ، فيصبح _ أو تصبح _
لهذا الدين نصيرا وعونا وجنديا مخلصا ينفع الله به آخرين ..


أخي / أختي في الله ..
كونوا مباركين أينما كنتم .. كونوا مباركين في كل مكان ، وفي كل مجلس ،
ومع كل أحد تلتقون به ، أو تجلسون معه ، حتى وإن ضم المجلس اشخاصاً
تعتقدون أنهم أكثر منكم علماً وفقهاً ، فلعل كلماتكم المتواضعة
تكون أعمق وأصدق ، ويباركها الله ..


فكم من طالب علم لم يستطع إيصال علمه إلى قلوب الناس ، ربما بسبب
نية فاسدة ، أوتعلق قلبه بمتاع من الدنيا قليل !

وكم من إنسان أمي لا يعرف القراءة والكتابة عانقت كلماته القلوب ، وكانت بلسماً بل هل دواء ..!

وهنا أذكر قصة رواها أستاذي الفاضل ..
" ... في أحد المجالس ، وكان قد جمع فيه بعضا من المشايخ وطلاب العلم ،
وأهل خبرة في مجالات مختلفة ، تنوع الكلام ، وتفنن المتكلمون كل يدلي بدلوه ،
وتناثرت فوائد كثيرة...... تشعب الحديث واتسعت دوائره ...
وكان فيهم رجل مسن قابع في زاوية من المجلس ، لم يشارك في الحديث ،
بل كان يتابع ولسانه يدور بذكر الله ، وفي يده مسبحته ،
التفت إليه شيخ من شيوخ العلم الحاضرين ، وألح عليه أن يقول شيئاً ..
وبعد تردد استعان بالله وقال كلمات قليلة بسيطة متواضعة
، لكنها خرجت من القلب ، فإذا دموع أكثر الحاضرين تنهمر ...
لقد بارك الله في كلمات هذا الشيخ الأمي ..
ونفع بها أكثر من كل ذلك الكلام الذي تجاذبه الحاضرون قبله ..فسبحان الله !


أخي الفاضل .. أختي الفاضلة..
أدعو الله أن يجعلكم مباركين .. بل ألحوا على الله الرحمن الرحيم
أن يجعلكم مباركين .. فحين يصبح الإنسان مباركاً ، ينير الله به مجالس الناس ،
وتشرق به قلوبهم ، وتستنير به عقولهم وأفكارهم ..
كونوا مباركين في العمل ، وفي أروقة المدارس والجامعات ،
وفي الشارع والسوق ، وفي المستشفى ، وحيثما كنتم ...
وقبل ذلك لا تنسوا أن تكونوا مباركين في بيوتكم ، ،
مع آبائكم وأمهاتكم ، وإخوانكم وأخواتكم وزوجاتكم ..
مع الصغار والكبار .. مع القريب والبعيد ..


ذكروا هذا بآية .. ذاك بحديث ..
وجهوا لهذا نصيحة طيبة ، ولهذا توجيه لطيف ، وهذا بقصة
وذاك بهدية ، وهذا بموقف ... وهكذا ..
كونوا كالمطر اينما وقع نفع .

لا تنسوا حديث نبيكم العظيم محمد صلى الله عليه وسلم :
إن من الناس مفاتيح للخير ، مغاليق للشر ، وإن من الناس مغاليق للخير ،
ومفاتيح للشر ، فطوبى لمن جعل الله مفاتيح الخير على يديه ،
وويل لمن جعل مفاتيح الشر على يديه .

وبعد ..
هذا حديث قلب سقته إليكم بعد أن لامس روحي ، وعانق فكري ، وهيج قلمي ،
سقته من باب التذكير بنعمة الله علي ، ولأشجع غيري
ليسير على هذا الدرب المشرق الرائع ..


لآ يسعني في خاتمة هذا المقال إلا أن أدعو الله تعالى لي وليكم بأن يجعلنا من المباركين أينما كنا بإذنه سبحانه .
- - -
انتهى ..
وجزى الله تلك الأخت المباركة خير الجزاء ، ونسأل الله أن يثبتها ، ويكثر من أمثالها ..

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 02-11-2006 , 05:08 PM    الرد مع إقتباس
زمردة زمردة غير متصل    
مبدع فائق التميز  
المشاركات: 19,033
#2  

نسأل الله أن يجعلنا مباركين أينما كنا .

جزاك الله خيراً شيخنا الفاضل بو عبد الرحمن .

وجعلك مباركاً كما عهدناك دائماً .


وأنا عندي هذه من النساء اللاتي تألقن في هذا العصر :
http://www.aljoood.com/forums/showthread.php?t=6835

أخبروني إن لم يظهر الموضوع لكم ..

زمردة غير متصل قديم 02-11-2006 , 09:04 PM    الرد مع إقتباس
بو عبدالرحمن بو عبدالرحمن غير متصل    
مبدع متميز  
المشاركات: 5,287
#3  
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفاضلة / زمردة
رحم الله والديك ، وغفر الله لنا ولك

تشكرين على هذا الجهد الطيب المبارك

واسأل الله سبحانه وتعالى أن يبارك لك ، ويبارك فيك

ويجعلك مباركة حيما نزلت ورحلت واقمت ..

جزاك الله خير الجزاء على هذه المتابعة الطيبة

بو عبدالرحمن غير متصل قديم 08-11-2006 , 05:09 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.