أحوال المرأة في رمضان
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي خص شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فها هو شهر رمضان قد أظلنا، وحري بنا أن نعرف لهذا الضيف قدره وننزله منزلته
. وهو شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته، وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان،
والمرأة مخاطبة بالتكاليف كالرجل إلا ماخصه الدليل
ولهذا أحببت أن أشارك بجهد لايسلم من النقصان - في بيان بعض أحوال المرأة في رمضان من أمور عباداتها وطهارتها وشئون بيتها , سائلة المولى عزوجل أن تجد فيه ما يعينها على اداء حق ربها ومعرفة ما يهمها في رمضان
أول ما أبد به أخيتي هو الصلاة , وهي أول ما أوجبه الله تعالى من العبادات، وهي أول ما يحاسب عليه العبد وهي آخر وصية وصى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم أمته عند موته فقال: "الصلاة، الصلاة، وما ملكت أيمانكم " . وهي آخر ما يفقد من الدين فإن ضاعت ضاع الدين كله. فالله الله بصلاتك في رمضان وغير رمضان , وقد توعد الله عزوجل تارك الصلاة بقوله (( فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ(4)الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ)) والسهو: تركها حتى يخرج وقتها ,
كذلك أختي الغالية : أوصيك بالمحافظة على السنن الرواتب , واعلمي إنك إن فرطت فيها فأنت تخسرين بذلك بيتا في الجنة
ثانيا : أوصيك اخيه بالاكثار من قراءة القران فإن رمضان هو الذي أنزل فيه القرآن من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، والثالثة: أن جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان فيدارسه القرآن كل ليلة. ورتب الله عز وجل الأجر العظيم والثواب الجزيل لمن تعلم القرآن وعلمه " وجعلهم خيرة هذه الأمة. قال صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه " . وقال عليه الصلاة والسلام: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: ألم حرف، ولكن: ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف " .
وقد تسابق المتسابقون لهذا الفضل العظيم والأجر الجزيل، وتطلعت، النفوس إلى قراءته وحفظه. فترك العلماء قراءة الحديث وتعليم العلم، وأقبلوا على المصحف ؛ وكان منهم من يختم كل ثلاث ليالي مرة، ( ولا ينقص عن ثلاث لقوله عليه الصلاة والسلام (اقرأ القرآن في كل شهر، اقرأه في خمس و عشرين، اقرأه في عشرين، اقرأه في خمس عشرة، اقرأه في سبع، لا يفقهه من يقرؤه في أقل من ثلاث) له طرق كثيرة الألباني السلسلة الصحيحة 1513
حال المرأة في بيتها : قال صلى الله عليه وسلم ( كل نفس من بني آدم سيد فالرجل سيد أهله والمرأة سيدة بيتها ) صحيح ابو داود
ومادام أن المرأة هي سيدة بيتها فعليها في هذا الشهر الكريم ان تعرف ما يهمها من أحكام وأعمال وآداب ,
أولا يجب على المرأة أن تأمر أولادها بالصلاة فمن صلاحها صلاح سائر العبادات ومن فسادها فساد سائر العبادات
ثانيا : على المرأة أن تعود أولادها على الصيام , لما في ذلك من تعويدهم على القيام بالعبادات
قالت ربيعة بنت معوذ عن رمضان ( فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن , فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون الإافطار ) رحم الله نساء السلف , ورحم حالنا الذي نحن فيه من التفريط ؟
وننبه هنا إلى أمر وهو أنه لا يجب على المرأة أن تلزم صبيانها بالصيام مادام لم يبلغ إنما تعلمهم وتعودهم فإذا بلغوا الزمتهم على الصيام .
رابعا : يجوز للمرأة أن تتذوق الطعام أثناء طهيها له إن كان هناك من ضرورة على أن تجعله من طرف لسانها ولا تبتلع منه شيء بل تمجه أي تخرجه من فمها مباشرة
خامسا : على المرأة أن تعلم أن جميع أنواع الدهون والملطفات لاتؤثر على صيامها ولاتفطرها سواء كانت بالوجه او اليدين أو غيرهما , وكذلك الحناء لايؤثر على صيامها سواء كان على الشعر أم اليدين
وكذلك لاحرج عليها من استعمال السواك في كل وقت بل هو من السنة , لقوله عليه الصلاة والسلام ( السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ) وان خرج من جراء استعمال السواك دم بسيط فلا يفسد الصوم , بل عليك بالمضمضة ومجه , والله اعلم
أخيتي : احذري من قضاء أكثر الوقت في النوم فإنه يجلب الكسل والخمول ويضيع الوقت
, احذري من عصيان الله تعالى بالسهر أمام القنوات التلفزيونية , فإنها تذهب بأجر صيامك ولا تكوني ممن قال عنهم الرسول عليه الصلاة والسلام ( كم من صائم ليس له من صيامه إلاالجوع والعطش ) أو كما قال عليه الصلاة والسلام
لاتسرفي في الطعام وتضيعي الوقت في طهييه وتنويعه فما لهذا شرع الصيام .
رمضان فرصة عظيمة للتزود من الطاعات فلا تضيعيه بالخروج للأسواق وخاصة في العشر الأواخر
فيما يتعلق بصلاة التراويح
أخيتي يجوز لك ان تصلي في المسجد مع المسلمين وصلاتك في بيتك أفضل لك .
فاحرصي على أداء صلاة التراويح لما لها من الفضل العظيم فقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الإالتزام بها وقيامها ففي الصحيحين انه صلى الله عليه وسلم قال ( من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ماتقدم من ذنبه ) فعليك أن تستغلي هذا الفضل ولاتضيعيه بارتكاب مخالفات واخطاء
فلا تخرجي متطيبة ولا متزينة ولاتختلطي بالرجال , روي عن عائشة رضى الله عنها أنها قالت ( لو أدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما منعت نساء بني اسرائيل )
هذا في زمن الصحابة الذي هو خير القرون فكيف بزماننا نحن؟ تخرج المرأة من منزلها متعطره متبخرة متجمله وهي ذاهبة إلى المسجد إلا من رحم الله
أ: يجوز للمرأة أ تؤم النساء
ب: لايجوز أن تقتدي بالإمام بحجة أن المسجد قريب وتسمعه
ج : ينبغي للمرأة أن تحرص على أخر الصفوف , فإن كان مفصولا بحاجز فلا بأس في أن تتقدم المرأة إلى االامام لأن الأمر بالتأخير لأجل حفظها من الرجال وحتى لاتحصل فتنة
د : ومن المخالفات التي ترتكبها المرأة حين مجيئها إلى المسجد جلوسها قبل أن تصلي ركعتي المسجد وهذا مخالف للشرع لقوله عليه الصلاة والسلام ( إذا دخل أحدكم المسجد فاليركع ركعتين قبل أن يجلس )
ومن المخالفات أيضا رفع المرأة رأسها من السجود قبل أن يرفع الرجال رؤوسهم , فالواجب على المرأة أن لاتسنعجل رفع رأسها قبل الرجال
ومن المخالفات ايضا أكل الثوم أو البصل فالواجب على المرأة أن تعتزل تلك الأطعمة حين ذهابها للمسجد , لقوله عليه الصلاة والسلام ( من أكل الثوم أو البصل والكراث فلا يقربن مسجدنا )
ومن المخالفات التي يجب ان تتجنبها المرأة الذهاب إلى المسجد متطيبة وهذا منهي لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( أيما امرأة تطيبت ثم خرجت إلى المسجد لم تقبل لها صلاة حتى تغتسل )
فلا يجوز للمرأة أن تتطيب أو تتعطر وهي خارجة , ومن المخالفات ايضا الغيبة وخاصة في مواطن العبادة فنجد النساء ينتظرن الصلاة بالغيبة بدل ان ينتظرنها بالاستغفار !
ومن المخالفات ايضا في صلاة التراويح , اصطحاب الأطفال إلى المسجد لما في ذلك من الأذى لجماعة المصلين والمصليات , وإن لم تستطع المرأة ان تصلي ومعها طفلها فعليها ان تصلي في بيتها , ومن المخالفات ايضا خروج المرأة للصلاة مع السائق وحدها وهذا لايجوز شرعا .
الحيض والنفاس والإستحاضة في رمضان
أولا: بطلان الصوم بالحيض والنفاس
ثانيا : خروج الدم في جزء من نهار رمضان :
وإذا خرج منهما دم في أي جزء من النهار سواء كان في أوله أو وسطه أو آخره , فسد صومهما وعليهما الافطار والقضاء
إن رأت المرأة الطهر قبيل الفجر نوت الصيام ثم تتسحر اتباعا للسنة ثم تغتسل وتصلي وإن كان غسلها بعد الفجر فصيامها صحيح لأن الغسل شرط في صحة الصلاة دون الصيام ولأن وجوب الغسل لايمنع فعله كالجنب لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصبح جنبا من جماع غير احتلام ثم يغتسل ويصوم
*إذا انقطع الدم عنها وتبين للمرأة الطهر ثم فجأه عاد لها مرة أخرى , فلا صلاة ولا صوم مادامت في زمن الحيض ولم تر علامات الطهر
وإذا علمت المرأة من أيام عادتها أنها تأتيها بتمام ست او سبعة أيام ثم طهرت قبل تمام هذه الأيام فإنها طاهر تغتسل حين الطهر وتصلي وتصوم كسائر الطاهرات
النقاء المتخلل بين الطهرين
والنقاء المتخلل عند المرأة بين الدمين , هل هو حيض يترتب عليه ترك الصوم وسائر العبادات أم انه دم فاسد ؟
فالقول الراجح عند أهل العلم ان هذا النقاء هو من الحيض مادام في زمن الحيض
ولكن لو جاوزهذا الدم مدة الحيض فإنه يعتبر دم فاسد وتصوم وتصلي وتتوضا لكل صلاة
طهر النفساء قبل الأربعين
المرأة في النفاس إما تقعد أربعين يوما , وإما تطهر لثلاثين أو عشرين يوما , فمتى طهرت فإنها تصلي وتصوم , ولاتلتفت إلى عدد الأيام وإنما العبرة بالطهارة فمتى طهرت فتصلي وتصوم
فدية تأخير وقت القضاء
لايجوز تأخير وقت القضاء حتى رمضان الآخر , وإن أخرت قضاءها فعليهما اثم ولكن يجب عليها فدية التأخير عن كل يوم مد وتتكرر الفدية بتكرار السنين , أما اذا كان هذا التأخير حصل من غير تفريط فلا فدية عليهما
· إن ماتت المرأة قبل القضاء
إن ماتت المرأة قبل أن تقضي ما عليها من أيام فطرها ففي هذي الحالة : أما أن تكون غير متمكنة من القضاء لاستمرار عذرها , فإنه لاشيء عليها ولا على وليها ولا على تركتها
ب : وإما أن تكون متمكنة ولم تقض لتسويفها , فإنه على وليها مدا من طعام عن كل يوم وجب عليها قضاؤه وبعض أهل العلم يرى ان يصوم عنها وليها
لما روته عائشة رضى الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال ( من مات وعليه صوم صام عنه وليه )
وإن لم تصم الفتاة لعدم بلوغها , وبلغت في الثلث الأول من شهر رمضان أو أخر أو اكثر فإنها تصوم مابقي عليها من هذا الشهر ولاتقضي مافاتها لأنها قبل البلوغ غير مكلفة وبعد البلوغ كلفت
قراءة القرأن للحائض
يجوز قراءة القرآن للحائض ولاحرج في ذلك لاحتياجها إلى قراءته ولكن دون مس المصحف , وخصوصا إذا كانت معلمة أو طالبة مذاكرة له , وإما حديث ( لاتقرأ الحائض ولا النفساء من القرآن شيئا ) فهو ضعيف لاتثبت صحته
اللهم أتم علينا هذا الشهر بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام،
للهم أعنا على صيامه وقيامه، اللهم واجعلنا من عتقائك من النار، وممن ، فاز بالدرجات في الجنات، واغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وصلى الله على نبينا محمد - على آله وصحبه أجمعين.
المراجع : أحكام الصيام , فتاوي الصيام , للشيخ بن عثيمين رحمة الله ,
|
عرض نسخة للطّباعة |
ارسل هذه الصفحة لصديق]
