سمعت هذه القصة منذ سنين طويلة .. وأنا اليوم أعيد صياغتها بأسلوبي ..
وأتمنى من الله أن لا أكون غيرت فيها ، أو أدخلت عليها ما يحور مضمونها ..
=-= =
خرجَ قرويٌ ببقرته ليبعها في السوق ، فلما قرب من حيث يريد ،
شعر أنه قد تعب بسبب الطريق الطويل ، فقرر أن يرتاح قليلاً ،
فغفا تحت شجرة غفوة قصيرة ، فلما استيقظ وجد أن بقرته قد سُرقت ،
حيث رأى الحبل الذي كانت به مربوطة ، لا زال مشدوداً إلى أصل الشجرة ،
غير أن البقرة لم تعد موجودة !!
فأخذ يضرب كفاً بكف ، لا يدري ما يصنع ، ثم ألهمه الله أن يواصل سيره إلى السوق ،
لعله هناك يجد من يعرف فيستدين منه مالاً ..
أثناء تجواله في السوق ، يقلب نظره هنا وهناك ،
ما راعه إلا أن رأى بقرته بعينها معروضة للبيع ، فقد كان يميزها بعلامة فيها ..!
وعلى الفور قفز إليها ، وأغمض عينيها بيديه ، وأخذ يصيح بأعلى صوته :
بقرتي والله .. وجدتها بعد أن سرقها هؤلاء مني .. !!
تجمع الناس حوله ، واللصوص يحاولون سحبه عن البقرة ،
وهو متشبث بها ، كأنه غريق يمسك بلوح ..!
فلما رأى جموع الناس ،
قال : لقد كانت بقرتي عوراء .. فسلوهم في أي عينيها العور ..!!
فبهت اللصوص وأخذوا يحملقون في وجوه بعضهم ، ثم قالوا : العين اليمني ..
فنزع يده من عينها اليمنى ، وقال :
انظروا أنها سليمة وهم يكذبون ..!!
فبادروا يتصايحون :
إنما كنا نقصد عينها اليسرى ..
فنزع يده الأخرى ، فإذا عينها الأخرى أيضا سليمة ..!!
فصاح : هذا يؤكد كذب هؤلاء وأنهم لصوص فاحذروهم ...!
فاندفع الناس عليهم ، وجعلوا يضربونهم ، وعاد صاحبنا ببقرته ..!
وتوتة توتة خلصت الحدوتة