|
مبدع فائق التميز
|
|
المشاركات: 19,033
|
#2
|
جهاز أمن الرئاسة الفلسطيني يختطف المواطنين يعذبهم مع سب الذات الإلاهية
http://www.alaqsavoice.ps/arabic/?action=detail&id=597
غزة - المحافظة الوسطى- محمد بلّور- صوت الأقصى
ليس من السهل إحصاء كافة القصص والأحداث التي وقعت الأسبوع الماضي والتي أودت بحياة العشرات, فلكل قصة تفاصيل وضحايا آلمت من عاشها واكتوى بنارها. وهناك من الحوادث ما يصعب نسيانه على مدى العمر خاصة إذا ما شعر الإنسان أنه تعرض فيه للإهانة وأجبر على أن يظهر أصغر وأضعف كثيراً مما يتصور. ربما سمع وليد وإسماعيل عن أحداث الاختطاف والتعذيب التي ازدحمت بها وسائل الإعلام لكنهما لم يظنا يوما أن يكونا رقما في سجلها الطويل. في ذلك المساء ظنا أنه ربما يكونا في حالة ارتياح كيف لا وهما قد عزما على الذهاب لأحد الأفراح في مخيم الشاطئ بغزة, لكنهما للأسف لم يجدا بعدها من يشاركهما لحظة حزن واحدة.
في الطريق إلى غزة كان هناك حاجزاً لأمن الرئاسة 'القوة 17' اختطف وليد شكوكاني (20عاما) وإسماعيل الحافي (19 عاما) وهما من مخيم النصيرات و'لا ينتميان لأي جناح مسلح'، ودون أن يفهما حتى لماذا ؟!!, فربما كانت أرقام المختطفين حينها غير مقنعة للبعض. يقول وليد وهو طالب بقسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية 'كنت متوجهاً أنا وإسماعيل لحضور أحد أفراح أقاربي في مخيم الشاطئ يوم الأحد 28-1-2007، وعندما وصلت السيارة منزل الرئيس عباس وجدنا الطريق مغلق، فاستخدم السائق طريقاً التفافياً فتفاجئنا بحاجز لقوات الـ17'. ويتابع:'أشار أحد المسلحين عليّ وأنزلني أنا وزميلي من السيارة، ثم أحاط بنا 6 مسلحين قبل أن يزداد العدد إلى 25 مسلح حيث جاء الضابط وطلب ممن لم يكن ملثم منهم بارتداء الأقنعة، وبدؤوا في تفتيشنا بينما أخبرهم الركاب الثلاثة في المقعد الخلفي أنهم يعملون في الأجهزة الأمنية فتركوهم !'.
ويضيف أن جنود حرس الرئاسة اتصلوا بقوة إضافية فحضرت عربة عسكرية بها 8 آخرين وضعوا على رأسه قناعين بينما وضعوا على رأس إسماعيل قناعاً آخر ثم اقتادوهم للعربة، حيث بدأت الركلات والضربات بإعقاب البنادق تنهال على الرؤوس والظهور والمناطق الحساسة وهم يوجهون الشتائم ويقولون 'أنتم تطلقون علينا القذائف'. ويتابع وليد:'نقلونا إلى موقع لأمن الرئاسة الساعة 8 مساء وهم يشتمونا ويسبوا الذات الإلهية، ويتلفظون بعبارات كفرية، ثم أخذونا لغرفة تحقيق ووضعوا على رأسي قناعين إضافيين لدرجة أني بدأت أتنفس بصعوبة وبدؤوا يسألوني ما اسمك ؟ عنوانك ؟ من هاجم موقعنا ؟، فقلت لا أدري وعندها بدؤوا يضربوني بأسلاك معدنية مجدولة'. ويشير أن أكثر من 6 محققين اجتمعوا على ضربه مطالبينه بالاعتراف قسراً أنه من القوة التنفيذية، وأنه هاجم مواقع أمنية لهم، وهم يضربوه بشكل مبرح ومركز على الظهر والكتفين وهو مكبل بالسلاسل.
ويقول وليد: إن أحدهم طالبه أن يذكر له نشطاء القسام في منطقته ثم أخبره أنه سيتصل ليعرف عنه كل شيء، وبعد أن أجرى اتصالاً قال له أنت وزميلك من حماس ثم بدأ المحققون يسبون الذات الإلهية ويشتمونهم بالألفاظ النابية ويقولون له 'أنتم قتلة'. وتابع 'سحب أحدهم أجزاء مسدسه وصوبه لرأسي وقال اعترف الآن وإلا سأقتلك, فقلت: إن شاء الله شهيد فجن جنونه، ثم جاء محقق ثاني وثالث وانهالوا عليّ بالهراوات وضربوني على أصابع يدي- ونظر لأصابع يديه التي لا زالت آثار التعذيب واضحة عليها- فقلت لهم كسرتموها فازدادوا ضربا'. ويؤكد أنهم حاولوا إجبار زميله إسماعيل أن يقول عنه أنه من نشطاء حماس ليتخذوا من ذلك اعترافاً ضده، حيث واصلوا التعذيب هذه المرة ولكن مستخدمين الهراوات والأسلاك المعدنية على الرأس والرقبة والظهر.
ويقدر وليد الساعات التي عُذب فيها بأكثر من 7 ساعات متواصلة امتدت من الساعة الثامنة مساءاً وحتى الساعة الثالثة فجراً هددوه خلالها بالقتل، وقال: أخذوني إلى ضابط يدعى أبو عدي وطالبوني بنفس الاعتراف وأخبروني أن هناك لدى حماس رهائن وأنهم سيطلقوا عليّ النار وعندما قلت له ما ذنبي ؟! قال لي: ذنبك أنك من القتلة ثم بدأ بالاستهزاء'. ويضيف أنه نقل بعد ذلك إلى حجرة تحت الأرض تبين له بعد ذلك أنها زنزانة تجمع فيها 5 ملثمين قبل أن يأتوا بزميله إسماعيل لنفس الزنزانة ويأمروهم بأخذ ركنين مختلفين وعدم الحديث سوياً. وكان إسماعيل الحافي والذي التقى بوليد لتوه تعرض هو الآخر لألوان من العذاب في حجرة قرب وليد ويروي إسماعيل ما حدث له ' سمعتهم يجرون اتصالاً ويقولون أمسكنا باثنين من القوة التنفيذية ثم انهالوا عليّ بالضرب ووضعوا البنادق في رأسي وهددوني بالقتل وهم يسبون الذات الإلهية'.
ويؤكد إسماعيل أنه حاول إخبارهم أنه أجرى عملية في أنفه مؤخراً وأن جراحه لم تلتئم بعد، فازدادوا في ضربه على وجهه بالهراوات والأسلاك المعدنية المجدولة، وتابع ' قلت لهم عن حالتي الصحية، فقالوا لي أنت كذّاب، وهاجمني أربعة منهم فبدأت أنزف واستمر النزيف لأكثر من 4 ساعات ثم حاولوا إجباري على الأكل، فقلت لهم أني صائم فاليوم عاشوراء، فقالوا لي لماذا تصوم ؟! فأجبتهم إن هذا يوم أنجى الله فيه موسى لكنهم ضربوني على رأسي وصدري ومفاصل الساقين'. وقد حاول إسماعيل أن يسأل الخاطفين عن سبب اختطافه وتعذيبه، فأجابه أحدهم 'لأنك مسلم سنعذبك' وواصلوا تعذيبه وشتم الذات الإلهية، بينما استمر أحدهم في إلقاء السجائر المشتعلة نحوه من حين لآخر. كما قام ملثم آخر بمهاجمة إسماعيل بأحد الكراسي، حيث وضع رجل الكرسي على فمه فجرحه والأخرى على صدره وهدده بالقتل، وأضاف 'حاول إجباري أن أعترف أنني من كتائب القسّام وأسمعوني صوت وليد وهو يعذب وأنا أنزف حتى أن أحدهم أطلق رصاصة بجانبه وبقيت على ذلك حتى التقينا في الزنزانة '.
ويضيف أنه تعرض لإيذاء نفسي حيث كان أكثر من أربعة مسلحين يهاجموه ويسحبوا أجزاء البنادق ويستعدوا لإطلاق الرصاص ويكرروا العملية بشكل مرعب '. وأجمع وليد وإسماعيل أنهما التقيا في الزنزانة قبيل الفجر وقد طلبا أن يتمكنا من الوضوء والصلاة التي منعا منها طوال اليوم لكن الخاطفين رفضوا ذلك, ويقول وليد أنه حاول اقتناص ساعة للنوم فلم يستطع من شدة الألم، وسمعت صراخاً أنا وإسماعيل لشخص أحضروه في مكان مجاور لنا وانهالوا عليه بالضرب '. وعندما حاول وليد أن يسأل الضابط متى سيفرج عنهم، أجابه أن الأوامر لديه أن يستمر في احتجازهم. أما إسماعيل فكان يلح في طلب التوقف عن إيذائهم فقاموا بتقيده مرة أخرى وانهالوا عليه بالضرب وهو ينزف. ويكشف إسماعيل أنه تعرض للمساومة من قبل المحققين الذين هددوه بادئ الأمر بملاحقته في كل مكان ثم عرضوا عليه الحصول على 2000 شيكل مقابل العمل معهم والإدلاء بمعلومات عن نشطاء حماس وتحركاتهم، وتابع 'قلت لهم أنا لست جاسوساً فهددوني إن أخبرت أحد بما حصل وما قالوه'.
ويكمل إسماعيل قائلاً: كانوا يقولون إن الحكومة جلبت لنا الدمار، وأن حماس هي مجموعة من القتلة لا يعلمون لأي دين تنتمي, أما وليد فقد حاول المحققون أن يسألوه لماذا لم يلتحق بأي جهاز أمني وعندما أجابهم أنه لم تتح له أي فرصة اتهموه بالكذب ثم سألوه هل تعرف سميح المدهون ؟ سنأخذك إليه!. ويروي وليد تفاصيل الإفراج عنهما قائلاً: سمعنا الضابط يجري اتصالاًَ ثم اقتادونا معصوبي الأعين لمكان شعرنا فيه بالهواء الطلق يلفح الوجوه فتأكدنا أننا قريبين من البحر '، وتابع:'أخذونا في جيب تابع لأمن الرئاسة وأنزلونا قرب حاجز لقوات الـ17 ورفعوا عنا الأقنعة وتركونا فاضطررنا أن نسلك طرقاً التفافية خشية أن يتم إيقافنا مرة أخرى من حاجز الـ17 '. وفيما لا تزال الكدمات والجروح واضحة على مختلف أنحاء جسد وليد والتي ألزمته الفراش، يعاني إسماعيل من آلام في مختلف أنحاء جسمه ومن كدمة في عينه تؤلمه كثيراً كما قال.
ولم يكن الشخص الذي سمعه وليد وإسماعيل وهو يعذب سوى ضحية جديدة اصطادها أمن الرئاسة على الطريق, يقول الشاب الذي رفض الكشف عن اسمه 'اختطفوني من سيارة أجرة وكبلوني وألبسوني قناع '. ويؤكد أنه تعرض للتحقيق والضرب بالهراوات وكالوا له الشتائم وسبوا الذات الإلهية دون أن يفهم السبب, كما طالبوه بالإجابة عن أسئلة أثارت استغرابه من قبيل 'من قتلت ؟ كيف قتلت أطفال بعلوشة ؟ أنتم كفرة!'. ويضيف أنهم استمروا في تعذيبه من الساعة الثامنة صباحاً حتى عصر ذلك اليوم قبل أن يطلقوا سراحه بالقرب من منزل الرئيس عباس. وأعرب الشاب عن استيائه الشديد من الاعتداء الذي وقع عليه ومن العبارات الكفرية التي سمعها منهم دون مبرر؛ فالقضية كلها أنه كان متوجهاً إلى عمله فحسب !.
وقال ممثل حركة حماس في القوى الوطنية والإسلامية في المحافظة الوسطى إنهم تلقوا اتصالاً من أقارب المختطفين الذين أكدوا اختفاء أبنائهم، مضيفا أن ممثلي القوى بدؤوا بالاتصال بالأجهزة الأمنية في الوسطى وعندما لم يعثروا على شيء توجهوا لغزة للبحث عنهم حتى توصلوا أنهم لدى أمن الرئاسة. وتابع:' بعد الاتصالات مع المعنيين والإفراج عنهم أخذناهم للمستشفى لتلقي العلاج، فقد تعرضوا لضرب مبرح'، مشيرا أن القوى الوطنية والإسلامية في الوسطى حريصة أن لا تنتقل المشاكل للمحافظة، مشدداً في الوقت ذاته على أن ممثلي القوى يعملون ليل نهار من أجل الحفاظ على الأمن والاستقرار في المحافظة.
|
|
02-02-2007 , 07:19 PM
|
الرد مع إقتباس
|