العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > سوالف الأدب والثقافة > لأنكَ عدتَ ..
المشاركة في الموضوع
غموض غموض غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 1
#1  
لأنكَ عدتَ ..
لم يكن ثمة ما يوجب عليكَ أن تمضي مسرعا ..
أن تتركَ أبوابا كثيرة مشرعة وراءكَ و تفر ..

لكنه كان حقا سرابا ...
سرابٌ أملي فيك ..
سرابٌ ثقتي فيك ..
و سرابٌ شمعة ُ الراحة التي اجتذبكَ لهيبها ..

فغرقتَ في بحر لهيب



ترى ..
أكان يجب أن يستثيرني مرآك حتى يفضحك قلمي بين يدي ؟
أم عفّت نفسي عن بتر بسمة نفسي حينا ... فمزقت صورتك كل البسمات ؟!
لست أدري .. لا أدري



ويوم عبرنا ذاك الطريق الطويل بين الأشجار المائلة المائلة
رأيتُ فيها انحناء الشفاه بضحكة ..
لكنك كنت ساهما .. لم تبصرها و لم تشعر ببريق عدستي
وأنا اقتنصت كل ملامحك ..
ليتني ما اقتنصت شيئا .. ليتني ما حملت عدستي .. ليتني ..

أراك اليوم خلف العدسة مائلا .. والأشجار معتدلة .. عابسة !



- أحتاج ( ___ ) .... أجل عليه صور من هذا القبيل ..
لا .. أريد الجزء الأول .. لا تحتاجونه؟ واثقة؟.. حسنا سأمر اليوم مساء

لم تفتني ضحكتها المبتورة : نحتاجه ؟
محقة أنتِ .. من سيحتاجه ؟

لكن حتى صورتك فيه بالمعطف الأبيض لم تسافر بي ..
كنت همست لنفسي : كلها صور .. رسوم ..
رسوم كالرسوم التي أبعثها بين أسطري لأناس لم يكونوا هنا يوما
لوهم .. وهم .. مجرد رسوم



عابثني النسيم ..
وتدحرج طيار عنب على يدي فرفعت رأسي أستأنس بغمغمة موج السماء
رأيتك صورة .. عدت أطرق محدقة بلوحي ..
مرت ثوان كنت أهمس فيها : وهم .. وهم ..

باغتني صوتك : السلام عليك ..

أما تزال تذكر ؟ ليتك ما تذكرت و ما حييت ...
ليتني صدقتني حين همست لنفسي : لا .. ليس هو .. وهم .....
ليس هنا .. خيالات فحسب ..

لكن صوتك اختصر المسافة و الكذب ... حول الرسوم إلى حقيقة
و كسر قلم الفحم بين أصابعي

- السلام عليكم ؟!



تمنيتُ لو شككتَ للحظة أن أخطأت .. لو همهمتَ باعتذار مبهم
و مضيتَ ... كما مضيتَ كل مرة .. دون سلام
تمنيتْ ..

لكنكَ كنتَ مصرا .. واثقا ..
مال رأسك يسارا .. حيث القبة التي أرسم ..
- مالك ؟ أما عرفتني ؟!
كان صوتك يسخر !!

و غبطت اللاتي يرحن و يجئن على الشاشة : لو أجيد الكذب !
لو أجيد : لا والله .. ما عرفتك ..
بل عرفتك .. يوما عرفتك .. لكني الآن لم أعد أستطيع أن أعرفك .. !

كيف غيرت ( كلك ) و لم تغير عينيك و صوتك أو حتى لون شعرك ؟



حاولت أن أحرك قلمي المكسور على اللوح .. أن أتم القباب أو الأقواس
لكن ظلك كان هنا .. ثقيلا .. خانقا .. يحاصرني ..
يطأ أطراف ثوبي و حواشي حجابي
يجبرني أن أتجمد .. و يجبر شفتي على الارتعاش ..
ليتك تفهم و تذهب ... ليتك



لمحتُ ثوبها فرفعتُ حدقتي دون رأسي ..
وقفتْ على بعد خطوات خلفكَ و في عينيها دهشة ..
لن تقتربْ ..
وفي خاطرها الآن ألف سؤال أولها : من ذا ؟



أنقذيني .. أصرخي فيه : ماذا تريد ؟ مالك تحاصرها ؟
لكنك لن تجرؤي .. ولست تعلمين ..
ليتني أخبرتك .. ليتني أجبت أسئلتك الكثيرة ..
ليتني أريتك تلك اللوحة مع لوحات والديّ وخالي ..



رأيت الحيرة في توتر وقفتكْ .. أنتَ أنتْ ..
تكره أن تتحدثَ فلا تــُحدّث ..
أن تلمحَ لسؤال فلا يأتيك الجواب ..

في خاطري رن صوت : الآن ..
بيد مرتعشة تناولت حقيبتي .. ضممت اللوح لكبير إلى صدري
و فررت إليها .. !

لم نتساو بعد .. فررتُ مرة .. فررتَ ألف مرة ..
لم يستقر الميزان

نظراتك تخترق ظهري .. تكاد تقيد قدمي ..
اختنق صوتي : تأخرنا ..
فنظرتْ إليّ دهِشة و تحركتْ شفتاها ..
لم تنطقْ .. أو لعلي لم أسمع ... !
كنتُ فقط أريد ألا يكون ظلك معانقا أطراف ثوبي ..
كنتُ فقط أريد أن أتنفس



كانت تفصل بيننا مخاوف .. وعمر ..
عمر اخترت أنت أن تعيشه بعيدا ..
و كان عمري مرآة لاختيارك .. فعشتُه أَبذُر اليأس منك في روحي
فيزهر الأمل فيك !!
و يعود صقيع المباغتة ليقتل كل زهوري/ك

أتراك أردت فحسب أن تلقيَ تحيةً جاءت بلا ميعاد
أم لا زلتَ – رغم الجحيم الذي ترعى اتقاده في روحك – تجيد القراءة ؟
أردتَ أن تقرأ روحي في عيني .. ؟
لكنني فررت من الجحيم الذي أبصرتُه في عينيك منذ .. منذ عمر ..
وكان جحيما وليدا !!

أخفيتُ عيني لئلا تسوقهما الصدفة فأقرأ في عينيكَ ما يقتلني
تكفيني ذكرى عينيك .. تكفيني



ظلتْ تسأل : من ؟
و لم أعِ الدرس بعد .. لا أزال بفضلكَ أكرر أخطائي مرغمة ..
و أين سألقاك ؟
سأتركُ لك التكية وحدائقها ..
بل لكَ دمشقُ بأجمعها .. حتى (باب شرقي) .. و ليسامحني أبو سليمان
فأينَ سألقاكَ ؟
لعلكَ رغم جحيمك لا تزال ترى دمشقَ قطرة ماء و رئتيكَ سمكة زينة .. لعلك



أشحتُ عن هواجسي و أريتها اللوحة فانتفضتْ : فمن ؟
و أنى لها الجواب .. ؟!

يكفيها أن تصرخَ لو رأتكَ أمامي : ماذا تريد ؟
ليس من فطنتها أن تسأل : من أنتَ ؟
لا .. ليس من فطنتها في شيء ذاك السؤال



وأخرى .. لما افتقدتِ اللوحة بين لوحات الرف تساءلتْ ..
و لم أجدْ لها إلا الصمتْ ..
و لم تجدْ عيناها إلا القلقَ .. والخوفَ .. و .. همٍ دفين
أجل .. همٍ زرعْتَه في حدائقنا منذ عمر .. عمر

دقائقكَ خنقتني ذكرى .. قتلتني سؤالا ..
و استعرتُ قولكَ قناعا : نهى عليه الصلاة و السلام عن القيل و القال و كثرة السؤال .. !
أتراك تذكر ؟ أتراك تصلي عليه ؟
صلوات الله عليه ... صلوات الله و سلامه عليه
أتراك ؟



لم ينته الأمر بعد ..
قلبي يهمس : انتظري .. و أعدي عواصفَ ثلج و صقيعا ..
أعدّي صبركِ





...

لكلينا عودة

غموض

غموض غير متصل قديم 23-03-2007 , 05:08 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.