العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > سوالف الأدب والثقافة > رثاء
المشاركة في الموضوع
Um-Shahad Um-Shahad غير متصل    
عضو فائق النشاط الامارات  
المشاركات: 877
#1  
رثاء
بعد أن قام الشيخ نهيان بن مبارك بتكريم و توزيع الجوائز لخريجي جامعة الإمارات العربية

المتحدة الدفعة ال 26 يوم الأربعاء 18-4-2007....

تخيّلتُ موقفه أنه ينتظر بفارغ الصبر تخرّج ابنه -المغفور له بإذن الله- في تلك الحفلة وهو يقوم

بالقاء كلمته وتتويجه الخريجين الطلبة...

انتظر تسعة أشهر حتى قدوم ابنه من أمريكا لرؤيته وقضاء الإجازة مع أهله- حتى يستأنف بعد

ذلك دراسته ليكون خريجا في السنة المقبلة... لكن قدّر الله وما شاء فعل، حتى واتته المنية

بعد وصوله المطار وهو في طريقه إلى البيت .. " إننا لله وإنا إليه راجعون"


أضع بين أيديكم هنا

"رثاء سعيد بن نهيان بن مبارك آل نهيان"

للشاعر الدكتور مانع سعيد العتيبة*


الحُزنُ في قلوبنا يُنـــــــادي توَشَّحِي يا أرضُ بالسواد

سعيدُ كان زهرةً في دَوْحِنا ترْنو لِضَوْعِ عِطرها بلادي

لكنَّه مضى كَوَمــضِ نجـــمةٍ إلـــى جوار خالقِ العِبـادِ

فالصّبر يا ذويــــهِ يا أحبـــابهُ السَّيفُ عادَ اليومَ للغِمادِ

هذا عطـــاءُ اللهِ واسْتـــــردَّهُ فلا تُصَبْ يا قلـــبُ بارتعادِ

ولا تقــلْ مضى قُبيْلَ وقتِـــهِ لا يصْلُحُ الإيمــــانُ بانتقادِ

أرواحُنــا لِرَبِّنا عَـــــــوْدَتُــــها وللتـــرابِ عـــودَةُ الأجسادِ

لا حدَّ للحُزنِ الذي يجتاحنُا يكفي لنَقضي العُمْرَ في حداد

والحُزْنُ جَمرَةٌ في القلْبِ ما لها مهْما ذَرَفنا الدَّمعَ من إخمادِ

عفْواً أبا سعيدَ هذي أحرفي تَكِـــرُّ بـلْ تفِــــــــــرُّ كالجِيادِ

ولسْتُ أستطيعُ جَمْعَ جُمْلةٍ وَاحـــدةٍ تكــــونُ كالضِّــــمادِ

على نزيفِ خافقِي فَمن مضى ومن قضى أعــــزُّ مِنْ فؤادي

في ساعةِ الوداعِ مدَّ خافقي يَدَيْــهِ حينَ لَوّحَـــــتْ أيادي

نادى سعيدُ يا سعيدُ لا تغبْ ألا تــــــــــرى تَفتُّتَ الأكْبادِ

لكنْ سعيدُ غابَ عن عيْني ولنْ يغيبَ عن حُشاشَةِ المُنادي

لو كانَ يُجدي الدَّمعُ ما حَبَسْتُهُ بلْ قُمتُ أجْريهِ كسَيلِ وادي

الموتُ كالحياةِ حقٌّ ساطِـــــعٌ هـــذا أنا وهكذا اعتِقـــــادي

يظَلُ طيْرُ الموتِ فوقي حائماً منْ لحْظَـــةِ الوجودِ والميلادِ

أنهيـــــــانُ أنت مؤمنٌ وصابرٌ قضيْتَ هذا العُمرَ في جِهادِ

ربَّيْتَ أجيالاً فأنــــــــــتَ والِدٌ تُدْرِكُ مسْــــــــــؤوليّةَ الأولادِ

أعطيْتَ للفقيدِ ما يعطي أبٌ منْ صادِقِ التوجيهِ والإرشادِ

غَمَرتَهُ بالحــــــبِّ في غُرْبتِهِ والحبُّ كالسِّـــــــــلاح والعَتادِ

فعادَ بالعِـــــــــلمِ إلى بلادِهِ مُتَوِّجــــــاً مَسيـــــرةَ اجتهادِ

عانقْتَــــهُ مُسْتقبلاً مُودِّعاً من غيْرِ ترتيـــــــبٍ و لا إعْدادِ

كمْ يصْعُبُ الفِراقُ غَيْرَ أنَّهُ للصَّبرِ يهْدي المؤمنين الهادي




*المستشار الخاص لصاحب السمو رئيس الدولة

Um-Shahad غير متصل قديم 04-05-2007 , 04:12 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.