|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 5,287
|
#1
|
( رمضــان .. والطاقـة الروحيـة .. )
...............................................
أعباء الحياة كثيرة ، ومتعبة ومضنية ، وهي تحتاج إلى جهد في كل حال ،
ولكنها بالضرورة تحتاج إلى مدد روحي يخفف وطأتها على نفسك من جهة ،
ومن جهة أخرى يعين على تحملها في رضا في كثير من الأحيان ..
الطاقة الروحية بمثابة حزمة الضوء الذي تنكشف به بُنيات الطريق ، ومنعرجات الدرب ، وشوك الشعاب ،
وهي بمثابة الأنيس الذي يزيح وحشة الرحلة ، ويبعثر وعثاء السفر ، ويهون كآبة المنظر ،
ويزيل وساوس شياطين الإنس والجن معاً !
إن الطاقة الروحية تأتي في مقدمة العوامل التي تعين على نوائب الدهر ،
كما أنها من أهم أسباب الثبات على الطريق الطويل الشائك .
وكلما صادفت مفترق طرق ، حار فيه عقلك ،
كانت هذه الطاقة الروحية هي الرصيد الذي يبعثك في الاتجاه الصحيح بلا كلفة ،
ويهديك في ظلمات الحيرة ، ويؤنسك في بقية الطريق ،
فتمضي فيه خفيف الروح ، منشرح القلب ، مبتهج النفس ، تشيع في روحك السكينة ،
ويصحبك خلاله دعاء الملائكة الكرام !
إن الطاقة الروحية هي الزاد الذي يحتاجه كل إنسان ، سواء في دائرة أسرته
أو في مجال عمله ، أو في محيط المجتمع كله ، أي في جميع تقلبات حياته حيثما كان .
إنه الزاد الذي يحيا به القلب ، حتى ليفيض بالنور ، وهو الزاد الذي يوقظ الروح ، ويسمو بالنفس ،
ويبعث على الأمل دائماً ، ويشيع الصفاء ،
ويجدد التفاؤل مهما احلولكت ظلمات الأحداث من حولك !
كل ذلك حقيقة وليس فيه شيء من بنات الأحلام !
يقول صاحب الظلال رحمه الله :
( تظل الأمور متشابكة في الحس والعقل ، ، والطرق تظل متشابكة في النظر والفكر ،
والباطل يظل متلبساً بالحق ، عند مفارق الطريق !
وتظل الحجة تفحم ولا تُقنع ، وتُسكت ولكن لا يستجيب لها العقل ولا القلب ،
ويظل الجدل عبثاً ، والمناقشة جهداً ضائعاً ، ذلك كله ما لم تكن هي التقوى ،
فإذا تحققت التقوى استنار العقل ، ووضح الحق ، وتكشف الطريق ، واطمأن القلب ،
واستراح الضمير ، واستقرت القدم وثبتت على الطريق ..... ) اهـ
ونقول :
ولا شيء يصنع الطاقة الروحية على تمامها ، مثل استقرار تقوى الله سبحانه في شغاف القلب ،
وهل التقوى إلا مراقبة الله في كل خطوة ، ومع كل كلمة ،
واستشعار رقابته ومعيته وحضوره عند كل منعطف ، ومع كل موقف !؟
قال تعالى :
(يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ
وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ) ..
فهل فكّر كل منا أن يبحث في الوسائل التي تعينه على تقرير وترسيخ حقيقة التقوى في قلبه ،
ليصل إلى تلك الذرا الرفيعة فيسعد في دنياه ويفوز في أخراه ؟
إن شهر رمضان المبارك ، وهو شهر الخيرات والبركات والأنوار ،
لهو خير معين ، وأروع فرصة وأقوى سبب للوصول إلى هذه الذرا السامية ..
ولقد قرر ربنا جل في علاه أن حكمة الصيام هي : التحقق بالتقوى فقال :
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)
فحين تحرص على أن تصوم صياما صحيحا ، على الوجه الذي يحب الله ويرضاه ،
تكون قد سلكت الطريق الموصل إلى أن يتشرب قلبك حقيقة التقوى ،
فإذا تكاملت فيه ، استنار وأشرق وفاض بنوره لأنه يكون قد توهج !
ذلك معناه أن طاقتك الروحية قد استوت على سوقها !
(أَوَ مَن كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ)
فيلزمنا إذن أن نتواصى على :
أن نصوم صياما صحيحا ، فلا نخرّقه بالمعاصي ،
ولا نضيعه ببعثرة الأوقات فيما لا يغني ولا يسمن من جوع ..!
بل هو فرصة قد واتتك لتهب على قلبك نسائم الجنة ،
فاعمل واجهد واحرص على أن تعرض قلبك إلى هذه النفحات كل ساعة
بل كل دقيقة في هذا الشهر ،
وفي المقابل احرص على أن تغلق كل كوة قد يتسلل منها الشيطان
ليبدد عليك ما جمعته خلال نهارك من أنوار !!
بادر الفرصة واحذر فوتها *** فبلوغ العز في نيل الفرص
= = =
وفي المدونة ستجد مجموعة جديدة من الموضوعات ..
_ مفهوم الأدب الإسلامي .
_ محبة الوالدين نموذج فحسب !
_ فريق في الجنة وفريق في السعير !
_ حين تكون مع الله ، فأنت أنت !
_ وغير ذلك كثير ..
http://sa3h.maktoobblog.com/?preMore=1
نرحب بك هناك وننتظر مشاركتك _ بالتعقيب والاقتراح _
|
|
15-09-2007 , 12:09 PM
|
الرد مع إقتباس
|