|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 5,287
|
#1
|
( الناس كالشجر ألوان وأشكال ..! )
الناس كالشجر ، فيهم الحلو وفيهم المر ، وفيهم الحلو والأحلى ، والمر والشديد المرارة ،
كما أن فيهم النافع ، وفيهم الضار ،
وفيهم ما يكون كالعسل سببا للشفاء بإذن الله ،
وفيهم ما يكون كالسم يقتل والعياذ بالله.. !
وكما أن فيهم الطويل والقصير ، والملتف بأوراقه حتى ليحجب من يجلس تحته ،
وفيهم المجرد من كل ورقة ..!
وفيهم المورق الأخضر الريان ، من إذا وقع نظرك عليه ، اهتزت نفسك ،
وفيهم اليابس كالعصف المأكول ، يقع عليه نظرك فينقبض صدرك لمرآه..!
وفيهم ما يحمل الثمر الطيب الشهي ، وفيهم ما يحمل الخبيث ..!
كما أن فيهم ما يكون مملوءاً أريجاً وعبقاً وطيبا ، وفيهم ما يكون مملوءاً شوكاً !
وفيهم ما يسرك منظره ، فإذا تذوقته وجدته كالعلقم بل اشد مرارة !
منهم كالنخلة تجده شامخاً أبداً ، مهما هبت الريح من حوله ،
ومنهم كالنبات المتسلق ، لا يصعد إلى الأعلى إلا على أكتاف الآخرين !
ومنهم من يحمل الثمر الكثير الطيب ، وهو قانع بمكانه من الأرض !
ومنهم من يعلو علواً كبيراً في الأرض ، ولا ثمر له ..!
ومنهم من يلتف مع الآخرين ، ويتداخل معهم ، حتى يشكل معهم دوحة !
ومنهم من ينفرد بعيدا عن نوعه ، كالشجرة في الصحراء .! الخ
- - -
تذكر هذه الحقيقة وأنت تخالط الناس ، وتحتك بهم ، واحرص أن لا تغيب عنك ،
وعلى ضوء هذه الحقيقة يمكن أن تنجح معهم ، وتترك بصمة فيهم ..!
وهناك حقيقة أخرى متعلقة بهذه الحقيقة :
النبات يستمد مادة حياته من الأرض ، وهذا الإنسان يستمد مادة حياته من السماء !
قال تعالى :
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ ...)
فالاستجابة لله ورسوله هي السبب الحقيقي الذي يمد هذا الإنسان بالحياة !
وبدونها فإن هذا الإنسان يكون في عداد الموتى ، وإن .. وإن ..!!
- - -
والملاحظ أن النبات إذا انقطعت عنه مادة حياته ، جف وذبل وتساقط..!
كذلك هذا الإنسان تمام بتمام ،
إذا انقطع عن مادة حياته المتمثلة في تعاليم الكتاب والسنة ، وأعرض عنها ، وأدار لها ظهره ،
فإنه يكون قد شرع يجفف نفسه ، ليكون وقوداً لنار تلظى نزاعة للشوى ، تدعو من أدبر وتولى !
( .. فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور)
ومن ثمّ فمن رأيته منهم مشدوداً إلى مادة حياته ، فعليك به ، ولا يفرط منك ،
فإنه على قدر استمداده من مادة حياته ، يفيض عليك ويُعديك ، بمعنى يحييك..!!
ومن رأيته منهم بعيداً عن مادة حياته ، فاجهد جهدك أن تدفعه إلى تيارها ،
وتعرضه لنفحاتها ، وتصله بسبب إليها ..
تنل بذلك أجره إن نفخت فيه روح الحياة ،
أو أجر محاولتك وجهدك إن لم تفلح معه ، وأبى إلا أن يتفلّت من بين يديك ..!
فإن ركب رأسه ، وأمسى كالنار ، وقربك منه سيؤذيك ،
فحري بك أن تتركه إلى غيره ممن يمكن أن تنفعه وتنتفع به ..!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري :
" “إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء ، كحامل المسك ونافخ الكير،
فحامل المسك إما أن يحذيك ، وإما ان تبتاع منه ، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ..
ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك ، وإما أن تجد منه ريحاً منتنة” ..!!
= = =
|
|
08-09-2007 , 11:14 AM
|
الرد مع إقتباس
|