|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 5,287
|
#1
|
( قليل من الحوار يثمر ) وتبـقى الرايــة مرفـوعـــة ..!!
هذه خلاصة حوار طويل ، حول قضية تتكرر الشكوى منها دائماً ، ويئن أصحابها ويتوجعون ،
وهل نحن إلا من غزية ، وهمنا في السفينة واحد ..!؟
فالكلام لهذا الإنسان ..كلام لأنفسنا في الأصل !
= = =
أخي الكريم ، تذكر دائماً أنه لم يوجد الإنسان الكامل على مستوى البشر ، ولن يوجد !
_ عدا الأنبياء عليهم السلام _
ومن ثمّ فإن يقع الإنسان في عثرة أو زلة ، أو خطأ ،
فلا ينبغي أن يدفعه ما وقع فيه ، إلى ركنٍ قصي ، أو يُدخله ذلك في حجر ضيق ،
على اعتبار أنه لا يصلح لشيء ! وليس أهلاً أن يكون ذا قيمة في المجتمع ،
ولا هو جدير أن يكون مؤثراً في محيطه ، ولا يستحق أن يوقره أحد ، أو يقدره الآخرون ،
وأنه مجرد ممثل بارع يضحك على الناس فيخدعهم بمظهر صلاحه ،
ونحو هذه الأفكار المريضة التي تصيب كثير من الناس بالإحباط الشديد ،
والانكفاء على النفس ، والاكتفاء باجترار الألم والندم ،
بل ربما ساقت البعض إلى انتكاسة يمسي بسببها أسوأ مما كان قبل هدايته ،
لأنه نفض يديه تماما من الأمل في إصلاح نفسه الأمارة !!
ونقول لهذا بملء الصوت : كلا .. وألف كلا !!
على مثل هذا الإنسان أن يتذكر دائماً أن الكمال لا يكون إلا لله وحده ..
وأن العصمة لا تكون إلا لرسول مؤيد من قبل الله عز وجل ..
أما بقية الخلق فلا كمال ولا عصمة !
ألم يصل إلى سمع قلبك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائين التوابون "
فعليك أن تلحظ قوله : كل .. حيث لم يستثنِ أحداً .. !!
غير أنه هيجك لتكون من خير الناس ، بأن لا تيأس أبداً ، وأن تبادر إلى التوبة دائماً ..
ومن ثم فشيء متوقع وطبيعي أن بقية الخلق يقعون في العثرة والزلة والهفوة والغفلة ، وما إليها ،
لكنهم يتفاوتون في ذلك تفاوتاً كبيراً ..
فلا يخلو إنسان من ذلك مهما علا شأنه ،
ولكن العبرة أن يبقى هذا الإنسان معطاءً وفاعلاً وإيجابياً في محيطه ،
ولا يزال مقبلاً على ربه سبحانه ، رافعاً راية مجاهدة النفس ،
مهما غلبته فلا يسمح البتة أن تسقط تلك الراية من يده ، قد تتكرر هزيمته أمام نفسه ،
وكلما قاوم انهار ، وكلما حاول سقط ، وكلما عزم نقض ، وكلما هاجم انكسر ...
رغم هذا كله لا يسمح أن تسقط الراية من يده ،
بل يشمر مع كل كبوة أن يقوم ، ومع كل عثرة أن ينهض ،
ومع كل زلة أن يعزم على الصمود ، ويعقد النية أن تكون الجولة التالية جولته ،
بل يعقد النية على أن هذه الكسرة هي آخر انكساراته أمام تمرد النفس الأمارة ..!
نعم أنه يتألم كلما وقع ، ويئن كلما تعثر ، ويتوجع كلما زل ..
وتبقى الراية مرفوعة على كل حال ..
ثم هناك شيء آخر لا أدري كيف يفوت هؤلاء ..
أليس هذا الألم والتوجع من الزلة دليل على حياة قلب هذا الإنسان !؟
لأن المنافق الخالص والكافر لا يتألمان حين يقع منهما ذلك ،
بل قد تجدهما يفاخران بهذه الزلات والهفوات ، بل وقد يحببان الآخرين فيها !!
أما هذا فبُقيا حياة قلبه تجعله يتألم حين يقع ، ويتوجع كلما زل ، وينكسر حياء من ربه كلما غفل ،
لكنه مع هذا لا ينبغي له أن يستسلم البتة ،
بل يلزمه أن يقبل بقوة أكبر على باب مولاه ،
كما يلزمه أن يبقى في كامل نشاطه في المجتمع ،
على أمل أن تمحو الحسنات اللاحقات ، السيئات السابقات ،
وهذه بعينها وصفة الحبيب المحبوب المربي الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال :
" اتق الله حيثما كنت ، واتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن "
ألا ما أروع هذه الوصفة النبوية ، التي تفتح مغاليق الأبواب أمام الإنسان !
فإذا فعل ذلك ، فلا أقل من أن يبني على أنه سيلقى الله لا له ولا عليه !!
ثم تأتي ثقته بالله وحسن ظنه به ، وعدم يأسه من رحمته ، ورجاؤه فيه ..
لترجح الموازين لصالحه ، فإذا هو يلقى الله وقد رضي عنه !!
وإذا هو يفتح عينيه على الجنات مشرعة مفتحة له الأبواب ،
وعلى مداخلها تقف ملائكة الله مرحبة مهللة ،
وعلى شرفات القصور وضفاف الأنهار ألوان من الحور ونساء الجنة ،
يرحبن بالغائب الذي طال انتظاره !
أليس التائب حبيب الله ، فهذا حبيب الحبيب ..وقد وافى على شوق !
وعاد من تعب الدنيا وهمومها وأكدارها إلى منازله الأولى ، حيث يطيب له المقام !!
|
|
07-09-2007 , 11:42 AM
|
الرد مع إقتباس
|