مليون دينار خسائر حريق المطار والعبدالله شكّل لجنة لمعرفة الأسباب
كتب سليمان السعيدي: كشفت مصادر مطلعة لـ «الرأي العام» ان «الخسائر المباشرة التي نتجت عن حريق المطار أول من أمس قدرت مبدئيا بأكثر من نصف مليون دينار»، مشيرة إلى «ان الخسائر من المرجح أن تفوق المليون دينار لإعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الحريق».
ولفتت المصادر إلى «ان هناك خسائر مادية أخرى غير مباشرة تتعلق بحركة الطيران التي توقفت من جراء الحادث».
وأوضحت «ان ستا من البوابات المتحركة (التي تصل الركاب بالطائرة) والتي أتلفت اثنتان منها كليا فيما تعرضت الأخرى لأضرار جزئية لا بد أن تستبدل بعد تشغيلها بشكل موقت، مؤكدة ان سعر البوابة الواحدة يصل إلى 150 ألف دينار، اضافة إلى أجهزة التفتيش وعددها أربعة والتي أتلف منها اثنان بالكامل لا بد من استبدالها أيضا حيث يصل سعر الجهاز الواحد إلى20 ألف دينار».
وأشارت إلى «ان من ضمن الخسائر أيضا الزجاج المحيط بالبوابات حيث يصل سعر القطعة منه إلى 750 دينارا، اضافة إلى كراسي انتظار الركاب في البوابات حيث يصل سعر الكرسي إلى 460 دينارا، وهذا السعر بعد مناقصة تنافس عليها أكثر من خمس شركات».
وأضافت المصادر ان «ثمة خسائر مادية أيضا تتعلق بأثاث قاعة دسمان الخاصة بركاب الدرجة الأولى وأجهزة التكييف وغيرها من الأغراض الأخرى، مرجحة أن يصل المبلغ إلى المليون دينار إن لم يكن أكثر».
وتابعت «تم تشكيل لجنتين إحداهما للتحقيق في أسباب الحريق وتقديم تقرير مفصل عنه وأخرى لتقدير الخسائر الناجمة عنه»، مشيرة إلى «ان تقدير الخسائر بشكل نهائي يعتمد على الاصلاحات التي ستجري على الأماكن المتضررة من جراء الحريق».
وأكدت المصادر «ان عينات أخذت من أماكن متفرقة من الحريق لفحصها ومعرفة الأسباب التي أدت إلى الحريق وسيتم استدعاء شهود العيان لتقديم افاداتهم».
وفي هذا الاطار، أصدر وزير المواصلات رئيس المجلس الأعلى للطيران المدني الشيخ أحمد العبدالله امس قرارا بتشكيل لجنة للتحقيق في أسباب الحريق الذي تعرض له مبنى الركاب في مطار الكويت الدولي قبل يومين.
وتضم اللجنة كلا من وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الأمن العام اللواء مساعد المشعان ونائب مدير عام الادارة العامة للاطفاء العقيد جاسم المنصوري.
ونص قرار العبدالله ان للجنة أن تستدعي من تراه مناسبا من أي جهة كانت لاستكمال المعلومات التي تقتضيها مهام التحقيق وإكمال مهامها، فيما حدد القرار كذلك مدة أقصاها اسبوع لانجاز المهام المسندة للجنة وتقديم تقريرها النهائي إلى وزير المواصلات بهذا الخصوص.
وفي السياق ذاته، قال العبدالله إن «النتائج الأولية للتحقيق في حريق مطار الكويت الدولي تشير إلى ان سبب الحريق هو تماس كهربائي»، مؤكدا ان كل شيء في المطار يسير بشكل منظم وان الاغلاق الموقت للبوابات المحاذية للبوابة المحترقة لن يعيق حركة الطيران في المطار.
وأضاف العبدالله في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية وتلفزيون الكويت عقب حضوره جلسة مجلس الوزراء أمس ان «التحقيقات الأولية للادارة العامة للاطفاء أفادت ان السبب في الحريق هو تماس كهربائي بدأ في المطبخ التحضيري لقاعة الدرجة الأولى الواقعة في مبنى المطار الدولي وامتد الحريق للبوابة رقم خمسة لقربها من هذه القاعة»، مشيرا إلى ان البوابة «دمرت تدميرا كاملا».
وأوضح ان البوابات المحاذية للبوابة المحترقة وعددها خمس بوابات «تأثرت بشكل مباشر وغير مباشر»، مبينا أن العمل جار لفتح كل بوابة من هذه البوابات المتبقية، مشيرا إلى ان المشكلة الأساسية كانت «الدخان الكثيف والرماد المتناثر على الأرض ولكن والحمد لله بعطف من الله وإرادة الشباب الكويتي استطعنا أن نتجاوز هذه الأمور وان نعيد استقبال الطائرات في وقتها».
وأكد حاجة البوابة رقم خمسة «إلى تبديل لانها دمرت بالكامل,,, أما البوابات الخمس الأخرى المحاذية لها والقريبة من قاعة الدرجة الأولى سيعاد فتحها الواحدة تلو الأخرى»، مشيرا إلى أن «قاعة الدرجة الأولى دمرت ولكننا لم نستطع أن ندخل لكثافة الدخان».
ونفى العبدالله أن يؤثر الاغلاق الموقت لست بوابات على حركة السير في مطار الكويت الدولي وقال «اننا نبرمج الطائرات بحيث تكون هناك سلاسة في الوصول والمغادرة,,, كل شيء مرتب ولن يعيق شيء حركة الطيران»، وأضاف «الحمد لله ان الاضرار اقتصرت على الناحية المادية وليس الأرواح وهذا لطف من الله».
وأشاد بدعم النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الأحمد وقال «ان دعم الشيخ صباح الذي تواجد في قلب الحدث كان دفعة رئيسية وأساسية في تضافر الجهود واحتواء الحريق في ساعات قياسية ووقت قياسي وتم فتح المطار في الساعة الحادية عشرة مساء واستقبلنا ثلاث طائرات أول من أمس بدءا من الساعة 12 و23 دقيقة صباحا».
وأضاف ان العمل في التحقيق جار حاليا على خطين متوازيين «الخط الأول هو اجراء التحقيق حول ملابسات الحادث»، مشيرا إلى ان لدى الأطفاء حاليا «مساحة أكبر للبحث بدقة حول مسببات الحادث»، أما الخط الآخر فهو «تقدير التكلفة المالية لقيمة الخسائر وكيف يمكن تفادي مثل هذه الحوادث في المستقبل والبحث عما اذا كان هناك تقصير أو قصور في الأجهزة لدى الجهات المعنية والتعرف عليها وعمل الاجراءات اللازمة لها».
ودعا القائمين على الادارة العامة للاطفاء والطيران المدني للتقدم بطلباتهم لتوفيرها لتفادي حدوث أي شيء في المستقبل، مشيرا إلى ضرورة أن تكون «هناك خطة طوارئ في المستقبل وألا يتم اغلاق المطار عند حدوث مثل هذه الحوادث».
وأعرب عن الشكر لسمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله السالم الصباح للكلمة الأبوية التي وجهها سموه أمس «لأبنائه العاملين في الاطفاء والطيران المدني والدفاع المدني والداخلية والخطوط الكويتية والتي شملهم فيها بالشكر».
وقال العبدالله «أنا بدوري ونيابة عنهم شكرت سموه على هذا الدعم الذي تعودنا عليه دائما في مثل هذه الحوادث حيث يكون هو في المقدمة في الثناء واعطاء الدعم اللازم»، مشيرا إلى انه «ما كان لأحد أن يتصور أن يتم فتح المطار في ساعات قليلة».
المصدر :-
http://www.alraialaam.com/19-08-200...rontpage.htm#09
الحمدلله على السلامة