من بديع ما قرأت ..
= = = = = = =

في الأثر الإلهي ، أوحى الله إلى داود عليه السلام :

من الذي دعاني فقطعت رجاءه ؟
ومن الذي قرع بابي فلم يُفتح له ؟
أنا الذي جعلتُ آمال خلقي بي متصلة ، وعندي مدخرة ،
يا داود ما لعبدي يُعرض عني ، وأنا أقول : إليّ إليّ !؟
يا داود أنا محل الآمال ، أنا الذي جعلت طيران قلوب المشتاقين نحوي ،
وجعلتها في الأرض محل نظري ، وأطلقتها إليّ حتى تزداد شوقاً إليّ ، وقربا مني ..

يا داود ، بشّر أوليائي وأحبابي بأني كل ساعة أريهم كرامتي ، ولطائف صنعي ، وحسن امتناني عليهم ،
حتى لا ينسوني ، ولا يميلوا إلى غيري ، وشوقتهم إليّ حتى لا يصبروا عني ،
وفتحت لهم أبواب أنسي ، واستجبت لهم قبل أن يدعوني ، وأعطيتهم قبل أن يسألوني .
يا داود ، فوعزتي وجلالي لأقعدنهم في الفردوس ، ولأمكنهم من رؤيتي ..
يا داود، أخبر أهل الأرض بأني حبيب لمن أحبني ، جليس من جالسني ، مؤنس لمن أنس بي .
يا داود ، هل رأيت حبيباً يبخل على حبيبه ، ؟

يا داود ، ألا قد طال شوق الأبرار إلى لقائي ، وإني إليهم اشد شوقاً !
ألا من طلبني وجدني ، ومن طلب غيري لم يجدني .
يا داود ، إذا كان الغالب على عبدي الاشتياق إليّ ، والاشتغال لي ، جعلت راحته ولذته في ذكري وأحببته ، فيحبني فلا يغفل إذا غفل الناس ، ولا يسهو إذا سها الناس ، ولا يلهو إذا لها الناس ..

يا داود ، إن طلبتني وجدتني ، وكفيتك الأسباب ، وإن طلبت غيري شغلتك بالأسباب ..
يا داود، إن رضيت عني رضيت عنك ، وإن أفردتني بالحاجة ، أفردتك بالإنجاح
وإن شكرتني صيرتك ملكاً في الدارين .
يا داود ، إني إذا أحببت عبداً من عبيدي ، ملأت قلبه خوفاً مني ، وتشوقاً إلى لقائي ، وحرصا على طاعتي .

يا داود ، إني لا أنسى من ينساني ، فكسف أنسى من يذكرني ؟
يا داود ، إني أجود على من يبخل عليّ ، فكيف أبخل على من يجود لي ؟
يا داود ، كل حبيب يحب خلوة حبيبه ، وأنا مطلع على قلوب أحبائي .
يا داود ، كذب من ادعى محبتي فإذا جن عليه الليل نام عني !
يا داود ، من عرفني أرادني ، ومن أرادني طلبني ، ومن طلبني وجدني ، ومن وجدني لا يختار حبيباً سواي .
يا داود ، بشّر المذنبين بأني غفور رحيم ، وأنذر الصديقين بأني غيور .

وفي أثر آخر :
يا داود ، أحبني ، وأحب أحبائي ، وحببني إلى عبادي ،
فقال داود عليه السلام :إلهي أحبك وأحب أحباءك ، فكيف أحببك إلى عبادك ؟
فقال : ذكرهم بآلائي ، وحسن لطائفي .