أولا : مريض السكرى ومناسك الحج:
الحج رحلة روحية تستغرق ما بين أسبوعين إلى شهرين في جو شديد الحرارة وفي ظروف معيشية غير مستقرة بالنسبة للسكن، حيث يكثر تجمع الحجاج في أماكن محدودة قليلة الإمكانات بالنسبة للحياة أو الأكل الذي تعود عليه الشخص في حياته العادية.
وأي مريض يعلم أنه مصاب بالسكر يلزم أن يحمل معه كارتًا مكتوبًا باللغتين العربية والإنجليزية، وفيه تشخيص المرض والعلاج الذي يستعمله والجرعات المحددة التي يتناولها، وعنوانه وتليفونه وتليفون أحد أقاربه، ويجب أن يكتب على الكارت من الخلف: "إذا وجدتموني مغميًّا عليَّ، أرجو إعطائي بعض السكر الذي معي بالفم أو الحقن، وانقلوني فورًا لأقرب مستشفى:
- - - - - -- -
:الاسم
- - - - - -- -
:السن
- - - - - -- -
:العنوان
- - - - - -- -
:تليفون أحد الأقارب
- - - - - -- -
:تشخيص المرض
- - - - - -- -
:العلاج المتبع
من المعروف أن أغلب الحجاج يكون سنهم فوق الأربعين فيلزم أن يُجرى لهم رسم قلب قبل السفر للاطمئنان عليهم مع الكشف الطبي الشامل، أما بالنسبة للأدوية التي يأخذها معه فالواقع أن العلاج متوفر بالمملكة العربية السعودية والخدمات الصحية التي توفرها البعثات الطبية المصرية والإسلامية كافية.
ولكن يُستحسن أن يأخذ مريض السكري معه زجاجة أنسولين، ويمكن استخدام الأنسولين العادي بصفة مؤقتة؛ لئلا تتعارض مواعيد الحقن، ويمكنك أن تنظم الجرعات ومواعيد الأكل تبعًا لظروفك، أو تأخذ علبة من الأقراص التي ينظم بها السكر تكفيك حتى تصل إلى هناك ثم يمكن أن تشتري من أي صيدلية أو تلجأ لأقرب مستشفى.
ولا مانع أن يأخذ الحاج معه كمية كافية من الأنسولين والحقن وأدوات تحليل البول تكفيه طول رحلة الحج، مع مراعاة أخذ كمية احتياطية تحسبًا لضياع الأولى، بشرط أن يأخذ معه حاوية يضع الأنسولين بداخلها؛ لأن الحرارة المفرطة تتلفه.
واحمل معك تموينًا من الكربوهيدرات، مثل مكعبات السكر، وخذ معك أدوية الإسهال، ودوران البحر، أو دوار الجو (درامامين) أقراص.
وكن أكثر دقة عن المعتاد في إجراء تحليل البول، وافحص النتائج بدقة مرتين قبل الوجبات وقبل النوم.
اتبع هذه الإرشادات في أي سفن وفي رحلة الحج لتعود إلى بيتك سعيدًا بعد رحلة ممتعة إلى بيت الله الحرام.
ثانيا : ضربة الشمس الوقاية وعلاج:
من المعلوم أن المملكة العربية السعودية من المناطق الحارة جدًّا في العالم غالب أيام السنة، وقد تصل درجة الحرارة في أيام الحج إلى (44-50ْ) وتكون نسبة الرطوبة عالية (تتراوح ما بين 10-15%) أحيانًا. وتحدث ضربة الشمس أو الحرارة بسبب التعرض لبيئة شديدة الحرارة والرطوبة، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة نتيجة فشل المركز المنظم للحرارة في المخ. كما وجد أن للجنس أهميته في نسبة حدوث ضربة الشمس، ففي الأجناس ذوي البشرة غير الملونة، والذين لم يتعودوا التعرض للشمس تكون النسبة عالية، وتقل هذه النسبة بين الملونين وقاطني المناطق الاستوائية وشديدة الحرارة، بينما ترتفع نسبة الحدوث بين المسنين، وضعيفي البنية، وذوي السمنة المفرطة، ومن يعانون من أمراض مثل ارتفاع ضغط الدم، ومرض البول السكري، وهبوط القلب، وغيرها من الأمراض. ويتضح جليًّا أنه كلما أسعف المريض فور إصابته بضربة الشمس، وبسرعة، مع تبريد جسمه تدريجيًّا، أمكن نجدته من خطر محدق ربما يودي بحياته.
وضربة الشمس أو الحرارة لا تعني أنه لا بد حتى تحدث أن يتعرض الإنسان لحرارة الشمس فقط، بل إنها تحدث فيمن يقفون أمام الأفران المتوجهة، أو من هم في جو مرتفع الحرارة لمدة طويلة، مع وجود رطوبة عالية في الهواء المحيط بهم، ففي هذه الحالة تتوقف أهم عملية للحفاظ على حرارة الجسم في الجو الحار، وهي تبخُّر العرق الغزير الذي يحدث في مثل هذه الحالة؛ فترتفع تبعًا لذلك حرارة الجسم، وتحدث ضربة الشمس أو الحرارة كذلك عندما يتوقف إفراز العرق، وبالتالي تتجمع الحرارة داخل الجسم وترتفع، وتوقف إفراز العرق في حالات ضربة الشمس لا يعرف سببه حتى الآن، ولعله لوجود اضطراب في الآليات الجسمية المبددة للحرارة.
ونود الإشارة إلى أن بعض الحجاج يعرضون أنفسهم لحرارة الشمس وقتًا طويلاً، ظنًا منهم أنهم بذلك يكسبون أجرًا عظيمًا، وليس ذلك من الدين في شيء، فعملهم هذا لا يتفق وقول الله تعالى: "وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ"، وديننا سمح، ليس فيه مشقة ولا رهبانية، حريص على صحة الفرد، وصحة الأبدان.
الأعراض:
تشمل العلامات الوصفية (الأعراض) التي تظهر على مريض ضربة الشمس فرط الحرارة؛ إذ إن حرارته ترتفع فجأة إلى مستوى عالٍ، ربما تصل إلى (40-41ْم) (105ْف) مع جفاف في الجلد واحمرار. وتحت ظروف الكرب الحراري يشكو المصاب من صداع شديد، مع دوار، والشعور بالإغماء (هبوط مفاجئ)، مع اضطرابات في البطن من قيء أو إسهال، وألم بالبطن، وتشمل الملامح الشائعة الأخرى، هبوط التوتر (التالي لنقص حجم الدم، أو التوسع الوعائي المحيطي، أو خلل الوظيفة القلبية)، وتسرع القلب الجيبي، وزيادة عدد كرات الدم البيضاء، وزيادة إنزيمات المصل (الناجمة عن التخرُّب الخلوي)، واضطرابات الحامض والقلوي، واضطرابات الشوارد، واضطرابات التخثر (تجلط الدم).
ويكون هناك خلل شديد في الجملة العصبية المركزية يتظاهر بهذيان أو ذهان، أو نوب اختلاجية (تشنجات عصبية). وفي الحالات الشديدة يكون المصاب في حالة سبات أو غيبوبة تامة (Coma)، مع ارتفاع شديد في درجة الحرارة، وغالبًا اللاعرقية Anhydrosis؛ وجفاف شديد في الجلد، وعمق في التنفس، وسرعة قوة النبض، وقد تستمر نوبات التشنجات العصبية لفترة طويلة، وفي الحالات الشديدة لا يوقفها أي علاج، وربما أودت بحياة المصاب.
وبعض الحالات يقع فيها العبء الأكبر على الجهاز الهضمي، فبعد ارتفاع الحرارة والهذيان تعتري المريض نوبات شديدة من الإسهال ربما يكون مصحوبًا بالدم، وكذلك قيء شديد متواصل يكون مصحوبًا بالدم أيضًا، وسرعان ما يدخل المريض في صدمة شديدة وخطيرة.
وتشمل الاختلاطات خللا وظيفيا أو قصورا في أي عضو جهازي بسبب التخرُّب الخلوي الناجم عن الإصابة الحرارية المباشرة، وإلى حد أقل عن عوز الأكسجين الخلوي.
وأكثر الأعضاء تأثرًا بضربة الشمس أو الحرارة هي الأعضاء المهمة، كالمخ والقلب والكلى والرئة، والكبد والعضلات، ولقد وجد أن هذه الأعضاء تكون ملأى بنزف بين الخلايا المكونة لها، مما يسبب في بعض الحالات مضاعفات بعد زوال الصدمة أو الغيبوبة، ففي بعض الحالات الشديدة يصاب المريض بشلل نصفي، أو عدم القدرة على الاتزان والحركة لوجود مضاعفات في المخيخ الذي يقوم بهذه العملية، وكذلك تصاب خلايا الكلى فيحدث النزف مع وجود زلال في البول، وهبوط في عمل الكبد، وما يتبع ذلك من زيادة النزف إذا حدث بالجسم.
الوقاية:
لوحظ أن الوقاية مهمة جدًّا لعدم حدوث ضربة الشمس أو الحرارة، فالاحتراس من التعرض للشمس لفترة طويلة مهم، وتثقيف الناس حتى لا يعرضوا أنفسهم للمخاطر بكثرة تعرضهم للشمس والوقوف على الجبال، وإذا كان لا بد أن يتعرض أحد للشمس في الصيف، فإن ذلك يكون على فترات وجيزة يعود بعدها إلى الظل، مع تجنب المجهود الشاق في الأماكن الحارة في الظل، وتناول سوائل وقائية بها نسبة من الأملاح، ووفرة المياه والثلج في الأماكن التي يقل فيها الظل، والاهتمام بالملبس على أن يكون خفيفًا وفضفاضًا، من النوع الفاتح كالأبيض مثلاً، وانتشار المكيفات، وتوسيع الشوارع المؤدية للأماكن التي يحتشد بها الناس، كرمي الجمرات مثلاً، ثم تسهيل النقل والإسعاف، وزيادة طرق المواصلات.
المعالجة أو طرق العلاج:
1 - سرعة إبعاد المصاب عن أماكن الحرارة.
2 - خلع ملابسه مع وضعه على الظهر ورفع رأسه قليلاً.
3 - إذا كان المصاب في وعيه فأعطه ماءً مثلجًا، وإذا كان فاقدًا للوعي، فرشَّ على جسمه ماءً باردًا، ثم عرض الجسم لمروحة حتى يتبخر الماء بسرعة.
4 - ينقل المصاب للمستشفى فورًا مع مراعاة استعمال وسائل التبريد أثناء النقل، فإن سرعة إحضار المريض للمستشفى من أهم العوامل المساعدة على نجاح العلاج وإنقاذ المريض، فكلما تأخر المريض زادت احتمالات الوفاة، أو حدوث المضاعفات بعد الإفاقة.
توجه المعالجة نحو إزالة فرط الحرارة وتدعيم الأعضاء الجهازية الحيوية:
التبريد: يجب تخفيض فرط الحرارة مباشرة. والمعروف أن طرق العلاج في مثل هذه الحالات متعددة، منها:
أن يوضع المصاب بسرعة في حمام مليء بالماء المثلج، أو حتى مليء بقطع من الثلج لتهبط درجة الحرارة بسرعة، فيفيق المريض من الغيبوبة، وباستعمال هذه الطريقة وجد أن نسبة الوفيات عالية؛ لأنها تعرض المريض لصدمة شديدة لا يمكنه التغلب عليها. ولقد وجد أن أفضل الطرق في مثل هذه الحالات هو أن يوضع المريض في حجرة مكيفة باردة، وتخلع ملابسه، ويغطى المريض بملاءات خفيفة مبللة توضع فوق الجلد بعد حكه بشاش مبلل بالماء البارد، وتدار مراوح الهواء فوق المريض، ويجب تمسيد الأطراف خلال التبريد إنقاصًا للتقبض الوعائي الجلدي المتحرض بالبرد، وحتى يتم تجنب حدوث انخفاض مفاجئ للحرارة، وبذلك نقلد الطريقة الطبيعية لما يقوم به الجسم، فعندما يتبخر الماء من فوق الجلد يسبب انخفاضًا تدريجيًّا في درجة الحرارة، وتستمر هذه العملية لفترة طويلة أو قصيرة حسب كل حالة، إلى أن تنخفض درجة الحرارة إلى درجة 38ْم.
عند ذلك يجب إيقاف عملية التبريد ويلاحظ المريض، فإذا انخفضت درجة الحرارة، أمكن تكرار العملية، وهكذا إلى أن يفيق المريض وتتحسن حالته.
ثالثا : مرض الحساسية فى الحج:
أمراض الحساسية تصيب جميع الأعضاء من العينين والأنف إلى المعدة ثم إلى الذراعين والساقين، وكانت هذه الأمراض يطلق عليها أسماء عديدة أخرى مثل سيول الأنف أو الزكام، وحمى القش، وبرد الصيف، والأرتيكاريا والخناق، والبرد الربيعي، والنزلات الشعبية المتكررة، والربو. والآن تسمى هذه الأمراض جميعا بأمراض الحساسية وهي الحالة التي كانت على الأرجح سبب انتشار القول المعروف: "ما يعتبر لحما (عسلا) لشخص هو السم لشخص آخر".
ومعنى الحساسية هو أن هناك عضوا معينا بالجسم أو نسيجا معينا يتفاعل بطريقة غير طبيعية للأشياء الطبيعية، بمعنى أن هناك ملايين الأشخاص يتعرضون للمواد الكيمائية أو للأدخنة أو للأتربة أو يتناولون مختلف الأطعمة دون أن يحدث لهم حساسية أو تفاعلات غير طبيعية في أي مكان بالجسم. ولكن هناك إنسانا عندما يأكل الفراولة مثلا أو عندما يأكل البيض والشيكولاتة أو الأسماك المحارية يحدث له نوع من الحساسية الجلدية، أو الأرتيكاريا فهذا الشخص يتفاعل جلده وبطريقة غير طبيعية لأشياء طبيعية مثل تناول البيض أو الفراولة وغيرها، نفس الشيء عندما يستنشق شخص رائحة مواد الطلاء أو تراب المنازل أو الشارع أو رائحة عطرية أو شعر القطن أو الفرو، أو لقاح النباتات، أو أنواعا خاصة من الجراثيم ويحدث له ضيق بالتنفس مع "تزييق" بالصدر، فهذه حساسية بالشعب لهذه المواد التي يستنشقها ملايين الناس دون تفاعل.
وسرعان ما يقوم الجسم بتكوين عناصر وقائية خاصة بالدم لمكافحة تلك المواد المهيجة، وهذا العنصر الكيماوي الذي يتكون في الدم هو من الهستامين وغيره، وهذا هو السبب في أن الأدوية التي تستعمل ضد الحساسية تسمى بـ"مضادات الهستامين".
فإذا كانت كمية الهستامينات التي نمت تكفي بالضبط لأن تتعادل مع المواد المهيجة التي اقتحمت الجسم وتسمى الإليرينات فلا خوف من حدوث أي ضرر، ولكن الطبيعة زيادة في الاحتياط اعتادت أن تنتج أو تنمي من هذه الهستامينات كميات أكثر عما نحتاج إليه، وهذه الزيادة في كمية الهستامينات، التي أنتجت هي سبب التفاعل الحساس، وقد وصفها البعض بأنها الوقاية التي فقد صوابها، وهي كالنار في الموقد، إذا زاد اشتعالها إلى درجة عدم التحكم فيها، فهي قد تسبب احتراق البيت كله.
وتتوقف مشكلة التفاعل على العضو الذي يتهيج بنسبة كبيرة، وهذه تسمى منطقة زناد الاشتعال، وهناك كثير من مناطق الزناد، وهذا هو السبب في أن الحساسية كان يطلق عليها أسماء عديدة مختلفة، فإذا كان الأنف هو منطقة زناد الإشعال، فنحن نصاب بالعطس، وهذه الحالة تسمى حمى القش، وتعرف طبيا بالتهاب الأنف الحساس، وإذا كان الصدر هو منطقة الزناد فإننا نصاب بالسعال الربو بأصواته الموسيقية تزييق الصدر، أو بمعنى آخر التهاب الشعب الحساس.
وكثيرا ما يكون الجلد هو موقع زناد الإشعال، وهنا يسمى بالطفح الأرتيكاريا أو الإكزيما، ولا يوجد خوف على الحاج من مرض الحساسية، ولكن يأتي الخوف على المريض في بعض حالات الحساسية الصدرية أمثال حالات الربو المتقدمة جدا، وذلك من المجهود العنيف الذي قد يبذله المريض في مناسك الحج؛ لذلك يستحسن أن يؤجلوا سفرهم حتى يتم احتواء المرض والسيطرة عليه، وفي حالة مرض الحساسية الجلدية يمكن أن يأخذ المريض معه مضادات الحساسية مثل أقراص التافاجيل وأمثالها وغيرها لاستعمالها عند اللزوم، أما في حالات الحساسية الصدرية المسماة بالربو الشعبي، فكل مريض يعلم جيدا حالته، ويعرف الدواء اللازم لها فعليه أن يراجع طبيبه المعالج قبل السفر لتقييم حالته، وإعطائه الدواء المناسب ليستعمل عند الطوارئ.
ولكن هل هناك نظام غذائي معين يمكن أن يتبعه المريض في مثل هذه الحالات؟
بالنسبة لمرضى الحساسية ليس هناك نظام غذائي معين إلا في حالات قليلة جدا، وهي التي تكون فيها الحساسية مصاحبة لتناول أنواع خاصة من المأكولات والعلاج الوحيد الناجح للحساسية للغذاء هو استبعاد الغذاء المسبب لتلك الحساسية، وبالطبع يلاحظها المريض بنفسه، مثل:
بعض الفاكهة:
* الموز، والمانجو، والفراولة، والشيكولاتة، والبيض، واللبن، والسمك، وغيرها.
أو الحساسية ضد الأدوية مثل:
* الأسبرين، وأدوية السلفا، والبنسلين... إلخ.
س: كيف يمكن لمريض الحساسية التأقلم على الجو الحار؟
ج: بالطبع رحلة الحج شاقة جدا في الجو الحار، وتؤدي بالمجهود العنيف إلى فقدان كمية كبيرة من الماء والأملاح؛ لذلك ينصح المريض بالإكثار من شرب السوائل بكميات كبيرة جدا، مع الإكثار من أكل المخللات بشرط ألا يكون مصابا بمضاعفات القلب الناتجة من حساسية الصدر.
كما يُنصح المريض بعدم الإجهاد بشتى الطرق، مع الابتعاد عن التعرض مباشرة للشمس وتجنب الزحام الشديد.
س: هل يسمح لمريض الحساسية بالصوم في الحج؟
ج: ليس هناك قيود على مرضى الحساسية من الصيام أثناء رحلة الحج إلا إذا كان هناك إلزام في استعمال الدواء بانتظام، كما أن الصيام لا يؤثر ما دام المريض يبتعد عن الإجهاد الزائد، والزحام الشديد، والتعرض للشمس. لكن يجب على مرضى الحساسية تجنب المجهود العنيف، والزحام الشديد، والأماكن المغلقة التي ليس بها تهوية جيدة، ويجب أيضا على المريض أن يراجع طبيبه المعالج قبل سفره؛ لتقييم حالته الصحية، وإعطائه العلاج المناسب.
رابعا: الغذاء المثالى للحجاج المرضى :
- الحاج المريض بزيادة وارتفاع الدهون (الشحميات) في الدم:
على الحاج المريض بزيادة الدهون بالدم أن يحذر الإصابة بتصلب الشرايين الذي ينتج من ترسب الدهون على جدران الشرايين، والتي قد تصل إلى حد التقلص خاصة شرايين القلب والرأس والأطراف، وإصابة القلب تؤدي إلى الذبحة الصدرية. ويراعى في الغذاء بعض الأطعمة التي تخلو من الدهون، ويفضل السمك الخالي من الدسم، الفراخ بدون جلد، اللبن ومشتقاته بدون دسامة بجانب الخضراوات والفواكه والخبز الأسمر والزيوت النباتية فقط.
وممنوع.. المكسرات بأنواعها، اللحوم الدسمة، صفار البيض، الثمار المجففة والحلويات العربية (البقلاوة والكنافة... إلخ).
2- الحاج المريض بالتهاب جدار المعدة والقرحة:
تلعب العوامل النفسية والتوتر وعدم الانتظام بمواعيد الطعام وأكل المواد الحريفة دورًا كبيرًا في التهاب غشاء المعدة؛ لذلك فإن النظام الغذائي مهم جدًّا. ويفضل أن يتناول المريض الماء الفاتر ومغلي زهور البابونج وحساء الخضر، أيضًا الجبن الأبيض قليل الأملاح والخبز المحمص بعد مضغه جيدًّا، وعلى الحاج المصاب أن يدفئ منطقة المعدة بلفها بقطعة قماش قطنية، وينصح بشرب النعناع أو البابونج، والقاعدة العامة ألا يفرط في الطعام وملء المعدة.
بالنسبة للقرحة يمكن اعتبارها صورة أسوأ من التهاب غشاء المعدة؛ ولذلك يجب الحذر والتشدد على اتباع النظام الغذائي خاصة أثناء الحج، وكما سبق وذكرنا في التهاب غشاء المعدة يراعى للمصابين بالقرحة ألا تكون المأكولات ساخنة جدًّا أو باردة جدًّا عند تناولها وأن توزع المأكولات على خمس وجبات، ويراعى عدم ملء المعدة، وأفضل المأكولات اللبن الحليب، حساء الخضر (شربة الخضار) خاصة الكوسة والجزر، الخشاف.
ويجب على المصاب بالقرحة ألا يكثر من المأكولات المسبكة خاصة التي تحتوى على البصل والثوم لأنها تهيج الغشاء المعدي، أيضًا البقوليات ذات القشرة مثل الفول، الفاصوليا، البسلة والبيض المسلوق جيدًا يجب الامتناع عنها.
3- النظام الغذائي للحاج المصاب بحصوات بالمرارة:
يمكن عرض النظام الغذائي بالجدول الآتي:
الأطعمة الممنوعة :
الدهون واللحوم الدسمة والمقليات والبيض -
.الكلاوي ولحوم البط والإوز -
.القهوة والشاي والكاكاو -
- الحمص وبعض البقوليات، مثل: البسلة (البازلاء).
الالدهون واللحوم الدسمة والمقليات والبيض -
.الكلاوي ولحوم البط والإوز -
.القهوة والشاي والكاكاو -
- الحمص وبعض البقوليات، مثل: البسلة (البازلاء).
مسموح بها:
الألبان غير الدسمة واللينة والجبن الطازج -
- حساء الخضار .
- اللحوم البيضاء غير الدسمة (مسلوقة أو مشوية).
.الأرز والمكرونة -
.يفضل زيت الزيتون -
.الفواكه على اختلافها
4- الحاج المصاب بتصلب الشرايين والنظام الغذائي:
يجب أن يهتم بنظامه الغذائي حتى لا يدخل في مشكلة الإصابة بالذبحة الصدرية (القلبية)، وهي عبارة عن اضطراب مفاجئ في أحد شرايين القلب وربما أكثر من شريان واحد يمنع وصول الدم إلى العضلة بالقلب، ونظرًا لخطورة ذلك لا بد من الإشارة إلى أعراض الذبحة القلبية، وهي:
- يشعر المريض بألم حاد في الجهة اليسرى من أعلى ويمتد هذا الألم إلى الظهر ويمتد إلى اليد اليسرى وأطراف الأصابع اليسرى ويصاحب ذلك هبوط ضغط الدم وربما غيبوبة.
وهنا يجب وضع المريض في السرير ممددًا مع تجنب تحريكه، وفك جميع الأحزمة حتى ينقل إلى المستشفى.
والحاج المصاب بتصلب الشرايين عليه التقليل من الدهون والشحوم وأكل الخضر والفواكه والألبان قليلة الدسم واللحوم البيضاء المشوية.
5- الحاج المصاب بضغط الدم والنظام الغذائي:
هناك قواعد عامة هي: تقليل الأملاح بالغذاء وتقليل الدهون بالمأكولات والامتناع عن التدخين؛ حيث إن النيكوتين يساعد على ترسيب الكولسترول على جدران الشرايين، وهو ما يزيد من ارتفاع ضغط الدم.
ويسمح بشرب اللبن غير الدسم، البيض بمعدل ثلاث بيضات أسبوعيًّا، الأكل غير الدسم، وشُربة الخضار قليلة الملح، الفواكه الطازجة.
6- غذاء الحاج وأمراض الكلى (المزمن/ الحصوات):
مريض الكلى المزمن هو تطور للالتهاب الحاد بالكلى.. ولا بد من حرص الحاج المريض بالتهاب الكلى المزمن على مراعاة النظام الغذائي كي يحافظ على نفسه أثناء الحج، وأعراض المريض بأمراض الكلى المزمن تختلف طبقًا لحدتها وهي عمومًا تكون ارتفاع ضغط الدم، تورم بالقدمين وتحت الجفنين، قلة التبول مع بعض المتغيرات بالدم.
وعلى الحاج أن يأكل الجبن الأبيض غير المالح، النشويات المسلوقة بلا ملح، الخضر مثل الجزر والكوسة، الخس، الباذنجان، الفواكه الطازجة والمسلوقة على أن تتوزع على خمس وجبات، ويجب تقليل الملح أي أقل من 3 جرامات يوميًّا حتى يختفي التورم بالعينين والقدمين.
بالنسبة للحجاج الذين يعانون من حصوات بالكلى أو الحالب، فإن النظام الغذائي مهم جدًّا لهم؛ لأن نوعية الطعام والشراب تعد سببًا رئيسيًّا في تكوين الحصوات، وهناك مبادئ غذائية عامة ومهمة:
- يجب تناول الماء والسوائل بنسبة كبيرة تصل إلى ثلاثة لترات يوميًّا.
- تخفيف الوزن وعدم الشراهة والإسراف بالأكل.
- الحج مناسبة جيدة لممارسة رياضة المشي.
7- مرض السكر والحج والنظام الغذائي الأمثل:
نظام التغذية مهم لمريض السكر.. وتزداد هذه الأهمية للحاج المريض؛ لأنه يقوم بمجهود ذهني وعضلي أثناء مراسم الحج.. وهو نظام ضروري لا يغني عنه الدواء. والغاية في النظام الغذائي لمريض السكر هو تقليل وخفض المواد السكرية والنشوية مع عدم نقص النسب من البروتينيات والفيتامينات، وينصح بأكل المأكولات الفقيرة بالسكريات، والابتعاد عن الأطعمة الغنية بها. ويبين الجدول ما على الحاج المريض بالسكر ما يأكله وما يمتنع عنه:
الأطعمة المسموح بتناولها:
اللحوم الطازجة ولحم الطيور والسمك.
- الجبن واللبن.
- الزيوت النباتية.
- الخضر والفواكه التي لا تحتوي على سكريات كثيرة.
- الخبر بكميات محدودة
الأطعمة الممنوعة :
- السكر والعسل والمربات.
- الحلويات بأنواعها المختلفة.
- الكمبوت والخشاف.
- الفاكهة الغنية بالسكروز، مثل: التين، والبلح، والمانجو.
8- (الحوامل والمرضع والمسنون)
تتعرض المرأة الحامل والمرضع لزيادة في حاجاتها الغذائية؛ وذلك للمحافظة على صحتها وصحة جنينها أو وليدها.. وتزيد متطلبات الحامل الغذائية كلما قاربت على اكتمال الحمل، وحج المرأة وهي حامل أو مرضع يزيد من حاجاتها إلى الاهتمام بالتغذية لكونها تبذل مجهودًا بدنيًا أثناء شعائر الحج..
وعمومًا فإنه لا بد من موضع اعتبارات أساسية في هذا الشأن من حيث عمر المرأة، مدة الحمل، صحتها قبل الحمل، الظروف النفسية أثناء الحج، ولا بد من الاهتمام بالعناصر الغذائية الأساسية من بروتينيات ونشويات ودهنيات، بالإضافة للفيتامينات والأملاح والتي تؤخذ من مصادرها المختلفة كما سبق وذكرنا، ويجب الاهتمام بتقليل الأملاح للحوامل.
9- غذاء المسنين:
تعد الشيخوخة مسألة نسبية مع زيادة ارتفاع متوسط الأعمار، ولكن التقدم في السن يصاحبه تغيرات فسيولوجية ونفسية ويضعف من كفاءة الأجهزة بالجسم. وكما سبق وذكرنا فإن الاهتمام بالغذاء أثناء الحج أمر ضروري، وكقاعدة عامة فإن المسن يجب عليه أن يتجنب شيئين بوجه خاص هما: الملح والدهون خاصة الدهون الحيوانية، أيضًا عليه باتباع الآتي:
* تجنب الأغذية الغنية بالكولسترول، مثل: المقليات، والمحمرات، والبيض (يكفي ثلاث بيضات بالأسبوع).
* عدم الإكثار من شرب اللبن (الحليب)؛ لصعوبة هضمه، وتعويضه باللبن الرائب، أو الزبادي الذي يعتبر غذاء ممتازًا للمسنين.
* زيادة الخضراوات والفواكه (الفيتامينات والألياف).
* الأكل ببطء والمضغ جيدًا، وعدم امتلاء المعدة، والاسترخاء بعد الأكل.
* المخللات والتوابل والمنبهات مثل القهوة والشاي، فلا بد من تقليلها إلى الحد الأدنى.