السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
من سوء حظي أن مقر عملي يقع في قلب العاصمة، وكما تعرفون فإن العاصمة هي الأكثر إزدحاما بالناس والسيارات والمحلات والشركات التجارية، لذلك فإن هذه المنطقة تعد عادة هي الأكثر إغراءا لذوي المحلات والشركات التجارية كي يوزعوا إعلاناتهم فيها.
فعند إنتهاء دوامي ظهيرة كل يوم أذهب لمواقف السيارات المحاذية لمقر لعملي وأنا مستغرق جدا في التفكير...التفكير بماذا؟؟؟...التفكير في الغداء بالطبع ...ولكن ما أن أصل إلى المكان الذي وضعت به سيارتي صباحا حتى أتفاجأ بتلك الكتلة الإعلانية التي تقف مكان سيارتي!!!!....إنها ليست كتلة إعلانية بل هي سيارتي نفسها ولكنها قد تدثرت بالإعلانات...إعلانات على الزجاج الأمامي...إعلانات على الزجاج الجانبي...إعلانات في كل مكان، ثم أبدأ عملا أخر وهو إزالة هذه الإعلانات عن سيارتي كي تستطيع أن تتنفس على الأقل...ومن هذه الإعلانات أقرأ لكم :
-هذا إعلان عن مسرحية أطفال تافهة، تحمل اسم عمل أطفال أجنبي ناجح مثل الكابتن ماجد أو كونان أو ماشابه ذلك ولكن بقصة محلية سخيفة كتبت بنصف ساعة وبممثلين أسخف.
-هذا إعلان تنزيلات في محل أثاث مشهور...أسعار التنزيلات خيالية جدا فما بالك لو اشتريت منهم في غير وقت التنزيلات؟؟؟؟ أظنك بعدها ستصوم شهرين ولكنك سوف (تكشخ) بكنبة محترمة.
-هذا إعلان عن محل بخور ودهن عود، كمبودي أصلي، وعسل طبيعي...ضحكت كثيرا وقلت ماهو العامل المشترك بين العسل ودهن العود؟؟؟؟؟ لقد عرفت إنها جميعا مغشوشة.
إعلانات بالهبل...وأنا أنزع وأرمي...حسبي الله عليهم لقد أنسونا كيف نحافظ على نظافة بلدنا.
وما إن أنظف سيارتي من تلك الإعلانات التي توضع يوميا على سيارتي حتى أنطلق إلى البيت، ولكني عند الوصول لابد أن أجد إعلانات أخرى ألصقت على باب بيتنا...كم أتمنى أن أعمل كمينا لكي أصطاد ذلك الذي يضع الإعلانات على باب البيت ويهرب...إنها إعلانات لمطاعم...كل أنواع المطاعم...فطاير...مشويات...طبخ، حتى بت أعتقد بأنه لا يوجد مطعم في الكويت لم يضع إعلانا على باب بيتنا، وكثيرا ما يتصل بي الأصدقاء لكي يعرفوا رقم مطعم يريدون بل إن بدالة المطاعم التجارية دائما ما تلجأ إلى المرجع الأساسي (باب بيتنا) إذا أستعصى عليها معرفة رقم أي مطعم!!!!
كانت هناك عادة قديمة لدى سيارات بيع الكولا، حيث يقومون بطرق الأبواب ظهيرة كل يوم لكي يقولون لك (مش عاوز بيبسي يا حج)....وأنا أرد دائما ( لا مش عاوز، ومرة تانية بلاش تخبط عالباب الظهرية عاوزين نأيل - نأيل يعني نقيل من القيلولة-)، ولكنهم الان لا يمارسون هذه العادة بل يقفون عند رأس الشارع...من أرادهم نادى عليهم وهذا أفضل.
عادة إعلانية سخيفة ظهرت هذه الأيام، وهي أن تقوم بالإتصال بك فتاة لبنانية جميلة الصوت لكي تعرض عليك منتجا أو تقدم لك عرض سفر أو ما شابه ذلك، إنها تختار الرقم عشوائيا وتتصل بك، لكني دائما والحمدلله أقول لها (أختي ممنونلك كتير أنا، بس ما عندي وأت لحتى أسمعك...مع السلامي).
ما أردت أن أقوله هو أن ما يحدث من تعدي للشركات التجارية على حريتك الشخصية واستخدام سيارتك أو باب بيتك أو جوالك أو تلفازك كوسيلة إعلانية لهم هو أمر لا يطاق، وعيب والله عيب.
كل ما يحدث كووووم واستغلال سيارتي ببلاش كوووووم، لذلك فإني أعلنها لكم عن قيامي بتأجير مساحات إعلانية على سيارتي فمن أراد فليقم بحجز مساحته الإعلانية فورا ومن يحجز الزجاج الأمامي سأقوم بمنحه شبرين من مساحة الزجاج الخلفي وشبر من المدقر الخلفي الأيسر مجانا.......يعني من اليوم فصاعدا سيارتي لوحة إعلانات..............
تحياتي للجميع
محبكم
هيرو:think:
عرض نسخة للطّباعة |
ارسل هذه الصفحة لصديق]
