|
|
عضو نشيط جداً
|
|
المشاركات: 448
|
#1
|
هنا أعتقد بوجود فائدة...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القصة القصيرة يمتطيها المبتدؤون كراحلة إلى عالم الرواية الفسيح
بل ويتجرؤ عليها كل من هب ودب وكأنها من أسهل الفنون وأيسرها
وربما وجدوا فيها حرية لم يجدوها في غيرها من الفنون
يقول بعض الروائيين ممن تشبع بها
" هي من أكثر الفنون استعصاءا على التنظير والتأطير الشكليين .."
حتى شبهها بعضهم بالرجز من الشعر مع فارق الانضباط الإيقاعي فيه
والانفلات الفني فيها
ولاتوجد ضوابط صارمة تقيد القصة القصيرة فقامت القصة في الوطن العربي على الاجتهادات الشخصية للكتاب وربما كان السبب في ذلك مراعاة الضوابط الصحفية والتي تزامن بروزها ونشأتها مع بروز الصحافة حيث كانوا يشترطون صفحات محدودة وكلمات محدودة
إنما يكتبه الناس اليوم هو أقصوصة لا يصل لدرجة القصة ولا إلى الرواية
إذأن الرواية كانت تصل أحيانا إلى مئات الصفحات أما شقيقتها الصغرى القصة فهي لا تتعدى صفحات يقرؤها القاريء غير متجاوز ربع الساعة مع أن بعضهم قال ما يقرؤ في ساعة واحدة هي قصة قصيرة
وجاء قريبا من هذا التحديد في كتاب "فن القصة " لحسين القباني"
لكنها حدد ها بين الربع ساعة وخمسين دقيقة
وهؤلاء لم يفرقوا بين سريع القراءة وبطيئها
بل قال بعضهم القصة القصيرة لا تتجاوز جلسة واحدة
كما عرفها الناقد " ادجار الن بو " ولكن رأيه هذا يرد بسهولة فالجلسة قد تطول وقد تقصر
أما من أراد تحديد القصة بالكلمات فأبعد النجعة أيضا وهذا من وجهة نظري فهل تكون القصة بنظرهم مابين ألفين وخمسمائة كلمة إلى عشرة آلاف كلمة منضبط بهذه الدقة وتصديقا لقولي انظر مثلا :
انظر أحد النقاد المميزين إذ يقول :
لكنها عادة لا تكون أكثر من خمسة عشر كلمة فزاد 30%!!!!
مع أن البعض من النقاد فرق بين القصة والاقصوصة ( وهي القصيرة)
فجعل القصة القصيرة تدور حول حدث واحد والقصة الطويلة أو الرواية تدور حول أحداث وشخصيات
سرد لقصة ليس الطريق الوحيد للطرح الفني للقصة وإن كان هو البوابة الرئيسية التي ينفذ من خلالها الروائي إلى عالم القصة القصيرة
عند النقاد والادباء
وإليك مايلي:
ليس صحيحا أن الكاتب يشترط له مكانا معينا أو في زمن معين
بل ثبت أن أعظم القصاصين كان يلتقط ورقة من الطريق فيكتب بها
القاص الحقيقي والروائي الرائع هو من يتحكم في مشاعر قرائه
فيبكيهم ويفرحهم وقد يجعلهم يتلهفون لمعرفة نهايتها
أوراق النهايات في القصص من أعظم أوراقها ومن المستحسن وليس دائما مخالفة ما يتوقعه القاريء أعني عنصر المفاجأة كما يقول أحد الكتاب : خبيء للقاريء دائما قطعة مر أو حلوى , قبلة أو صفعة خبيء له مفاجأة تكون آخر هداياك له
قد يتقمص الروائي شخصية البطل فقط فيعيش حياته في خياله ويدافع عنه ويؤيده , وقد يتقمص شخصيات الأبطال كلهم وقد يقف في موقع الحياد
يجب أن تذوب في روايتك وتتحدث عن المشاعر والأحاسيس التي لا يفطن لها عامة الناس وهذا دورك لأن نقل الحدث كل يجيده
لايلزم أن تكتب الرواية في جلسة واحدة وقد تتأثر بالتجزئة
عباس محمود العقاد كلكم يعرفه يرى القصة القصيرة في موضوعها وطريقة عرضها تميزها عن غيرها لا لطولها وعدد صفحاتها فحسب
والقصة القصيرة دخلت بقوة ضمن مقومات الروايات الطويلة فكثير منها هي مجموعة قصص قصيرة مثلا :
محمود الورداني نشر قصصا قصيرةثم جمعها باسم رواية " نوبة رجوع "
ورأيي حول هذا :
إذا كان الكاتب سيكتب قصة ولا محالة فليتق الله سبحانه في كتابته وليكن هدفها عزة الاسلام والمسلمين وتربية أبنائهم على الخير والصلاح
وليبتعد عن الرموز الكافرة ونموذج حياتها وليبتعد عن الأسماء الأعجمية في تسمية شخصياتها ولينبذ ما هو محرم في الشرع الاسلامي
والحقيقة أن القصة فيها من الإغراء لكثير من الكتاب المبتدئين بحيث يأسرهم قصرها وسهولة قراءتها والحرية في كمها وطريقتها وهي حقيقة مشاغبة مثيرة ليس فيها ما تملكة الروايات من الأحداث المتتابعة والطول الممل أحيانا
بل إني أشبهها بالمأكولات السريعة التي تباع عند مفترقات الطرق
عالمنا عالم السرعة والتميز نريد صغيرا يملك مميزات عالية في كل أمور حياتنا
تركنا الكبير والطويل من السيارات واستبدلناها بالصغير السريع
تغيرت أنماط الجوالات وأصبح الأصغر الأكثر تميزا هو الأغلى
وهكذا يقرؤ الناس الأخبار الطازجة السريعة وتركوا الروايات الطويلة المملة وفضلو النكت على غيرها الشعوب تعشق اللهو و تبعد عن الجدية والجزالة والرصانة بدون أن تشعر .
|
|
27-06-2003 , 06:19 AM
|
الرد مع إقتباس
|
عرض نسخة للطّباعة |
ارسل هذه الصفحة لصديق]
