|
|
مبدع فائق التميز
|
في بيتنا
|
المشاركات: 6,305
|
#1
|
هذه قصة.. ياسمين العرّافة
 
فأضع جدولاً محدداً لما سأزوره، ومن سأقابل قبل الوصول بفترة طويلة، فلندن مليئة بالثقافة والأدب والعلم ولو تركت الزيارة دون تخطيط، فستجد نفسك غير قادر على أخذ القرار وأنت هناك، ولأن الثقافة والتاريخ والأدب تأخذني عن كل شيء آخر من حولي في لندن، لم أكن لأنتبه لأشياء أخرى تحدث في عاصمة المسرح كما يسميها السواح الأوروبيون، ولكن في زيارتي القصيرة الأخيرة للندن، استوقفني إعلان صغير باللغة العربية ملقى على الأرض وقد كتب فيه:
ياسمين تكرس حياتها لعملها، تقرأ أسرار حياتك، وتخبرك عن الماضي والحاضر والمستقبل، تتحدث عن الجانب الغرامي من حياتك عن الحب والزواج، تخبرك عن المال والأعمال مهما كانت المشكلة حتى المسائل النفسية والجسدية والفكرية.
وتعرفنا ياسمين بنفسها ومن تكون، فياسمين كاشفة للغيب قارئة للكف، ومنجمة، وتقرأ البلورة السحرية.
وسألت صديقاً مقيماً في لندن: هل تعرف ياسمين هذه؟! فقال:
بالطبع فهي ومنجم آخر يعيش في لندن أيضاً، من أشهر وأغنى الشخصيات العربية المقيمة هناك، ثم أكمل قائلاً: إنها تعمل في محل قريب من حيث تقيم، وأخذني إلى هناك وأراني سيارة فخمة تقف أمام محل هناك وقال: هذه سيارة ياسمين..
توقفت أمام كل هذا الكم من تصادم المعلومات والمفاجأت وتوقفت لأسأل نفسي: هل يعقل أن يذهب الأزواج والزوجات إلى مثل هذه الإنسانة ليسألوها عن حياتهم الزوجية ومشاكلهم؟! لماذا لا يتكلمان أحدهما إلى الآخر؟ لماذا لا يدعو زوجته على كوب عصير؟ لماذا لا نخرج مع زوجاتنا في زيارة قصيرة في رحلة خاصة ونتحدث ونتكلم ونكتشف أسرار حياتنا الزوجية، أسباب مشكلتنا، فهل يعقل أن بلورة ياسمين وخزعبلاتها تعرف أكثر منا عن همومنا ومشاكلنا.
للأسف هكذا أصبح السحر والبلورة تملأ فكرنا وحياتنا، وللكثير أيضاً تدير حياتهم الزوجية، اتصلت بي زوجة متحملة تكاليف ومصاريف المكالمة الدولية، لتقول لي: إن زوجها التقي بامرأة أخرى فسحرته بعمل مخصوص عمل له، وهو الآن يكره رؤيتها وقد تزوج من تلك المرأة، ولا يريد أن يعيش مع زوجته الأولى.. فساعدني ما الحل؟
أليس كان أفضل لهذه الزوجة أن تسأل ما الذي جذبه لتلك المرأة، ألم يكن أفضل أن تسأل نفسها: ماذا أراد مني ولم أقدمه له؟! أليس كان أفضل لها أن تسأل ماذا ينقص حياتنا الزوجية؟! وهو الذي جعله يبحث عنه في مكان آخر، هذه التساؤلات تكشف الحقيقة، وتبين أسرار الحياة الزوجية، أما قراء الكف والبلورة والعرافون وياسمين، فإنهم يسرقون الأموال ويشترون السيارات الفخمة.
وتبين الدراسات النفسية أن الإنسان يلجأ لوضع تفسيرات خارج دائرته ليرفع اللوم عن نفسه، فهذه المرأة تقول: إن زوجي مسحور حتى لا تقول: أنا مقصرة، وتقول زوجي عمل له عمل خاص، ولا تقول: إني غافلة وهكذا، ولكن هل هذا هو الحل، قطعاً لا، إنه لا يلفت انتباهنا عن الأسباب الرئيسية فحسب، بل يسلب البركة من حياتنا الزوجية، وكيف لحياة زوجية أن تستمر من دون بركة ربانية، والأخطر من هؤلاء العرافين أصحاب البلورة، هو نوع آخر من العرافين الذين اتخذوا من الدين ستاراً لدجلهم وشعوذتهم، وقد قرأت لأحدهم وصفة ينصح فيها امرأة قد وصفت أعراضاً دقيقة لمرض الاكتئاب، بأن تقرأ سورة البقرة يومياً لمدة أسبوع.. لمرض الاكتئاب، ثم تقرؤها لمدة شهر، فأي دجل هذا، أو ليس هذا من باب الابتداع الذي هو ضلالة وكل ضلالة في النار.
إن مباركة الله عز وجل والراحة النفسية بين الزوجين لا تأتي بها الشعوذة والدجل، لا تأتي بها ياسمين ولا يأتي بها أصحاب الشعارات الدينية المزيفة، إنما الراحة النفسية والطمأنينة الزوجية يأتي بها الدعاء والإقبال على الله سبحانه وتعالى والبعد عن الحرام، وقراءة الحقيقة في حياتنا الزوجية.
من مجلة الفرحة العدد (48) سبتمبر 2000 ـ ص: 54
اتمنى ان تعم الفائدة الجميع
تحياتي
|
|
19-11-2004 , 04:25 PM
|
الرد مع إقتباس
|
عرض نسخة للطّباعة |
ارسل هذه الصفحة لصديق]
