العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > الإسلام والعلاقات الإنسانية ..
المشاركة في الموضوع
كهرمانة العين كهرمانة العين غير متصل    
مبدع  
المشاركات: 2,498
#1  
الإسلام والعلاقات الإنسانية ..
قال الله تعالى: «إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون» سورة الحجرات: 10.


إن الاخوة في الدين أعلى مراتب الاخوة وأعظمها وأكبرها وهي رباط اجتماعي لا يماثله رباط آخر ولا يقاربه حتى ولو كانت رباطاً بين الوالد وولده والأم وبنتها وبين الأخ في النسب وأخيه ويين الزوج وزوجته بدون توافق في الدين يعتبر رباطاً واهياً ضعيفاً إذا ما قورن برباط الدين ولذلك نجد حروباً تشتعل بين الأخ وأخيه والابن وأبيه والزوج وزوجته في سبيل الدين وإعلاء كلمته ورفعة مكانته ومرضاة الله عز وجل.


والمراد بالاخوة في الدين أن يكون المسلم عميق الإيمان بربه سريع الاستسلام لشريعته قوي الصلة بخالقه يحب ما أحب الله ويبغض ما يبغضه له سلطان على هواه لا يشرك به شيئاً ولا يؤثر على مرضاته والداً ولا والدة ولا ولداً يكون عبداً لله مخلصاً لوجوهه في جميع أعماله يبتغي وجه الله في قوله وعمله ملتزماً بحدود الله ضارعاً خاشعاً ذليلاً ملتزماً بأوامره منتهياً عن نواهيه مسلماً أمره إليه متوكلاً عليه مستعيناً به عز وجل.


ومن هنا ينطلق بنور حبه لله فيحب كل عبد يحب الله ويعبده ويصافي كل انسان يؤمن به ويوحده ويجد في قلب كل مسلم روضة من الإيمان والاسلام تجذبه إليه وتربطه به فالاخوة في الدين لا تنشأ من التكليف بل من التعريف ورباط الدين يجمع بين المؤمنين والذي يؤمن بالله ويحبه حب المخلصين فمن أجل الله وفي الله يحب جميع المؤمنين ولذلك ذكر القرآن الكريم الاخوة بين المؤمنين على انها أمر طبيعي من مستلزمات الايمان ولذلك قال الله عز وجل: «إنما المؤمنون اخوة» فلا يكون المؤمن الا أخاً للمؤمن فإن ضعفت الاخوة فمن ضعف الايمان كما ان قوتها من قوة الإيمان. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «المسلم أخو المسلم».


ومن مستلزمات الاخوة في الله ان تحب في أخيك المؤمن إيمانه وعباداته وطاعاته واستسلامه لله عز وجل وسلوكه وأخلاقه ومعاملاته ابتغاء وجه الله تعالى، كما أن من مستلزمات ذلك ومقتضياته ان تحب لأخيك المسلم ما تحب لنفسك وتكره له ما تكرهه لنفسك وتؤدي ما عليك من حقوق له حسبما جاء بها الاسلام، ومن هنا يتضح الفرق بين رباط الدم والنسب وبين رباط الإيمان والإسلام فإن رباط الإيمان والاسلام أقوى لأنه رباط بين العبد وربه ورباط الإيمان حاكم على رباط الدم والنسب ومهيمن عليه وهو الرباط الباقي فلا يفنى والأبدي فلا يزول وهو المعبر عن كيان الإنسان ومكانته عند الله في الدنيا والآخرة وهو وحده أساس السعادة والسيادة والكرامة والعزة وهو اشراقة النور في قلب الانسان وبدونه يكون الظلام ومضلات الهوى وبالإيمان يتغير الفكر والسلوك وأنواع المعاملات والتصرفات لذلك نجد قول الله عز وجل في قرآنه الكريم: «لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو اخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون» المجادلة: 22 والاخوة الإيمانية الصادقة حين تتشبع بها أسرة أو مجتمع أو أمة فإنها تحدث تغيراً اجتماعياً عميق الأثر له آثاره الطيبة ونتائجه المثمرة ولذلك امتن الله سبحانه وتعالى على المؤمنين بأن جعلهم اخواناً متحابين كما امتن عليهم بأن جعلهم مؤمنين مخلصين وقدم التفضل بالاخوة على التفضل بالايمان لتعظيم فضل الاخوة وانها لا تقل عن فضائل الايمان الا بمقدار ما يقل الفرع عن الاصل مع شدة ارتباط كل منهما بالآخر قال سبحانه وتعالى: «واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون» آل عمران: 103.


فالأمة المسلمة بعد نزول القرآن والايمان بالله عز وجل والايمان بالملائكة والكتب والرسل تحول الاعداء الى اخوة متحابين يؤثرون على انفسهم وبالاخوة ساد الحب ووجد الفقير مكاناً له بين الأغنياء والضعيف بين الاقوياء وهذا التغيير العظيم انما هو من صنع الله عز وجل والمخلوق لا يقدر عليه ولذلك قال الله عز وجل مخاطباً نبيه الكريم «وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألّف بينهم إنه عزيز حكيم» الأنفال: 63 وأمتنا الاسلامية في هذه الفترة العصيبة حيث تمر بأزمات طاحنة بعد ان كشر اعداء الاسلام عن انياب الغل والحقد للاسلام والمسلمين في كل مكان نحتاج الى عودة صادقة مع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ونتمسك بتعاليم الاسلام السمحة ونزع الكراهية لبعضهم من القلوب ونغرس أواصر المحبة والاطار ليسود الأمن والأمان والاستقرار بين صفوف المسلمين ولتقوي شوكة المسلمين وتعود لهم عزتهم وكرامتهم ولن يكون ذلك الا اذا اعدنا للاخوة الاسلامية الحقيقية لا خيانة من اجل المال ولا غش من اجل الجاه ولا نفاق من اجل حب الذات وانما اخاء في الله عز وجل وصدق مع الله وصدق مع النفس وبعد عن الظلم والعدوان والاثم والطغيان عسى ان يؤيدنا الله بنصر مبين «إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون». آل عمران:160

أحمد اسماعيل علي

مع تحياتي

كهرمانة العين غير متصل قديم 28-11-2002 , 10:05 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.