|
مبدع
|
|
المشاركات: 2,498
|
#1
|
للإخـــــــــــــــ دعوة ـــــــــــــــــــــــــــــلاص.......
تعريفه: هو تجريد قصد التقرب إلى الله عزوجل عن جميع الشوائب.
وقيل: هو إفراد الله عزوجل بالقصد في الطاعات.
وقيل: هو نسيان رؤية الخلق بدوام النظر إلى الخالق.
وقد أمر الله عزوجل بالإخلاص، قال تعالى: ((وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء)) (البينة: 5).
وقال تعالى: ((ألا لله الدين الخالص)) (الزمر: 3).
وقال تعالى: ((فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا)) (الكهف: 110).
وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: ((جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أرأيت رجلا غزا يلتمس الأجر والذكر ما له؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له. فأعادها ثلاث مرار ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا شيء له، ثم قال عليه السلام: إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا وابتغى به وجهه)) . (رواه النسائي)
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مؤمن: إخلاص العمل لله، والمناصحة لأئمة المسلمين، ولزوم جماعتهم)) . (رواه الترمذي).
والمعنى أن هذه الثلاثة تستصلح بها القلوب فمن تخلق بها طهر قلبه من الخيانة والدغل والشر.
ولا يتخلص العبد من الشيطان إلا بالإخلاص لقول الله عزوجل: ((إلا عبادك منهم المخلصين)) (الحجر: 40)... ويروى أن أحد الصالحين كان يقول لنفسه: أخلصي تتخلصي، وكل حظ من حظوظ الدنيا تستريح إليه النفس ويميل إليه القلب قل أم كثر إذا تطرق إلى العمل تكدر به صفوه وزال به إخلاصه، والإنسان مرتبط في حظوظ منغمس في شهواته قلما ينفك فعل من أفعاله وعبادة من عبادته عن حظوظ وأغراض عاجلة من هذه الأجناس، فلذلك قيل: طوبى لمن صلحت له خطوة لم يرد بها إلا وجه الله.
فالإخلاص تنقية القلب عن الشوائب كلها قليلها وكثيرها، حتى يتجرد فيه قصد التقرب فلا يكون فيه باعث سواه، والشيطان قد يحاصر العبد ويحبط له كل عمل ولا يكاد يخلص له عمل واحد، وإذا خلص عمل واحد فقد ينجو به العبد.
قيل للإمام سهل: أي شيء أشد على النفس؟ قال: الإخلاص، إذ ليس لها فيه. فالنفس تحب الظهور والمدح والرياسة وتميل إلى البطالة والكسل وزينت لها الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث، فأشد شئ على النفس إخلاص النية لله عزوجل. قال أيوب: تخليص النيات على العمال أشد عليهم من جميع الأعمال. وقال بعضهم: إخلاص ساعة نجاة الأبد ولكن الإخلاص عزيز، فينبغي لمن أراد الإخلاص أن يقطع محبة الشهوات من قلبه، ويملأ قلبه بحب الرب جل وعلا، ويستغرق الهم بالآخرة، فمثل هذا لو أكل أو شرب أو قضى حاجته كان خالصا العمل صحيح النية، ومن ليس كذلك فباب الإخلاص مسدود عليه إلا على الندور.
فالذي يغلب على قلبه حب الله عزوجل وحب الآخرة تكتسب حركاته الإعتيادية صفة همه وتصير إخلاصا، والذي يغلب على نفسه الدنيا والعلو والرياسة فيها وبالجملة غير الله تكتسب جميع حركاته تلك الصفة فلا تسلم له عبادة من صوم وصلاة وغير ذلك إلا نادرا.
فإذن الإخلاص كسر حظوظ النفس وقطع الطمع عن الدنيا والتجرد للآخرة بحيث يغلب ذلك على القلب، فإذ ذاك تيسر الإخلاص، وكم من أعمال يتعب الإنسان فيها ويظن أنها خالصة لوجه الله ويكون فيها من المغرورين، كما حكي عن بعضهم أنه كان يصلي دائما في الصف الأول فتأخر يوما عن الصلاة فصلى في الصف الثاني فاعترته خجلة من الناس حيث رأوه في الصف الثاني، فعلم أن مسرته وراحة قلبه في الصلاة في الصف الأول كانت بسبب نظر الناس إليه، وهذا دقيق غامض قلما تسلم الأعمال من أمثاله، وقل من يتنبه له إلا من وفقه الله تعالى.
والغافلون عن الإخلاص يرون حسناتهم يوم القيامة سيئات، وهم المقصودون بقوله تعالى: ((وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون وبدا لهم سيئات ما كسبوا)) (الزمر: 47) وبقوله عزوجل: ((قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا)) (الكهف: 140).
قال في ((الإحياء)) : فقد ظهر بالأدلة والعيان أنه لا وصول إلى السعادة إلا بالعلم والعبادة، فالعمل بغير إخلاص رياء، وهو للنفاق كفاء ومع العصيان سواء، والإخلاص من غير صدق وتحقيق هباء، وقد قال الله تعالى في كل عمل كان بإرادة غير الله مشبوبا مغمورا: ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا)) (الفرقان: 23).
منقول من كتاب البحر الرائق في الزهد والرقائق للكاتب أحمد فريد.
مع تحياتي
|
|
17-09-2002 , 10:42 PM
|
الرد مع إقتباس
|