اعتذر لك.... أو آسف كلمة بسيطة في حروفها، كبيرة في معناها، فبعض الناس يخطئون المرة تلو المرة ولا يشعرون أنهم أخطأوا فهم من وجهة نظرهم لم يخطئوا والذي يزعل من كلامهم وتصرفاتهم فالحق عليه أما هم فلا غبار عليهم.

وتلك آفة ومصيبة المصائب وعلى رأي القائل: (( إن كنت لا تدري فتلك مصيبة .. وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم)) ، حين يظن الإنسان في نفسه الكمال المطلق وأنه لا يخطئ وهو دائما على صواب وغيره على خطأ ونحن نعلم بأن الكمال المطلق هو لله وليس لغيره، أما البشر فيخطؤون ويصيبون لقوله صلى الله عليه وسلم : (( خير الخطائين التوابون )) أي الذي يسرع بطلب العفو والمغفرة والسماح من الله سبحانه وتعالى قبل كل شيء ثم يطلب الصفح من الشخص الذي أخطأ في حقه، وهذا لن يقلل من قدره أو قيمته أبدا، بل قمة العزة والكرامة أن يعترف الإنسان بخطئه، وبداية العلاج بالنسبة له أنه يضع قدمه على الطريق الصحيح.

ويكفيه أنه يكبر في عين الشخص الذي أخطأ في حقه باعتذاره عن هذا الخطأ فيقدر هذا التصرف لهذا الإنسان فيصفو له قلبه ويسامحه، والحياة الدنيا لو فكرنا فيها جيدا فهي لا تستحق من الإنسان أن يقضي حياته في الزعل أو الخصام أو الهجر أو الخطأ في حق الأخرين، بل يجب أن تسود روح المحبة والتسامح حتى يسير مركب الحياة ويستطيع الإنسان العيش فيها بحب وسلام..

فيجب على الإنسن أن يحرص دائما على تقوى الله والتقرب إليه بالأعمال الصالحة والبعد عن الأعمال السيئة التي تبعد عن رحاب الله، وأن يستشعر الإنسان دائما مراقبة الله له في كل أعماله وأقواله وأن يحسن التعامل مع الآخرين لأن في الإسلام قاعدة عظيمة وهو (( أن الدين المعاملة))، يعني أن الإنسان لو قضى حياته يصلي ويصوم ويحرص على عبادة الله هذا بينه وبين الله، أما العبادة الحقيقة والتي يغفل عنها كثير من الناس فهي كيفية التعامل مع الناس صغيرهم وكبيرهم، فالتعامل مع الآخرين فن في حد ذاته فقليل من الناس من يجيد هذا الفن ويتقنه..

أختي الفاضلة كهرمانة ..

بارك الله فيك ِ على هذا الطرح ...