العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > ســـوالف الأصــدقـاء العامـــة > انتبه لنفسك محمد المر
المشاركة في الموضوع
فتى دبي فتى دبي غير متصل    
عضو نشيط جدا دبي  
المشاركات: 845
#1  
انتبه لنفسك محمد المر
- بغل ، بغل ، والله العظيم بغل ، جسمك جسم بغل ، أربع سنسن منذ أن تركت الدراسة ,انت لا عمل ولا شغل ، أكل
و نوم ، متى ستنتبه لنفسك ، متى ستعمل ، طيب ، انا الحمد لله حالتي مستورة ولا أحتاج لمساعدتك ولكن أفرض أنني مت غداً من سيعيل أختك الكبيرة وعمتك ، أتريدهما أن يشحذا من الناس .
هذا الكلام المشبع باللوم والتقريع كان يوجهه يومياً أحمد العريان إلى ابنه راشد ، كلام من طرف واحد ، مونولوغ ، الأب يتكلم ويلوم وينتقد ويسخر والابن يجلس صامتا كأنه صخرة ولا يهزه ولا يحركه ذلك الكلام زاللوم ، حديث الوالد إلى ابنه يدور حول نفس الموضوع مع تنويعات وإضافات وتقصير وإطالة حسب درجة نشاط الوالد وحماسته وغضبه
- الشباب الذين درسوا معك ، أين هم ؟ الآن ؟ عبود الأعرج أصبح موظفاً في وزارة التربية ، الراتب سبعة آلاف درهم ، يعني ضعف راتبي ، خلود مسحل ترقى إلى رتية ملازم أول في الشرطة ، راتبه يزيد عن ستة آلاف درهم ، خماس ابن سرور تيزاب عنده عشر رخص تجارية يؤجرها بما يزيد على عشرين ألف درهم شهرياً ، أحمدوه حمامه عنده ثلاثة محلات فيديو ومحلان لأشرطة الكلسيت وتزج مرتين ، وأنت راشد العريان ، الشاب الذكي القوي تحولت إلى بغل ، يأكل وينام ، ماذا فعلت في حياتي لينكبني الله بابن كسول قمامة مثلك .
يعلق على هواياته ساخراً : هذه المجلات التي تقرؤها ، وماذا تستفيد منها ، والحوادث ، والموعد ، والشبكة ، سيدتي ، هوبي ، الصياد ، نجوم الرياضة ، حتى مجلات الأطفال ، ماجد ، سمير ، ميكي ، سوبر مان ، من أين تأتي بالنقود لشرائها ، أعرف ، أعرف ، تلك العمة المجنونة ، هي التي هي التي أفسدتك ، كل راتب وزارة الشئون الاجتماعية الذي تحصل عليه تعطيه لك ، أفسدتك بحبها وتدليلها ، تعتقد أنك ستعيلها وتصرف عليها في المستقبل ، ها ... ها ...
ها ... أعوذ بالله ، أنت الكسول لن تستطيع أن تعيل نفسك فكيف تعيل أناساً آخرين
_ ألا تمل من مشاهدة التليفزيون ، كل تلك الساعات ، ألا تخاف على عينيك ، تشاهد كل شيء الحديث الديني ، الرسوم المتحركة ، المسلسلات ، الأفلام العربية والأجنبية ، برامج المنوعات ، كل شيء كيف تطيق الجلوس كل تلك الساعات الطويلة وأنت تلزق عينيك بذلك الجهاز السقيم المضجر .
في بعض المرات يسخر منه بمرارة :
- عندما تتزوج ستفرح زوجتك لأنك تطبخ أحسن منها وها أنت قد تفوقت عليها في ذلك المجال السخيف ، مجال الطبخ وزفر السمك وريحة البصل .
حاول أن يغريه ببعض الأعمال والمهن ........
- انتهز الفرصة ، عندك الشهادة الثانوية ، ما زالت هنالك دورات ضباط في الجيش ، أحد أقربائنا يعمل في قسم شؤون الموظفين ، اذهب أليه ، سيساعدك ، كلها سنة أو سنتان وتصبح ضابطا ، نجمة على الكتف وسبعة آلاف في الجيب .
رفض راشد الفكرة لأنه لا يحب العنف والانضباط ، اقترح عليه عملا آخر .
- طيب ، خالك يعمل في الميناء ، صحيح أنه لا يحبنا كثيراً ولم يزنا منذ وفاة والدتك ، ولكني أعرف أنه إنسان
طيب ،اذهب إليه ، عندما يراك سيحن عليك وسيساعدك في الحصول على وظيفة كاتب على الأقل ، ثلاثة أو أربعة آلاف درهم ، أقل من الجيش ولكن أفضل من لا شيء ومن هذه البطالة .
أعلن راشد عن رفضه للفكرة بتحوله إلى صخرة لا تتكلم ولا ترد مثل عادته إذا لم يعجبه كلام والده ، جاءه في أحد
الأيام بعرض سخيف وهمو يبتسم منشرحاً :
- اسمع يا راشد ، أخبرني صاحبي عبد الله أن الشركة الانجليزية التي يعمل فيها قد طردت موظف العلاقات العامة ةأن تلك الوظيفة شاغرة ، كل عملك هو أن تأخذ جوازات الموظفين الأجانب وأوراقهم لتعمل لهم تأشيرات وإقامات وبطاقات عمل من الدوائر الحكومية المختصة ، عمل سهل ويقول عبد الله أن الراتب كبير ، ستة آلاف درهم من غير العلاوات .
لم يتحمس راشد للفكرة لأنه يكره الإنجليز ويمقت الدوائر الحكومية وموظفيها .
في يوم آخر أثناء تناولهم لطعام الغداء اقترح والده عملا جديداً .
- اليوم في البنك ، قال لي موظف البنك الباكستاني انهم يحتاجون إلى موظفين مواطنين ، عندما كلمته عنك ، تحمس لفكرة تعيينك ن الراتب ليس كبيراً ولكن مع الوقت يمكن أن تتقدم ، أعرف مديراً في أحد البنوك بدأ حياته المهنية بالعمل فراشاً في ذلك البنك .
- تجول راشد مرة أخرى إلى صخرة وكن والده لم ييأس ، لو أن ابنه أبله أو معوق أو مجنون لما اهتم بمسألة عمله أو مستقبله ولقبل به مثلما قبل عمه بابنه المشلول ومثلما قبلت خالته بابنتها البكماء ، عمل من أعمال القضاء والقدر ، امتحان إلهي ، بلاء لا مفر منه ، ولكن حالهة ابنه راشد مختلفة فهو يعرف ان ابنه ذكي فقد كان دائما من العشرة الأوائل
في المدرسة وهو بالرغم من كرهه للعنف فهو عندما يغضب لا يقدر أحد على السيطرة عليه ، ضرب في إحدى المرات حمالاً باكستانياً حاول مضايقته فكسر له فكه ، ابنه ذكي وقوي ولكنه لا يحب أن يعمل في وظيفة أم مهنة ، يحب النوم والطبخ والأكل والتلفزيون والمجلات .
في إحدى الأمسيات حضر والد راشد وهو يتأبط اقتراح عمل جديد .
- راشد ، ألا تحب قراءة المجلات ؟
- بلى .
- طيب ، اليوم كنت في مقهى سوق السمك ، تكلمت مع مسؤول شؤون الموظفين في البلدية ، قال لي إنهم يحتاجون إلى موظف في المكتبة العامة ، الراتب بسيط ولكنك تحب قراءة المجلات والكتب ووضعها على الأرفف وفي مكانها
الصحيح .
قال راشد إنه لا يحب الكتب وتحول كالعادة إلى صخرة صامتة ، انزعج والده ، وصاح صارخاً :
- أنت بغل ، أنت حمار ، أتريد أن تمضي حياتك هكذا كأنك فأر في جحر ، انتبه لنفسك يا مخبول ، أي حياة هذه التي
تحياها ، قارن نفسك بزملائك وأصدقائك في الحي ، أنت تعيش حياة الجمادات ، لأ ، لا ، إنك لا تعيش ، إنك لا تحيا ، في الحقيقة ، أنت ميت حتى أن الناس نسوا أن لي ولداً
لا يتكلم راشد ، يحمر وجه والده ويواصل صراخه .
- لو كنت تعمل ، لو كنت تتحرك ، لو كنت تقوم بأي شيء ، الشباب يدخنون ، أنت لا تدخن ، الشباب يشربون أنت لا تشرب ، الشباب يغازلون أنت لا تغازل ، ولا مرة ضبطتك تدخن سيجارة ، ولا ليلة جئتنا متأخراً من الخارج سكران أو منتش ، ولا مرة حمل التلفون صوت فتاة تطلبك ، هل هذه حياة أنت ميت ، أنت ميت .

يتحول الماء من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية عندما تبلغ درجة حرارته مئة درجة مئوية ، كان صراخ والد في المرة الأخيرة هو درجة المئة التي حولت موقف راشد كليا ، بدأ يفكر جيداً في العمل ، والأعمال التي كلمه والده عنها والتي فكر فيها لا يحبها ، كان ذاهباً مع عمته إلى بر دبي ، مر على أحد المطاعم الشعبية ، قالت عمته :
- عندما تتزوج سنطبخ في أحد هذه المطابخ ، يقولون أن أكلها جيد .
نبهته تلك الجملة إلى موضوع عمل كان غائباً عن ذهنه ، العمل الوحيد الذي يتقنه هو الطبخ ، سأل عن تلك المطابخ قالوا
له إن أصحابها يرحون كثيراً ، الناس تطلب من أكلهم للأعراس والأفراح والعزائم الكبيرة والرحلات ، أخبر والده بالموضوع ، انفجر الأب صائحاً غاضباً .
- ماذا ، تريد ان تعمل طباخاً ، يا للمصيبة ، هذا عمل للحريم والنساء ، هل جننت ، هل نسيت أهلك وشرفك ، جدك
كان من أكبر نواخذة الغوص وأنت حفيده ستعمل الآن طباخاً ، ماذا فعلت ليرزأني الله بابن مثلك ، أين أمك الآن ؟
لتخرج من قبرها وتشاهد أبنها ، وقرة عينها ، الفارس العظيم الذي يريد أن يصبح طباخاً ، ماذا فعلنا لك لتضحك علينا الناس والشامتين والحساد .
لم يهتم راشد باعتراض والده ، بل زاده ذلك الاعتراض تصميماً عبلى تنفيذ فكرته ، درس الموضوع وتكاليفه ، ذهب
إلى البلدية واستخرج رخصة لمطعم شعبي ، استدا مبلغ خمسين ألفا من أحد البنوك ، استأجر مكاناً متواضعاً ، اشترى
قدوراً ومواقد كبيرة وصغيرة ، زاد غضب والده ولكنه لم يقدر على عمل شيء .

وما إن انتهت السنة الأولى من عمر مطعم راشد الشعبي حتى كان معروفاً في دبي كلها ، جودة طبخه جلبت له
زبائن من الشارقة وعجمان ، وسع محله وزادت القدور و المواقد في العدد والحجم ، يعمل معه الآن عشرة عمال
و مساعدين ، في البداية اقترض سجائر من مساعدية أما الآن فعلبة المارلبورو لا تكاد تغادر جيب دشداشته الأمامي ، بدأ يشرب بيرة مع بعض أصدقائه ، ليلة الخميس عندما يدخل البيت لا بد أن يكون منتشياً من البيرة ويغني بصوت عال ، أصبحت عمته ترد على كثير من المكالمات التليفونية الأنثوية التي تطلب راشد :
- لا يا ابنتي ، لا يا حبيبتي ، راشد غير موجود في البيت ، راشد في المطعم ، يرجع إلى البيت فسي الساعة العاشرة .
أصبح دخله وافراً ، والده ما زال غاضباً عليه ولكن درجة ذلك الغضب كانت تنقص تدريجياً مع زيادة الدخل .

تمت

فتى دبي غير متصل قديم 16-06-2004 , 03:56 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.