السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ونكمل معاً الجزء الثالث والأخير من حوار عبدالله بن آدم مع الشيطان الرجيم والعياذ بالله منه :-
فقلت : كيف تضل التجار ؟
قال : بالربا في المعاملات ، ومنع الصدقات ، والإسراف في النفقات .
فقلت : فكيف تضل الشباب ؟
قال : بالغزل والهيام ، والعشق والغرام ، والإستخفاف بالأحكام ، وفعل الحرام .
فقلت : فما رأيك في إسرائيل ؟
قال : إياك والغيبة ، فإنها مصيبة ، وإسرائيل دولةٌ حبيبة ، ومن القلب قريبة .
فقلت : فالجاحظ ؟
قال : الرجل بين بين ، أمره لا يستبين ، كما في البيان والتبيين .
فقلت : فأبونواس ؟
قال : على العين وعلى الرأس ، ولنا من شعره إقتباس .
فقلت : فأهل الحداثة ؟
قال : أخذوا علمهم منا بالوراثة .
فقلت : فالعلمانية ؟
قال : إيماننا علماني ، وهم أهل الدجل والأماني ، ومن سماهم فقد سماني .
فقلت : فما تقول في واشنطن ؟
قال : خطيبي فيها يرطن ، وجيشي بها يقطن ، وهي لي موطن .
فقلت : فما رأيك في الدعاة ؟
قال : عذبوني وأتعبوني وبهدلوني وشيبوني ، يهدمون ما بنيت ، ويقرءون إذا غنيت ، ويستعيذون إذا أتيت .
فقلت : فما تقول في الصحف ؟
قال : نضيع بها أوقات الخلف ، ونذهب بها أعمار أهل الترف ، ونأخذ بها الأموال مع الأسف .
فقلت : فما تقول في هيئة الإذاعة البريطانية ؟
قال : ندخل بها السم في الدسم ، ونقاتل بها بين العرب والعجم ، ونثني بها على المظلوم ومن ظلم .
فقلت : فما فعلت بالغراب ؟
قال : سلطته على أخيه فقتله ودفنه في التراب ، حتى غاب .
فقلت : فما فعلت بقارون ؟
قال : قلت له أحفظ اكنوز يابن العجوز ، لتفوز ، فأنت أحد الرموز .
فقلت : فماذا قلت لفرعون ؟
قال : قلت له ياعظيم القصر ، قل أليس لي ملك مصر ، فسوف يأتيك النصر .
فقلت : فماذا قلت لشارب الخمر ؟
قلت له أشرب بنت الكروم ، فإنها تذهب الهموم ، وتزيل الغموم ، وباب التوبة معلوم .
فقلت : فماذا يقتلك ؟
قال : آية الكرسي ، منها تضيق أنفاسي ، ويطول حبسي ، وفي كل بلاءٍ أمسي .
فقلت : فمن أحب الناس إليك ؟
قال : المغنون والشعراء الغاوون ، وأهل المعاصي والمجون ، وكل خبيثٍ مفتون .
فقلت : فمن أبغض الناس إليك ؟
قال : أهل المساجد ، وكل راكعِ وساجد ، وزاهدٍ وعابد ، وكل مجاهد .
فقلت : أعوذ بالله منك ، فأختفى وغاب ، وكأنما ساخ في التراب ، وهذا جزاء الكذاب .
=======
وأنتهى الحوار الشيق الذي أتحفنا به فضيلة الشيخ الداعية عائض بن عبدالله القرني من خلال كتابه ( مقامات عائض القرني ) الذي صدر من مكتبة الصحابة في الشارقة .
والله اسأل أن يجزيه عنا خيرا وأن ينصره حيثما كان إلى أن يلقى الله بقلبٍ سليم .
وأسأل الله أن نكون قد خرجنا من هذا الحوار بشيءٍ من الفوائد التي قد تكون لنا عوناً في الوقوف في وجه الشيطان وأعوانه والعياذ بالله منهم ، وأعتذر لكم على تقسيم الحوار على ثلاث حوارات مستقلة ولكن يعلم الله كان القصد من ذلك التخفيف عليكم حتى لا تملوا حفظكم الله ورعاكم .
الحوار الأول :-
http://www.swalif.net/sforum1/showt...?threadid=94356
الحوار الثاني :-
http://www.swalif.net/sforum1/showt...?threadid=95223
أخوكم
صدى الحق