الحلقة الخامسة عشرة
= =
قال الإمام رحمه الله :

** سبحان من أعطى ومنع ، ولا يُقال : لمَ صنع ؟
** كيف تتقى نبال القدر ، والقلب بين أصبعين ؟!

** لابد واللهِ من نفوذ القضاء ، فاجنح للسلم !
** كانَ إبليس كالبلدة العامرة ، فوقعت فيها صاعقة الطرد ،
فأُُهلِك أهلها ( وتلك بيوتهم خاوية ) .

** كن على حذر من تحول الحال .
** لما تمكنتْ معرفة عمر ، بتقليب القلوب :
لعب القلق بقلبه خوفاً من قلبه !

** كم مشارفٍ بسفينةِ عمله ، على شاطئ النجاةِ ،
ضربها خرقُ الخذلانِ ، فغرقتْ !

** أي تصرفٍ لك في قلبكَ ، وهو بين أصبعين ؟

** كم سكن قبلك في هذه الدار ، فحام الموت حول حماهم ودار !

** واللهِ ما بيعُ أخوة يوسف يوسف ، بثمن بخسٍ ،
بأعجب من بيعكَ نفسك بمعصية ساعة ؟؟

الحلقة السادسة عشرة
= = = = = =
قال الشيخ رحمه الله :
- - - - - - - -
** نُثرَ الدرُ لديك ، وما تنتقي ! وقربتْ المراقي إليك ، وما ترتقي !

** واعجباً لنفاسةِ نفس ، رُفعتْ بسجود الملكِ لها ،
كيف نزلت بالخساسة ، حتى زاحمت الكلاب ، على مزابل الذل !؟

** جسدك كالناقة يحمل راكب القلب ، فلا تجعل القلب مستخدما في علف الراحلة
** تالله إن جوهر معناك يتظلم من سوء فعلك ..

** إلى متى يمتد ليل الغفلة ، ؟ متى تأتي تباشير الصباح ؟

** لما سبق الاختيار لأقوام في القدم ، جُذبوا بعد الزلق في هوة الهوى ،
إلى نجوة النجاة .

** يا عمر ! كيف كانت حالك ؟ قال : كنت مشغولاً بهبل ، فسمعت هتاف :
( ففروا إلى الله ) فعرجت على المنادي ..

** يا فضيل من أنت ؟ قال : أُخِذت من قطع الطريق ، فأّخَذتُ في قطع الطريق

** يا عتبة الغلام من أنت ؟ قال : كنت عبد الهوى ،فحضرت مجلس عبد الواحد
، فصرت عبداً للواحد !

** من دق صراط ورعه عن الشبهات ، عرُضَ الصراط له يوم الجواز .

الحلقة السابعة عشرة
= = = ==
قال الشيخ رحمه الله :

** يا طفلاً في حجر العادة ، محصوراً بقماط الهوى ، مالك ومزاحمة الرجال ؟
تمسكت بالدنيا تمسك المرضع بالظئر !

** مالك يا هذا والمحبة ، وأنت أسير حبة !؟

** كم بينك وبينهم ، أتدري أين هم ؟؟

** سار القوم ورجعت ، ووصلوا وانقطعت ، وذهبوا وبقيت ، فإن لم تلحقهم شقيت ..

** يا من كلما استقام عثر ، يا من كلما تقرب أُبعد ،
استروح إلى دوام البكاء ، وصح بصوت القلق ، على باب دار الأسف ، فلعل ...

** يا هذا ، من اجتهد وجدّ ، وجدْ ، وليس من سهر ، كمن رقد .
** الفضائل تحتاج إلى وثبة أسد ..

** كيف ينال الفضائل مستريح البدن ؟؟ سلع المعالي غاليات الثمن !

** يا هذا ، أوقد مصباح الفكر في بيت العلم ، تلح لك الأعلام .

** من سد ثغور الهوى بجند الجد ، ملأ عين راحته من نوم الطمأنينة .

الحلقة الثامنة عشرة
= = = ==
قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = =
** لله در أقوام تأملوا الوجود، ففهموا المقصود ، فالناس في رقادهم ، وهم في جمع زادهم ..
** احذر أن تكون أعمالك ، أعمى لك ، وأفعالك ، كالأفعى لك !

** لو كان لك باعث من نفسك ، لما احتجت إلى محرك من خارج !
** هذا الديك يصيح في أوقات معلومة من الليل ، يؤدي وظائفها بباعث من الطبع ،
وإن لم يكن في القرية ديك غيره ، وأنت تؤخر وظائف صلواتك ، وتنقص من واجبات عباداتك !؟

** هيهات ! من لم يكن له من نفسه واعظ ، لم تنفعه المواعظ !
** كم من نفس دخلت مجلسي ، وهي حامل جنين الإصرار ،
فلما استنشقت ريح المواعظ أسقطت !

** يا صبيان التوبة ، للنفس حظ ، وعليها حق ( فلا تميلوا كل الميل )
خذوا ما لها ، واستوفوا ما عليها ( وزنوا بالقسطاس المستقيم ) ..

** يا صبيان التوبة ! إن رأيتم من النفوس فتوراً فاضربوهن بسوط الهجر
( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ) .. على أني أوصي صبيان التوبة بالرفق ..

** ما طاب عيشٌ ، الموت آخره ، وحديث الأمل كذاب ،
وفي طريق الهوى عذاب ، وآخر المعاصي عقاب ..
- - - - - -

الحلقة التاسعة عشرة

= = = ==
قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = =

** كيف تطيب الدنيا لمن لا يأمن الموت ساعة !؟
** إذا كان عمرك في إدبار ، والموت في إقبال ، فما اسرع الملتقى !؟

** يا ماشيا في ظلمة ليل الهوى ، لو استضأت بمصباح الفكر ...
** الشهوات مبثوثة في طريق المتقين ، وما يسلم من شرها شَرِه .

** الأولياء في حرم التقوى ( ويتخطف الناس من حولهم ) !

** الدنيا مثل منام ، والعيش فيها كالأحلام ..

** قيل لنوح عليه السلام : يا أطول الناس عمراً كيف وجدت الدنيا ؟
قال : كدار ذات بابين ، دخلت من باب وخرجت من باب !

** يا ثقيل النوم أما تنبهك المزعجات !؟ الجنة فوقك تزخرف ،
والنار تحتك توقد ، والقبر إلى جانبك يُحفر ، وربما يكون كفنك قد غزل !

** يا حاضراً يرى التائبين وهو في عداد الغائبين !؟
** تلمح عواقب الهوى ، يهن عليك الترك .

** تفكر في حال يوسف ، لو كان زل ، من كان يكون ؟!
هل كانت إلا لذة لحظة ، وحسرة الأبد ؟

الحلقة العشــــرون
= = = = = = = =
قال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = =

** يا هذا ! احسب صبر يومك ، ساعة نومك ، تحظ في غدك برغدك .

** آهٍ من حلاوة لقم ، أورثت نقم !

** واعجباً ! أغرتك حبة فخ !

** تأمل العاقبة لا يحصل إلا لناقد بصير .

** من تلمح إذا تلا ( وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات ) وعرف قدر مدح ( فأتمهن )
علم أنه لم يبق في فيه شيء من مرارة ( وإذ ابتلى ) !

** افتح عين الفكر ، تر العَلَم لائحاً ..

** احذر بئر الغفلة ، فكمم غالَ سائحاً ! وتوقَ بحر الجهل ، فكم أغرق سابحاً !

** يا معدوماً في الأمس ، فانياً في الغد ، عاجزاً في الحال ، من أنت حتى تغتر؟؟

** يا من طال زلله وتعثيره ، تفكر في عمر قد مضى كثيره ...

** ايها القاعد عن أعالي المعالي ، سبق الأبطال ، والبطال ما يبالي !

= =

الحلقة الحادية و العشــــرون.
= = = = = = = = =
وقال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = =

** ويحك ! إنما يكون الجهاد بين الأمثال ، ولذلك منع من قتل النساء ،
فأي قدر للدنيا ، حتى يحتاج قلبك إلى محاربة لها !

** أما علمت أن شهواتها جيف ملقاة ، أفيحسن بباشق الملك ،
أن يطير عن كفه إلى ميتة !؟

** مهلاً ( لا تمدن عينيك ) لو علمت أن لذة قهر الهوى ، أطيب من نيله ، لما غلبك ..

** أما ترى الهرة ، تتلاعب بالفارة ولا تقتلها ، ليبين أثر اقتدارها ، وربما تغافلت عنها ،
فتمعن الفارة في الهرب ، فتثب عليها وتتداركها ولا تقتلها ،إيثاراً للذة القهر ، على لذة الأكل !

** من ذبح حنجرة الطمع ، بخنجر اليأس ، اعتق القلب من أسر الرق .
** من ردم خندق الحرص ، بسكر القناعة ، ظفر بكيمياء السعادة .

** من تدرع بدرع الصدق ، على بدن الصبر ، هزم عسكر الباطل .
** من حصد عشب الذنوب بمنجل الورع ، طابت له روضة الاستقامة .

** من قطع فضول الكلام ، بشفرة الصمت ، وجد عذوبة الراحة في القلب .
** من ركب مركب الحذر ، مرت به رخاء الهدى ، إلى رجاء النجاة .

** من أرسى على ساحل الخوف ، لاحت له بلاد الأمن .

الحلقة الثانية والعشرون

وقال الشيخ رحمه الله :
= = = = = = = = =

1** ألا عزمة عمرية ، ألا هجرة سلمانية ....
2** جاء وكله كدر ، فما دنا من الصفاء صفا .

3** كان ماء قلبه لما جنى ، ملحاً آجناً ، فلما تلقاه النذير بالعذاب ، عذب !
يكونُ أجاجاً دونكم فإذا انتهى ** إليكمُ تلقى طيبكم فيطيبُ

4** سقم قلب سلمان من معاناة أمراض المجوس ، فخرج إلى أودية الأدوية ، [ طلبا للشفاء فشفي ! ]

5** واعجباً ! نيتك في الخير ، نية ! ، لو أنضجتها نيران خوف أو شوق ، لانتفعت بها
6** غمض عينيك على الدواء ، يعمل ! ، وافتحها لرؤية الهدى ، تبصر .

7** حجر المعصية تطحطح إناء القلب ..

8** يا من عزمه في الإنابة جزر بلا مد ! ، لذا وقفت سفينة نجاتك !

9** لو طلعت شمس العزيمة ، في نهار اليقظة ، لانبث عالم النشاط في صحراء المجاهدة .

10** واعجباً لنفس تُدعى إلى الهدى فتأبى ، ثم ترى خطأها بعين الهوى صوابا !

الحلقة الثالثة والعشرون

وقال الشيخ ورحمه الله :
= = = = = = = = = = =

1** لله در أقوام تأملوا غيها [ الدنيا ] ، وما زالوا حتى رأوا عيبها ..

2** نزلوا من الدنيا منزلة الأضياف ، أخذوا الزاد ، وقالوا : ما زاد إسراف !

3** سكروا من مناجاة الكريم ، لا من بنات الكروم ، أصبحت عليهم آثار الحبيب ، والطيب نموم ، هذه سلع الأسحار ...

4** اين قلبك الغائب ... جسمك في أرض العراق ، وقلبك في أرض الروم ؟

5**مهر طبعك ما ريض ، إهاب البشرية ما دبغ ، في عين البصيرة عشا ،

6** عرائس الموجودات ترفل في حلل مختلفة الصنعة والصبغة والصيغة ...

7** واعجبا لك ! لو دخلت بيت ملك ، لم تزل تتعجب من رقوش نقوشه ، فارفع بصر التفكر ، واخفض عين البصيرة ، فهل أحسن من هذا الكون ؟؟

8** الهوى وثن ينصب في جاهلية الشباب ، فإن صح إسلام العزم ، جعل أصنام الشهوات جذاذا .!

9** يا معاشر الشباب ، زيدوا في سلاسل الهوى ، فإن شيطان الهوى مارد !
زنوا حلوى المشتهى بمر العقاب ، يبين لكم التفاوت .!

10** إلى متى يقودكم الهوى ؟ إلى متى تستعبدكم الدنيا ؟؟

كم اصطبارٌ على ضيم ومنقصةٍ ** وكم على الذل إقرارٌ وإذعانُ
ثوروا لها ولتهن فيها نفوسكمُ ** إن المناقبَ للأرواح أثمانُ

الحلقة الرابعة والعشرون

وقال الشيخ ورحمه الله :
= = = = = = = = = = =


1** أخواني ، انبعاث الجوارح في العمل ، دليل على قوة العلم بالأجر .
فإن حصل تسليم النفوس في الجهاد إلى القتل ، كان النهاية في كمال اليقين ،
فإذا وقع الفرح بأسباب التلف ، دل ذلك على كمال المحبة .

2** اسمع يا لا يحارب الهوى ولا ساعة ، فلو فاتتك الغنائم وحدها ، قرب الأمر ...
[ يعني : ولكن الأمر أبعد من ذلك ]

3** عجباً لراحل عن قليل ، غافل عن زاد الرحيل ..

4** خرج المريد الصادق من ديار الهوى ، إلى بادية الطلب ، فجَن عليه ليل التحير فجُن ،
فإذا نار القِرى تلوح ، ..[ فشمر إليها ]

5** كرب المحب بالنهار ، يشتد لمزاحمة رقباء المخالطة ، فإذا هبت نسيم السحر ، وجد روحه ....

شكونا إلى أحبابنا طول ليلنا ** فقالوا لنا : ما إقصر الليل عندنا !


6** دموع الخائفين يحبسها بالنهار ، مراقبة الخلق ، فإذا جن الليل انفتح سكر [سد] الدموع
( فسالت أودية بقدرها ) ..

7** أرواح الأسحار أقوات الأرواح .

8** كانت بردة العابدة تنادي في جوف الليل : غارت النجوم ، ونامت العيون ، وخلا كل حبيب بحبيبه ،
وقد خلوت بك يا خير محبوب ، أفتراك تعذبني وحبك ملء قلبي ...

9** أخواني ، من تفكر في ذنوبه بكى ، ومن تلمح سير السابقين وانقطاعه شكا ،
ولا أقلق القلب مثل الحزن ولا نكا .

10** أخواني ، تفكروا في ذنب ابيكم ، ونزوله بالزلل ....

جاء إبليس يطمعه في الملك ، فلما خرج إلى الطمع ، خرج .. [ يعني من الجنة ]

... وكان يقول لولده : يا بني طال والله حزني على دار أخرجت منها ، فلو رأيتها ، زهقت نفسك .

= = =