السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سفر الآخرة - الذي نواجهه ولا مجال بأي وجه للهروب منه - أولى بالزاد وأحق .
عن ابي ذر الغفاري رضوان الله عليه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم قال :- لو أن أحدكم أراد سفراً لأتخذ فيه من الزاد ما يصلحه ، لسفر يوم القيامة ، أما تريدون فيه ما يصلحكم ؟؟ فقام إليه رجل فقال : أرشدنا فقال :-
صم يوماً شديد الحر للنشور ، وحج حجة لعظائم الأمور ، وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور .
وحيث أن سفر الآخرة بعيد ومهوّل وفي طريقه منازل ( محطات ) صعبة وعقبات شديدة وأماكن وعرة
فهو بحاجة إلى زاد كثير وهو أمر يجب أن لايغفل الإنسان عنه لحظة واحدة ، وأن يبقى يفكر به ليل نهار .
(( تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل وأقلوا العرجة على الدنيا وانقلبوا بصالح ما بحضرتكم من الزاد ، فإن امامكم عقبة كؤوداً ومنازل مخوفة مهولة لا بد من الورود عليها والوقوف عندها ......))
المنزل الأول لهذا السفر هو
الموت!!!
ولهذا المنزل عقبات كؤود ومراحل صعبة نشير إلى عقبتين منها :-
* العقبة الأولى : سكرات الموت وشدة نزع الروح
{{ وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد }} ق-19
وهذه العقبة صعبة جداً تتوالى الشدائد والصعوبات فيها على المحتضر من كل جانب .. شدة المرض والألم وانعقاد اللسان وزوال القوى من الجسد من جهة .. وبكاء الأهل والعيال ووداعهم له وغم أطفاله ويتمهم وفقدهم الملاذ .. من جهة أخرى ، ومن جهة ثالثة غم الإنفصال عن ماله ومنزله وأملاكه ومدخراته وممتلكاته النفيسة التي صرف عمره العزيز من أجلها حتى حصل عليها بمختلف الوسائل .. بل غالباً ما يكون الكثير من ذلك من أموال الناس تملكّها بالظلم والغصب .. وما اكثر الحقوق التي وجب عليه دفعها مقابل تملكه تلك الأموال ولم يدفعها إنه الآن مدرك لفساد عمله .. ولكن بعد فوات الآوان وسد طريق إصلاح ما أفسده ...
=============
يا منفق العمر في عصيان خالقه .. افق
فإنك من خمر الهوىىىىىى ثمل
تعصيه لا انت في عصيانه وجل
من العقاب ولا انت من مننه خجل
أنفاس نفسك أثمان الجنان فلا
تشري به لهباً في الحشر يشتعل
========>>>>> يتبع