العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > سوالف الأدب والثقافة > قسم الكـــــــــــتـــــاب > «دونكيخوته»
المشاركة في الموضوع
أبو يحى أبو يحى غير متصل    
عضو نشيط جداً  
المشاركات: 361
#1  
«دونكيخوته»
جان كانافاجيو، مؤلف هذا الكتاب، مختص بسرفانتس وأعماله. وكان قدم كتابا عن «سيرة حياة سرفانتس»، ثم أشرف عام 2001 على نشر «الأعمال الروائية» لسرفانتس في مجموعة «بلياد» الشهيرة التي «تخلد» أولئك الذين تنشر أعمالهم العاملة وهي تضم أكبر ادباء ومفكري العالم منذ القديم حتى اليوم.


هذا الكتاب الجديد يؤرخ «سيرة حياة» دونكيخوته ـ دونكيشوت كما يكتب البعض ـ أي لبطل رواية سرفانتس التي تحمل هذا العنوان والتي صدرت قبل أربعة قرون (في عام 1505). و«دونكيخوته، هو أحد تلك الشخصيات الروائية والأدبية التي أصبحت «شخصيات» في الواقع من أمثال «سكارليت أوهارا» في رواية ذهب مع الريح لمارغريت ميتشل او ارباغان» بطل مسرحية البخيل لموليير،


حيث ان الاسم نفسه دخل في قاموس اللغة الفرنسية للدلالة على الشخص البخيل «دونكيخوته» خرج من قريته الصغيرة قبل أربعة قرون في «حملة» لمحاربة «طواحين الهواء» واستطاع ان يغزو العالم كله.. مثل «الاسكندر الأكبر» الذي انطلق من مقدونيا من اجل تحقيق حلمه بتوسيع حدود مملكته حتى تشمل حدود الدنيا..


واذا كان الاسكندر مصحوبا بجيشه الجرار الذي اثبت كفاءة قتالية نادرة، فإن دونكيخوته لم يكن مصحوبا سوى بصديقه». على ظهر حمار لكنهما استطاعا معا ان يخترقا كل الحدود، والأهم ان يخترقا القرون المتتالية لمشروعهما «الكوني».. اذ يتفق الجميع على أن «دونكيخوته» لا يزال بطلا من عصرنا.. ولكن مع فارق كبير ومهم يؤكد على مؤلف هذا الكتاب، وهو ان حكايتهما «ظلت مصدر سرور وفرح لقرائها حتى القرن السابع عشر لتأخذ بعد ذلك بعدا جديا.


هذا ما عبّر عنه الفيلسوف الكبير فريدريك نيتشه في عمله الذي يحمل عنوان «شجرة نسب الاخلاق» عندما كتب: «اننا نقرأ اليوم دونكيخوته وطعم من المرارة يملأ فمنا، بل وطعم التعذيب تقريبا، ولا شك بأن المؤلف ومعاصريه سيرون ذلك غريبا بل وغير مفهوم. لانهم كانوا يقرأونه بأصفى ضمير في العالم باعتباره الكتاب الاكثر مرحا والذي يجعلهم يموتون من الضحك». ولعل الميزة الاساسية التي تمتع بها كتاب «دونكيخوته» تتمثل في كونه انه لم يكن قابلا للتصنيف في أي نوع أدبي سابق.


يقول جان كانافاجيو: «انه عمل لا يمكن تصنيفه، انها محاولة خارج كل المقاييس، وبالتالي لا يمكن اختزالها الى الفئات التي قال بها ارسطو ولمعاييره الشعرية، وهو عمل غريب عن التراتبية التقليدية للأنواع الأدبية. لكن هذا العمل الذي لم يراع مؤلفه أية تقاليد سابقة، بحيث انه أصبح «مدرسة» جديدة قائمة بذاتها..


وهكذا من عام 1506، أي بعد عام فقط من صدور «دونكيخوته دولاماتشا»، وحيث اخرج مؤلفه «غلين دوناسترو» بطل «سرفانتس» من مغامراته في القفار والفيافي كي يعيده الى البلاط والى خشبة المسرح. ويشير المؤلف في هذا السياق الى العديد من الاعمال اللاحقة التي استوحت موضوعها واجواءها من ذلك الفارس التائه.. وكان قد تم طبع الكتاب اثنتي عشرة مرة، وبآلاف النسخ، ما بين صدور الجزء الأول من مغامرات «دونكيخوته» عام 1505 والجزء الثاني من عام 1615..


وبالطبع تمت ترجمته سريعا الى العديد من اللغات الأوروبية أولا.. وفي مقدمتها اللغة الانجليزية عام 1612 بالنسبة للجزء الأول وعام 1620 بالنسبة للجزء الثاني.. والى اللغة الفرنسية عام 1614 بالنسبة للجزء الأول وعام 1618 بالنسبة للجزء الثاني.. وكانت ترجمته للغة الايطالية بجزئيه عام 1622 ثم الالمانية عام 1648 وبعد ذلك للغات الهولندية الدنماركية ثم اللغة الروسية عام 1791 وقبلها للغة البولندية عام 1784.


وضمن سياق الحديث نفسه عن انتشار «ظاهرة» دونكيخوته»، التي طغى فيها البطل على المؤلف نفسه، ثم نقل العمل الى المسرح، حيث تم تقديمه على العديد من المسارح في أوروبا كلها وحسب العديد من الرؤى التي اعطته احيانا اللون المحلي.. وجعل العديد من الرسامين من «دونكيخوته» نموذجا لهم، وذلك على مدى القرون التي اعقبت صدور الكتاب. ولم يبق كبار الادباء، وعلى رأسهم وليم شكسبير، بعيدين عن التطرق لمسألة «الدونكيخوتية»،


كما تعرض لها فلاسفة عصر التنوير في القرن الثامن عشر ثم الى الفترات اللاحقة، وحيث ركز نيتشه مثلا على «المذاق المر» لهذا العمل «الضاحك» كما هو معروف عنه عامة، وبكل الحالات كانت هناك عمليات اعادة تقييم تبعا للحقب وتبعا للذهنيات السائدة ونظرتها لـ «الدونكيخوتية».


وفي أحد الفصول الأخيرة من الكتاب يبحث المؤلف في مدى «حضوره، فارس سرفانتس، في القرن العشرين، حيث نرى ملامح «دونكيخوته» في لوحات الفنان الكبير بابلو بيكاسو، كذلك غزا الشاشة السينمائية في العديد من الاعمال وذلك كـ «بطل» في افلام السينما الصامتة ثم السينما الناطقة..


هذا ناهيك عن حضوره «المسرحي» الكثيف وعن الطبعات المتكررة للكتاب الى درجة يمكن معها القول بأنه احد اكبر الكتب انتشارا في التاريخ الانساني كله وبالاضافة الى هذا كله لا يزال البعض يقوم بترجمته «من جديد» حتى اليوم. في المحصلة يمكن القول بأن «دونكيخوته» هو بطل من عصرنا.. بل ويسكن جلد كل اولئك الذين يصرون على محاربة طواحين الهواء..


ومن الكتاب الى الاسطورة.. وإلى الواقع.


الكتاب: دونكيخوته


من الكتاب الى الأسطورة


الناشر: فايار ـ باريس 2005


الصفحات: 346 صفحة من القطع المتوسط



DON QUICHOTTE




DU LIVRE AU MYTHE




JEAN CANAVAGGIO




FAYARD-PARIS 2005

أبو يحى غير متصل قديم 29-04-2005 , 10:12 PM    الرد مع إقتباس
shahnaz shahnaz غير متصل    
مبدع فائق التميز  
المشاركات: 5,561
#2  


::
::

السلام عليكم و رحمة الله وبركاته

مما أوردت عن كتاب ..

«سيرة حياة» دونكيخوته ـ دونكيشوت

يشجع لمطالعته ..

فشكرا لك .. aboasim ..

::
::


shahnaz غير متصل قديم 02-05-2005 , 01:59 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML غير متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.