العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالـف الـسـيـاسـيـة > حقوق قهر الإنسان
المشاركة في الموضوع
USAMA LADEN USAMA LADEN غير متصل    
منع من الكتابة  
المشاركات: 995
#1  
حقوق قهر الإنسان
حقوق قهر الإنسان

المؤلف: د. أحمد محمود السيد

تستطيع أن تتحدث عن حق وتقصده بصدق، وعن حرية الشعوب، أو حرية الفكر في ترابط مع مصالح المجتمع المعتبرة وحركته المستقبلية ، وقد تتحدث فقط عن حريتك أنت وحدك، أو حرية استثمار أموالك دون اعتبار لمصلحة المجتمع أو حقوق الآخرين. وفي هذا يقول القاضي الأمريكي الشهير ( أوليفر وندل هولمز ) – تطبيقا لمذهب الفكر الأمريكي البرجماتي الواقعي الاجتماعي- " الحق يملكه الشعب القادر على قهر الشعوب الأخرى".

من هذا المنطلق نستطيع أن نتفهم موقف أمريكا من حقوق الإنسان الأمريكي وحقوق الإنسان في العراق، فهم يتحدثون الآن عن إعداد مشروع للتنازل عن الديون المستحقة على العراق، بينما العراقيون أصحاب حقوق ولهم حق في التعويض ممن غزاهم واعتدى عليهم ودمر مجتمعهم واستغل مواردهم فمتى يحصلون على حقوقهم؟ .. تدمير البنية التحتية للشعب العراقي، من يدفع ثمنها ؟ أين حق الشعب العراقي مما فعله فيه الطغيان الأمريكي ؟

على الأرض العراقية تحارب مجموعة شركات أمن تضم مرتزقة وقتلة، وهى مكلفة بتنفيذ الأعمال التي لو نفذها جيش لاتهم بجرائم حرب، لأن الذي ينفذها شركات لا تستطيع أن تثبت عليها الجريمة ولا تخضع لجرائم الحرب النظامية ، وهذه الشركات متعاقدة مع الحكومة الأمريكية – ونصوص العقود موجودة في كتاب ( المياه السوداء ) - ومهمتها كما جاء في هذه العقود هي سلب الشعب العراقي العافية وجعله منهكا. وهذه الشركات مسلحة تسليحا متقدما إن لم يكن أكثر تقدما من تسليح الجيوش الغازية للعراق. إذن نحن أمام منظومة للإبادة ضد الجنس البشري ويتمثل نموذجها في العراق عن طريق قتل الشعب بكامله على مراحل تبدأ بتجريده من كل وسائل الدفاع عن نفسه- ثم تشويهه وتبشيعه وتجريد أعماله من المشروعية – إلى تجريده من أسباب العافية والصحة ( من أسباب الحياة لمن لم يفقد الصحة ومن أسباب الصحة لمن لا يزال يتنفس ).

لقد دافع الغربيون عن "حقهم" في قهر الإنسان باستخدام وسائل التبرير المختلفة من بدايات الاستعمار وحتى آخر مستعمر دنست أقدامه أرضنا ، ومن هنا تأتي دائما مسألة التبرير وإن لم نقل إضفاء المشروعية عن أفعال القتل والتشويه واجتياح الشعوب ، وهذا أمر ليس جديدا على المستعمرين ، فمنذ وقت الهجمة البريطانية في عصر الملكة إليزابيث الأولى – كان الأمر دائما - بحسب السياسة المعلنة – هو إخفاء اغتصاب إرادة الدول واستغلال ثرواتها الطبيعية وسرقة مواردها ، فقد كان ( جلاد ستون ) على سبيل المثال يقول :" نحن علينا واجب إنساني تجاه مدنية هذه الشعوب الحقيرة الجاهلة البربرية "، وقد جاء بوش يبشر بالحرية والديمقراطية والرخاء وإعادة التعمير وهو لا يحمل إلا الموت والخراب والتدمير. يضاف إلى ذلك مذهب هام جدا في الفكر السياسي الغربي وهو تشويه المراد الإطاحة بهم وتبديد أصولهم واعتبارهم مصدرا للرعب أي اغتيالهم معنويا قبل اجتياحهم عسكريا، وإعطاء الذات التبرير والمنطق لسرقتهم وقتلهم ، فهم في عرفهم برابرة غوغاء وبالتالي لا حقوق إنسان لهم، ولا أرواح إنسانية سامية لهم، إن هم إلا وحوش يجب أن تروض أو تقتل ولا يجوز أن تنفق عليهم من المشاعر ما ينفقونه على بعضهم البعض، شئ شبيه بعلاقة البيض بالسود في أمريكا قديما، وشبيه بنفس العلاقة بينهم في جنوب أفريقيا قبل سقوط الحكومة العنصرية وتقلد (مانديلا) الحكم .

لقد فعل اليهود الأفاعيل من أجل المطالبة بحقوق الذين قتلوا وعذبوا في أفران النازي

ثم تم لهم ما أرادوا وأخذوا تعويض مدى الحياة من ألمانيا باعتباره حقا من حقوق اليهود أخذوه بأثر رجعي منذ الحرب العالمية الثانية، فقد كان هتلر يدافع عن "حقه" في قهر اليهود على أساس أنهم أصل كل بلاء.

إن المطالبة بحق العراقيين في التعويض عن كل ما أحدثه الغزو الأمريكي من أضرار تجاههم لهو عمل يستحق العناء وأقل الواجبات التي يجب أن تقوم بها الحكومات العربية والإسلامية في المحافل الدولية والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية جنبا إلى جنب مع المطالبة بالانسحاب، وإقرار مشروعية المقاومة، فعلى الرغم من أن العرب ( ظاهرة صوتية) – كما عرفهم الإسرائيليون – إلا أنهم لم يسمع لهم صوت ولا همس حتى في هذه المسألة. إن مطالبة أمريكا وحلف الناتو بحقوق التعويض عن الأضرار التي لحقت بالشعب العراقي يجب ألا تتحول إلى استنكار وشجب كلامي فقط بل حرب إعلامية وتنسيق دولي يجمع كل من يؤيد هذه المطالب لتشكل كتلة دولية تظل في صراع دائم من أجل تكثيف الضغط لنصل إلى اعتراف بهذا الحق أو على الأقل إدانة دولية تمثل أرضية بعد ذلك للتفاوض حولها. إن أقل ما يمكن أن تحققه هذه الدعوة هى محاولة التأثير على المواطن الأمريكي وإشعاره بالذنب الأخلاقي والإنساني تجاه شعبنا المحتل من ناحية ومن ناحية أخرى كسر السيطرة الإعلامية والنفسية التي تفرضها- بنجاح- الإدارة الأمريكية بكل أنظمتها وأجهزتها والتي توحي للقارئ والمواطن والشاهد وصاحب الرأي عندها في الميزانيات والقرارات السياسية هناك بأن قتلنا وإبادتنا هو أمر لايشكل على الإطلاق عبئا أخلاقيا أو نفسيا على متخذ القرار الأمريكي ولا على عموم الشعب الذي يحكمه متخذ القرار، قرار الغزو والإبادة والقتل ، وبالتالي يقبلون تبرير ما يقوم به قادتهم من غزوات وحروب عسكرية وثقافية وإعلامية تجاهنا. من هنا يجب علينا أن نفضح أعمال هؤلاء ونعريهم أمام شعوبهم ، نريد أن نرد تهمة الإرهاب التي تحاصرنا بها أمريكا ونوجه لها تهمة الاغتصاب والقتل والتدمير وأكل ثروات شعبنا بالباطل.

إن هذه الحرب المعنوية لا تقل مطلقا عن الحرب العسكرية والمقاومة المسلحة بحال من الأحوال، بل إنهما يقفان معا يعضدان من قوة الصمود ويدفعان عربة التحرر إلى الأمام. في ظل إيماننا بأن الله ينصرنا إذا نصرناه سبحانه وتعالى وبأن النصر مع الصبر وبأن الكًَرَة ستكون على الظالمين، كما ورد في الآية الكريمة: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

USAMA LADEN غير متصل قديم 09-07-2007 , 12:14 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.