العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالـف الـسـيـاسـيـة > السر الكامن خلف التوافق الإيراني الأمريكي الطارئ / سعود المعيقلي
المشاركة في الموضوع
USAMA LADEN USAMA LADEN غير متصل    
منع من الكتابة  
المشاركات: 995
#1  
السر الكامن خلف التوافق الإيراني الأمريكي الطارئ / سعود المعيقلي
العصر / نجاح أية مفاوضات تجري بين دولتين، يعتمد بعد توفر الإرادة والإصرار لدى الطرفين، على وجود أرضية مشتركة، يمكن أن تجمع بين طرفي التفاوض. وكلما زادت مساحة هذه الأرضية المشتركة، كلما زادت فرص النجاح، وكلما قلت مساحتها، كلما قلت فرص النجاح، وهكذا حتى تنعدم تماما فرص النجاح بانعدام هذه الأرضية المشتركة.

"الأمن في العراق"، كان بمثابة الأرضية المشتركة التي اتفق عليها الإيرانيون والأمريكيون، كي تُعقد تحت عنوانها محادثات الاثنين 28 مايو، والتي تعتبر الأولى من نوعها بين الصديقين اللدودين منذ أكثر من سبعة وعشرين عاما من حيث علانيتها، إذ لا أحد يعلم حقيقة ما كان يجري تحت الطاولة إلا الله عز وجل.

ومع أن الطرفين قد اجتهدا في إيجاد هذه الأرضية التي يعتبرانها مشتركة، إلا أن هناك أمرا مهما قد نسياه تماما كما يبدو، وهو أن ملكية هذه الأرضية المشتركة لم تعد حقيقة بيد أي منهما، لأن هناك طرفا ثالثا قد اختطفها، وأخذ يديرها بمهارة فائقة. فأفشل بذلك جميع المشاريع الأمريكية والإيرانية على أرض الرافدين. كما فرض (الطرف الثالث) أجندته الخاصة به على الأرض، فأصبح هو من يحدد حقيقة متى يكون السلم ومتى تكون الحرب.

من هنا يمكننا الحكم على أية مفاوضات تتعلق بأي شأن من شؤون العراق، ولا تضم هذا الطرف الثالث، الذي فرض نفسه كرقم صعب في المعادلة العراقية يصعب تجاوزه، بأنها فاشلة حتى قبل أن تبدأ، مهما بذل أطرافها من جهد لإنجاحها.

لذا نستطيع القول بأن هذه المفاوضات الأمريكية الإيرانية ستفشل بلا ريب. لأنها تجاوزت "المقاومة العراقية"، وتعاملت معها وكأنها مجهول ليس له أي دور يستحق الذكر، مع أنها (المقاومة العراقية) هي من يتحكم في مسار الأحداث. ولا أدل على ذلك من قتل عشرة جنود أمريكيين عشية المفاوضات، وكأنها رسالة من المقاومة تبين للمتفاوضين مدى عجزهم.

لقد صور الكثير من المحللين السياسيين في القنوات الإخبارية أو في الجرائد اليومية، دعوة أمريكا لإيران للتفاوض معها حول "أمن العراق"، بأنه استسلام أمريكي لإيران ولجوء إليها، علَها تجد لها مخرجا آمنا من العراق، يحفظ ماء وجهها أمام العالم كقوة عظمى وحيدة، على أن تعترف أمريكا بإيران كقوة نووية إقليمية، يكون لها الهيمنة على المنطقة من بعدها.

ومع احترامي لأصحاب مثل هذه الأطروحات، فإن هذا لا يمنعني من القول بأن هذا ينم عن سذاجة في التفكير. لأن مثل هذه التحاليل يعتبر تبسيطا لأمور معقدة جدا، إذ لابد أن يكون التحليل متناسبا مع الحدث. فلا يمكن أن نستنتج من حدث بسيط كطلب أمريكا التفاوض مع إيران حول أمن العراق، نتيجة كبيرة أو نهائية، كاستسلام أمريكا وتركها المنطقة لإيران بهذه البساطة.

ولكي نعطي هذا الحدث حقه دون إفراط أو تفريط، فإنه ينبغي لنا أن ننظر له من باب "اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضا يخلو لكم وجه أبيكم". أي كأن الإيرانيين والأمريكيين يقولون لبعضهم البعض "دعونا نتعاون سويا كي نتخلص من المقاومة العراقية التي عطلت مشاريعنا في المنطقة، وبعد أن تخلو الساحة تماما فلا يكون فيها غيرنا، يأتي دورنا نحن لنتصارع فيما بيننا سياسيا أو عسكريا حول مشاريعنا".

كيف يكون ذلك؟

الولايات المتحدة لديها مشروع كوني كبير يتمثل في سعيها للسيطرة على العالم كله، ولا يستقيم ذلك المشروع إلا بسيطرتها على منطقة الشرق الأوسط الإستراتيجية، التي تنتج 40% من نفط العالم، ولا تستطيع أن تبقي سيطرتها على الشرق الأوسط إذا ما فقدت السيطرة على العراق.

أكبر العوائق التي تحول دون تحقيق الولايات المتحدة لمشروعها هي المقاومة العراقية، وملف إيران النووي. وبما أن أمام إيران ـ حسب تصريحات محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة النووية ـ ثلاث إلى ثمان سنوات قبل أن تتمكن من إنتاج قنبلة نووية، فإن المواجهة معها (إيران) قد تُؤجل إلى وقت لاحق.

إذا يبقى العائق الآخر المتمثل في المقاومة العراقية هو الذي يحتاج لمعالجة عاجلة. ولا يوجد علاج ناجع لها ـ حسب وجهة النظر الأمريكية ـ إلا القضاء عليها كليا، حتى تتمكن (أمريكا) من إعادة الأمن إلى العراق، وبالتالي جدولة انسحابها منه بشكل آمن لا يضر بمصالحها في المنطقة.

أما، إيران فلديها مشروعها الذي يهدف إلى السيطرة كذلك على منطقة الشرق الأوسط كاملة كحد أقصى، أو تقاسم السيطرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل كحد أدنى. وبالتالي يمكنها تحقيق حلم تصدير الثورة الذي ظل يراودها منذ تأسيسها.

أكبر العوائق التي تواجه إيران هي هيمنة الولايات المتحدة على المنطقة، والمقاومة العراقية. وبما أن حلفاء إيران هم من يحكم العراق حاليا، حتى وإن كان ذلك بشكل نظري لا عملي، فإنها (إيران) ترى ألا ضرورة تحتم عليها مواجهة أمريكا حاليا، لأنها (أمريكا) ستخرج من العراق في نهاية المطاف، وستكون هي وريثتها في كل الأحوال.

أما المقاومة العراقية، فإن إيران تنظر إليها كخطر كبير يهدد نفوذها المستقبلي في المنطقة، فهؤلاء (المقاومة) باقون لا راحلون كالأمريكيين. لذا فإن إيران لا ترى أن هناك مشكلة في مساعدة أمريكا في القضاء على المقاومة العراقية، مادام أن هذا يصب في مصلحتها أخيرا، بدل أن تضطر لمواجهة المقاومة منفردة بعد الانسحاب الأمريكي.

ومن هنا، كان الاتفاق بأن "أمن العراق"، أو بمعنى أكثر دقة "القضاء على المقاومة العراقية"، هو الموضوع المُلح الوحيد الذي يجب على الولايات المتحدة وإيران مناقشته بشكل عاجل، باعتبار أن جميع المواضيع الأخرى العالقة بينهما، يمكن تأجيلها إلى وقت لاحق.

وجهة نظر أخرى لا يمكن تجاوزها بسهولة تقول، بأن البيت الأبيض يعلم مسبقا ألا فائدة تذكر من إجراء أية مفاوضات مع إيران، فلا هي تستطيع المساعدة في العراق، ولا هي ستتخلى عن برنامجها النووي، لذا فقد كان طلب التفاوض مع إيران من باب مسايرة الضغوط المتزايدة على الرئيس بوش من الشعب الأمريكي ومن الديمقراطيين، والتي تطالب بإجراء مفاوضات مباشرة مع الإيرانيين، حسب ما ورد في تقرير لجنة بيكر ـ هاملتون حول العراق.

وأيا كان السبب أو المبرر لطلب أمريكا هذه المفاوضات، فالنتيجة تبقى واحدة، وهي أن ليس لدى إيران أي جديد يمكنها تقديمه لمساعدة الولايات المتحدة في العراق. لأن حلفاء إيران الذين دعمتهم (إيران) بكل ما تستطيع من وسائل الدعم، مضافا إليهم مئة وسبعين ألف جندي أمريكي، مدججين بأحدث ما أنتجته المصانع الحربية من أسلحة، وخمسة وعشرين ألفا من القوات المتعددة الجنسيات، هم (حلفاء إيران) من يحكمون المنطقة الخضراء حاليا، ويسيطرون على قوات الأمن والجيش والحرس الوطني، ومع ذلك فشلوا سواء في القضاء على المقاومة أو في إعادة الأمن للعراق.

USAMA LADEN غير متصل قديم 03-06-2007 , 05:25 PM    الرد مع إقتباس
بن زمزم بن زمزم غير متصل    
مشرف سوالف الأسلامية  
المشاركات: 592
#2  

ينقل من " سوالف اسلامية "
الى السياسية

بن زمزم غير متصل قديم 17-07-2007 , 05:27 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.