|
عضو شرف
|
|
المشاركات: 7,164
|
#4
|
* أقـــوال فـــي مـــحـــاســـبـــة الـــنـــفـــس *
1- كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى بعض عماله: ( حاسب نفسك في الرخاء قبل حساب الشدة ، فإن من حاسب نفسه في الرخاء قبل حساب الشدة ، عاد أمره إلى الرضا والغبطة ، ومن ألهته حياته ، وشغلته أهواؤه عاد أمره إلى الندامة والخسارة .
2- وقال الحسن: لا تلقي المؤمن إلا بحساب نفسه: ماذا أردت تعملين ؟
وماذا أردت تأكلين ؟
وماذا أردت تشربين ؟
والفاجر يمضي قدماً لا يحاسب نفسه .
3- وقال قتادة في قوله تعالى: ( وكان أمره فرطاً ) [الكهف:28] أضاع نفسه وغبن ، مع ذلك تراه حافظاً لماله ، مضيعاً لدينه .
4- وقال الحسن: إن العبد لا يزال بخير ما كان له واعظ من نفسه ، وكانت المحاسبة همته .
5- وقال ميمون بن مهران: لا يكون العبد تقياً حتى يكون لنفسه أشد محاسبة من الشريك لشريكه ، ولهذا قيل: النفس كالشريك الخوان ، إن لم تحاسبه ذهب بمالك .
6- وذكر الإمام أحمد عن وهب قال: مكتوب في حكمة آل داود: حق على العاقل ألا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه ، وساعة يحاسب فيها نفسه ، وساعة يخلوا فيها مع إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصدقونه عن نفسه ، وساعة يخلي فيها بين نفسه وبين لذاتها فيما يحل ويجعل ، فإن في هذه الساعة عوناً على تلك الساعات وإجماماً للقلوب .
7- وكان الأحنف بن قيس يجئ إلى المصباح ، فيضع إصبعه فيه ثم يقول: حس يا حنيف ، ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟
ما حملك على ما صنعت يوم كذا ؟
8- وقال الحسن: المؤمن قوام على نفسه ، يحاسب نفسه لله ، وإنما خف الحساب يوم القيامة على قوم حاسبوا أنفسهم في الدنيا، وإنما شق الحساب يوم القيامة على قوم أخذوا هذا الأمر من غير محاسبة .
إن المؤمن يفجأه الشيء ويعجبه فيقول: والله إني لأشتهيك ، وإنك لمن حاجتي ، ولكن والله ما من صلة إليك ، هيهات هيهات ، حيل بيني وبينك .
ويفرط منه الشيء فيرجع إلى نفسه فيقول: ما أردت إلى هذا ؟
مالي ولهذا ؟
والله لا أعود إلى هذا أبداً .
إن المؤمنين قوم أوقفهم القرآن ، وحال بينهم وبين هلكتهم .
إن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته ، لا يأمن شيئاً حتى يلقى الله ، يعلم أنه مأخوذ عليه في سمعه وفي بصره ، وفي لسانه وفي جوارحه ، مأخوذ عليه في ذلك كله .
9- وقال مالك بن دينار: رحمه الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا ؟
ألست صاحبة كذا ؟
ثم ألزمها، ثم خطمها، ثم ألزمها كتاب الله عز وجل ، فكان لها قائداً .
10- وقال ابن أبي ملكية: أدركت ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم كلهم يخاف النفاق على نفسه ، ما منهم أحد يقول إنه على إيمان جبريل وميكائيل!!
أخي المسلم الموفق :
قال الإمام ابن الجوزي: أعجب العجاب أن النقاد يخافون دخول البهرج في أموالهم ، والمبهرج آمن!! هذا الصديق يمسك لسانه ويقول: هذا الذي أوردني الموارد ، وهذا عمر يقول: يا حذيفة هل أنا منهم ـ يعني من المنافقين ـ والمخلط على بساط الأمن!!
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: ( ومن تأمل أحوال الصحابة رضي الله عنهم وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ، ونحن جمعنا بين التقصير ، بل التفريط والأمن ) .
هكذا يقول الإمام ابن القيم رحمه الله عن نفسه وعصره ، فماذا نقول نحن عن أنفسنا وعصرنا ؟!
فيا أخي الحبيب:
لا تضيع أيامك ، فإنها رأي مالك ، فإنك ما دمت قادراً على رأس مالك قدرت على الريح ، وإن بضاعة الآخرة كاسدة في يومك هذا ، فاجتهد حتى تجمع بضاعة الآخرة في وقت الكساد ، فإنه يجئ يوم تصير هذه البضاعة فيه عزيزة ، فاستكثر منها في يوم الكساد ليوم العز ، فإنك لا تقدر على طلبها في ذلك اليوم .
|
|
23-04-2001 , 05:31 PM
|
الرد مع إقتباس
|