العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > قـسم المسابقات والثقافة > أنواع التأثير.. في وسائل الإعلام
المشاركة في الموضوع
13
ضيف  
المشاركات: n/a
#1  


قديم 15-01-2000 , 10:23 PM    الرد مع إقتباس
بوعلوي
ضيف  
المشاركات: n/a
#2  

أنواع التأثير
النوع الأول:
تغيير الموقف أو الاتجاه:
المقصود بهذه النظرية هي قدرة وسائل الإعلام من خلال ما تبثه على تغيير نظرة الناس إلى العالم من حولهم من خلال تغيير مواقفهم تجاه الأشخاص والقضايا، فبالتي يتغير حكمهم عليهم.
مثال:
عندما تمطرنا وسائل الإعلام الغربية بعشرات المواضيع الإعلامية المقروءة والمسموعة(معلومات عن السودان الأصولي الذي ينتهك حقوق الإنسان ويرعى الإرهاب.. تكون النتيجة أن القارئ الساذج والمستمع السطحي يغير موقفه من السودان، فتصبح حكومة السودان المسلمة خطراً يهدد الأمن الإقليمي، وتصبح عصابات جون قرنق الصليبي المتمردة أسمها (الجيش الشعبي لتحرير السودان).

فيعني أن من خلال الرسائل الإعلامية(المعلومات) الصحيحة أو المشوهة أو حتى المكذوبة التي تقدمها وسائل الإعلام يشكل الفرد من الجمهور موقفة.

إن وسائل الإعلام أصبحت تؤثر في مواقفنا لأننا أصبحنا نتعرض لها وحدها بطريقة الإدمان. فالنتيجة الطبيعية لحالة التلقي من مصدر واحد هو فهم الأمور والحكم عليها بطريقة واحدة من خلال وجهة نظر واحدة. وفي الغالب تكون ناقصة أو منحازة. لذا فالاتجاه الذي يتشكل لدينا حيال أمر ما بتأثير وسائل الإعلام يحمل الصفات نفسها.. ليس دائماً الصواب.


النوع الثاني:
التغيير المعرفي:
لا بد لأن بالبداية من تعريف المعرفة:
نقول.. هي مجموع كل المعلومات التي لدى الفرد وتشمل الاعتقادات والمواقف والآراء والسلوك…

إن وسائل الإعلام تؤثر في التكوين المعرفي للأفراد من خلال عملية التعرض الطويلة المدى لوسائل الإعلام كمصادر للمعلومات. فعندما تؤثر في طريقة تفكيرنا وأسلوب تقييمنا للأشياء من خلال ما نتلقاه منها من معلومات يؤدي إلى تحول في قناعاتنا في شئ نتاج ما علمناه عن ذلك الشيء.

مثال:
نحن نعرف الحلال والحرم!!
وهذه عقيدة من خلال العلم والمعرفة التي تعلمناها عن ذلك الحلال والحرام.

فتتم عملية التغيير المعرفي عبر عملية طويلة تتنوع فيها جزئيات التكون المعرفي الجديدة التي يراد إحلالها محل المعرفة القديمة.

إن وسائل الإعلام تستطيع أن تحدث تغيراً معرفياً لدى الجمهور متى استطاعت أن توظف المتغيرات، وتوجهها على إيقاع واحد متناغم يعجل بالتغيير المعرفي المنشود حسب الاتجاه الذي تريده.


النوع الثالث:
التنشئة الاجتماعية:
إن البيت والمدرسة والمراكز الدينية( المساجد)، هي مؤسسات ظلت تقوم لزمن طويل بتنشئة الأفراد وتعليمهم السلوك المقبول اجتماعياً.
وبعد أن جاء عصر وسائل الإعلام، صارت لوسائل الإعلام الدور البارز وليس مساهماً فقط، في عملية التنشئة الاجتماعية. فهو يقوم بدور الأب والأم والمدرسة وحتى الشيخ الذي يؤخذ منه الفتوى.

إن كل ما نسمعه أو نراه أو نقرأه لا يخلو من هدف، أو التعبير المتعارف عليه بين المهتمين بعلم الاتصال (الإعلام) ((مشحون بالقيم)). إن استخدام هذا التعبير يشير إلى أن الرسائل الإعلامية سواء كانت في شكل خبر أو فكاهة أو برنامج علمي تسعى إلى إزالة قيمة من القيم وتثبيت أخرى محلها أو ترسيخ شئ قائم والتصدي لآخر. وهذا بالضبط هو التنشئة الاجتماعية في أبسط صورها.

تشعرنا وسائل الإعلام في مناسبات كثيرة أن ما نحن عليه أدنى مما تقدمه لنا وتعدنا به، وهذا ما يجعلنا في حالة لهاث دائمة لنكون بمستوى (مجتمع التلفزيون).
مثال:
الرجل الذي لا تعجبه الطريقة التي تلبس بها زوجته، ولا شعرها الأسود، ولا حيائها من الرجال. يريدها أن تتلوى مثل شيريهان حينما تخرج من البيت إلى السيارة. هذا كمثال بسيط…

إن الطفل هو الضحية الكبرى، فهو يسمع في البيت شئ ويرى في وسائل الإعلام شيئاً آخر مختلفاً ويتعلم بالمدرسة خلاف ذلك كله، وقد يذهب للمسجد ويفاجأ أنه في عالم آخر لا يمت إلى عالمه الذي يعيشه بصلة. ونتيجة لذلك يظهر لنا جيل غير سوي، ومنفصلة اجتماعياً، بسبب التناقض الذي يراه الطفل في المجتمع.


النوع الرابع:
الإثارة الجماعية:
تسمى، وسائل الاتصال الجماهيرية، وهي من أهم خصائص وسائل الإعلام، لقدرتها على الوصول إلى قطاع كبير من الناس.

إيجابياته، خاصية الاتصال بشريحة عريضة من الجمهور.
مثال:
يمكن أن يحرك الجماهير ويستنفر(الإثارة الجماعية) لتحقيق غرض معين، في الحروب مثلاً، استنهاض الحس الوطني، أو في حالة الكوارث.

سلبياته، سوء استخدامه ، في المناسبات.
مثال: أن وسائل الإعلام تصنع قلقاً جماعياً لا مبرر له، فعند أزمة الخليج، أخذت وسائل الإعلام بشكل رهيب من التحذير عن (الحرب الكيماوية) وآثارها إلى إحداث هلع لا مبرر له في أوساط الناس.

وأنسب الأوقات لاستخدام الإثارة الجماعية ونجاحها في حالات الكوارث والأوبئة والحروب. وتسمى فن إدارة الأزمات. أي إثارة الجماهير وتحريكهم لتكيف مع ظروف الأزمة.


النوع الخامس:
الاستشارة العاطفية:

الحب والكراهية والحزن والسعادة والرضا والغضب… هي العواطف…

أن الإنسان عقلاً وعاطفة هو مجبول بالغرائز، والغرائز تخرج عن نطاق السيطرة أحياناً حينما يتم التعدي على قانونها الأساسي. فالأكل غريزة تخرج عن نطاق السيطرة أمام شدة الجوع، والجنس غريزة ستثيرها المشهد العاري.

إذاً .. أين يكمن دور وسائل الإعلام في عملية الاستثارة العاطفية؟!؟
إن كون العواطف لها مثل هذا النفوذ على سلوك الإنسان، هو الذي يمنح وسائل الإعلام هذه المكانة في التأثير في الجمهور. فوسائل الإعلام تتمتع بقدرة متفوقة على التعامل مع عواطف الإنسان من خلال استخدام أساليب عرض مختلفة.

مثال:
تستطيع وسائل الإعلام أن تجعلنا نتعاطف مع الضحية ضد المجرم، بل ونبكي معها حينما تعرض لنا مشاهد المعانة والألم.

بلا شك إن عملية الاستثارة العاطفية من خلال وسائل الإعلام يمكن أن تكون سيئة، بل وخطيرة حينما تتم من خلال استخدام (معلومات) كاذبة ومغلوطة.

مثال:
قد تقم لنا وسائل الإعلام معلومات عن ممارسات قوات الأمم المتحدة في الصومال خاصة قوات الدول الكافرة، تجعلنا نحبها ونتعاطف معها، مع الدور الذي تقوم به، على الرغم مما تقوم به من إيذاء المسلمين هناك.


النوع السادس:
الضبط الاجتماعي:

ويقصد بها (السلطة) الغير مرئية التي يحسب الفرد حسابها وهو يتصرف داخل المجتمع الذي يعيش فيه.


فعلى الرغم من غياب رجل الأمن أو رجل الشرطة يظل الفرد يتصرف بطريقة متفقة مع النظام القائم، بغض النظر عن قناعته أو رضاه بذلك النظام.

هناك ثلاثة أنواع من الضبط الاجتماعي كما فرقهم رايسمان عام 1950:
1-علاقة بأعراف المجتمع وتقاليده.
ويتحقق من خلال مراعاة القيم والأعراف.
مثال: الشرف والعار. من القيم الموجودة في المجمع الإسلامي.

2- داخلي، مرتبط بقيم الشخص وقناعاته.
يتحقق على ضوء المعايير والقيم التي يلتزم الفرد بها.
مثال: أن يتبنى شخص طريقة في التعامل مع الآخرين(كالتكبر والتعالي، أو التواضع والاحترام) فيعرف بها حتى تصبح نوعاً من الضبط الاجتماعي.

3- خارجي، وهو متعلق بقبول الآخرين وموافقتهم.
يتحقق من خلال التزام الإنسان بالتصرف بالطريقة نفسها التي يتصرف بها الآخرون.
مثال: إن الناس اعتادوا على نوع معين من اللباس كالشماغ الأحمر للرجال في مجتمعنا. فلو أراد شخص أن يستبدل اللون الأحمر بالأخضر لما استطاع ذلك بسهولة بسبب الضبط الاجتماعي، الذي يفرضه موافقة الناس وقبولهم.

إن وسائل الإعلام أصبحت من أهم أدوات عملية الضبط الاجتماعي، لكونها:
1- ذات طبيعة جماهيرية.
2- اعتماد الناس عليها كمصدر يكاد يكون وحيداً للمعلومات لغالبية الناس.
3- جعلها قادرة على أن تجمع الناس، إن لم تحدد لهم ما يصح من الأكل واللباس وطريقة الحياة، بل وحتى القيم والمعتقدات.


النوع السابع:
صياغة الواقع:
هي باختصار شديد.. تعديل وتجميل الواقع.

مثال:
قد يكون الفقر والتخلف هو السمة العامة لمجتمع ما، لكن وسائل الإعلام من خلال تركيزها على جزء صغير من المجتمع تعطي انطباعاً مغايراً لما هو عليه، أو تقدم واقعاً مختلفاً إذا أردنا أ نستخدم التعبير المناسب لهذا الموضوع.

وضحنا في المثال السابق كيفية صياغة الواقع، بعرض وسائل الإعلام صورة مغايرة عن الواقع، واتلي بناها الجمهور، كما رسمها له وسائل الإعلام، إذن العملية تقوم بشكل أساسي على الصورة الذهنية.
إن الصورة الذهنية التي ستبقى في عقل الإنسان عن ذلك المجتمع هي تلك الصورة الجميلة التي عرضتها وسائل الإعلام حيث الشريحة الاجتماعية التي تملك قسطاً من التعليم والثروة، والتي تمثل نقطة بيضاء صغير في الصورة المعتمة الكاملة لذلك المجتمع المتخلف الفقير.


النوع الثامن:
تكريس الأمر الواقع:

هي عكس صياغة الواقع.. فوسائل الإعلام تقوم بتكريس ما هو سائد، بدلاً من الابتكار واقتطاع جزء من الحقيقة لصورة المجتمع كله.
فتكريس الأمر الواقع((الموافقة على العقيدة المسطرة)) فوسائل الإعلام تؤثر على الجمهور الذي يتعرض لها فتجعله يقبل ما هو عليه بغض النظر عن خطئه من صوابه.

إن إقرار الأمر الواقع وتبريره، وتقديم المسوغ الشرعي له من قبل وسائل الإعلام يجعل نفوذ النخبة أمراً تلقائياً وطبيعيا ًويحقق لها السيطرة على الجمهور إلى الحد الذي لا يمكن لأي شخص أن يثير تساؤلاً من أي نوع حول صحة ما يجري، أو يناقش الطريقة التي تدار بها الأمور.

مثال على الطريقة التي تعمل بها وسائل الإعلام لتكريس الأمر الواقع:
إن أفضل ما يمكن استخدامه في هذا المجال هو حجم التغطية التي تحظى بها الرياضة في بعض المجتمعات هي نوع من إبراز هذا النشاط وتكريسه على حساب أنشطة أخرى أكثر أهمية للمجتمع، وهذا من نوع تكريس الأمر الواقع القائم على إعطاء الرياضة أكثر مما تستحق رغم الحاجة إلى الاهتمام بجوانب أخرى في المجتمع.


آسف للإطالة..

بوعلي.. يا بعد هلي...

قديم 15-01-2000 , 10:23 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.