أخي الحبيب / الطارق ..
رحم الله والديك الكريمين ورفع الله قدرك في الدارين
ابتداءً .. شكر الله لك حسن متابعتك ..
فلك من الله الأجر .. ولك مني الدعاء والشكر ..
ثانيا ..
كلماتك على قلتها ، وقلة عدد سطورها
تفجر عيوناً من المعاني الكبيرة
وتدفق شلالاً من النور حول معانٍ لا ينبغي أن يغفل عنها
وعلى عجالة أقول :
صدقتَ أخي ، هؤلاء قلة ، ولكن :
التربية القرآنية تقوم على أن تشدك شداً قوياً نحو القمة العالية
وتطالبك أن ( تنوي ) نية صادقة ، وأن ( تحاول ) وتجاهد نفسك للوصول
ولا تشترط عليك أن تصل حتماً
ولكن سياسة هذه التربية ، تقوم على أن الذين يحاولون تلك المحاولة
حتى لو لم يصلوا ، وماتوا وهم يحاولون ،
فسيكونون يوم القيامة مع أولئك الذين وصلوا تماما !!
ألم يرد في الحديث :
من طلب الشهادة بحق ، بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه !
ألم نقرأ في كتاب الله كيف أن الله سبحانه منذ أول سورة في كتابه الكريم
يطالبنا أن نكون من المتقين !! وهل التقوى إلا ذروة الذرا !!
لأنها ثمرة الإحسان الذي هو نفسه ذروة !!؟
ولهذا تجدني _ أخي الكريم _ أحاول أن أترسم خطة التربية القرآنية
أتحدث عن أمور هي في القمة ، لعل صاحب همة يشمر
أو لعل الله يفتح قلبا لينهض في يشمر
أو لعل صاحب قلب غافل يتنبه فيشمر .. وهكذا
ثانيا ..
كون هؤلاء قلة نادرة .. فمتى كان النماذج كثرة !؟
ومتى كان الصفوة كثرة ؟؟
ومتى كان اتباع الأنبياء من المخلصين كثرة ؟؟
بل ألا ترى أن ألماس عملة نادرة ولكن قيمته في ندرته !!؟
وهكذا هنا ..
لا ينبغي أن نسمح لوسوسة الشيطان أن تقطعنا عن النية والتشمير للسفر نحو القمة
فإما أن نصل ...... وإما نصل ...!!!
بل أقول : فإما أن نصل ، وإما أن نموت ونحن نحاول !!
وثقتنا أن الله سيحشرنا مع أولئك الذين وصلوا برحمته ..
أحسب أنني وضحت الواضح
والذي أعرف تماما أنك تعرفه أكثر مني ،
ولكنك بحسن أدبك وروعة خلقك عرضته على هذه الشاكلة
لتثور قلم أخيك وفكره ليقول شيئا ، قد ينفع الله به بعض عباده
فجزاك الله عني خير الجزاء ..
ولا تنسني من صالح دعواتك ايها الفاضل الحبيب