|
مبدع متميز
|
|
المشاركات: 5,287
|
#1
|
( متألقون في زمن الفتنة 8 _ شيخ رباني .. )
بسم الله الرحمن الرحيم
= =
لاشك أن كل إنسان فينا ، لابد أنه قد أعجبَ بشيخٍ أو داعية إلى الله ،
فرآه متألقا في وقفته وهو يتصدى للجموع يرشدها ويذكرها بالله عز وجل ،
ويوقظها من نوم الغفلة ، ويهز قلوبها بآيات الكتاب المبين ، وسنا السيرة المطهرة ،
ومواعظ الصالحين ، واللطائف والطرائف ، ونحو هذا وهذا .
أما أنا فيعلم الله أني أعجبت بكثيرين من هذا الصنف المتميز من الناس ،
وكنت أبقى محملقا في وجوههم ، وقلبي يخفق بالدعاء لهم أن يوفقهم الله سبحانه
فيما يفيضون فيه ، وأن يضع لهم القبول في قلوب السامعين ،
ولعلي أحظى بأجر هذه النية الطيبة ..
وكان من هؤلاء شيخنا الفاضل الحبيب :
الشيخ جابر عبد الحميد حفظه الله ووفقه ورعاه وأيده ..
هذا الشيخ الشاب المتميز بشكل ملحوظ وعجيب ..
لقد رأيته كثيرا ، وهو يتصدى لتلك الجموع ، فيفيض الله على قلبه بما يجعل العيون
تنهمر بشلال دموعها ، وقد يعلو ويعلو النحيب !
وكان يكفي الكثيرين من المتحلقين حوله ، مجرد التطلع إلى وجه الشيخ
حتى قبل أن يتكلم ، لتتحرك قلوبهم بنسيم الحياة ..!!
أما إذا شرع يتلو فيخيل إليك أنك تسمع القرآن لأول مرة في حياتك !
غضا طريا شهيا ، يهز صخور قلبك ويرجها ويزلزلها ، ويعرضها لفيوضات السماء..!
فإذا يسر الله لك أن تقف وراءه في دعائه ومناجاته في جوف ليل ، فلا تسل عن :
صدى تلك النبرات الخاشعة الوالهة ، في زوايا قلبك المنكسر ،
ولا تحس بنفسك إلا وأنت تنوح نوح الثكالى على نفسك الميتة ، أو قلبك المريض !
جرت العادة أن يختم القرآن في رمضان في ليلة السابع والعشرين ، وكانت الجموع تغص بالمكان ،
ويتجاوز الذين يصلون خلفه العشرة آلاف إنسان !
فتسد الطرقات ، وينساح الناس في كل مكان حول المسجد ، ويصلي الكثيرون على قوارع الطريق ..
فإذا شرع يدعو .. وهو في الغالب إذا دعا نسي نفسه ونسي أين هو ، ونسي الدنيا وما فيها !!
إذا شرع يدعو :
تكاد تجزم في تلك اللحظة أن المكان قد عج بالملائكة وهي تتابع هذا النواح من كل مكان ..!
ثم يهزك أن ترى جمهرة غفيرة من الخلق يحرصون على التدافع للسلام على الشيخ ،
رغم أنه أطال الدعاء إلى وقت قريب من وقت السحور ..!
وأقسم أني رأيت مرارا : كثرة كاثرة من هؤلاء يعانقون الشيخ وهم يبكون بكاء الأطفال .. !
وأكاد أجزم أيضا :
أنه في كل رمضان يرى رواد المسجد ، مسلمين جدد يعلنون الدخول في هذا الدين !!
أما التائبون العائدون إلى الله ، من رجال ونساء ، فيسرك أن تعلم أنهم يتوافدون باستمرار ..!
أما إذا أكرمك الله بالقرب منه والاحتكاك به ، فإنك ترى التواضع مجسداً ،
وتجد صدى خفقات قلب الشيخ تسري فيك ، لمجرد جلوسك معه ، ونظرك في وجهه ..!!
ومن هنا فإني لا أشك لحظة أن هذا الشيخ الشاب ، رجل رباني بمعنى الكلمة !
ولقد هممت منذ سنوات أن أكتب فيه كلمات ، ولكني كنت أعجز عن التعبير عما أريد بثه
من مشاعر قلبية تجاه الشيخ حفظه الله ..
وما يأتيني من كلمات لا أرضاه .. وما أرضاه للشيخ لا يأتيني ..!!
ثم رايت أن أكتب فيه شعرا _ رغم قصوري الشديد في هذا الميدان _
فلعل الشعر يفي بما قصر عنه النثر !!
فكانت هذه الكلمات التي قد لا ترقى أن تكون شعرا ، ولكنها تترجم عن مشاعر قلب محب ،
لشيخ جليل يستحق أن تدور الألسنة بالدعاء له والثناء عليه .
ويمكنك أن تتوجه بهذه الكلمات لأي شيخ جليل ، ترى له أثراً في الناس ..
نسأل الله أن يحشرنا مع الصادقين المخلصين تحت لواء حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
وهذه هي الكلمات التي تثور في نفسي كلما رايت الشيخ متألقا في وقفته !
= =
رأيتـكَ تختـالُ في وقفتــكْ *** وأنتَ التواضـعُ في نظـرتكْ
تفيضُ على الجمعِ هديً ونوراً *** وتسري مع الضوْ سنا فكرتكْ
ضميرُ الحيـاةِ يفيْ إليـكَ *** ويصغي ، ينادي على روعتكْ
خطاكَ على الأرضِ روحُ ابتهالٍ *** وتعلو التسابيحُ في رؤيتكْ
وتطربُ روحي إذا ما دعـوتَ ** ويرجفُ قلبي مـع دمعـتكْ
وتُزهرُ دنيايَ منْ كلِ ركـنٍ *** ويظهرُ فيها صـدى بسمتكْ !
وينسابُ نورٌ على وجنتيكَ ** فيكشفُ ما كانَ من خشيتكْ !
أتخشى الإلهَ ، وأنتَ الدليلُ !؟ ** فماذا أقولُ إزا حضرتكْ !!؟
فإني حقيرٌ كثيـر الذنـوبِ ** أجيء كسيراً إلى ساحتكْ !
فأنت دليلي ، دليلُ الحيارى ** تسوقُ القلوبَ سنـا نبـرتكْ
ونعـرجُ حينَ نراكَ سمـاءً *** وراءَ سمـاءٍ ، إلى جنتكْ !
وننسى دخانَ الحياة الكثيف *** وتحيا النفوس على خطبتكْ
ويعزفُ صوتُكَ نغمَ السماءِ *** يهزُ القلوبَ صدى خشيتكْ
نمدُ إليكَ عيونَ القلوبِ *** لتُـسقى النفوسُ على راحتكْ !
عظيماً أراكَ تهز الحياةَ *** بنورِ الكتابِ ، على نبرتك
فنعمَ الدليلُ إلى المكرماتِ *** تقودُ الجموعَ ضيا عَبرتكْ
هكذا نحسب الشيخ الجليل ، ولا نزكي على الله أحداً ..
ولكن الذين يعرفون الشيخ عن قرب ، سيعلمون يقينا أن هذه الكلمات لا تفي للشيخ حقه ،
وأنها أقل ما يمكن أن يقال عن الشيخ حفظه الله ،
وحسبنا أننا حاولنا أن نترجم مكنون حبنا للشيخ بمثل هذه الكلمات القاصرة ..
والله نسأل ان يجازيه خير الجزاء ، وأن يكرمه بخير الكرامات وارفعها ، وأن يرضى عنه ويرضيه
ويبارك فيه .. ويضع له مزيداً من القبول في قلوب الناس ..اللهم آمين
- - -
تبقى كلمة في الخاتمة ..
لقد استمعت إلى عدد من أشرطة الشيخ ، فوجدت البون شاسعاً بين سماعك له مباشرة
وجلوسك بين يديه ، ونظرك في وجهه ، وبين أن تسمعه عبر آلة تسجيل ..!!!
في الحالة الأولى تجد بركة الجلوس إليه والنظر في وجهه بشكل لا يخفى ، وبشكل مباشر ،
وفي كثير من الأحيان تجد هذا حتى قبل أن ينطق بكلمة !
|
|
06-04-2006 , 09:34 AM
|
الرد مع إقتباس
|