أقرأ في هذه الأيام كتاب الدكتور غازي القصيبي ( حياة في الادارة ) وهو كتاب جميل وميسر لكل الأشخاص سواء متخصصين أو من عامة الناس .. فأسلوبه سلس وبسيط ومفيد .. أنصحكم بقراءته
يقول الدكتور في إحدى جنبات الكتاب ..
تعلمت من دراستي المتعمقة لأحد كبار علماء السياسة الألمان ( هانس مورجنثاو ) الذي كتبت عنه رسالة الماجستير .. يرى هذا الباحث أن السياسة كانت منذ الأزل وتبقى إلى الأمد صراعا على القوة .. ومالمقصود بالقوة ؟؟ محاولة إخضاع الآخرين لسلطة المرء . يمضي مورجنثاو فيقول إنك لاتستطيع أن تخضع الآخرين لسلطتك , أي تجعلهم ينفذون ماتريد أن ينفذوه ويمتنعوا عما تريد أن يمتنعون عنه , إلا عن طريق ثلاثة دوافع :
الرغبة في الثواب , أو الخوف من العقاب , أو الحب والإحترام .
كل هذا يهم عالم السياسة .. فماذا عن الإداري ؟؟
الدرس الإداري الكبير الذي تعلمته وقتها ولم أنسه حتى الآن يتعلق بترتيب الأولويات .. عليك بتحفيز الآخرين عن طريق الحب والإحترام , أن تحبهم فتجعلهم يحبونك , وتحترمهم فتجعلهم يحترمونك , وسوف تجد كل رغباتك قد تحققت .. عندما يتعذر الوصول إلى الهدف عن هذا الطريق لك أن تلجأ إلى الإغراء بالثواب .. عندما يفشل هذا المسعى , وعندها فقط , لك أن تلجأ إلى آخر العلاج , العقاب أو التلويح به .. كان هذا هو الأسلوب الذي اتبعته في التعامل مع كل من عمل تحت رئاستي .. هنا فرق شاسع بين من يطيعك حُبَّاً ومن يطيعك خوفا ..
إنني مؤمن إيمانا جازما أن القائد الإداري يخطئ خطأ فادحا عندما يستخدم أسلوبا عنيفا في سبيل الوصول إلى أهدافه إذا كا بوسعه إستخدام الرقة .. كما أن القائد الإداري الذي يجبن عن استخدام الشدة , حين لايكون هناك بديل , هو إنسان لايستحق أن يوضع في موضع القيادة .. شعرة معاوية الإدارية , التي تُشدُّ وتُرخى , هي التي تشكّل الفرق بين المدير الضعيف و المدير الفعال والمدير الطاغية ..
أعتقد بأن الكلام فيه فائدة كبيرة