العودة سوالف للجميع > سـوالـف الجمـيــــــــع > سـوالــف إســلامــيـة > يا ضعيف الهمة ويا قليل العزم
المشاركة في الموضوع
النعمان النعمان غير متصل    
مبدع متميز جداً  
المشاركات: 4,062
#1  


ضعف الهمة وقله العزم مرض انتشر وداء استفحل وللأسف كثُر عند من سيماهم الخير والصلاح
وما ابرأ نفسي ولكن هناك من يقول أن اختلاف العصر وكثرة الفتن سبب لهذا الضعف ولكنه
عذر اقبح من حجه .
ولذلك رأيت نقل صور من علمائنا المعاصرين دليلاً على أن الإنسان يستطيع بعد توكله على الله أن يقوى همته ويرفع من عزيمته ولقد وجدت في الكتاب الماتع والسفر النافع الذي لا يستغني عنه المبتدى في الطلب ولا المتقدم فيه (( المشوق إلى القراءة وطلب العلم )) للشيخ / على بن محمد العمران – حفظه الله – عن العلماء المعاصرين ص 65 :
((*فهذا الشيخ العلامة جمال الدين القاسمي يقول عن نفسه وهو يتكلم على علو الهمة في كتابه (الفضل المبين ) : [وقد اتفق لي بحمده تعالى قراءة صحيح مسلم بتمامه رواية في أربعين يوماً وقراءة سنن ابن ماجة كذلك في واحد وعشرين يوماً وقراءة الموطأ كذلك في تسعة عشر يوماً وقراءة تهذيب التهذيب مع تصحيح سهو القلم فيه وتحشيته في نحو عشرة أيام .
فدع عنك أيها اللائم الكسل واحرص على عزيز وقتك بدرس العلم وإحسان العمل ] وذكر فيه أيضاً (ص 363) أنه قرأ ( تاريخ دمشق ) لابن عساكر وقد طبع هذا التاريخ الآن في سبعين مجلداً .
**وهذا الشيخ محمد بدر الدين الحسني العلامة المحدث ( حفظ الصحيحين غيباً بأسانيدهما
ونحو (( 20الف)) بيت من المتون العلمية ) ،كان شديد التشاغل بالعلم والعكوف على طلبه والانقطاع إليه حتى بلغ من ذلك شيئاً عظيماً ، قال الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله - :
( بل كان يجلس في الليل ليقرأ فإذا غلبه النعاس اتكأ برأسه على وسائد أعدت له فأغفى ساعتين أو ثلاثاً من الليل متقطعات ومن النهار ساعة ) وقال : ( كان يقرأ دائماً لا يشغله عن القراءة إلا أن يكون نائماً أو في صلاة أو في طريقه للمسجد إلى البيت ، ما فارق الكتب قط ولا استعان على النظر بنظارة ، وقد مات حديد البصر صحيحه وما أحب في الدنيا غير الكتب ………فكان يشتري الكتاب يسمع به ولو كان مطبوعاً في أقصى الهند ، ويشتري المخطوط ولو بوزنه ذهباً ولا يدع كتاباً حتى يقرأه أو يتصفحه تصفح المتثبت ……)
*** ومثال حي كان بين أظهرنا لشهور مضت هو العلامة الأديب البليغ صاحب القلم الأنيق والعبارة الرشيقة الشيخ علي الطنطاوي – رحمه الله – له مقال في الذكريات عنوانه (( شغلي الدائم المطالعة )) ذكر فيه ولعه الدائم بالمطالعة من صغره وهو في المدرسة الابتدائية بدون إرشاد مرشد ولا تعليم معلم ثم قال :( فأنا اليوم وأنا بالأمس كما كنت في الصغر أمضى يومي أكثره في الدار أقرأ وربما مرّ علي يوم أقرأ فيه ثلاثمائة صفحة ومعدل قراءتي مئة صفحة من سنة 1340 الى هذه
السنة 1402اثنا وستون سنه احسبوا كم يوماً فيها ، واضربوها بمئة ، تعرفوا كم صفحة قرأت .
أقرأ في في كل موضوع حتى في الموضوعات العلمية ………).
وله في المذكرات – أيضاً حديث عن قراءته ومقدارها مع اشتغاله بالقضاء في دمشق ( كل يوم ثلاثون قضية ) مع الإشراف على مجالس التحكيم والعمل رئيساً لثلاثة مجالس الأوقاف والأيتام والمجلس الأعلى للكليات الشرعية مع إلقاء دروس في الكلية والثانوية للبنين والبنات وكان إلى جانب ذلك خطيب جمعة ومحاضراً في النوادي ، وله أحاديث في الإذاعة وكتابه يومية في إحدى الجرائد .
ومع ذلك كان يقرأ كل يوم مئتين أو ثلاثمئة صفحة ، قال : ( وأنا مستمر على ذلك من يوم تعلمت القراءة وأنا صغير ، أي : من نحو سبعين سنه إلا قليلاً ، أصرف فضل وقتي كله في القراءة ).
ولو ذهبت استقصى أخبار علماء هذا القرن المنصرم لجاء كتاباً برأسه !! لكن حسبي هنا ما ذكرت
وكفى به عبرة لمعتبر ومن أراد التوسع فليراجع تراجم أهل هذا القرن وهي كثيرة [مثل ( المعاصرين) لمحمد كرد علي و"( نزهة الخواطر ) المجلد الثامن لعبد الحي الحسني و( الاعلام ) للزركلي و( ذيول الأعلام ) و( علماء ومفكرون عرفتهم ) للمجذوب ]ا.هـ
جزاك خيراً يا شيخ / علي لقد أمتعتنا بفوائد وفرائد من كتابك المشوق .
وماذا بعد ذلك يا ضعيف الهمة …………………
والله أعلم .


النعمان غير متصل قديم 05-03-2001 , 06:36 AM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.