العودة سوالف للجميع > سوالف شخصيه وثقافيه ادبيه > سوالف الأدب والثقافة > .. كَيف هو.. حالُّ دياري؟ ..
المشاركة في الموضوع
لمياء لمياء غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 691
#1  
.. كَيف هو.. حالُّ دياري؟ ..


.. من رسائله إليها ..

.. الرسالة " .. " ..

إليكِ يا وطناً يسكنني،

لا أدري لمَ انتابني شعوراً جارفاً أنني سأتلقى ردّاً منك على رسالتي الأخيرة، بتُّ بهذا الشعور نشيطاً بصورة غريبة، أقوم كل صباح بنشاطٍ غير معتاد، أهرع إلى صندوق البريد أتفقده و لاستغرابي لا أشعر بالمرارة التي كنتُ أشعر بها حين أجده فارغاً منكِ، فهناك أملٌ أقوى من صندوق البريد الفارغ يهزم المرارة و الخسارة المغيّبة عني و التي تلوح في الأفق، أكاد أجزم يقيناً أن حدثاً سعيداً سيلوح لي قريباً منكِ، لا تستغربي،و لا تستهزئي بحدسي فلم أقصد كاهناً أو عرافة، بل قصدتُ قلبي أسأله، و هو من أكدّ لي بأغلظ المواثيق أنك لا محالة قادمةٌ، و أنني سأحظى بك من جديد، أو على الأقل سأمتلك منك كليمات تبعث الروح من جديد في جسدي الواهن، لا أدري كم استمرّت تلك الحالة العجيبة من التفاؤل والترّقب المبهج، أسبوعاً، أسبوعين، شهراً، لا أدري، لم أكنّ أحسب الأيام، لقد كانت تمرّ ضاحكة مستبشرة تتلوها الليالي متفائلة زاخرة بالأمل و ترقب الأفضل الذي حتماً سيحدث.

حسن، لك الآن أن تستغربي أو تستهزئي إن شئتِ من نبوءة لم تتحقق، و بشارة وهمٍ كذبتُ بها على نفسي، و صدقتها، و عشت متمسكاً بتلابيبها، فتركتني للملل بعد الأمل، و للوهم بعد الحلم، إنّما ذاك ما حدث، حلماً كان أم وهما، أم أملاً.

الأمل؟، كم ترعبني هذه الكلمة، أتعلمين أنني لم أستعملها منذ زمن بعيد، منذ أن دوّنت فلسفتي الخاصة (اللاأمل)، كنت أقول لنفسي : لا تؤمن بالأمل لتجد خلاصك، الأمل يعني أنك تنتظر شيئا، يأتي فتتغيّر حياتك، لهذا عليك أن تؤمن (باللاأمل) فتتحرر من انتظارك لهذا الشيء الذي سيأتي، و لا يأتي، فليس ثمة شيء تخبأه الأيام إلا موتكَ. هكذا كنتُ أحدّث النفس دائماً إلى أن استولى علىّ ذلك الشعور القويّ الذي حدثتكِ عنه قبل قليل، لذا سأتجاوز هذه النظرة التشاؤمية وانجرف خلف شعوري و أصدقه، و أنتظركِ تأتيني عبر صندوق البريد.

امرأتي النقية،لم أكن وحدي الذي ينتظرك، العصافير، القطة، زهور الشرفة، و الحسّون، جميعنا عشناك أمنيةً نُفيق على أمل تحقيقها كلّ صباح، و نغفو كل ليلة نحلم بها، كل صباح كان بالنسبة لنا مهرجاناً من الفرح، يحتفل به كلّ الكون، الغريب يا غربتي، أنه كان احتفالاً صامتاً، إنّما رُغم صمته، كان صاخباً بصورة لا تُصدّق، و كأنما كان الجميع متواطؤاً مع الفرح على تعاطيه بكل هدوء صاخب، هل شعرتِ به مثلنا، حتماً فعلتِ، فمثلك من الشفافية حتى تشعر بفرحنا و حزننا، أقصد أنا و بيتكِ و كل أصحابك هنا، الذين يقتلهم الشوّق لكِ، مثلي أنا.

.
.
.

.. يتبع ..


لمياء غير متصل قديم 13-01-2005 , 10:40 PM    الرد مع إقتباس
لمياء لمياء غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 691
#2  



انتهى الحلم كما بدأ، وهماً، و انتكست الأماني انكساراً يُثقل الخُطى و يعلو الوجوه الكئيبة، وجهي ، و العصافير، القطة، زهور الشرفة و الحسّون المسكين، أتعلمين أنه لم يرحل عني، استغرب وفائه الجميل، أتُراني أنا مثله وفيّاً لك، أم أنتِ الخائنة؟، أم ترانا كنّا جميعاً خونة أو أوفياء، كم تلاعبت بي المفاهيم بعد رحيلكِ، و كم من راسخٍ من الأمور تخلخل، فأقلق الروح التي باتت تلملم حكايتها و تستعدّ للرحيل.

لقد كرهتك أتعلمين، نعم بتُّ أمقتك، و أمقت تلك اللحظة التي أضافتك إلى حياتي، لربما لو لم تكوني ذات لحظة معي، لو لم يتقاطع دربي مع دربك، لو لم يسطع نورك الباهر و يربكني، لمضت حياتي على وتيرتها الرتيبة الهادئة، و لكنتُ سعيداً الآن، سعيداً أنني لم أذق طعم الفرح الكامل، و الذي بدونه يبقى كل شئ ناقصاً، عندها لا نفرحُ أبداً، وننسى طعم السعادة الذي كان يكفينا، إنه العذاب الذي لا ينتهي.
لو لم تكوني في حياتي، ما كنتُ اشتكيت من جراحات الغياب و الاشتياق، نعم إنّه خطؤك أنتِ، أقفر المكان بعدكُ، ما تبقى لي منك إلا خيال ذكريات، ظلُّ موقد كئيب يشخص إلىّ مطالباً بدفء مضى لن يعود، وعصفور مهاجر، هاجرت الروح معه نحوك، و أضعتُها، من وقتها ما وجدتُ روحي، نائحةٌ هى الآن في الطرقات، ضائعةٌ مشتتة، مرتحلةٌ هى روحي مع الريح، تسكن الجبال الموحشة.

كانت فراشة لجوجة تنشد دفء شمعة أحرقتها، فاكتوت بالضياع و عادت تداوي الحرق و الجرح، تواسيها السنونوات الحزينة، كرهتكِ، و أعلنتُ هذه الكراهية للعصافير، و القطة، و زهور الشرفة، و الحسّون، و السنونوات الحزينة، و روحي.

أتعلمين ماذا حدث عندها؟، نبذني الجميع لأجلك، وجدتهم جميعهم جبهة ضدي، و لأجلك خاضوا حرباً صامتةً أبلغ من صمت الحكايات، أيتّها المرأة الحاضرة الغائبة، المنتصرة دوماً، لم لا تنفع التعاويذ ضدك؟، أنت الطلسم و المفتاح، و أنتِ الحرّب و السلاح، و ما أبلغكُ من سلاح، أكرهتك حقا؟، إنها الكراهية الجميلة، أنتِ، يا أجمل انتصاراتي.
.
.
.

.. يتبع ..

لمياء غير متصل قديم 14-01-2005 , 12:41 PM    الرد مع إقتباس
إرث أحزان إرث أحزان غير متصل    
مبدع نجد .... الرياض  
المشاركات: 2,203
#3  

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



...جميل ...

ولكن ..:

إقتباس:
لا أدري لمَ انتابني شعوراً جارفاً أنني




:blink: :blink: :blink:

راجعي الاعراب

أجمل تحية

إرث أحزان غير متصل قديم 15-01-2005 , 05:18 AM    الرد مع إقتباس
لمياء لمياء غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 691
#4  



.. مساؤك الخير .. إرث أحزان ..

.. ألا تدري إن " الزين ما يكمل " :rolleyes: ..

.. حسنٌ .. للإعراب ..

.. انتابني : فعل و فاعله مقدر تقديره أنا

.. شعور : أعتقد أنه مفعول به لازم نصبه ..

.. و إن كنت ستقول أنه مرفوع بالضم فأخبرني السبب و لك مني الإمتنان .. :think:

.. أرق تحية ..

لمياء غير متصل قديم 15-01-2005 , 06:36 PM    الرد مع إقتباس
لمياء لمياء غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 691
#5  



لا أدري أيتها البهية كيف سيتواصل افتتاني بكِ، وأنا أرتعش فرقاً كلما عجز القلم عن البوح، أيخونني القلم أم هى الروح عاجزة؟، أأحكي عن زمن قد انتهى، و انتهت به الحكايات؟ أأحكي عن الكهل الوحيد يتلظى بوحدته، حتى وسادته سئمت شكواه، و ما عادت تبالي بدموعه و الآلاف من أحلامه و أوهامه و حكاياته التي يرويها لها، لها وحدها، كبطولات يستدركها في الوقت الضائع، أحقاً ما عدتِ تُبالين بكهلكِ؟، أحقاً كان وقتا ميتاً لا ضائعاً هو كهلك؟، هو وحيد بلا قنديل يضئ ظلمته، بلا نور ، بلا صباحً أضحى هو، مرتحلٌ كهلكِ إلى أزمنة تضاءلت فأضحت خيالات تروي أحلامه اليابسة.


ما أجملك أيتها القصيدة، حين تأتين كسحابة تروي القاحل من أرضي، سحابة أنتِ، سحابة تحمل في طيّاتها بارقٌ يُطاردني أَلَقِه على السطور، خصب السنين أنتِ، و أنا من امتشق الظلام يكتب حبه الأول، يكتبكِ شمعة أنارت تلك اللجّة، دون غياب.


قبل أن تورق البراعم، قبل أن يزعج صمتك أصوات الآخرين، بالله أخبريني ، أما زلتِ تؤمنين، أن تحت البريعميات الخضر اليانعات، المختفيات تحت عمالقة الشجر، ينام الحب بهدوء، لا يريد إزعاجًا، إيقاظاً من البشر، أما زلت تؤمنين أيتّها الشاعرة، أنّ النجوم ذات ليلة سعيدة، ستنثر الفرح على أرض بني البشر، و رذاذ الفرح يتعلق بأقواس قوس قزح، و يتغلغل في الأرواح الحزينة، رذاذ الفرح يا فرحي هو ما أصابنا أنا و بيتك الريفي القديم و أصحابك هنا، فانتابتنا موجة الأمل تلك.


كنتُ تقولين، أن النجوم حين تنثر الفرح، ستورق الأرض الجدب، و تتعملق برعيمات الحب الغافي، فيستيقظ، ليستيقظ النور، و تبدأ الحياة، أما زلتِ تتتبعين بصيص النور؟، إذاً، مرّي من هنا لنعلم أيّ طريقٍ سلك النور.

أَو تكون ذواتنا في حد ذاتها وهى تتبع درب النور دراماتيكية الخيال و كنهه العميق، ألسنا نجهل من نحن في أحيان، و أحيان نظن أننا عرفنا من نكون، ثم لا نلبث أن نبحث و نبحث ، و نجدد، و نغيّر، أين نحن إذاً؟.

هناك نظرية تقول - هذه النظرية حقيقة و ليست مثل باقي أساطيري يا صغيرتي - أننا لسنا نحن، أنت يا من هو أنت لست أنت في واقع الحقيقة أو في حقيقة الواقع أو الخيال، قلّب وجوه المرآة آلاف المرات، ربما، ربما تصل إلى جزء من أنت، أتُراني عرفتكِ ؟ أتُراني عرفتُ نفسي؟، أتُراني وصلتُ إلى ذلك الجزء، لا أدري، إنما ما أعرفه، أنّ ذكراك هى هطول المطر على أرضي اليابسة، وقلبي الذي ما تبقى له غير الجراح.

نهضتُ هذا الصباح مثقلاً بخيبة الأمل، كم هى قاسيةٌ خيبة الأمل، إنّها تترك الجروح لزجة ملتصقة بالقلب فتُحدث فجوة موجعة فيه، فراغاً أسوداً يقتلنا، و لا يقتلنا، تحسست ذقنيُ، تحتاج إلى حلاقة، مررّت بشفرة الحلاقة سريعاً على ذقني، فيما مضى، و أنا في بدايات الصبا وأعتاب الرجولة، كنت أحب أن أجرح نفسي كي تسقط نقطة دم في الماء فأشاهد اختلاط الدم بالماء وتحوله إلى لونٍ أشبه بعصير الرمان، أظن الدمويين يحبون الرمان، هل كنتُ قاسٍ؟، لربّما كنتُ كذلك على نفسي، لكن هذه اللعبة لم تعد مسليّة بالنسبة لي، لقد تركت مهمة جرحي للحياة و البشر.

حين صافح الماء وجهي ليزيل بقايا النوم والصابون العالق عليه رفعت رأسي، فوقعت عيني على شخص يتوسط المرآة، شخص يشبهني ولا أعرف من هو، باغتني بسؤال حاد ومربك:

- من أنت؟
- من أنا؟ ، إن كان السؤال عن كنهي، فأنا لا أعرف، وهذا يحزنني، أليس محزناً أن تدور حول الشمس كل هذه المرات ولست أدري كم من المرات دار القمر حولي، ثم أكتشف أني لا أعرفني.

عندها هربت للكتابة إليكِ، الكتّاب الكبار يقولون أنهم يكتبون ليصلحوا العالم، أنا أكتب لكِ ولنفسي علني أدلني و أدّلك عليّ، أحيانا حين لا أجد ما أكتبه، أنصت لفيروز وهي تغني لطفل اسمه (شادي) ، أنا أحب شادي بل أرى أنني هو الذي رحل ولا أحد يعرف إلى أين، حتى هو لا يعرف إلى أين رحل، نعم أحياناً كثيرة أرى أنني أنا من رحل لا أنتِ، حين يعود (شادي) من غيابه، سأكمل ما بدأته علني أعرفني، وأعرفكِ، أو هل يجب أن أقول علّكِ تعرفينكِ، و تعرفينني.
.
.
أيتّها الروح من أنتِ.. ومن أنا؟


لمياء غير متصل قديم 15-01-2005 , 06:39 PM    الرد مع إقتباس
إرث أحزان إرث أحزان غير متصل    
مبدع نجد .... الرياض  
المشاركات: 2,203
#6  

مالك لوا ....

انتاب ..: فعل ماضي ...

الشعور الفاعل ... ( من الذي ادى الفعل ..؟ من الذي انتاب انتي والا الشعور )

وانتي المفعول به ... من الذي وقع عليه الفعل؟؟ ..


غلطة الشاطر بعشرة ..


إقتباس:
أيتّها الروح من أنتِ.. ومن أنا؟


فماذا قلت وماذا قالت ؟


أجمل تحية

إرث أحزان غير متصل قديم 16-01-2005 , 02:16 AM    الرد مع إقتباس
لمياء لمياء غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 691
#7  



.. مساؤك السعادة .. إرث أحزان ..

.. فتح الله لك فتوح العارفين برحمته ..

.. صادق امتناني لقراءتك الفاحصة المدققة .. :p

.. سبحان الله .. "انتابني" جملة فعلية كاملة .. !!! ..

.. ليس لي في اللغة العربية الكثير للأسف الشديد .. و ما أكتب إلا اجتهاداً ..

.. أرق تحية ..

لمياء غير متصل قديم 17-01-2005 , 10:55 PM    الرد مع إقتباس
shahnaz shahnaz غير متصل    
مبدع فائق التميز  
المشاركات: 5,561
#8  








بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

المباركة .. لمياء ...

سرد قصصي ممتع و مشوق ..


.. تابعي باركك الله ..


.. وعيدكم مبارك ..










shahnaz غير متصل قديم 20-01-2005 , 02:56 AM    الرد مع إقتباس
لمياء لمياء غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 691
#9  



.. مساؤك الجمال أيّتها البهية .. شهناز ..

.. أعيادك سعيدة بإذن المولى .. ..

.. لمرورك الإمتنان و التقدير ..

.. أرق تحية ..

لمياء غير متصل قديم 21-01-2005 , 10:30 PM    الرد مع إقتباس
بنت مصر بنت مصر غير متصل    
عضو نشيط فى بيتنا  
المشاركات: 208
#10  

الأخت لمياء



شدتنى كلماتك البليغة وأثرت فى أيما تأثير



تقبلى تحياتى

بنت مصر غير متصل قديم 07-04-2006 , 10:50 PM    الرد مع إقتباس
HaDeeL HaDeeL غير متصل    
مبدع الشارقة عاصمة الثقافة  
المشاركات: 2,117
#11  







اني ..

انتظر ...


اكثر و اكثر ..


من هذا النثر ..



كأني .. اذوق حلواك .. لأول مرة ..




تحياتي ... لصاحبة العذوبة ..




HaDeeL غير متصل قديم 08-04-2006 , 04:28 PM    الرد مع إقتباس
layoonah layoonah غير متصل    
عضو جديد  
المشاركات: 76
#12  

سلمت انا ملك لمياء
جميل جدا
جلبت المتعه الى فؤادي
وفقك الله :-)

layoonah غير متصل قديم 11-04-2006 , 09:35 PM    الرد مع إقتباس
لمياء لمياء غير متصل    
عضو نشيط جدا  
المشاركات: 691
#13  


.. بنت مصر .. HaDeeL .. layoonah..

.. أرق تحية ..

لمياء غير متصل قديم 13-02-2007 , 10:58 PM    الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


[عرض نسخة للطّباعة عرض نسخة للطّباعة | ارسل هذه الصفحة لصديق ارسل هذه الصفحة لصديق]

الانتقال السريع
   قوانين المشاركة :
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة لا بإمكانك إضافة مرفقات لا بإمكانك تعديل مشاركاتك
كود في بي vB متاح الإبتسامات متاح كود [IMG] متاح كود HTML متاح



لمراسلتنا - شبكة سوالف - الأرشيف

Powered by: vBulletin
Copyright © Jelsoft Enterprises Limited 2000.